عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية الدوكالي
الدوكالي

المشاركات: 3,591
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: الرياض
الدوكالي غير متواجد حالياً  
قديم 2011-10-06, 09:59 AM
 
حرب اقتصادية بين المغرب والولايات الـمتحدة

حرب اقتصادية في الأفق بين المغرب والولايات الـمتحدة
جودة الزيتون المغربي تثير حنق الأمريكيين


يبدو أن هناك حربا من نوع خاص تلوح بين المغرب وأمريكا ويتعلق الأمر بحرب الزيتون. فبعد حرب الطماطم بين المغرب وإسبانيا، اتهم منتجو الزيتون الأمريكيون المنتجين المغاربة بالاستفادة من دعم من الحكومة الفدالية الأمريكية.
ولم يستسغ منتجو الزيتون الأمريكيون، خصوصا في كاليفورنيا التي تعد الولاية الأولى من حيث إنتاج هذه المادة، الأمر بسهولة، حيث قاموا في الأسابيع الأخيرة بالتصعيد ضد الحكومة الفدرالية الأمريكية.
وفي هذا الإطار نقلت صحيفة «سان فرانسيسكو غيت» بأن مزارعي الزيتون في أمريكا يتهمون حكومتهم بتقديم مساعدات فلاحية لبلدان في طريق النمو، من ضمنها المغرب، متناسين بذلك مصالح الفلاحين الأمريكيين، والظرفية التي يعرف فيها الإنتاج الأمريكي مجموعة من المشاكل، بسبب الأمطار والرياح القوية، التي عرفتها البلاد في الآونة الأخيرة، والتي دمرت جزءا كبيراً من الإنتاج، الذي انخفض بنسبة 67%، مقارنة مع السنة الفارطة، حسب إحصائيات كتابة الدولة الأمريكية في الزراعة.
وأضافت الصحيفة أن التهديد بالنسبة للمنتجين الأمريكيين لا ينحصر فقط في سوء أحوال الطقس والتحولات المناخية، وإنما في الدعم الذي تقدمه واشنطن.
وتقوم مؤسسة تحدي الألفية، وهي جهاز حكومي أنشئ سنة 2004 من طرف الكونغرس الأمريكي، بهدف تقليص حجم الفقر وتحسين مستوى عيش سكان 23 بلداً في إفريقيا وجنوب أمريكا. وإضافة إلى المغرب، تستفيد من هذا الدعم بلدان غانا والهوندراس ومالي وأرمينيا وتانزانيا ومونغوليا، بمبلغ يقدر بسبعة ملايير دولار.
والمغرب يتلقى من هذا الغلاف المالي مبلغ 697.5 مليون دولار، وهو يعد البلد الثاني الذي يتلقى ثان أكبر مبلغ بعد تانزانيا. ويخصص نصف هذا المبلغ لتنمية أشجار الفواكه مثل الزيتون واللوز والنخيل والتين وهو برنامج يشمل 25 إقليما، سواء التي تعاني الهشاشة أو المناطق البور، أي المناطق الجافة، وكذلك المسقية والواحات.
ويذهب النصف الآخر من المبلغ إلى دعم الصناعة التقليدية والصيد التقليدي والمقاولات.
لكن المشكل هو أن كاليفورنيا هي أيضا منتج كبير للزيتون والتمور والتين واللوز، وهو ما دفع رئيس مجلس إنتاج زيت الزيتون بهذه الولاية إلى التعبير عن عدم رضاه تجاه ما تقوم به الحكومة الأمريكية، موضحا أن المنتجين الأمريكيين في وضعية صعبة لمنافسة دول تدعمها حكومته، لذلك بات من الضروري مواجهة الدول التي تتلقى هذه المساعدة.
وذكرت صحيفة «سان فرانسيسكو غيت» أن منتجي الزيتون الأمريكيين استثمروا في السنوات الأخيرة ملايين الدولارات من أجل اقتناء معدات لقطف الزيتون. وبما أن الزيتون فاكهة يتم جنيها غالبا باليد بسبب هشاشتها، فإنه يتطلب الكثير من الوقت والمجهود، لذلك فإن هؤلاء المنتجين يتأسفون لكون أموال باهظة تذهب إلى المغرب بدل منحها للمنتجين الأمريكيين لجلب تقنيات جديدة من أجل محصول جيد، وهو الأمر الذي دفع أغلب المنتجين إلى الاتجاه إلى زراعات أخرى بديلة للزيتون مثل زراعة اللوز .
بالمقابل، صرح المسؤولون بمؤسسة تحدي الألفية أن مبالغ الدعم المقدمة للمغرب لا تستخلص من أموال المنتجين الأمريكيين، وذكر باتريك فاين، نائب رئيس المؤسسة، في تصريح لصحيفة «سان فرانسيسكو غيت» أن هذه الأموال تقدم لسكان العالم القروي والفقراء من أجل رفع مدخولهم وليس من أجل منافسة المنتجين في كاليفورنيا.
وأضاف أنه يجب انتظار سنتين أو ثلاث من أجل أن توتي أشجار الزيتون بالمغرب ثمارها وتصبح جاهزة للتسويق على أعلى مستوى، وعند جنيها وعصرها سيتم تصديرها لإسبانيا وبلدان أوروبية أخرى.
ومنذ بداية هذه السنة، ثم غرس 19 ألف و500 هكتار بأشجار الزيتون و2000 هكتار بأشجار اللوز لفائدة 11 ألف مزارع بالمناطق الشتوية بالمغرب. وقد بلغ حجم هذه المشاريع 410 مليون دولار أمريكي (ما يعادل 3.6 ملايير درهم) في الثلاث سنوات الأولى، حوالي 59% من الميزانية الإجمالية المقدمة من مؤسسة تحدي الألفية.
وفي انتظار نمو الأشجار المدعمة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، يشتري المغرب أسلحة أمريكية. فقد تسلم في غشت المنصرم الدفعة الأولى من 24 طائرة حربية (16 . F)، تم طلبها سنة 2009 في إطار تحديث أجهزته الحربية، بمبلغ يقدر بـ 2.4 مليار دولار (33.11 مليار درهم)، أي 5 مرات مبلغ الدعم الأمريكي.
__________________

رد مع اقتباس