هيئة الأمر بالمعروف في شمال أفريقيا \ فطيمة المراكشية
04 \ 12 \ 2011م
هيئة الأمر بالمعروف ستضع رحالها في حكومات شمال أفريقيا
بعد أن خرجت تونس ومصر وليبيا منتصرة في ثورة الشعب على الأنظمة السابقة , تنفست الأرض والعباد الصُّعداء بعد أن من الله عليهم من هذا الفضل أن أطاحوا بحكومات كانت دفة حكمها أغلب بنود دستورها يضع الغشاوة على عين الشرع , ويتمسك بتجديد القوانين كل مرة التي ما هي إلا موروثات من الإستعمار الأوروبي في حقبة كان شمال أفريقيا ككل لقمة في يد تلك الأنظمة الغربية الدخيلة على الدول الإسلامية المغاربية , فقد أتى الوقت أن بدأت شعلة الإسلاميين تلوّح في الأفق , بعد فوزهم في تونس فازوا أيضا في المغرب وتلتها مصر , هذه طبعا إرادة الله وحكمته أن أراد أن يستعيد الإسلام هيبته التي داس عليها قانون الدساتير الموضوعة بإرادة يد بشرية أضاعت كثيرا من سبل الشرع المأخوذ من الكتاب والسنة ..
لنعد لموضوعنا والفكرة الأساسية التي استهلّت النص :
من أيام معدودة شكّل عادل العليمي في تونس ما يسمى ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وهذه أعتقد ثاني هيئة تُؤسس في البلاد العربية الإسلامية بعد هيئة الأمر التي يقوم عليها النظام الملكي في المملكة العربية السعودية .
فعادل العليمي ينتظر فقط الترخيص الرسمي لهذه اللجنة كي تبدأ نشاطاتها كرقابة تطبّق نظام حكومي مستوحى الأحكام من الشريعة الإسلامية تتلخّص مهامها في تطبيق الشريعة الإسلامية من نصح وأمر بالصلاح والحيلولة دون وقوع المنكرات التي ينهى عنها الشرع في كافة البلاد , وقد وافق على هذه الهيئة مجموعة من العلمااء تأييدا كاملا لتطبيقها ..
ما سبق ذكره هو المنطق والصحيح وما نحن نحتاجه كدول إسلامية.
ولكن :
المشكلة أن هذه الهيئة تطبّق الأمر بكل ما أتوتيَت من ( مبالغة ) , فيبدأ التطبيق على العباد بشكل يجعل الناس ينفرون ويستنكرون وخصوصا أن تونس والمغرب ومصر عاشت الفترة السابقة في حرية عقائدية دينية , ونقلة كهذه والتي ستكون لاحقا تحت سيطرة ( هيئات الأمر بالمعروف ) والتي سيراها الشعب تضييق الخناق
وبهذا أقول:
أن الحكومات الإسلامية الجديدة إذا لم تكن تعي جيدا سياسة التدبير ومسك العصا من الوسط , ستكون العواقب وخيمة وأتمنى ألا يأتينا ا يوم ونرى الشعوب ( تترحّم ) على أنظمتها السابقة وتقول :
كنا بالأمس أفضل من اليوم ..
أيتها الهيئات الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر نتمنى منك الرفق ثم الرفق وإعطاء الصورة الحقيقية للشرع الإسلامي , لا أن نرى امتدادا منكم لسلوكيات من شوهوا الصورة في أعين العالم ..
فالدمااء لا تزال دافئة والوضع العربي في غلياان مستمر ولن يهدأ إلا بعد أن تنال ( الحرية ) كامل حريتها ...
بقلمي : فطيمة المراكشية
المملكة المغربية