عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية برستيج آنثى
برستيج آنثى

المشاركات: 4,488
تاريخ التسجيل: Dec 2011
برستيج آنثى غير متواجد حالياً  
قديم 2012-01-26, 09:27 PM
 
رد: ***رائدات مغربيات***

مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري... الشاعرة المحتشمة

إنّها مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري الفُصولي الشلبي الحاجة، أصلها من مدينة شِلْب (Silves) في جنوب البرتغال تتبع مقاطعة الغرب، لكنها أقامت واشتهرت بمدينة اشبيلية بالأندلس.
كانت أديبة، شاعرة، جزلة مشهورة، تعلّم النساء وتعطيهنّ دروساً في الأدب مع الالتزام بالصون والعفاف والحشمة، فقد كانت تغدو على بنات سادات اشبيلية وتعلمهم القريض، وقد تخرج من مدرستها طائفة من شهيرات نساء الأندلس.
وتميزت هذه السيدة بكونها امرأة ذات ثقافة عالية، درست الشعر والأدب والبلاغة، مما مكنها من احتلال منزلة مرموقة عند أجلاء وكبراء البلد.
ومما يروى عن هذه السيدة أنّها كانت تمدح ابن المهند، وكان يساجلها شعراً وتساجله، ومن خلال هذه المساجلات معها، يظهر لنا الكثير من الاحترام والإجلال الذي كان يبديه لها حيث يشبهها بمريم العذراء في روعها، وبالخنساء في شعرها.
يقول عنها الحميدي(420-488هـ) في كتابه جذوة المقتبس:"..وأخبرني أن ابن المهند بعث إليها بدنانير، وكتب إليها:

مالي بشُكرِ الذي أوليْتِ من قِبَلِي *** لو أنني حُزْتُ نُطْقَ الإنسِ والخَبَلِ
يا فَرْدَةَ الظَّرْفِ في هذا الزّمانِ ويا *** وحيدةَ العصْرِ في الإخلاصِ والعملِ
أشْبَهْتِ مريماً العذراءَ في وَرَعٍ *** وفُقْتِ خنساءَ في الأشعارِ والمُثَلِ
وردت عليه السيدة مريم بقصيدة تمدح فيها الأمير الذي بعث إليها من ماله وخلع عليها من أدبه قائلة:

مَنْ ذا يجاريكَ في قولٍ وفي عملِ *** وقَدْ بَدَرْتَ إلى فضْلٍ ولم تُسَلِ
ما لي بشكرِ الذي نَظَّمْتَ في عُنُقي *** منَ اللآلي وما أوْلَيْتَ من قِبَلِي
حَلَّيتني بِحُلًى أصبحتُ زاهيةً *** بِها على كلِّ أُنثًى مِنْ حُلىً عُطُلِ
لله أخلاقُكَ الغُرُّ التي سُقِيَتْ *** ماء الفراتِ فَرَقَّتْ رقَّةَ الغَزَلِ
أشبهْتَ في الشعر مَنْ غارت بدائعُهُ *** وأنْجَدَتْ وغَدَتْ من أحْسن المُثلِ
من كان والدُهُ العَضْبَ المهنَّدَ لم *** يَلِدْ من النَّسلِ غير البيضِ والأسَلِ
ومن شعرها حين كبرت:
وما تَرْتَجي مِنْ بِنْتِ سبعين حِجَّةً *** وسبع كنسْجِ العَنْكبوتِ المهلْهل
تدِبُّ دبيبَ الطِّفْل تَسْعى إلى العصا *** وتمشي بِها مَشْيَ الأسير المُكَبَّلِ
ولقد عمرت السيدة مريم طويلاً فيما يروي المؤرخون حيث بلغت سبعاً وسبعين سنة، وكما تروي عن نفسها أيضا في الأبيات السابقة، وتوفيت رحمها الله بعد 400ه/1010م.
المراجع:
1. الحميدي، جذوة المقتبس في تاريخ الأندلس، الجزء الثاني، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتب المصري ودار الكتب اللبناني، الطبعة الثالثة،1961.
2. أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة( تـ 599)، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، دار الكاتب العربي.
رد مع اقتباس