عرض مشاركة واحدة
كابتن فهد
مزعوط مميز
المشاركات: 354
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: قطر
كابتن فهد غير متواجد حالياً  
قديم 2012-02-09, 11:28 PM
 
رد: قصص حلو وسرد اروع

القصه الاولى ( 1 )
الساعــة الثامنـــة مساءً من شهر رمضــان الكريم الطريق خاليـــة العدد ثمانيـــة أم عمر تركب بجواري وقد تعجبت منها في هذا التصرف وزال العجب حين علمت أنها إيطاليـــة تقصد بيت الله الحرام الطريق من مطار الملك عبد العزيز إلى مكــة يستغرق في الظروف العادية ساعة , أم عمر إمرأة في الأربعيــنــات من العمر تتحدث العربية بطلاقــة مفرطـــة ينادونها بالسنيورة , قالت العفو منك أخي الكريم كم تستغرق رحلتنا لمكــة فقلت تقريباً عشر دقائــق ( كنت أمازح من يسألني هذا السؤال وكنت وقتها أعلم أنها لا تملك خبــرة ببعد المســافة ولا بظروف الطريــق سألتها ولما السؤال قالت مشتاقة لبيت الله , هذه اللحظــة شعرت بقشعريرة تسري بجسدي , أم عمــر المســافة إلى مكــة تقريباً مائة كيلو نظرت نحوها وإذا هي تجهش بالبكــاء وقد ميزت هذا من بريقاً ظهر في عينيها , لباسها أبيض وحجابها على المذهب الشافعي , أم عمر لما لم ترتاحي في المقاعد الخلفيـة فهي أكثر رحابة وأكثر راحــة لماذا أنتِ في المقعدة الأماميـــة ردت وهل تتضايق أخي من هذا قلت أبداً لا يضايقني مجرد سؤال فقالت حكايتها .

تقول أعمل من عشرين عام وفي كل مرتب أتحصــل عليه أدخر مبلغ محدد لهذه الرحلــة من عشرون عاماً مضــت وأنا أحلم بهذه اللحظــات عشرون عاماً وأنا مشتاقة لرؤية بيت الله العتيــق أرجوك زد من السرعــة أثناء حديثها كانت كلمــا لمحت محطــة بنزين ومحطات البنزين في طريق جدة مكــة متزينة بنور ساطع للدلالة عليها كانت تقول كلما لمحت النور هل هذا الحرم فأقول لها لا ليس بعد , أستغرقت في الحديث من جديد وبين حكاية وحكاية تقول هل هذا الحرم , كنت في نفسي اسأل كيف سيكون شعورها حين تدخل من باب السـلام أو باب الملك عبد العزيز , سبحــان الله العظيــم أنا قريب من الحرم ولم أزره مرة قبل أربعة أشهر وهذه من عشرون عام وهي تقطع من راتبها مبلغ لتزور بيت الله الحرام , بعد نقطة تفتيش الشميسي سيكون على يمينك مسجد وهناك طلوع خفيف حين تصل للربع الأخير منه سوف ترى ساعة أبراج البيت , حين وصلت لهذه النقطــة نظرت نحو أم عمــر وإذا بدموعها تتساقط على وجنتيها كنت حينها أتمالك نفــسي حتى لا أنهــار فالموضوع بالنسبة لي مؤثــر جداً وخصوصاً أنها تتحدث بصوت متقطع وفيه سحنة بسمة حزينة . أم عمر الحرم يقع عند هذه الساعة بالضبط وصلت لإول شارع الستيــن ثم لطلعة تسمــى بطلعة الحفاير قبل الحرم بنحو مئتي متــر تقريباً كان الهدف برج زمزم أحد فنادق أبراج البيـــت . حين لمحت الحرم بإنواره الساطعــة وضعت رأسها على طبلون السيارة وأخذت تبكي بكاءً شديداً حالها يشبه حال من فقدت طفلها الذي رزقت به بعد عقم سنين طويلــة بكت ولم أتمالك نفسي سقطت من عيني دمعــات أتوقعها رأفة بحالي أو ربمــا شفقةً على أم عمـــر ومن معها حيث تركو أهليهم ورحلو من إيطاليــا إلى مكــة من عشرين عام وهم يجمعون كل يورو يتحصلون عليه لهذه الزيــارة .

قررت الحقيقة أن أوقف السيارة وأنزل مع أم عمــر الوقوف ليس بالأمر اليسير قريب الحرم ولكني ذو نفوذ مع بلطجية الحرم والذين سوف يأتي ذكرهم في التالي أوقفت سيارتي ونزلت مع أم عمر أحمل لها حقائبها حيث أنها لم تسأل فيها فبمجرد وقوف السيارة فتحت الباب وتحركت نحو الحرم أخذ من معها الحقائب ورحت معها للحرم وحين وقفت في باب الملك عبد العزيز نظرت نحو الكعبــة وتصلبت لثواني ثم جثت على الأرض وأخذ تبكي من جديد وتدعو بشكل سريع وتعتذر ( أعتذر منك يا الله ) .

تركت أم عمر وعدت لسيــارتي وتحركت نحو المطــار من جديد ليأتي يوم جديد بحكــاية جديدة ستكون ربما عن الساحرة التي رغبت في عقد أسحارها في الحرم أو ربما تلك الممثلة التي أوصلتها لمكانٍ سحيق بعيد أو ربما لفتاتين سعوديتين أدتى العمرة بمفردهما أو ربما اتحدث عن حرامية الحرم , او عن من يبيع المعتمرين , وغيرها من العجائب والغرائب فأنتظروني .
رد مع اقتباس