عرض مشاركة واحدة
بنت فاس

المشاركات: 2,608
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: italiya
بنت فاس غير متواجد حالياً  
قديم 2011-02-22, 12:32 AM
 
مدارس لها تاريخ في فاس

كان التعليم حتى مجيء المرينيين يلقن بدون شك في المساجد العتيقة، أو في أهمها على الأقل, وهو جامع القرويين وجامع الأندلس، عبارة عن حلقات دينية وكراسي علمية لشرح الكتب الستة الصحيحة بعد القرآن وتقديم المعارف لمختلف الشرائح المجتمعية، لكن مثل هذا النظام كان من شأنه أن يستبعد ماديا الطلبة الغرباء عن فاس، أو الذين ليست لهم اتصالات تمكنهم من الحصول على سكن داخل الحرم الجامعي للقرويين، فقرر المرينيون إحداث مؤسسات خاصة، يجد فيها الراغبون في العلم من المغرب وخارجه السكنى والطعام والغذاء الفكري، فكانت فكرة بناء المدارس تشتمل على عدة حجرات يبيت في الطلبة، وقاعات للدرس، ومرافق صحة، وقاعة يؤدي فيها الطلبة فرائضهم الدينية، وقد أنشئت اثنتان من هذه المدارس كمساجد جعلت لهما صومعتان كان المؤذن يدعو منهما للصلاة سكان الحي من طلاب المؤسسة الداخليين في آن واحد هما مدرسة الصفارين ومدرسة البوعنانية، وقد أشار عبد لهادي التازي في كتابه" جامع القرويين" إلى قيام كل من المرابطين والموحدين بتأسيس المدارس، ومنها مدرسة الصابرين التي بناها يوسف بن تاشفين عندما دخل إلى فاس في منتصف القرن الخامس الهجري.إن أمر المدارس المرينية المتواجدة بفاس كان يشغلني كثيرا، كلما مررت أمام المدرسة المصباحية، القريبة من جامع القرويين، بل إن باب الخصة يفتح مباشرة أما باب المصباحية، وذلك أن هذا الباب كان يستفزني ولا يزال بالرائحة الكريهة التي تنبعث منه جراء الأزبال التي تتراكم فيه من الواجهة الخارجية، نظرا لوجود أغلبها في وضعية حرجة تحتاج إلى إعادة إحيائها وترميمها وإصلاحها، سيما وأن البعض منها يقع في المثلث الذهبي التاريخي " مولاي إدريس القروييين وسيدي أحمد التيجاني" وهو من أهم المواقع التاريخية التي تضم أهم المواقع التاريخية والأثرية والتي تحضى بالزيارة والإهتمام، من طرف السياح المغارب والأجانب والباحثين والدارسين والمهتمين، .وقد أردت أن أفتح عين القارئ على تاريخ المدارس بفاس لكي يكتشف بنفسه ماضيها التليد وحاضرها الذي يندب حظه بين انتظار الإصلاح وأيدي اللصوص التي تطال هذه المواقع الأثرية، لكي تباع عبارة عن قطع أثرية في بزارات المغرب وخارجه، بدون حسيب أو رقيب.

ازدادت أهمية مدينة فاس بعد ظهور معالم عمرانية تقوم بوظائف تدريس العلم وخاصة الفقه المالكي،وبرزت أكثر الدور الوظيفي الذي قامت به المدارس التي كانت تجمع بين الطابع الاجتماعي والديني والثقافي، حيث تجتمع أغلبية المدارس بفاس بجوار الجامعين الرئيسيين بفاس "القرويين والأندلس" ويذكر الحسن الوزان*1 أنه كان بفاس إحدى عشر مدرسة للطلاب جيدة البناء كثيرة الزخرفة بالزليج والخشب المنقوش، وبعضها مبلط بالرخام وبالزخرف
رد مع اقتباس