عرض مشاركة واحدة
أخبار المغرب
موقوف
المشاركات: 868
تاريخ التسجيل: Jul 2010
أخبار المغرب غير متواجد حالياً  
قديم 2010-08-18, 02:24 AM
 
المدونات في المغرب: بين الوفرة وضعف التأثير



لم يعد مصدر الخبر يقتصر على ما تقدمه وسائل الإعلام التقليدية فحسب، بل انتقل إلى الانترنت بمدوناته ومواقع الشبكات الاجتماعية. هذه المنابر الإعلامية لا تتطلب موارد مالية ضخمة أو حتى فريق عمل مهني لإيصال المعلومة للقارئ


*
تستقطب المدونات بالمغرب عددا لا بأس به من القراء الذين يشاركون في النقاش*حول المواضيع التي تطرحها، والتي تنشر آخر المستجدات وتتميز غالبا بالآنية. لكن سعيد بن جبلي ، منسق جمعية المدونين المغاربة، يرى أن تأثيرها في الحياة السياسية المغربية يظل ضعيفا، وهو يرجع ذلك إلى حداثة نشأتها مقارنة مع وسائل الإعلام الأخرى، التي تستقطب عددا كبيرا من المتلقين.*

ضعف تأثير المدونات المغربية*

أما هشام، أحد مؤسسي مدونة “توك ماروكو”، فيرجع ضعف تأثير المدونات على المجال السياسي والاجتماعي،*إلى غياب المدونين ذوي الشهرة والشعبية لدرجة التأثير على الرأي العام، عكس ما نراه، على حد تعبيره، في الولايات المتحدة ومصر، حيث يملك غالبية السياسيين البارزين والصحفيين المخضرمين مدونة يطلع فيها قراؤهم على تعليقاتهم على الأحداث.*

ويسترسل هشام قائلا ” كل ما يمكن قوله حول تأثير التدوين في المغرب ما هو إلا نتيجة ملاحظات وتجارب شخصية، أما إذا أقحمنا تحت مصطلح التدوين، ما يجري على الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وعلى مواقع “الميكرو- تدوين” مثل التويتر، نجد أن المدونين قطعوا أشواطا هامة، فبعد أن كان التدوين في بداياته يغلب عليه طابع المدونة الشخصية، تحول في وقت قصير إلى مجال للتعبير السياسي”، لكنه يوضح أن التدوين في المغرب يتسم بالهجوم على الصحافة “التقليدية”، كما يُعتبر المتنفس الذي يتناول فيه المدون القضايا المحرمة على الصحفيين.*

سعيد بن جبلي يشاطر هشام الرأي ويرى أن الـتأثير موجود ولو نسبيا، ويورد مثالا على ذلك مساهمة المدونات في إثارة النقاش حول مواضيع تتعلق بالحريات الفردية كالعلمانية وحرية العقيدة والإفطار علنا في رمضان، أو فضح المدونات لبعض الوقائع التي نفتها السلطات المغربية. ويرى سعيد أن للمدونات دورا تربويا كذلك: “التلميذ*أو الطالب يستمد* ثقافته ومعلوماته من النقاش الذي يدور على المدونات أو الشبكات الاجتماعية وهي تؤثر على نشأته، وبالتالي يوجد اختلاف كبير بين الجيل السابق وهذا الجيل”*

الصحافة والتدوين: علاقة مد وجزر

عدد المدونات الموجودة في المغرب يناهز 80000 مدونة، حسب إحصاء أجرته جمعية المدونين المغاربة قبل 6 أشهر. لكن المدونات النشيطة لا تتعدى 4000 أو 5000 على أبعد تقدير. ويرى سعيد بن جبلي أن الإعلام المحلي استطاع أن يحظى بنوع من المصداقية في علاقته مع القارئ. لكنه يوضح كذلك أن العلاقة التي تجمع الصحافة بالمدونات لا ترقى إلى المستوى الذي يطمح إليه المدونون، حيث ينقصها التعاون وتبادل المعلومات. ويشير سعيد إلى وجود نوع من الانتهازية في تعامل الصحفيين مع المدونين “الصحافة تستمد في أحيان كثيرة معلوماتها من المدونين دون أن تحفظ حقوقهم، وفي الوقت ذاته يرى المدونون أن الصحافة المغربية*متخلفة ولا تهتم بالقضايا الحقيقية، وهذا ناتج عن الحرية التي تتمتع بها المدونات”

هشام بدوره يشاطر بن جبلي الرأي ويضيف أنه سبق وأن تم نقل مقالات لمدونين بأكملها مع تعديلها ونسبها لغير صاحبها. وهو ما يعتبره هشام “استغلالا مشينا” من قبل بعض الصحفيين لعمل المدونين، ويقول إنه* توجد آليات متعارف عليها دوليا*لحماية الملكية الفكرية للمدونين، لكنها لم تجد بعد موطئ قدم في المغرب. وفي آخر حديثه عن العلاقة بين الصحافة والتدوين أشار هشام إلى قلة المنتديات التي يكتب فيها الصحفيون والمدونون على قدم المساواة في مواضيع ذات أهمية، ويبقى* الطرفان يملآن نفس الفضاء الإعلامي، ومن المؤسف أن يقل التعاون بينهما، حسب رأيه.

المدونات المغربية تحتل المركز الأول من حيث التنظيم

حصلت جمعية المدونين المغاربة هذه السنة على لقب أفضل تجمّع مدونين في البلاد العربية، حسب الاستفتاء الذي أجراه الإتحاد العربي للصحفيين الشباب. كما سبق وأن احتلت المركز الأول من حيث التنظيم من طرف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ورغم ذلك يرى سعيد بن جبلي أن المدونات المصرية تظل في المرتبة الأولى من حيث الحركية والتأثير. وفي معرض حديثه عن تنظيم المدونات بالمغرب يقول بن جبلي ” إذا كان هناك من تنظيم* فيكون في صفة جمعية كالتي أحدثناها للدفاع عن حقوق المدونين، أما على مستوى الأفكار والتوجهات فيبقى كل شخص حرا في اختياراته”.

أما هشام المقيم في فرنسا وأحد مؤسسي مدونة “توك ماروكو”، التي حصدت جائزة لجنة تحكيم مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات وتصويت الجمهور عن أفضل مدونة إنجليزية،* فيقول “إن التدوين في المغرب يلعب دور جسر تواصل مع الخارج، فالتدوين شكل للجالية المغربية المقيمة بالخارج* فرصة فريدة وسهلة الاستعمال للتواصل مع وطنهم، والمشاركة عبر مدوناتهم في النقاشات والقضايا التي تشغل المغاربة في الداخل والخارج”. ويضيف موضحا* ” التدوين مكن أيضاً من تجاوز الحاجز اللغوي الفرنكفوني* الذي ورث عن الاستعمار والذي جعل الإعلام التقليدي يوجه كل اهتمامه نحو فرنسا متجاهلاً اللغة العربية وصانعاً بذلك شرخاً بين المغرب والشرق الأوسط”، وهو يرى أن التدوين ساهم في رفع تلك الهيمنة الثقافية للإعلام الرئيسي وخلق روابط بين شرق العالم العربي وغربه. كما فتح التدوين بالإنجليزية الباب أمام العديدين للتواصل مع العالم وتجاوز الهيمنة الفرنكوفونية، على حد قوله.

*

سارة زروال – الدار البيضاء

مراجعة: عبدالرحمن عثمان
رد مع اقتباس