عرض مشاركة واحدة
أفندينا
مزعوط خبير
المشاركات: 2,794
تاريخ التسجيل: Feb 2012
أفندينا غير متواجد حالياً  
قديم 2012-05-30, 04:05 PM
 
ضرات في خريف العمر (مقالة )




«الضرة مرة«.. حكم ينسحب في الغالب على العديد من تجارب الزوجات اللائي قد تتفاوت ردود أفعالهن بعد حصول “الكارثة” .. فمنهن من تثور وتُظهر سخطا، ويتطاير شرر نقمتها، وبعضهن يحطم قلبها، وتخبو جذوة مقاومتها، وتفتك صورة «الضرة» بكرامتها ومشاعرها، تاركة في بواطنها دمارا محطما حيث يستبد بها الشعور بالوحدة ويتملكها إحساس التفرد بالألم العميق.. لكن ماذا لو أصبح لها ضرة في خريف العمر !

حالها كمن تشعر بالأغلال تقيدها من كل جانب. محاطة بأكوام من الأفكار السوداء التي باتت تسيطر على مخيلتها. واقع مرير، وحياة طافحة باليأس. هكذا كانت «سعيدة» تتعايش يوميات مع الوضع المستجد الذي لم تكن تتخيل يوما أنها ستجد نفسها تعيش في خضمه. تفكر بلا كلل في السبب الذي جعل حياتها تنقلب رأسا على عقب بعد ثلاثين سنة من الإخلاص الزوجي.


مزحة تحولت إلى حقيقة!
«أحسست للحظات وكأنني أفقد السيطرة على حواسي التي تخدرت، أخذ قلبي يخفق بتسارع شديد، ورعشة غريبة تسري في أوصالي»، تحكي«سعيدة» (60 سنة) بلسان ينطق بنبرة الغضب الشديد.
موضوع يثير حساسية بالغة لدى العديد من الزوجات، ويسبب لهن جروحا نفسية عميقة بعدما يكتشفن أن الشريك الذي وهبنه حياتهن قد أدار ظهره لهن بعد سنوات من “لعشرة” و الصبر على “لحارة ولحلوة”. لكن الأمر بالغ الصعوبة أن تعيش الأنثى تجربة «الضرة»، وهي في خريف عمرها، وبعدما أصبحت جدة لديها أحفاد.
من بين هؤلاء الزوجات «سعيدة»، التي كانت تشتغل ممرضة. تتذكر بكل حسرة اليوم الذي قبلت فيه الزواج من أحد أقربائها الذي كان دخله متواضعا، فوافقت على العيش معه في بداية زاوجهما في بيت عائلته الصغير. اشتغلا معا من أجل توفير سكن مستقل وتأمين مستوى عيش لائق لأبنائهما، حيث رزقا بولدين. مرت الأيام وفتحت أبواب الرزق في وجه الزوج الذي أصبح من الأثرياء عن طريق التجارة في المتلاشيات، الأمر الذي انعكس على حياة الأسرة الصغيرة. ومن ثم قررت «سعيدة» التفرغ لرعاية الزوج والأبناء، وعاشت حياة رتيبة إلى أن جاء اليوم الذي ستكتشف فيه حقيقة أن شريكها قد تزوج منذ ثلاث سنوات من شابة تصغرها بسنوات.
تحكي «سعيدة» بمرارة أنها لم تصدق الخبر للوهلة الأولى، واعتقدت أن الأمر يتعلق بمزحة ثقيلة خاصة وأن زوجها كان يضاحكها ويسر لها برغبته في الزواج بغيرها، قبل أن تصبح المزحة حقيقة محزنة أكدتها لها إحدى قريباتها. تقول: «ما آلمني هو أنه أستطاع أن يخفي عني الحقيقة لسنوات، ولم يخطر على بالي لمرة واحدة أنه قد يتزوج علي، اعترافا بتضحياتي المادية والمعنوية معه». لم تطلب «سعيدة» الطلاق، وفضلت العيش مع أبنائها «محطمة ومنكسرة» كما تقول، تحاول علاج جرح غائر لم يندمل. بعد شهور من المعاناة النفسية واجهت «سعيدة» بكل شجاعة حقيقة زواج شريكها، وحملت نفسها المسؤولية في خسارة استقرار أسرتها، «صراحة أتحمل بعض المسِؤولية في ماحصل، لكن لم أكن أظن أنني سأجد نفسي خارج دائرة المنافسة في أواخر العمر».

زماني غدار!
«زماني غدار.. فنيت عليه شبابي ومالي، وفي الآخر جاني بضرة ولكن الله غالب» تحكي «بديعة»، سيدة في الخمسين من العمر، كانت تستبعد في السابق إمكانية لجوء شريكها للزواج عليها، وحجتها عدم قدرة الزوج على الإنفاق على أسرته وأن راتبها الشهري هو بمثابة ضمانة لها لكي لا يقدم على هذا الفعل الطائش والشنيع حسب تصورها قائلة: “كنت كنقول الراجل مايقدر يصرف حتى على دار وحدة بقى غير جوج ديور، ساعة مابقيت فاهمه والو في الدنيا”.
تزوجت «بديعة» من رجل بسيط لم يكن يملك شيئا، كان يشتغل مع والدها في تجارة الأقمشة والأثواب، وعندما توفي والدها حصلت على نصيبها من الإرث، سلمته إليه بحسن نية حتى يدشن مشروعه التجاري. كانت «بديعة» راضية بحياتها وسعيدة بازدهار تجارة زوجها، إلا أن انقلبت الأمور رأسا على عقب عندما بلغ مسامعها خبر ارتباط زوجها بامرأة أخرى يعيش معها في بيت اشتراه له وجعله في اسمها. خبر صادم جعل «بديعة» تصاب بانهيار عصبي، وتسقط طريحة الفراش لشهور.
استسلمت «بديعة» بعد ذلك للواقع المرير، الذي جعل الشعور بالصدمة العميقة يلازمها إلي أن قررت أن تستعيد زوجها ودفء حياتها الأسرية من جديد، وذلك بتعمد تقبل الأمر الواقع والعيش في سلام مع ضرتها، «ماكان عندي ماندير بزز مني عشت في الذل وانا كنشوف رزقي كيتخسر عليها ولكن بنادم يدير غير النية والكمال على الله»، تحكي «بديعة» التي أنصفها القدر سنوات بعد ذلك، وجعلها تستعيد ربيع زواجها واستقرار بيتها بعد أن عاشت تجربة الضرة رغما عنها بعد ثلاثين سنة من الزواج، فيما طوى النسيان الزوجة الثانية بعد أن طلقها الزوج.

حاولت الانتحار
يمثل الزوج في حالات كثيرة كل شيء بالنسبة للمرأة، الحياة الأسرية السعيدة* والأولاد والاستقرار النفسي، وعندما تدخل امرأة أخرى على خط الحياة الزوجية، تشعر المرأة بأنها ستفقد كل تلك الأشياء الرمزية، ليكون رد فعلها قويا، وقد تؤذي نفسها. غير أن رد الفعل هذا قد يختلف من امرأة إلى أخرى حسب المستوى الاجتماعي ودرجة الوعي.
من بين هؤلاء «الزاهية»، حاولت الانتحار بعد رفضها تقبل حقيقة ارتباط زوجها بامرأة أخرى، «في صغري عشت يتيمة، وعانيت كثيرا بسبب تسلط وقسوة زوجة الأب التي جعلتني أعاني الأمرين، حينما تقدم زوجي لخطبتي وعرض الزواج علي عقدت عليه الآمال، ونسجت حوله الكثير من الأحلام، لذلك عندما صدمت بنبأ زواجه من غيري بعد عشرين سنة من الزواج أنجبنا خلالها أربعة أبناء، ذهلت وأحسست بمرارة وخوف من أن تلاقي ابنتي الصغيرة مثل ما لاقيت في صغري من طرف ضرتي إذا ما توفيت، لكن إرادة الله تبقى فوف الجميع»، تحكي «الزاهية» ثم تستطرد بسعادة غامرة «حصلها مع شي واحد كتخونو، وجر على راسو واحد لفضيحة، كيفاش بغيتي راجل كيتزوج بوحدة صغر منو بـ 25 عام غادي يعيش هاني

ماهو رائك ايها القارىء ..؟؟

؟!».
__________________
:yess:
رد مع اقتباس