عرض مشاركة واحدة
بسملة النور
مزعوط نشيط
المشاركات: 53
تاريخ التسجيل: Oct 2012
بسملة النور غير متواجد حالياً  
قديم 2012-10-09, 08:36 AM
 
رد: تعالو لنؤمن ساعة


تفسير السورة
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ: أي قل لمن سألك عن صفة ربك: الله هو الواحد المنزه عن التركيب والتعدّد، لأن التعدد في الذات مستلزم لافتقار المجموع إلى تلك الأجزاء والله لا يفتقر إلى شيء.
اللَّهُ الصَّمَدُ : أي هو الله الذي يقصده العباد ويتوجهون إليه، لقضاء ما أهمهم دون واسطة إلى شفيع وبهذا أبطل عقيدة مشركي العرب الذين يعتقدون بالوسائط والشفعاء، وعقيدة غيرهم من أهل الأديان الأخرى الذين يعتقدون بأن لرؤسائهم منزلة عند ربهم ينالون بها التوسط لغيرهم في نيل مبتغاهم، فيلجئون إليهم أحياء وأمواتا، ويقومون عند قبورهم خاضعين خاشعين، كما يخشعون لله أو أشد خشية.
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ : (لم يلد) أي تنزه ربنا عن أن يكون له ولد، وفى هذا ردّ لمزاعم مشركي العرب الذين زعموا أن الملائكة بنات الله، ولمزاعم النصارى الذين قالوا: المسيح ابن الله، اقرأ إن شئت قوله تعالى: فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ : أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ: أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ : وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ :
: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ : (ولم يولد) لأن ذلك يقتضى مجانسته لسواه، وسبق العدم قبل الوجود - تنزه ربنا عن ذلك. وأثر عن ابن عباس أنه قال: (لم يلد كما ولدت مريم، ولم يولد كما ولد عيسى وعزير، وهو ردّ على النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، وعلى اليهود الذين قالوا: عزير ابن الله).
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أي ليس له ندّ ولا مماثل، وفى هذا نفى لما يعتقده بعض المبطلين من أن لله ندّا في أفعاله كما ذهب إلى ذلك مشركو العرب حيث جعلوا الملائكة شركاء لله.

والخلاصة - إن السورة تضمنت نفى الشرك بجميع أنواعه، فقد نفى الله عن نفسه أنواع الكثرة بقوله: « الله أحد » ونفى عن نفسه أنواع الاحتياج بقوله: « الله الصَّمَدُ » ونفى عن نفسه المجانسة والمشابهة لشيء بقوله: « لَمْ يَلِدْ » ونفى عن نفسه الحدوث والأوّلية بقوله: « وَلَمْ يُولَدْ » ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله: « وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ » تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.[8]
رد مع اقتباس