عرض مشاركة واحدة
الـدوكالي
موقوف
المشاركات: 4,190
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: في قلوب المزاعيط
الـدوكالي غير متواجد حالياً  
قديم 2012-11-19, 03:06 PM
 
Post من هنا .. المغرب والأسا الأغريقيه

الأســاطـــيـر الاغـريـقـــيـــة
ما هي الأساطيـر الاغـريـقـية ؟
و لماذا يـذكـر المغـرب في هـذه الأساطيـر أي الميـثولوجيا ؟ من هو * أطلس
* هل هو أسطورة أم كان فعلا ملكا بالمغرب في العصورالسـحيقة ؟ و من هو * آنطي * و من هن بنات أطلس ؟ و ما علاقـتهـن بفاكهة البرتـقال التي جاء هرقـل * هـيـراكلـيـس * من بلاد اليـونان لياخذها من المغرب ؟ و في أي عصر حـدث ما تحكيه هذه الأسا ؟ كثير من الاسئلة مثل هذه يطرحها الفكر على من يقرأ ما تقوله الميثولوجيا الاغـريـقـية و المأخوذة من مؤلفات * هومير * في كتابـيه الالياذة و الأوديسا ، و من مؤلفات * باندار * أ كبر شعراء الملاحم عند الاغـريـق ، ومن مؤلـفـات * هيزيود * و غيره من الشعراء والكتاب بعده .

تبـدأ الأساطيـر الاغريـقـية بـتفـسيـرها لبـداية الكون و ظهور الارض *
گايا
* التي ظهرت منها السماء * أورانوس * ثم ظهور الشخصيات الكبرى التي من بيـنها * كرونوس * تغلب عليه ابنه * زيوس * الذي يلعب الدور الأساسي في هـذه الأساطيـر . ان الجـزء الذي له صـلـة بالـمغـرب الأقـصى هـو الذي يهـمنا الآن ، و خاصة * أطلس * و بناته ، و * آنطي * و معركته مع هرقل * هيراكليس * .

ان الأسـاطــيــر لا تــفـسـر بـطـريـقـة واحـدة ، فــقــد لـخــص * روز Rose * فـي كـتــابــه " A Handbook of Greek Mythology " ، معظم النظريات التي حاولت ايجاد تـفـسيـرات معـقولة لهذه الأسا ، و أقدمها " النظرية المجازية " التي تعـتبر الروايات الأسطورية مجازات تخفي وراءها معاني تهذيبية عميقة ، أراد بها الحكماء الأولـون أن يجـذبـوا اليها الناس بالرواية و القصص . و نجد أيضا " النظرية الرمزية " التي تقول بأن أساطيـر القدماء كانت تعـبر بطريقـة رمزية عن أفكار ديـنـية أو خلـقـية أو فلـسفـية ، ثم فـقـدت مع الزمن معناها الرمزي و احتفظت فقط بالمعنى الحرفي . أما " النظرية الطبيعية " فانها تـقول بأن الأساطيـر انما نشأت تفسيرا لبعض الظواهر الطبيعية التي كان يخافها الانسان البدائي و يعجز عن ايجاد تـعليـل لها ، كالصواعق والرعد و البـرق. من تم كان * زيوس * يعـتـبر الــه الصواعـق ، و بوصيـدون الــه الـبحـر ، و * هـيفايـسـتوس * الــه البراكـيـن ... و أما * نظرية أفـمـيـروس * من عصر الاسكـندر الاكبـر ، فهي تـقـول بأن آلهة الاغـريـق التـقليـديــيـن المشهوريـن لم يكـونـو في الأصل الا ملـوكا و رجـالا عظاما ، ألهـهم الذيـن كانـوا تحت رعايـتـهم و أحسنوا اليـهم . وهـؤلاء الملـوك يـمثـلون شعـوبا مخـتـلفة بـصراعاتها و اندماجـاتها ، فـما الأسـاطـيـر ، في نظر * أفـمـيروس * الا شكل من التعبير عن وقائع تاريخية .

و هذه النظرية الأخيرة هي التي تهمنا ، لانها ستـلـط الأضواء على مواقع الأساطيـر الاغريـقـية بالمغرب ، و تعـطيـنا فكرة عـما حـدث في ذلك العهـد السحـيـق من منظور تاريخي . و يـبـقى مع ذلك ، أجمل تفسير في نظري ، للأسا الاغريقية و ربما لغيرها من أسا الشعوب الاخرى ، هـو التفسيـر الصوفي الذي يعبر عن المقامات التي يـقـطعها السـالك و المصاعب و المخاطر التي تعـتـرضه ، و ما عليه أن يسلكه من طرق للوصول الى العرفـان و الى الـحكمـة التي يـرمز اليـها مثلا التـفاح الذهـبي . و هـذا مـا نـهـج عـلـيه * امانـويــل R. Emmanuel * في كـتابه " مـيثـولوجـيا الـيونان القديـم " حيث يعتبر جبل الأولمب رمزا للصعود الى قـمة العرفان الالهي ، و أن الالهة ما هي الا رمز للبشر العارفين الواصلين الي الحكمة في القمة ، أما أنصاف الالهـة ، مثل * هرقل * ، فهم من المريدين الذين لازالوا في وسط الطريق .

هـرقـــــــل

* هرقل * هـو اختصار * لهراقليس Héraclès * ابن * زيـوس * و * آلكمين Alcmène * و هو من أشهرشخصيات الميثولوجيا الاغريقية ، كانت له قوة جسمانية خارقة و شجاعة فائقة . كلف بالقـيام بـأعمال كثيرة ، لكي تغـفر له الجرائم التي قـام بها ، و منها قـتـل زوجته و ابنائه. حكم عليه بالقيام بتلك الأشغال و من بينها أن يذهب الى جزيرة * اريثي Erythée * في البحر الأطلسي أمام اسبانـيا ، و التي يملكها الجـبار * جـيـريـون Géryon * ، كي يستـولي على قـطــيع البـقـر الاشـقـر الـذي يـربـيـه الجــبار ، و أن يـأتي بـتـفـاح الذهـب مـن حديـقـة * الاسبيــريـدات Hespérides * الـتـي تــشـيـر الأسـاطـيـر الاغـريـقـيـة و الـتـقـالـيـد الـمـحـلـية الـي أنها كانت موجودة بجوار * ليكسوس * أي في محيط مدينة العرائش .

كان يوجد ، في ذلك العصر، ممر أرضي بين * ايـبـريا * و بـين المغرب الأقصى يربطهما على شكل شبه جزيرة . و كان يحرس هذا الممر * آنطي Antée * . و جاء * هرقل * من أركوليدا ، يريد الذهاب الى حديقة * الاسبيريدات * و معناها المغربـيات ، للحصول على تـفاحات الذهـب . فهـو يـريد الاتجاه جنوبا حيث هذه الحدائق الـعجـيـبة قـرب ليكســوس بجوار مديـنة العرائش ، و * آنطي * كان يـقـف في وجهـه و يمنعه من دخول ترابه الوطني و مملكـته ، فلابـد اذن من معركة بين الطرفـين . و هناك من يعـتقـد أن مغـارة هرقـل قرب طنجة ، كانت مقـر قـيادته . و تروي الأساطـير أن * آنـطـي * كان يسـتـمد قـوته من الأرض و أن * هرقـل * قـام بطرحه على الأرض ثلاث مرات ، و في كل مرة كانت الأرض تمده بـقـوة جديدة ، فيعود للمعركة . و لم ينجح * هرقـل * في القضاء عليه إلا بعد أن عزله عن الأرض و خنـقه بـيده . وقعت ثلاث معارك بين الفريـقـين ، كان يتراجع فيها * آنطي * إلى داخل البلاد ليـسـترجع قـوته و ينظم جنـوده و لـتمـده الأرض بالـقوة ، أي أنه كان يتقوى بمحاربين جدد ، ياتـون من داخل أرض الوطن إلى مـوقـع المعركة الـتي اسـتمرت إلى أن اسـتـطاع * هرقــل * أن يقـطـع عنه الامدادات ويحاصره .

يقول الكاهن المصري الذي التقى * بصولون * بمعبد سايس ، بأن حربا وقعـت بـيـن الاغـريـق القدماء و بين الأطلنط ، و أن الحرب انتهت بغرق الجـيشيـن في منطقة عمودي هرقل بسبب زلازل عظيمة . ان الكاهن المصري في حكايته لا يلجأ الى الأساطيـر ، بل يـفسر ما وقـع بالكوارث الطبـيعـية . فهل انـفصلت قـارة أروبا عن قارة افريقيا و فتح المضيق بعد المعارك التي وقعت بين * آنطي * و * هرقل * ؟ فالأسا تشير الى أن هرقــل ، بقـوته الجبارة ، فصل بين جبل * أبيلا * و جبل * كالبي * و من تم أطلق على الجانـبيـن اسم عمود * هرقل *.

آنـــطـــي

تـقول الروايات بأنه في قـديم الزمان ، دفـن بالــشـرف الواقع بطـنجة ، العملاق * آنطي * في نفس المكان الـذي قـام * هـرقـل * بخـنـقـه ، و تـقـول أيضـا أن * آنطي * هـو الـذي بـنى مـديـنة تحـمل اسـم زوجـتـه * تين جيس * بـنـت * أطلس * و التي تـقـع في طـنجـة الـبـالـية . * آنطي * هذا هـو ابن * بوصيـدون * و ابـن * كايا * المعتبر في المـيـثولوجيـا الـهـا لـلبحر و هـو أيضا ابـن الارض ، بمعـنى أن مـوطنه في الأرض و هي أرض المغرب و مملكته الـتي يدافـع عـنها ضد الأجانـب الغـزاة و منهم * هرقــل * الذي عـبر من شبـه الجزيـرة التي كانت تصل أروبا بافريقـيا بين جنوب قادس و طنجة . كان * هـيرودوت * ، في القرن الخامس قبل الميلاد ، يسمي سكان الأطلس و ما حوله بالأطـلانط ، و هذا له علاقة بجزيرة * الأطلانـتيـد * التي ذكرها * أفلاطون *.

يقـول * بنـدار Pindare * بأن * آنطي * كان يـمـنع عـلى الأجـانـب الدخول الى مـملكـته و الا تعرضوا للموت و قطع رؤوسهم ، و في هذه الحالة ، فان جماجمهم سـيـزيـن بها معـبـد * بوصيدون * المبـني في قلعة * آنطي *. أما طـنجـة ، فان الكاتب الاغـريقي * بلوطارك * ، من القرن الأول ق.م ، يقول عنها في كتـابه " حياة رجال مشـهـوريـن " حين يـتحدث عـن الجنرال الروماني * سيـرطوريـوس Sertorius * : « اللـيـبـيون ( بمعنى الامازيـغ ) يؤكـدون أن * آنطي * مدفـون في هذا المكان ، أي طنجة ، و لكن * سـيرطوريـوس * لم يكن يصدق ما يقوله سكان البلد ، لضخامة القـبـر الذي كانوا يشـيرون الي مكانه ، فقام بفتحه بعد تحديد جوانبه ، و لما وجد رفات انسان طوله 60 ذراعا على ما يقال ، بقي مندهشا . و بعدما ذبـح ثورا فـوقه ، أعاد تغطيـته و قـفله . و بهذا زاد شـرف المديـنة التي ظلت تـفـتخر بذكرى * آنطي * ، و أثـبـت الجنرال صحة ما كان يحكى في هـذا البـلد ، لان أهل * تين جيس * يحكون أنه بعد موت * آنطي * و ضعت زوجته * تـيـنجا * ولـدا جميلا من * هـرقـل * سمي * صوفاكس * و صار ملكا لهذا الـبلد ، و هو الذي بنى هذه المدينة التي أطلـق عليها اسم أمه . و يـقـولون أيضا أن * صوفاكـس * كان لـه ولـد يسمى * ديـضور Diodore * ، غـزا و أخضع معـظم افريقيا بجيش من الاغريق الاولبـيانيين Olbianiens و الميسينين Mycéniens ، استقروا بهذه المملكة بعدما جاء بهم * هـرقـل * . و قد أردنـا بهذه المـناسبة الحديـث عن كل هـذا ، تكريـما * لـيـوبـا juba * ألطف المؤرخـيـن ، الذي كان من سلالة ملكية ، لانه يحكى أن أجـداده يرجع نسـبهـم الى * صوفاكـس * المذكور و الى * ديضور * » . وألاحظ هنا أنه من الممكن أن يكون اسم مدينة صفاقس بالقطر التونسي منسوبا الى * صوفاكس *

التـــفـــاح الــــــذهــــبــي

في الحدود الغربـية من الأرض ، كانت تـعـيـش ثلاث بـنات في غـايـة الجمال ، تـقـمن بحراسة الحدائق العجيبة التي ينـبـت فيها تــفاح الـذهـب الشهـير و يساعدهـن في الحراسة التـنـين * لاضون Ladon * . و كان هذا التفاح كما تقول الأسا ، هدية من * گـايـا * الى * هـيـرا Héra * بمناسبة زواجها ب * زيـوس * . البنات الثلاث ، في الأساطـير ، معروفات باسم * الاسبـيـريدات * و معناها بـنات المغرب ، و هـن بـنات * أطلس * و اسمهن : * اگــلي Aeglé * و * اريثيا Erythie * و * اسبرتوسا Héspéretousa * ، واحدة سوداء و الثانية حمراء و الثالثة بيضاء . ان تفاح الذهب كان طلسما عند بعض الاغريـق ، يفـتح باب الأولمب ، فـهـو فاكهة ترمز الى معرفة الخير والشر و هي جائزة الجمال التي أهداها * أبولون Apollon * الى حبيباته على يد الراعي * باريس Pâris * . أما الذهب فهو بمعنى الكمال و الحكمة ، و لذلك فان حديقة الاسبيريدات تتراوح بين معنيين : فهي حديقة مزروعة بالبرتقال ، جاء * هرقــل * لأخذ أسرار زراعتها كما أخذ الأبقار من * جريون * ليتعلم تربية الماشية ، و المعنى الثاني للحديقة هو كونها مكان للمعرفة و الأسرار العرفانية . ان الحديـقـة ، حسب الاسا ، تقع قرب ليكـســوس المجاورة لمدينة العـرائـش الحالية . أما * آنــطـي * فكان له سـبـب آخر يجعله يـدافـع عـن الاسبيريـدات ، فزوجته * تين جيس * هي أخت لهن . استولى * هـرقـل * في الأخير على فاكهة الحكمة بـعد أن غلب * آنطي * و قدمت الفاكهة * لأثينا * ثم أرجعت فيما بعد الى مكانها . ان * تين جيس * و * الاسبيريدات * كلهن بنات * أطلس * ، فمن هو * أطلس * ؟

أطــلـــس

ان * أطلس * كما يصفه * أفلاطون * ( القرن الرابع ق.م ) ، هـو ابـن * بوصيــدون * و أمه تسمى * كليطو Kletto * و هـو الذي بنى مع اخوته التسعة مديـنة * أطلانتيس * و نجده في مصادر أخرى ينزل من * يافـت Iapetos * و من أمه * كليمين Clyméné * فهل هـو أطلس آخر ؟ أم أنه هـو أطلس القديم الذي كان بالشرق أبا * للـبنـات الممطرات Hyades * و * الـبـنات الربـيـعـيـات Pléiades * ، على كل حال نجد المؤرخ المغربي أبا القاسم الزياني في الترجمانة الكبرى يقول عن الأندلس : « و أول من نزل الأندلـس وعمرها أولاد * أنـدلـس * بن يـافـت بن نوح عليه السلام ، و قـيل أولاد * طوبال * بن يافـت » . و هنا نجد * يافـت * كما نجد * آنطي * فـمـن اسم هذا الأخير سـميـت * أندلس * . ان * أطلس * ، في الأسـاطيـر الاغريقية ، حارب مع اخوته * زيوس * و عقابا على جرمه ، حكم عليه بـأن يحمل على ظهره قبة السماء و الثقل الساحق للعالم و أن يحمل على كتفيه حملا ثقيلا هو العمود العلوي الذي يفصل بين السماء و الارض . و لما جاء * هرقـل * للحصول على تفاح الذهـب من حديقة المغربيات ، لم يكن يعرف موقـع الحديـقـة بالضبط ، و بما أن * أطـلـس * الذي يحمل على كتفيه قبة السماء كان هو والد الاسـبـيـريـدات ، حارسات الحديـقة ، ذهـب اليه * هرقـل * يستعطفه ليقطف له التفاحات و اقترح عليه أن يـنوب عـنه في حمل الثـقل ريثـما يعـود . قبل * أطلس * أن يتخلص من حمله ، و لما عـاد بالتـفاحات ، رفض اعطاءها ل* هرقل * و قال له : انا الذي سأذهـب بها الى الشرق . ولم يجد * هرقـل * الا الحيلة ليخرج من هذا المأزق ، فقال ل * أ طلـس * هل يمكنك أن تحمل قـبة السماء لفـترة قصيرة ؟ ليـتسـنى لي وضع وسادات على كـتفي تخـفـف عني الحمل ؟ و قـبل * أطلـس * أن يحمل الـقـبة مـرة أخـرى ، فأخـذ * هرقل * التفاحات و ذهب بها ، وبقي * أطلس * يحمل ثقل العالم الى الأبد .
توجد قصة أخـرى تقول بان * بيرسي Persée * بعدما ركب الـفـرس المجنح * بيكاز * الذي رودتــه * أثـينا * جاء الى بلاد * أطلس * وطلب منه أن يستضيفه و غضب عليه بعد أن رفض الضيافة ثم أخرج رأس الميدوزة La Méduse ، فمسخ * أطلس * في الحين و صار جبلا اسمه أطـلـس . قطف * بـيرسي * أيضا تفاح الذهب من حديقة الاسبـيـريـدات . و من جهة أخرى ، نجد * أفلاطون * في القرن الرابع ق.م. يذكر أن أقـدم ملك لجزيرة الأطلانتيـد كان يسمى * أطـلـس * ابن * بوصيدون * و * كليـطو * . و * أطلس * هو الاسم الذي أطلقه على المحيط و على الجزيرة التي يحكمها ، و أن أخاه الشقـيق تولى الجانب الاقصى من الجزيرة قرب عمودي هرقـل ، أمام منطقة كادير ، و هذا يجرنا الي حكاية الأطلانتيد .

الأطــلــنــتــــيـــد

يقول * أفلاطـون * في كتابـيه " التيمي " و " الكريتياس " بأن * سولون Solon * حين سافر الى مصر زار سايس و سمع بدهـشة من فم كهنة المعبد التاريخ المنسي للعالم . و هذا ما أفصح عنه أحـد الكهان ، كما جاء في " التـيـمي " : (( في ذلك العصر ، كـانـت الملاحة ممكنة في ذلك البحر ، فـقـد كانت تـوجـد جزيـرة أمام مضيق عمودي هرقل ، و هـذه الجزيرة كانت أكبر من ليبيا و آسيا جميعهما ، و كان المسافــرون في ذلك الزمان في امكانهم الوصول الى الجـزر الاخرى مرورا بهـذه الجزيـرة و من هـذه الجـزر الاخرى كان يمكنهـم الوصول الى القارة الواقعة على الضفة الاخرى للـبحـر الذي يـسـتحـق بالفعل اسم " الأطلنطي " . و قد قام ملوك بـتأسـيـس مملكة واسعة و عجيـبة على جزيـرة الأطلانــتيـد هذه . و قد هيمنت هذه المملكة على كل الجزيرة و على كثير من الجزر الاخرى و على أجزاء من القارة ، و تملكوا فوق ذلك من جهـتـنا ليـبـيا و أروبا الى تـيـرانيا - شرق ايطاليا - . و فيما بعد ذلك دمرت * الاطلانتيد * بزلازل عظيمة و فيضانات و أغرقت أمواج البحر هذه الجزيرة في نهار واحد و ليلة واحدة ، فانـدثـرت تماما . و بسبـب الطمي في القـاع و انقـاض الجزيـرة الغارقـة ، لا زال المحيط في أيامنا صعب العبور و الاستكشاف )) ، و يقول * أفلاطـون* أيضا أن الجزيـرة تـعـج بالـذهـب و الثروات النباتـيـة و المعدنية ، و كانت مركز امبراطورية قـوية ، حاولت غـزو مناطق البحر المتوسط و أن * أطلس * و هو يرأس اخوته التسعة قاموا ببناء عاصمة المملكة * أطلانـتـيـس * و هي مدينة دائرية تقطعها قناة تربط بين البحر و سهـل واسع . و عندما عـدد * أفلاطون * المصادر الاقـتصادية للاطلانط ، أشار الى أن الجزيرة تغذي بمـا فيه الكفاية جمـيـع الحـيوانات الالـيـفـة و الوحـشـية و هي أيضا تعـطي الفاكهـة المـزروعة و الحـبوب التي تـصلح للـتـغـذيـة و أن الأطلانط ، سكان الجزيرة ، تـمـتـد معرفـتهـم الى الملاحة و المعادن و الـبـناء .
اعتبر كـثيـر من الذيـن رجعوا لكـتابات * أفلاطـون * أن ما يـقـوله عـن الأطـلـنـتـيـد مـجـرد خيال و أسا ، و صنـفها البعض من المهتـمـيـن بالاثار و التاريخ القـديـم في بـاب الممكـنات ، و منهـم الانجـليـزي * اكـيرتـون ساسكـس Egerton Sykes * الـذي كان أول من حـدد جغـرافـية موقـع هـذه الارض المنغـمرة ، و اعـتـبـر جزر الآسـور و الرأس الاخضر و سانت هـيليـن و جزر الأنـتــيـل ، قـمـمـا لازالت ظاهـرة مـن مملكـة بوصيدون . أما * هـنـري شــليـمان Henri Schlieman * الألمانـي ، عـالـم الاثــار و مكـتـشـف طـروادة ، فـقـد اعـتـمـد على أقــوال * هومـيـروس * في تـنقـيـبه عن موقع طروادة ، و نجح في العثور عليها و على ما فـيها من كـنـوز .
إن موضوع * الاطلآنتيد * صدرت بشأنه عشرات القصص و عشرات أخرى من المجلدات التي تدعي العلمية و و أفـلام و رقصات رمزية و أوبـيرات . وقام بالبحث عنها كـثيـر من البعثات الرسمية والبعثات الخاصة ، في العديد من الأماكن : الهگــار و الجـزر الخالدات و جزيـرة ماضيـر و قـادس و إيـرلانـدة و قبرص و الانتيل و اليابان و و أيضا جنوب المغرب الأقصى . إن كل ما قاله * أفلاطـون * و كل ما قالته التقاليد الاقدم عند السومريـيـن كان يـربـط هـذه المسألة بمغرب الشـمس و بالأطلـس ، و هـذا ما جعـل البعـض يـفـسـر ذلك بأن * الاطلانـتـيـد * تـوجـد مـجاورة للـمغـرب الأقصى فـي مملكة * طارطيسوس Tartessos * المغمورة في البحر، ناحية قــادس ، أو في جنوب المغرب بالساقـية الحمراء .

الـــمـــضــــيــــق

إن الـعـديـد من النصوص القـديـمة تـشـيـر إلى عصر كانـت فـيه القارتان ، افريـقـيا و أوربـا ، ملتصقتين بواسطة شبه جزيرة على شكل ممر بـينـهمـا ، مما كان يـسمـح بـتـبادل الزيارات بـيـن الايــبــر و أبـناء عمومتهم الــبـربـر . و تـتحدث الأساطيـر عن معبد لبوصيدون ، له أسوار ثلاثة ، بني على ضـفـة بحـيـرة اسمها
* تريطون Triton * و هـذه البحـيـرة لـم يكـن يـفـصلها عـن الـبحـر إلا شـريط أرضي ضـيــق . إن الـمـؤرخ * ديوضور دي سـيسـيل Diodore de Sicile * الـذي عـاش فـي الـقـرن الأول ق.م. ، هـو الذي أشــار إلى أنـه في عصر قديم ، كانت توجد في إفريقيا الشمالية بحيرة عـريضة كان الأقدمـون يطلـقـون عليها اسم * تريـطـون * اندثـرت بفعـل زلازل أرضية عـنـيـفـة ، حطمت الحاجز الأرضي الذي كان من جهة المحيط .

ويعتقد الكاتب المؤرخ * لوي شاربونتي Louis Charpentier * أن البحيرة كانت متصلة بالمحيط الأطلسي عبر " فجوة طنجة " و أن أحد شواطئها هو خليج طنجة . و أن البحيرة كانت تمتد في الجانب الغربي الأكثر اتساعا من المضيق ، بين رأس سبارطيل و قــادس ، ولا يفصلها عن المحيط إلا شريـط صخري لم يكن عرضه يتعدى، على وجه الـتـقدـير ، 10 كيلومترات .
و يقدر المهتمون بما قبل التاريخ أن طنجة بنـيــت في عهد الكارثة الأرضية الكبرى التي فصلت سلسلة جبال جنوب إسبانيا عن جبال الريف بالمغرب في العصر الحجري الجديد ، أي حوالي 7000 سنة ق.م ، ويحدد عـلماء الـجـلـيـد زمن الكارثـة بحـوالي 12.000 سنة ق.م.

كــالـيــــبـــــسو حـــــوريــــة سبتــــــــــة


اسـتضافـت * كاليبسو Calypso * ، ملكة جزيـرة * أوجيجي Ogygie * بشبه جزيرة سـبتة ، * أوليس Ulysse * بعد غرقـه في البحر ، و هامت به و حاولت طيلة سـبع سنوات أن تجـعـله ينسى حبـيـبته * بينيلوب Pénélope * التي تـركها في بلده . كانت * كاليبسو* تـسكن في مغارة عجيـبة محاطة بغابات الحور و السرو ، و مزيـنة بالـدوالي المثـقـلة بعـناقـيد العـنب . وعرضت ملكة الجزيرة أن يـتمتع بالخلود إذا بقي معها ، لكن حبه لبـيـنـيلوب و وفاءه لمملكته بقي ساكنا في شغاف قـلبـه . فكان يقضي أيامه يتأمل في الشاطئ و البحر ، و يمـسـح دموعه . تـأثر * زيوس * بما يحـدث لهذا الغـريب في أرض سبتة ، فأرسـل * هـرمس * مبعوثا منه لدى * كاليبسو * و كلفه بأن يساعد * أولـيـس * لكي يستطيع العودة الى وطنه . ووافـقـت الحورية * كاليـبسـو * على ما يطلبه المبعـوث ، رغم ما تـشعر به من شغـف ، و رجع * أولـيـس * الى حـبـيـبـتـه و الي وطـنـه.




رد مع اقتباس