عرض مشاركة واحدة
ADMNTK

المشاركات: 2,131
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: فُيُ ركُنيُ آلهآديُ
ADMNTK غير متواجد حالياً  
قديم 2012-12-03, 04:59 PM
 
شاعر الحمراء .. محمد بن ابراهيم المراكشي

اخواني اخواتي

رواد منتدى مزاعيط المغرب نلتقي معكم اليوم

شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم


احد شعــراء المغرب

شاعر الحمراء(1315-1375ه=1897-1955م)

هو محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء، و الحمراء تطلق على مدينة مراكش، و يقال له بن إبراهيم، ولد في بيت متواضع، كان أبوه سراجا، أصله من هوارة، إحدى قبائل سوس، و مولده ووفاته بمراكش، و بعد دراسته في الكتاب القرآني، التحق بجامع بن يوسف، ثم إلى كلية القرويين، فاق أقرانه في اللغة و النحو و البلاغة و العروض، و القراءات و الفقه، و كان أبوه يريد منه أن يكون رجلا من رجال الدين، و لكنه كان يميل إلى الأدب و الشعر العربي.

اطلع على دواوين العصر العباسي، فأخذ يقول الشعر وهو في سن الخامسة عشرة، و كان مكثراً من نظم اللزوميات على طريقة المعرّي، برز في كل فنون الشعر و خصوصاً في المديح و الهجاء، كان يحب الدَّعة و التنعم بالملذَّات.

مدح بعضاً من أعيان أيامه و جاهرهم، و في سنة 1935 حجَّ إلى بيت الله الحرام، و ألقى قصيدةً في مكة و في طريق العودة زار مصر و رجال الأدب و الفنّ بها، و ألقى محاضرةً عن "ابن عباس و يوسف بن تاشفين" و عاب على أحمد شوقي ما جاء في روايته التمثيلية"أميرة الأندلس" عن يوسف بن تاشفين.و ألقى قصيدة منها:

تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى -- وما ضرَّ شوقي لو تأمَّل عن بعد


وفي المغرب شارك مع الوطنيين فَسُجنَ.

إنتاجاته

له ديوان " روض الزيتون " وهو اسمٌ للحي لذي كان يسكنه فجُمعَ الديوان بعد اندثاره في " شاعر الحمراء في الغربال ".

الجمعية الخيرية

هذه أبيات من قصيدة" الجمعية الخيرية ":

كيـف المآل اذا تكون الحـــال ... بالجوع تقضي نسوة و رجال

هذا الضعيف امامكم مسترحــما ... يرجو النوال فهل لديكم نـــوال

هـــــــذا ابو الايتام خلفك سائلا ... و ابو اليتــــامى رأيه التســـآل

فعـــــــساك تشفق من اليم عذابه ...و اذا فعلت فربنا فعــــــــــال

آه لارمـــــــــــــلة تقود صغارها ... و الدمع من اجفانهم هـــطال

آه لـــــها.. آه لــها ..آه لـــــها ... لو كان يجدي آه حين يقـــال

ظلت تطوف على الاكف بهم وما ... اجـــداهم الادبار والاقبــــال







و هنا أقف عند جانب من طريفة : «المطعم البلدي». وهي قصيدة ساخرة موغلة في السخرية من هذا المطعم الغريب ذي المزايا السيئة والمزعجة.. والتي نلمح فيها قصيدة المبالغة أحياناً لكي يصل الشاعر بآرائه إلى القارئ ويضمّه إلى رأيه.
والمطعم كان في مدينة «طنجة» في أقصى شمال المغرب والمراد بالمطعم هنا الفندق أو «الأوتيل Hotel» التي تقال في الفندق والمطعم أحياناً. وقد بدأ قصيدته هكذا:


إن كان في كــل أرض ما تشان به ::: فإن طنجة فيها المطعـم البلدي
أخــلاق أبنائها كالمسـك في أرج ::: بعكس أخلاق رب المطعم البلدي
يأتيك بالأكـــل والــذبـاب يتبعـــه ::: وكالضباب ذباب المطـعم البلدي
ما بالبـــراغيث إن تثاءبت عجـب ::: لما ترى حجمها بالمطعـم البـدي
تلقاك راقصــةً بالـــبــاب قائلـــةً ::: يا مرحبا بضيوف المطعــم البلدي
والبَقُّ كالفول حجما إن جَهِلتَ به ::: فعشُّـه في سريـر المـطعـم البلدي
تبيت روحـك بالأحلام في رعـب ::: إن نمت فوق فراش المطعم البلدي
أما الطبيب فعجــل بالذهــاب لــه ::: إذا أكلــت طعــام المطــعـم البلدي
يا من مُناه المكان الرحب في سفر::كالقبر في الضيق بيت المطعم البلدي
المرء في قلقٍ والطرف في أرقٍ :: والقلب في حنقٍ بالمطعـم البلدي
وليلة زارنـي في الفجـر صاحبه ::: فقلت ما قال رب المطعم البلدي
وكالــمـدافـع خلف الباب سعلته ::: يهتز منها جدار المطعـم البلدي
وكم ثقيل رأت عيني وما بصرت ::: فيهم مثيلا لربّ المطعـم البلدي
طــب الحديث له فجاء يسـألنـي ::: وقال ماذا ترى في المطعم البلدي ؟
فقلت خيراً فقال الخير أعرفه ::: وتعرف الناس خير المطعم البلدي
إن كان عندك قل لي من ملاحظة :::تَريدُ حسن نظام المطعم البلدي
فقلت مال أرى هـذا الذباب غـدا ::: مثل السحاب بأفق المطعم البلدي؟
فقال: إن فضول النـاس يُقـلـقـني ::: هذا الذباب ذباب المطعم البلدي !
فقلت : والبَقُّ ؟ قال البق ليس به :::بأس إذا كان بق المطعم البلدي !
فقلت هذي البراغيث التي كبرت، :::ما بالها كثرت بالمطعم البلدي؟
فهزّنـي كصديق لي يـداعبني ::: وقال: تلك جيوش المطعم البلدي
فقلت عفواً فما لي من ملاحظـة ::: وإنني معجـب بالمطعـم البلدي
فقال ها أنت للحق اهتديت فقــل :: إذن متى ستزور المطعم البلدي
فقلت إن قـدر الله لي الشقاوة لي ::: فأنني سأزرو المطعم البلـدي
يا مــن غدا ينتوي لطنجـة سفراً ::: إيّاك إيّاك قرب المطعم البلـدي !
ينسى الفتى كل مقـدور يمر به ::: إلا مبيت الفتى بالمطعم البلدي

والهجو عند بن ابراهيم هو شكوى مطلقة و تظلم مطلق من الناس و الحياة ، و هذا مما ادى الى تفجير شؤمه ، فتاتي قصائده في هذا الباب آية من مزيج انواع الفنون الادبية في قصيدة واحدة ، فبعد

المطعم البلدي اليك نوعا آخر من الهجو

ذكـــروا الكلب في مراكش .. و هو جرو كان فيما يتجر

ذكر و هــو في فاس فقـد .. انسى الماضي فهل من مذكر

قد عرفـــــناك فلا تبدو لنا .. ايها المخدول مثل المنتصر

وعلمنا انـك الكلب الذي .. الذي كان من قبل عقور فاجر

وعلــمنا كـل شيء ظاهر .. و علمنا كان شيء مستتـر

ناكث العهد خؤون غادر .. فاجر الايمان افاك اشــــر



.........................






و من اشعاره المتنوعة شعره في وصف الراديو (المذياع)

الحسن هـــــــذا ما ارى .. ام تلك احلام الكــــــرى

بل هــــي افكـــار الورى .. اتت بعجب العجــــــــب

كــــــرة الارض انكمشت .. في بعضها بعـــض مشت

اذا فـــــــركت اذنـــــــــه .. يقلــــــــــبن جفــــــــــــنه

ثــــــــم يــــــولي لحـــنه .. حـــــالة طـــــفل المكتــب

قضــــى على العــزلة لا .. تخـــــــــاف مــــنه مـلـلا

ان كــان مــــــعك فالملا .. مـــــــــنك ذوو تقــــــرب

فــــــكل حديــــــث جرى .. ممــا ترى او لا تـــــــــرى

فـــي الحين عنه اخــبرا .. بالصــدق او بالكـــــــــذب

و شاعرنا كباقي فحول الشعر له علاقة و طيدة مع بنت الكروم و من اشعاره فيها

ينتمي الحب اليها و هي لا .. تنتمي الا الى مجد القرون

جمعت للعطف نورا وهدى .. مثل ما ياتي به الروح الامين

ثم كالجلاد تقسو تارة .. فامزجا لي الراح بالماء المعين

.....................

يختار من بين الدنان كواعبا .. منهن اجياد الظباء تغار

من كل عذراء كعاب رأسها .. يعلوه من فرط الحياء خمار

و لموت شاعرنا حكاية طريفة نسردها هنا

ذات ليلة ذهب الى الحمام ، وبعد الغسل رجع الى منزله ، وبعد مروره من امام حانوت الدرب فطلب منه صاحبه الاستراحة معهم و تناول معهم كاس شاي ، فاضطجع، فقيل له هذا عياء الحمام ، فقال لهم بل انه الموت ، فمن كان منكم على وضوء فاليقرأ معي اية الكرسي، و ماكاد ينطق بقوله تعالى حتى سلم الروح الى خالقها .
رد مع اقتباس