عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية Tourist
Tourist

المشاركات: 2,640
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: دولة الكويت
العمر: 41
Tourist غير متواجد حالياً  
قديم 2013-04-02, 12:10 PM
 
حدائق المنارة بمراكش... من مسبح لجيش الموحديين لفضاء لنزهة السياح



تُعرف مدينة مراكش، إحدى أشهر حواضر المغرب، بعدد كبير من المعالم الأثرية، مثل «مدرسة ابن يوسف» و«قصر البديع» و«صومعة الكتبية» و«القبة المرابطية»، وغيرها من المباني التي أصبحت شاهدا على الأسر التي توالت على حكم المغرب. وإلى جانب هذه المباني الأثرية يوجد في مراكش عدد كبير من الحدائق «التاريخية»، الشيء الذي يؤكد أن تاريخ «المدينة الحمراء» كتب عبر حدائقها أيضا.

وحقا فإن مراكش، التي تلقب بـ«المدينة الحمراء»، تعطي انطباعا لكثرة الحدائق التي توجد فيها أنها جديرة بلقب آخر.. هو «المدينة الخضراء»، فهي على الرغم من أن الشمس تسكن سطحها وسماءها على مدار السنة، فإن حدائق وعرصات «البيلك» و«المنارة» و«أكدال» و«ماجوريل» و«مولاي عبد السلام» ظلت تثير التعجب والحيرة لدى كل من يؤمن بأن الشمس مرادف للجفاف والأرض الجرداء القاحلة. ولعل ما يميز حدائق مراكش أن لكل حديقة تاريخها الخاص الذي يميزها عن الحدائق الأخرى.

وفضلا عن تاريخها، تتميز حدائق «المنارة» بصهريج الماء وبجناحها الملكي. ويقال إن الصهريج، الذي أقيم عام 1157، في عهد السلطان عبد المؤمن بن علي الكومي في القرن الثاني عشر، لكي يتدرب فيه جنود الموحّدين على السباحة وفنون القتال البحري، قبل التوجه إلى الأندلس، أو الانتشار لحماية السواحل المغربية من هجمات الأوروبيين.

ومن أشهر المعارك التي خاضها الموحّدون في الأندلس هناك معركة «الأرك» (1195)، تحت قيادة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور، والتي كان لها دور كبير في توطيد حكم الموحّدين في الأندلس، ولقد شبّه المؤرخون وقعها ونتائجها بمعركة «الزلاقة» التي دحر فيها المرابطون، تحت قيادة أميرهم يوسف بن تاشفين، جند ألفونسو.

وخلال حكم السعديين جرى إصلاح وإعادة استغلال «المنارة» كفضاء للاستراحة. وفي القرن التاسع عشر، في عهد سيدي محمد بن عبد الرحمن، السلطان العلوي الذي لقب بـ«محمد الرابع» وحكم ما بين 1859 و1873، تم توسيع المحيط الجغرافي للموقع، حيث عُززت مصادر مياهه، كما بُني الجناح الملكي.

واليوم تقدم حدائق «المنارة»، حسب المتخصصين، الشكل النموذجي والكلاسيكي للحدائق الملكية المغربية، التي نجد لها مثيلا في حدائق «أكدال» بمراكش وصهريج «السواني» في مكناس وجنان «السبيل» في فاس. ويرجّح المهتمون بعالم الحدائق أن تكون هندسة «المنارة» قد استلهمت من هندسة حدائق الأندلس.







__________________




The road never ends ... only our vision does




رد مع اقتباس