عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية Tourist
Tourist

المشاركات: 2,640
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: دولة الكويت
العمر: 41
Tourist غير متواجد حالياً  
قديم 2013-04-10, 02:37 PM
 
«فاس العتيقة».. طقس جميل وبشاشة وجوه وطعام شهي

انتعش مجددا الإقبال السياحي على «فاس العتيقة» بعد فترة تراجع. هذه المدينة التي تأسست مع مطلع القرن التاسع الميلادي، صمدت بدروبها وأزقتها ومآثرها، قرونا لتصبح اليوم من الأمكنة التي تستهوي كثيرا السياح، خاصة سياح دول شمال أوروبا. فاس العتيقة أو المدينة القديمة، كما يلخصها أحد أبنائها، هي عبارة عن «طقس رائع طوال السنة، وطعام شهي، ومعالم تاريخية، وبشاشة أهلها».


عندما يدخل السائح إلى أزقة فاس العتيقة يراوده شعور بأنه يسبح وسط أمواج من البشر. إنه يدخل عالما آخر تختلط فيه أصوات الناس حيث تتشكل خلفية «صوتية» غريبة وملفتة. أكثر ما يميز «فاس العتيقة» الجلبة التي يحدثها أصحاب الصناعات التقليدية، ومشاهد حوانيتهم المتراصة في أزقة ضيقة متعرجة.
روائح خشب الأرز أو الجلد تنبه الحواس وتشعر الزائر بأنه وصل إلى حي الدباغين ذي المنظر المدهش الزاهي الألوان، بيد أن المشاهد الرائعة لا يمكن أن تنسي السائح طابع المدينة العتيقة الذي يستند على تاريخ عريق باعتبارها عاصمة المغرب العلمية والثقافية. يمكن للزائر الإقبال إلى حي الدباغين، وبعدها يدلف إلى زيارة المدارس العتيقة، وهي في الواقع كانت عبارة عن جامعات في زمن مضى، من أشهرها المدرسة البوعنانية المشهورة بساعتها الشمسية التي صممت عام 1357، ومدرسة الصفارين التي ما زالت تحتفظ بحيويتها باعتبارها شاهدا على روعة الهندسة المعمارية الأندلسية المغربية. كما يمكن زيارة جامع القرويين لمشاهدة عمارته وزخرفة في صنع الأبواب والأقواس.



كثيرون تستهويهم مدينة فاس العتيقة من أجل شراء هدايا أو تذكارات، وهناك سياح يزورونها، خاصة الإسبانيين والفرنسيين، فقط من أجل هذا الغرض، خاصة المصنوعات الفضية والنحاسية، والمنحوتات الخشبية، والسجاد. تزخر فاس بكثير من المنتجات التقليدية بشتى أنواعها؛ سواء المصنوعة من الجلد، مثل الأحذية الجلدية المغربية، التي يطلق عليها «الشربيل» وهو حذاء للمرأة، أو «البلغة» للرجل. وهناك الأواني المعدنية المطلية بالفضة أو النحاس، مثل الصواني وأباريق الشاي والفوانيس، ومنتجات أخرى بلا حصر.



وتحظى المأكولات بنصيب كبير في فاس العتيقة، والمؤكد أنها أفضل مكان لتناول أطباق مغربية أصيلة. والظاهرة الجديدة في الفترة الأخيرة هي ازدهار المطاعم التي توجد في منازل قديمة تعرف باسم «الرياض»، وهي عبارة عن دور تجمع بين «المنزل التقليدي» و«الفيللا»، وجرى تحويل عدد كبير من الرياضات إلى مطاعم تقدم أكلات مغربية متنوعة وشهية، حيث يزورها كثيرون من أجل التلذذ بمذاق هذه الأكلات المتنوعة. وفي هذا الجانب، تشتهر فاس العتيقة بصنع أكلة «البسطيلة» المغربية الشهيرة، سواء منها المحشوة بالدجاج أو الحمام بالإضافة إلى اللوز، وهي أكلة تجمع بين المذاق المالح والحلو، في الوقت نفسه. وهناك أكلة أخرى يشتهر بها المطبخ الفاسي، وهي «الخليع»، وهي عبارة عن لحم مجفف مغمس بالشحم، وعادة ما يقدم في وجبة الإفطار مع البيض. وتتميز بعض «الرياضات» القديمة باتساعها، وبطابعها المعماري المستمد من روح التراث، حيث تظللها أشجار النخيل، وتزينها تشكيلات الفسيفساء، وأدخلت عليها تعديلات، لتصبح أمكنة مفتوحة في وجه الزوار، فنادق، وهي في الغالب مكونة من طابق أو طابقين لا أكثر، بشرفات واسعة، تتوسطها في الغالب نافورة، وخرير مياهها يضفي على المكان طابعا رومانسيا.
__________________




The road never ends ... only our vision does




رد مع اقتباس