عرض مشاركة واحدة
أسد الأطلس
مزعوط نشيط
المشاركات: 89
تاريخ التسجيل: Aug 2013
أسد الأطلس غير متواجد حالياً  
قديم 2013-10-25, 09:07 AM
 
سويدي: هكذَا أسافرُ مشيًا على قـدميَّ من أوسلُو إلى الرِّبَاط

أبَى مواطنٌ سويدي عنَّ لهُ أنْ يزُورَ المغربَ إلَّا أنْ يحققَ حلمه، على نحوٍ فيه الكثير من الإثارة، فبدل أنْ يستقِلَّ الطائرة من العاصمة النرويجية أوسلُو ويحطَّ الرحال فِي الرباط، بعدَ أربعِ ساعاتٍ وَ37 دقيقة من الطيرَان، ارتأى قطع آلاف الكيلومترات، الفاصلة بين بلده والمغرب، مشيًا على الأقدَام، دون أنْ يلقِي بالًا لمَا يمكنُ أنْ تنطوِيَ عليه مغامرته من أهوَال في محطاتها الكثِيرة.

أوسكار كلارن، البالغ من العمر 26 عامًا، بدأَ مغامرتهُ فِي التاسع من يونيُو المَاضِي، وَشرع اعتبارًا منهُ، فِي نشرِ صور على مدونته، توثقُ الأماكن التي يعرجُ عليها، مشفوعةً بتعليقاته، بعدما اختار أنْ يسْتعِيضَ بقدمَيه، على الطائرة، والسيارة التِي تقطعُ المسافة فِي حواليْ أربعِين ساعةً، شاءَ أوسكَار، أنْ يجعلها أشهرًا طويلة، مرتحلًا على غير ديدن السياح الأوربيين.



في التاسع من يونيو، على الساعة الرابعة صباحاً، بالضبط، استهلَ أوسكَار مغامرته الفريدة من نوعها، بحقيبة تخييم على ظهره، ومحفظة صغيرة بها بعض اللوازم الضرورية، وآلة تصوير، وجهازٍ لربط الاتصال بالانترنت، كيْ يستنَّى لهُ أن يكتب عن المحطات التي يعبرها في رحلته الطويلة، ويحتاجُ في توجيه مسارها إلى إرشَاد "google maps".

عندَ بدءِ الرِّحْلَة، كان أوسكار عازمًا على قطع ما بينَ 35 و40 كيلومترًا كل يوم، لكنَّ رياح حالته الصحة جرتْ بما لم تشته مخططاته، فحالتْ إصابته بتعفن فِي عرقوبِ القدم، دون مواصلة المسير بالوتِيرة نفسها، لكنْ بالرغم، ممَّا تسبب به مشكله الصحِّي، يقبلُ أسوكار، وفقَ ما أوردهُ فِي حوارٍ مع مجلة "فِيسْ"، على إنهاء رحلته من هنا إلى أواخر يناير أوْ بداية فبراير، من العام المقبل.

وبما أنَّ تساؤُلًا يطرح حول الجهة المملولة لأوسكار، فِي رحلته الطويلة، وسبل تدبره الأمور لأزيد من ثمانية أشهر، يقول الرَّحالة السويدي إنهُ نجحَ فِي جمعِ تبرعاتٍ وصلتْ إلى ألف يُورُو.



فَحتَّى إنَّ كان المبلغ متواضعاً، إلَّا أن أوسكار اعتبرهُ كافيًا، فِي الوقتِ الراهن، على الأقل، كما أنهُ يعولُ كثِيرًا على لطفِ من يلتقِي بهمْ صدفة خلال رحلاته، قائِلًا " لمِ ألتقِ فِي رحلتِي سوَى أناسٍ طيبين"، يقدُمون له العون ويدعُونهُ أحيانًا إلى الأكل مجانًا، كما حصل معهُ غداةَ إلى نادٍ للانترنتِ، تمكن فيه من الاتصَال بالنت دون مقابل، والحصول على وجبة طعام وكوبِ قهوةٍ، كثيرون ممنْ التقَى بهم نصحُوه أيضًا، بأنْ يبتعدَ قدر الإمكان عن المدن، حرصًا على سلامته.

أوسكَار أضافَ أنَّهُ يغتنمُ سفرهُ مشيًا على الأقدام للعيشِ فِي انسجامٍ مع الطبِيعة، والتعرف على أناسٍ جددٍ، وهمَا قيمتان، أضحيتَا مغيبتان لدَى السياح، فِي الوقت الحالِي، الذِين لمْ يعدْ لهم احتكاكٌ كبِير بأهل الأماكن التِي يزُورُونها، ويكتفون غالبًا بفنادقهم المصنفة، والطيران لساعات دون التوقف بالأمكنة.

السويدي أوسكَار يأمل، أن يزور سبتة بعد وصوله إلى المغرب، كيْ يرَى عن قرب السياج، الذِي يحاولُ مهاجرُو إفريقيَا جنوب الصحرَاء، بشكلٍ يائس أنْ يعبرُوه، صوب الضفة الأخرى، التِي أتَى منها، الرحالة السويدي على قدميه، فِي سفرٍ يذكرُ بما كان عليه الإنسانُ قبل اختراع المواصلات، والاستعاضة عن النوق والبغال والحمِير، بالسيارات والطائرات.

-هسبريس-
رد مع اقتباس