صحيفة المرصد: لا اعرف كيف اصف لكم معاناتي ، ولكنني بجد اشعر بذنب كبير اقترفته في حق نفسي واسرتي ومجتمعي، باختصار انا شاب في عقدي الثالث متزوج وعندي ابنان، اعمل في مجال تجاري حر اكتسب من ورائه الخير، كثير السفريات الى دول مختلفة ، وفي كل رحلاتي المكوكية اتعرف على الجنس اللطيف، وكثير من اللقاءات تؤدي الى سهرات محرمة.
اعترف انني ارتكبت الكثير من الخطايا ، ولكن صدقوني منذ ان اكتشفت بالصدفة عند تعرضي لحالة دوخان شديدة وصداع مستمر اصابتي بفيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» عندما كنت حينها في رحلة عمل ومنذ ذلك الوقت اصبت بحالة اكتئاب ويراودني الخوف ولم اذق طعم النوم ، وكل يوم اصحو في ساعات الليل مفجوعا واتصبب عرقا.
اصبحت حياتي الآن اسيرة الفزع والخوف، لا اعرف كيف اعترف واصارح زوجتي بحقيقة حملي للفايروس القاتل، ام التزم الصمت وابادر للعلاج بطريقة سرية وفي الخارج حتى لا افقد كل من حولي وينبذني المجتمع، ارشدوني قبل ان يسيطر المرض على جسدي؟
عبدالله ـ التائب إلى الله (جدة)
•• يا ابا عبدالله ، اولا شفاك الله ورفع عنك البلاء ، وقصتك تحمل جانبين الأول نفسي والثاني علاجي ، ففي الجانب الأول يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد ان اعترافك بالمرض وشعورك بالذنب هو احساس انساني تفاعلي في دواخلك يبين لك مدى الخطأ الكبير الذي ارتكبته في معصية الخالق قبل كل شيء، ولكن ثق تماما ان العبارة التي دونتها في نهاية رسالتك وهي «التائب الى الله» تكشف لنا ردة الفعل ومدى شعورك بالألم والحسرة ، وليس امامنا سوى ان ندعو الله ان يقبل توبتك ويشفيك من المرض ويقوي عزيمتك وارادتك حتى تكون عنصرا فعالا ومنتجا في المجتمع وسعيدا مع اسرتك.
خير ما انصحك به هو اولا الاعتراف للزوجة بحقيقة اصابتك بطريقة هادئة وبأسلوب لا يثير المشاكل واقناعها على اجراء الفحص بجانب الأبناء للتأكد من خلوهم ان شاء الله من المرض، وان تبادر للمستشفى لإدراجك ضمن المعالجين فكما هو معروف ان المصابين بالإيدز يتم التعامل معهم بطريقة سرية تضمن لهم الخصوصية، لأنك لو التزمت الصمت فإن حالتك ستتدهور اكثر وتفقد كل شيء في حياتك ، ولا تفكر في السفر للخارج فعلاجك متوفر في مستشفيات الصحة.
اما رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الايدز الدكتورة سناء مصطفى فلمبان، فتقول: مرض الإيدز لم يعد مرضا قاتلا كما كان وضعه قبل سنوات طويلة، حيث ان العلاجات المتطورة ساعدت المصابين في التمتع بحياة جديدة وخصوصا إذا كان الاكتشاف مبكرا ، لأن العلاج المبكر يحد من تدهور الجهاز المناعي.
ومن الناحية الطبية فإنني خير ما انصحك به هو ضرورة ابلاغ الزوجة عن اصابتك لأن امر العلاج لا يتوقف عليك فقط لأنه لا سمح الله في حالة انتقال العدوى او الشحنات الفيروسية لها فإن العلاج يشملها ايضا ، فلا انصحك ان تسكت عن مرضك وتبادر بالتوجه للمستشفيات وبإمكانك الاتصال بنا لتقديم كل اوجه المساعدة، وثق تماما ان كل تعاملاتك ستكون سرية.
اما بخصوص العلاج في الخارج فلا انصحك بذلك لأنه مكلف جدا، وثانيا قد تجد بعض القطاعات الصحية في تلك الدول فرصة استغلالك، كما ان مرضك يحتاج الى متابعة متواصلة، فالأولى والأفضل ان تكون في بلدك وستحظى برعاية علاجية متكاملة.

__________________