الواضح أننا لم نأخذ من ديننا غير العبادات وتركنا الأخلاق وهذا يتجلى في محيطنا الإجتماعي والدراسي مع أن ديننا دين علم وأخلاق قبل العبادات فلا يجب أن ننسى أول سورة وأول كلمة من وحي الله المنزل وكما لا يجب أن ننسى أن الله ورسوله حثوا أكثر من مرة على العلم والأخلاق حتى نرتقي كأمة ترهب الأعداء... لكن لا حياة لمن تنادي أصبحنا نحلل ونحرم ما نشاء... إرتباطنا بأمجاد ماضينا ونظرتنا للوراء جعلتنا نسقط دون أن نرى إلى الأمام مما أجبرنا للبحث عن شماعة نعلق عليها أخطائنا. ما إن نلقي نظرة على أحوال أمتنا من كل الجوانب حتى يتجلى لنا فضاعة أخطائنا التي تسببت في تخلفنا نبدأ فقط من التربية فأغلب الأسر ترى أن العنف والقمع وسيلة للتربية بعيدا عن النصائح والتسامح في حالة الخطأ والتشجيع في حالة الفشل مما ولد عقد وعنف في المجتمعات العربية. أما التعليم فحدث ولا حرج كيف لأمة إقرأ أصبحت تتذيل قائمة المنظومة التعليمية بالعالم!!! فالأساتذة أصبحوا لا يفكرون سوى بأحولهم المالية دون الإكثرات بمستوى الطلاب الذين بدورهم لا يهمهم سوى النجاح ولو بالغش حتى يرضون آبائهم، أصبح العلم وسيلة للبحث عن وضيفة وليس للإرتقاء!! أما فيما يخص العوامل السياسية والإقتصادية فذلك يندي له الجبين، كالتشتث والتشردم بين الدول العربية والنعرات الطائفة والحزبية، سياسات الدول لا تكثرث للعلماء والعباقرة بقدر ما تكثرث لأشباه الفنانين!! فكم من مرة نسمع بأن عربي إخترع أو إكتشف لكن بعد ذلك تختفي أخباره بالمرة بينما لا نكف عن سماع أسماء الفنانين عشرات المرات أينما رحلنا وإرتحلنا بل لم نرى قط مسابقات كبرى تنظم للمخترعين والعباقرة كالتي تنظم للغناء والتفاهات ولم نرى قط جهات تدعم الأبحاث العلمية كالتي تدعم شركات الإنتاج حتى أصبح حلم كل الشباب هو الغناء بما أنه أقصر طريق للشهرة!!! أين نحن من اليابان؟؟ دولة صغيرة لا تملك أي ثروات طبيعية غير عقول شعبها أعطت العالم درس في التقدم رغم دمار الحرب العالمية الثانية والكوارث الطبيعية!! كلما أرى اليابان أو غيرها أرى أننا مجتمع أصبحنا عالة في هذا العام لا نقدس إلا ثقافة الإستهلاك...