عرض مشاركة واحدة
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:24 AM
 

تخللت مراحل الدراسة الكثير من المواقف الحزينة والذكريات السعيدةحتى تخرجنا بعد اجتيازنا كافة المراحل ، لكن المغرب ما زالَ في القلب
يراودني تارة و أنهرُ النفس تارة حتى خطرت على بالي فكرة أخرى
تقتضي على أن أحاول استشارة والدي " رحمه الله " في السفـر إلى بلد العجائب
إلى بلدٍ كانَ في نظري أبعدُ من الفضاء.




في خيمة والدي كان عمي موجوداً " عليهما رحمة الله " ، يحدثُ والدي عن العجائب
والمواقف التي شاهدها في رحلاتهِ السابقة إلى مصر و "تايلند" وعن ثقافة الشعوب
فرد عليه والدي : انظر إلى ساري يريدُ السفر إلى المغرب..!
نظر إلي عمي متبسماً وقال : أنا أريد أن اذهب إلى المغرب حتى وإن جعلتُ شعري يلامسُ الهواء من الطيارة
ونحنُ على أرض المطار، فهذا يكفيني !
أما والدي قال : أنت مجنون وتريد أن تُجنن الولد معك ، فأشار إليه عمي بطرف عينه
فهمتُ خلالها بأنه يقول له : نسينا المغرب و ذكرياته يا أحمد ؟!
حاولتُ تصديق القصة ، وهل فعلاً والدي سافر إلى المغرب ؟
كيف ومتى ؟
سألته رحمه الله : متى سافرت يا أبي إلى المغرب ؟ ومن كان معك وكم كان عُمري حينها ؟!
فضيحة أنت يا " حمد " لا تسكت أبداً هل تريد توريطنا مع الداخلية ؟
نعم يا بُني ذهبت إلى المغرب أكثر من 8 مرات حينما كنتُ مبتعثاً على حساب شركة " سابك" إلى " بريطانيا"
كنا نخرجُ في الإجازات ونمكث عشرة أيام وبعدها اسبوع إلى الوطن.




متى سنذهب يا أبي أنا وأنت إلى المغرب ؟
نعم يا بُني ؟ يعتمد على الظروف يا عزيزي ، لكن لا تخبر أحداً بهذا الأمر
وإذا أردت معلومات أكثر ، فلديك ابن خالتك وابن خالك فهما من " مجانين المغرب"
وإياك أن تخبر أحداً في المنزل بأني سافرت إلى المغرب ، لا أريدُ أن يتجدد بي الحَنين
لكني أعدك بأننا سنذهب، ولا تعلم قد تكون أنت قائدُ الرحلة ومرشدنا !


لكن يا بُني اكمل دراستك العُليا وإذا توظفت فرحنا بك وأحضرنا لك عروسة تُسعدك
و أرى أحفادي بمشيئةِ الله..!




كتب والدي قصيدة أحد أبياتها يقول :
و أنا اشهد إن السُمر للعاشقين جنه
هي جنة المحروم والحب غربالي..!


لا تعد إلى المجلس يا بُني ، سوف نكون أنا وعمك مشغولين بعض الشيء بترتيب بعض الأمور
لم يفرغ والدي من كلامه حتى بدأت الشكوك تزورني، أ تُراهما يخططان لزيارة المغرب ؟
قال عمي : هيا تحرك اخرج من أمامنا الآن..




خرجتُ تاركاً الحروف دون نقاط
خرجتُ بكمية كبيرة من الإحباط..
جمعتُ بقايا فِكري و رميتها خلف شُجيرات جدتي غفر الله لها
و سلّيتُ النفس بري الشجيرات و إطعام الماعز التي كانت في تلك الحظيرة الصغيرة
إلى أن رأيتُ أبي و عمي يخرجانُ من المجلس و بانتظارهما سيارة ابن خالةُ والدي وبيد كل واحد منهما
حقيبة سَفَر..
هل اطلبُ رشوة لقاء صمتي ؟
هل ابتزُ عمي أيضاً لنيل مبلغ بسيط ؟
وبكل سذاجة قلتُ لهما : سأخبر أمي و خالتي !
فأتت الصفعةُ كالبرق و انهالت عين والدي علي بالغضب..




يُتبَع..
رد مع اقتباس