عرض مشاركة واحدة
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:26 AM
 
كُنْ كما تُريد لكن لا تفرض على أحد رأيك
واستمع إلى أحاديث البَشر هُنا وهُناك ، في المقاهي في محطات القطار
في الأماكن العامة ، اطلق العنان للفضول الحَميد، ناقش وحاور الباعة وأصحاب المحلات
تفاوض معهم، وكُن كما أنت في بلادك.
تلك كلمات ابن خالتي جزاهُ الله كل خير
لكنه لم يدرك بأني في عالمٍ آخر والخيالُ يحلقُ بي فوق السحاب
فلستُ مصغياً له إن أردتم الحقيقة، كل ما في الأمر بأني أريد أن يتحدث عن المغرب فقط..!
خُذ و اشرب الشاي يا ابن خالتي ولا تَحزن، ستزور المغرب و سترى بأم عينك تلك الأخيلة التي تُراقص عينك كُل مساء.
أخذ يحدثني عن بعض المواقف القديمة المرصعة بالخبرة والمرصوفة على دفترِ أيامه، و أرهفتُ له السمع و سبب لي تُخمة بادئ الأمر.
اسكت يا ابن خالتي ، ألا تخفف اندفاعك وثرثرتك ؟
إن لم تتحملني فلن تُطيق معهم صَبراً ..!
عجبي !
لماذا ياصاح ؟
أنت مجنون دون الزيارة، وإني أخافُ عليك أن تفقد عقلك و تلج المصحات أو يشتعلُ رأسك شيباً
أنت من يلزمه تخفيف الاندفاع ، ما زلت تحت وطأة مخدر الحَنين، لا تُكثر من جُرعة الخَيال
فتعيشُ وسط دهاليز متموجة، محفوفة بالحيرة.
قدم إلينا ابن خالي و إذا به يتناول مبضعَ القصائد ليشق قلوبنا بقصائد عن المغرب
و قليل من البوح والنثر.
ما سِرُ تلك الابداعات والأحاسيس ؟ أ حقاً المغرب منجمٌ للحُب والاشتياق والحَنين؟
ما هذهِ التراكيب العجيبة ؟ أخبروني يا عشاق المغرب ! ما بالكم ؟!
ذلك يريدني أن أتريث وأنت تقول لا تتعلق، إذا ما كان في نظركم العشقُ خطيئة
فكل من على هذهِ الأرض اقترفها، ولا تنظروا إلي بتلك النظرات ولا ترمقوني بالأسى
فقط أخبروني و أرشدوني، وإن شئتم فقط اتركوني أغادرُ لوحدي.
فأنا على يقين بأن المغرب كقلب الأم، يرحبُ بك ويضمك ويحتويك حتى لو كُنت
مجنوناً.
خرجتُ من عندهم دونما فائدةٍ تُذكر، وكأني تلميذ تجاهله المُعلم في أول يوم
فلا هم عرفوا اهتماماتي ولا هم ساعدوني بشيء، كانت الصدمة الأولى
و الدرس الأول المجاني الذي قدماه لي على طبقٍ من ذهب.
إلى القرية قادتني خطواتي، إلى همساتِ الريحان في جلباب جدتي
إلى تلك الابتسامة التي تعادل الدنيا ومن فيها.
وضعتُ رأسي على وسادتي المثقلة بالأرق و أخرجتُ قلم الرصاص المسكين
الذي لم أعتقه منذ أن تعلق قلبي بالمغرب .
تَسرقُ من عيني النوم
وتتهمني بالسهر على حُب غيرك..!
يُتبَعْ..
رد مع اقتباس