عرض مشاركة واحدة
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:31 AM
 
أخيراً وجدتُ من يقفُ بصفي ويشجعني للتغلب على تلك الرهبة والخوف و يرفعُ من معدلات العزيمة ولا يثبطني ، لا أريد أن يردعني شيئاً إلا ما كتبهُ الله لي..
سعد ، كيف سنذهب و متى ؟
سيسافر ابن خالتنا إلى " اسبانيا" وسنعرجُ على المغرب " ترانزيت "
ستكونُ فرصتنا يا رجل ، فقط اجمع أنفاسك و رتب الفوضى التي بداخلك
لقد أدميت قلبي و كسرت مصباحي النائم في صدري.
لكن ابن خالتي لم يخبرني عن رحلته إلى اسبانيا ؟
لا تخف ، كل شيء قيد الترتيب ولا تخش شيئاً ، سنسافر معه فكن هانئ البال مطمئن الفؤاد..!




إلين اليوم وأنا اتخيل لقانا كيف..
إلين اليوم وأنا اكتب وش بقول و كيف !
(ذكرى التونسية) ..














إلى أقرب محل للملابس، إلى الحلاق أم إلى محلات العطور ؟!
اوووووه ، كيف سأسافر دون تأشيرة ؟ يا لهذا الحماس الذي يورطنا فتكثر أخطاؤنا..
جهزتُ كل الأوراق اللازمة لنيل التأشيرة ( المنيلة بستين نيلة ) إلى الأندلس الجَريح
إلى أسبانيا ، تذكرتُ تلك المحاكم والجرائم التي ارتكبت بحق المسلمين بعد أن سقطت الأندلس
لكنها لم تسقط من قلوبنا ، فهي منارةٌ للعلم والحضارة.
كل شيء جاهز نسبياً ، الأوراق المطلوبة والصور وما طُلب سلفاً منا لإنهاء الاجراءات
لا يهمني السفر إلى أسبانيا ، أريدُ فقط التحليق فوق سماء المغرب أو المكوث في المطار
لم أكن مدركاً لأي شيء حولي، فنشوة المغرب جعلتني أهذي و النبضُ يعربدُ في صدري.


كانت الطائرة شبه مليئة بعد أن تجاوزنا كافة الاجراءات في المطار ، لا يهم ولا أبالي
فالمغربُ أمامنا دام في قلوبنا هرماً شامخاً فوق الأعالي ، كانت الرحلة مملة حقاً ولم تكن طويلة
حينما اعلنو بأنه يتوجب علينا النزول إلى المطار ، لأن الترانزيت طويل تقريباً ، كانت الفرحة جنونية !
نظرتُ إلى أخي تؤام الروح شقيق الفؤاد نديم النبض والقصائد فأشرتُ إليه بطرف العين أن يقر و يسعد
فما تلك إلا أول شذرات الجُنون و قطرات العشق.
ابن خالتي يكبرنا بـ 18 عام تقريباً ، وله باع طويل في المغرب و زوجته رباطية ، كُنت متجاهلاً لكل شيء
أرمقُ الواقفين في صالة الدخول، احتضنُ بعيني ألوان الحائط ، انظرُ إلى الأرض ، خطواتي كأنها همس السحاب
دقات قلبي تتسارع بشكل غريب ، الأنفاس تضطرب ، الحُمى يا سعد الحُمى يا ابن خالتي ..!
قُبيل الدخول إلى نوافذ الجوازات ، هالني المنظر؛ حشود من البشر و قرابة المائة مسافر أمامنا
قلتُ في نفسي : يا إلهي ! لستُ العاشق الأوحد للمغرب
( تلك أنانية منك يا ساري )
بعد أن مازحتُ أخي بأني سأرى معشوقة أخرى ..


يا مرحبا..
متشرفين..


انهالت كل التراحيب كالمطـر
هل أهجر الأحبة ؟ و ألغي فكرة أسبانيا ؟
تلك أول العناقات بيني وبين المغرب ..
حفاوة في الترحيب ، لا ضجيج ولا صخب
لحظات سريعة من ذَهب..










سأتجاوز المنعطف في المطار
وكذلك أسبانيا..
فلا حاجة لنا بالثرثرة..








كانَ شعوري بعدما وطأت قدمي المغرب
بعد عودتنا من أسبانيا شعوراً آخراً لا يضاهيه شعور..


خرجتُ منطلقاً و متجاوزاً كل الحواجز التي كانت تعيقني لمعانقة البوابة الأخيرة
سئمتُ ثرثرة سمامسرة مكاتب تأجير السيارات و عروضهم ، ضاقت علي الأرض من ضجيج الأقدام اللاهثة بين الوداع واللقاء
و حينما عانق صدري الهواء المتدلي من سماء الدار البيضاء، تيقنتُ بأنها معشوقتي، التي كانت تزورني في منامي
في صحوتي في قصائدي في صمتي والهمس ..






تعالي و ضميني
واكسري بي ضلعين !
تكفين يا كازا..
ما بقا بي حيل..
رد مع اقتباس