عرض مشاركة واحدة
Nadosh
موقوف
المشاركات: 9,263
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: بلاد الكفار
Nadosh غير متواجد حالياً  
قديم 2014-10-04, 03:19 PM
 
الْحَوْلي و المدرسة

علا صوت عمي التهامي و هو ينتظر دوره عند توفيق الحلاق :
” غي من هذي لهاذي ، المدرسة خْلاتنا و عَرّاتْــنا ، بزاف هاذ الشي ”
ابتسم توفيق كعادته محاولا تهدئته :
” العلم نور ، و كل درهم تنفقه في سبيل العلم و التعلم ،فأنت مأجور عليه عند الله و لا يذهب سدى ”
فقاطعه عمي التهامي :
” وا منين نجيب هاذ لفلوس باش نقريهوم ، انا خدام جورني ، خمسة ديال النفوس يقراو ، شي خاصو الدفاتر شي الكتب شي الكسوة شي الطوبيس ,, ها فلوس التسجيل كل عام ، ها الجمعية ,,, لا اله إلا الله ، تقهرنا…”
تدخل الحاج عبد الرحمان متنهدا : ” رحم الله أيام زمان ،كان التلميذ لا يكلف شيئا إلا دفترا وكتابا و قلما و حتى المحفظة كانت عبارة عن ” خنشة ديال الدقيق ” لا غــــــلافات لا زواق و قرات الناس و توظفات و خدمات لبلاد ,,,اما اليوم ” كارو ” ديال الأدوات من كــــــــل نوع و تقرا فيه هاذ العام و الله يهنيك ، و التلميذ ما يهجيش لحروف “مثله كمثل الحمار يحمل أسفارا ”
ضحك توفيق الحلاق و خاطب عمي التهامي : ” دعنا من المدرسة ، قل لي كيف حال سوق الغنم ؟ ها المدرسة مشات و الحولي أش خبارو ؟”
تنهد عمي التهامي تنهيدة عميقة لخصت آلامه و معاناته :” إوا يجيب الله ، ما ينساش عباده ”
انطلق الحاج عبد الرحمان يحكي عن مشكل الغنم و عن غلاء العلف و معاناة الفلاح الصغير: ” المشكل أن الغنم متوفرة في الأسواق ، و لكن المشكلة في تدخل المضاربين والسماسرة و الشناقة ، في الوقت الذي تطالعنا فيه وسائل الإعلام بأن الغنم متوفرة وبصحة جيدة و أن العرض يفوق الطلب و كيف أصبحت الأضحية مباهاة و تباهٍ بِحجمها و ثمنها إذ حادت عن سُنيتها ، في الوقت الذي تتمنى فيه شريحة كبيرة سماع صوتها بغض النظر عن حجمها ”
” اللي فيها الخير الله يجيبها و اللي فَلْمَكْتاب غادي يجي ، كلشي يْعَيَّدْ ،وكِيفْ سَلَكناها مع المدرسة غادي تسلك مع الحولي ، رحمة ربي كبيرة ” كلمات رددها عمي التهامي و هو يقوم ليأخذ دوره للحلاقة ,,, إنها معاناة تليها معاناة كلما حلت مناسبة ,,,” مصائب قوم عند قوم فوائد ”