عرض مشاركة واحدة
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2015-08-30, 11:24 AM
 
لا ذبحني ظماك..و لا رويتك..!


اعرفهم كُلهم ، من أصواتهم و همسهم ، من نظرات أعينهم من تلك الأحداق
من تفاصيل الوجوه من تضاريس الحَنين على قسماتهم ، من أنفاسهم المضطربة
و نبضاتهم التي تئنُ لفرط الحَنين.

عجلات الحقائب و رائحةُ التذاكر و أختام المُرور و النوافذ ، ذلك الشُرطي و تلك المُضيفة
نفس الزاوية و نفس المكان ، اختلفت أعمال الصيانة فَقط.

الكُل هنا ما بين عناق و توديع و أنا اسحبُ خيبة العاشق المجروح ، ألملم حسرتي على عُمري و أيامي الجَميلة
هل أحدثكم عن ترانيم النوارس في الصويرة ؟ أم عن التاريخ في فاس و مكناس ؟ أم عن صمود الحصون والقلاع ؟!
عن نسمات المحيط في الجديدة ؟ عن النعناع في البروج ؟! عن لبن سبت جزوله ؟! الطنجية المراكشية ؟ عن فقاص طنجة ؟
عن أي شيء ؟ عن كل شيء !
أم عن ماذا سأحدثكم ؟

تتابعني الذكرى بكل المُدن و أغلب القُرى التي عرجنا عليها و مررنا بها كطفلين حاولا عبثاً تجاوز الظل و الضوء !
دائماً ما أطوفُ في حمى النسيان لكني لا أجيد ترتيب مناسكه و لا قوة لدي بعد مضي تلك السنين.

الرأس يئنُ لفرط المشيب رغم صغر سني الذي لم يتجاوز الخامسة والثلاثين ، و الجسدُ منهك من رماح الشوق.
اليوم فقط حينما راودني خيالُ " الدار البيضاء" استيقظتُ كالمجنون بل أدهى من ذلك ، رحتُ متأملاً أطرافي و أصابعي
التي بدى الشحوب عليها.
أعاتبها على كثرة الترحال و السَفر ، و الحقُ يُقال بأن فوانيس العشق ألهبت صدري المتوشح لأدلجة الليل.

أردتُ النسيان فقط و الابتعاد يا صغيرتي، لكن المشكلة تكمنُ بأنك كنت حاضرةً في كل الأرجاء ، عين فيتال تتأرجحُ في عيني
و عين السلطان أيضاً كلما ذكرتك و الأيام الجَميلة.

سأخبرك يا مغربنا الحَبيب بأني سأقفُ على أطلالك مطولاً انتحب نادباً حظي على توتر مشاعري و اختلاط نبضات قلبي، سأبقى بعيداً عنك لمدة عام
ولا تسألني كيف سيمضي العام و لن أخرج إلى بلاد أخرى لأنك اختصرت الكرة الأرضية يا مغربنا الحَبيب.
سامحني و إن جرحتك أيها العاشق ولا تُراهن على عودتي قبل عام كامل و لا تحكم علي بالتقصير أو برودة العشق.
فالجنون المعجون بالسكون في دواخلي بدأ يخبو و القلبُ في ساحة الألم يحبو.



الأحد

15 - 11 -1436هـ
30-8-2015 م
__________________
تولعت بالمغرب وصابني (هبال)

مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه

دارها البيضا مضرب الأمثال

في صخبها والصمت (كازا) عجيبه

رد مع اقتباس