عرض مشاركة واحدة
مخيطووو

المشاركات: 1,924
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: في عين خلي
مخيطووو غير متواجد حالياً  
قديم 2016-02-02, 08:31 AM
 
كان ياماكان ... حكاية ترويها العجايز للصبيان

اغنية من التراث المغربي العريق تستوقفني طرباً وشجناً تاره .. وحزناً وحسرةً تارهً اخرى لتمعني في كلماتها ..


القصة هي قصة قديمة من التراث الشعبي تتناقلها العجائز و يغنيها الحكواتيا في المقاهي للسمر و بعث روح الحب والجمال يقال انها قصة حقيقية حصلت منذ حوالي مئتي عام وحصلت بالتحديد في المغرب تروي هذه القصة اليوم على شكل اغنية شعبية مثلما هو موضح في مقطع اليوم اليوتوب بصوت الفنان المغاربي المشهور عبد الوهاب دوكالي
تحكي قصة عاشقين نشأ في قرية صغيرة و رعيا الغنم و حصدا حقول الاراضي الخضراء ولعبا وحلما ان يكونا زوجين سعيدين عندما يكبران وان ينجبا الكثير من الاطفال وهي احلام اي عاشق رفقة من يحب غير ان الفتاة كبرت وازداد جمالها وكان للقرية شيخ (مختار) له شاب في مقتبل العمر قوي البنية و ايضا ذو بطش لكونه ابن شيخ القرية ( الضيعة) و بينما كان ذات يوم على جواده يختال ويجوب القرية رأى البنت على طرف الواد فأعجب بها وطلب ان يتزوجها وبكل تأكيد لانها من عائلة بسطية وهو ابن الشيخ الذي لم يكن يرفض له طلب زوجوها اياه رغما عنها هي التي لم تكن تحلم ان تكون سوى لذلك الشاب الذي كبرت معه وحلمت معه ,في ليلة العرس قرر الشاب ان يذهب لقصر الشيخ ويقوم بخطف حبيبته من بين يدي ذلك الشاب وبالفعل دخل القصر وخطفها لكن صور القصر كان عالي و تعثر جواده فكشف امرهم من قبل سكان القصر و حتى الاهالي فقررو ان يعاقبوهم لفعلتهم عقاب الزاني والزانية ان يقتلوهم رميا بالحجارة وبالفعل تم ذلك ومات العاشقان وهما متعانقان يحمي كل منها الاخر ودفنا مع بعضها على ضفة الواد ,يقال ان بعد عدة ايام نبتت شجيرة صغيرة حول قبرهما وكبرت وضللت القبر و كان لها وردتان حمروان متعانقتين و عصفور اخضر كل يوم ياتي ليزقزق على قبرهما ويدعو الله لهما بالمغفرة وبعد فترة اصبح قبر العاشقين مزار لعشاق استلهموا من قصتهم الشجاعة فصاروا يأتون كل جمعة للقبر يرشونه بالحنة وماء الزهر و يغطونه بثوب من الحرير الاخضر ويشعلون شموع ويذرفون على قبر العاشقين دموع وهم يطلبون الرحمة لهما وهكذا صارت قصة هذين العاشقين متداولة تحكيها العجائر لصبيان قبل الخلود لنوم ويغنيها راوي اعمى من زمان.

كان ياما كان

كان يا ما كان
حكاية ترويها العجايز للصبيان
قبل ما تنام
يغنيها راوي اعمام زمان
بادئ الكلام
كان يا ما كان


كان يا ما كان
انا و حبيبي عاشقين الاثنين
نرعاو الغنم عايشين
عايشين هانيين


فوق المرج الاخضر
بالليل نباتوا ساهرين نغنيوا نحلموا و الصبح نخرجوا متعانقين
نحلموا بموسم الحصاد
نجمعوا الصبا و خير البلاد
نديروا عرس
نولدوا اولاد
و هكذا حلمنا كان يكبر
كان يا ما كان


و في يوم من الايام
ولد شيخ البلاد
على جواده كان هواد
شاف غزالي في الواد
خطفها و زاد
خلى دمعي دمعي عليها هواد
ما قدرت عليها نصبر

ليلة الفرح
تالم قلبي
و سال الجرح
و كان اللي كان

و قبل ما يطل الصبح
و يبان ضوء الفجر
تسللت للقصر
و خطفت البدر
ناوي بغزالي نهرب
لكن السور كان عالي
و لما قفز جوادي عثر
شافونا الاهالي و اتفضح السر

ذيك الليلة اتجمعت القبيلة
ذيك الليلة حكمت القبيلة
انا و الخليلة نترجموا بالحجر

بين يوم و ليلة اتنفذ الامر
و ماتوا العاشقين متعانقين من اجل الحب
من اجل الحب ضحاو بالعمر

و بكت عين

على العاشقين اللي اندفنوا باثنين
في قبر واحد جنب النهر

و بعد يومين
على جنان نبتت شجرة
اغصانها متشابكين

و مع الايام اصبحوا العشاق
كل جمعة يزوروا الشجرة

و مع الايام اصبحت حكايتنا ترويها العجايز للصبيان


" frameborder="0" allowfullscreen>
رد مع اقتباس