عرض مشاركة واحدة
Nadosh
موقوف
المشاركات: 9,263
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: بلاد الكفار
Nadosh غير متواجد حالياً  
قديم 2011-07-04, 11:46 PM
 
Smile قبائل بالمغرب تستقبل "المطلقات" بالأهازيج وذبح الإبل

للظفر بزوج وصونا للعرض
قبائل بالمغرب تستقبل "المطلقات" بالأهازيج وذبح الإبل





تحتفي بعض مناطق الأقاليم الصحراوية بالمغرب بالمرأة المطلقة بعد انتهاء العدة تكريما لها ولمكانتها وصونا لعرض القبيلة، وذلك للظفر بزوج يشاركها حياتها المقبلة؛ إذ لا فرق عندهم في الزواج بين البكر والمطلقة من حيث القيمة والمهور، فقد يصل مهر المطلقة إلى 100 ناقة مثلها مثل البكر.


نكاية بالزوج المطلق

وقالت الغالية الكواري، مديرة معهد الدراسات الصحرواية بمدينة العيون، في حديثها "للعربية.نت" "إن من العادات التي قد يراها البعض غريبة في الطلاق، هي أن المرأة المطلقة يقوم أهلها بعد إنهاء العدة الشرعية بإقامة حفل تنشد فيه الأغاني، والأهازيج، والرقص، وتتزين المطلقة بأجمل الملابس والحلي والحناء".

وتضيف "تجلس فوق منصة تعد من أفضل وأجمل ما لدى أهلها وجيرانهم من أثاث في خيمة الاحتفال والنساء من حولها يطلقن الزغاريد، ويتنافس أبناء العمومة والمعجبون بها في تقديم الهدايا التي تعرف باسم "التعركيب"، ويقام هذا الحفل نكاية بالزوج المطلق".

وأكدت أن المرأة المطلقة في الصحراء لا ينظر لها على أنها عالة على نفسها أو على أهلها، بل بالعكس، فهي لا تأتي بفاحشة إذا طلبت الطلاق أو طلقت، و ليست متهمة حتى تعاني من وصمة اجتماعية تقلل من شأنها وتجرح مشاعرها وتؤذيها، وتحاصرها كما في العديد من البلاد العربية.

وأضافت أن المجتمع الصحراوي مجتمع بدوي بطبعه فخلال مرحلة الاستقلال عرف نوعا من التغيير ومرحلة جديدة من التمدن أول تجلياتها الانفتاح النسبي والبطيء على بعض العادات.

وكشفت الغالية أنه بعد تطبيق مدونة الأسرة الجديدة هناك انخفاض في نسبة الطلاق والعزوف عن الزواج بالمجتمع المغربي ككل.


دعم قبلي للمطلقات


ومن جانبه، قال مولاي علي الدخيل، باحث متخصص في التراث الصحراوي بمدينة السمارة، لـ "للعربية.نت" "إن الطلاق يتم طبقا لنصوص الشريعة، ورغم أن تعدد الزوجات مسموح به من الناحية الشرعية إلا أن قلة من الصحراويين يمارسونه".

وأشار الباحث إلى أن حفل المطلقة هو تأكيد على أن الطلاق لا ينقص من مكانة المرأة وأنها ليست منبوذة بل هي معززة وتلقى الدعم من قبيلتها.

وأكد الشيخ الحاج ولد ديحان من قبيلة "الشرفاء الرقيبات" للعربية.نت أن غلاء المهور وكثرة مسلتزمات "الدفوع" وتنوعها تعتبر من ضمن طقوس الزواج بالأقاليم الجنوبية، التي كانت سائدة في الماضي، والتي بدأت مع متطلبات الحياة العصرية تتلاشى بعض الشيء.

وأردف الشيخ أنه حين تعقد البنت فإن بعض القبائل تضع شروطا لإتمام عقد الزواج، ومنها ألا يكون الراغب في الزواج متزوجا وأن يتعهد بعدم الزواج لاحقا، بحيث يتحقق المثل السائد "لا سابقة ولا لاحقة"، وفي حال إذا تزوج عليها فأمرها بيدها.

واعتبر أن الطلاق ليس عيبا وليس انحطاطا من شخصية المرأة، بل حق تعتز به ما دامت أواصر العشرة الزوجية فقدت، بل إن الاحتفال بالطلاق هو فرصة لاسترجاع ثقتها بنفسها، والظفر بزوج يشاركها حياتها المقبلة، ويحتفل بها بذبح الإبل وحضور الأهل والجيران بل في بعض الحالات يأتي طليقها ويحتفل معها.

واستطرد أنه لا فرق في الزواج بين البكر والمطلقة من حيث القيمة والمهور، فقد يصل مهر المطلقة إلى 100 ناقة جدعا مثلها مثل البكر؛ لأن جمال المرأة لا يقاس بالعذرية فقط، وهذا الاحتفال هو التكريم وتحصين لها من السقوط في شباك الفساد.

ويرى عبد الرحيم العطري أستاذ باحث في علم الاجتماع في حديثه "للعربية.نت" أن المجتمع الصحراوي له خصوصيات ثقافية يميزها التكتل بين الأفراد، معتبرا أن الاحتفال بالمرأة المطلقة في الأقاليم الصحراوية هو تضامن وتحصين لها.

وطالب الباحث بضرورة إعادة الاعتبار للإنسان، فحتى إذا تخلت بعض الأسر المغربية عن المطلقة، فمن واجب المجتمع والدولة إصلاح هذه الاختلالات.