عرض مشاركة واحدة
أخبار المغرب
موقوف
المشاركات: 868
تاريخ التسجيل: Jul 2010
أخبار المغرب غير متواجد حالياً  
قديم 2010-11-22, 03:30 AM
 
ابنة المعتقل السياسي المصطفى المعتصم.. معاناة مع “العهد الجديد” بالمغرب




أنس بنضريف- إذاعة هولندا العالمية:


سمية المعتصم.. معاناة مع “العهد الجديد” في المغرب

بعد تولي محمد السادس العرش في المغرب بعد وفاة الحسن الثاني، غمر الأمل كل الأطياف السياسية من أجل تغيير حقيقي يحمل المغرب إلى مصاف الدول الديمقراطية. فكانت ولادة لجنة الإنصاف والمصالحة والتي اعتبرها محللون سياسيون سابقة حقوقية في العالم العربي. وأعلن الطلاق مع ماضي أليم عـُرف باسم سنوات الرصاص. وأطلق سراح جل المعتقلين السياسيين.

الا أن السنوات الماضية شهدت تراجعات بنيوية حسب المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية. فعادت الاعتقالات السياسية للظهور مجددا بعد أحداث 16 ماي الإرهابية في 2003 بالدار البيضاء. وزج بالمئات في السجون في غياب ضمانات لمحاكمة عادلة استهدفت خصوصا الإسلاميين. وكان من بين أشهرها ما أطلق عليه قضية “بلعيرج”، حيث صدرت أحكام قاسية في حق المتهمين. محاكمة وصفت بالعبثية من طرف فاعلين حقوقيين ودوليين. وقد سال مداد كثير حول قضية المعتقلين، في تغييب ربما غير مقصود لمعاناة عائلات المعتقلين. فالنساء يتحملن العبء الأكبر من المعاناة. سمية المعتصم، ابنة مصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل مثال لفئة دخلت معترك الحراك السياسي والحقوقي رغما عنها.

بداية المعاناة
تخيلتها منكسرة حزينة، الا أن الابتسامة لم تفارق محياها جل أطوار الحوار. سمعت سمية بخبر اعتقال والدها في مدينة الرباط وهي في طنجة حيث تتابع دراستها بكلية الهندسة في المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية. فهاتفت والدها لتجد الخط مغلقا. وما هي إلا لحظات حتى هاتفها أخوها يحاول تهدئة روعها، ويحاول توقيف دموعها المنهمرة “اعتقل من أجل التحقيق وسيطلق سراحه بعد 48 ساعة”. وتمر الساعات وتمر الأيام وتعلن وزارة الداخلية عن تفكيك خلية إرهابية. “لم أستطع تصديق هذه الرواية، أبي كان دائما ديمقراطيا ينبذ العنف”. تغيرت الحياة في نظرها وأصبح المجتمع يعاملها ببعض الريبة، إلا أن الرواية الرسمية عملت على عكس الصورة، وفقا لسمية، المعركة التي كسبتها في هذه النازلة هي تعاطف الرأي العام الوطني والدولي.

تحاول سمية زيارة والدها كل يوم اثنين إذا سمحت ظروف الدراسة، بينما تواظب أمها عليها. كانت عائلات المعتقلين تنسق المواقف وتخاطب الإعلام والمنظمات الحقوقية بصوت واحد. وكان هذا الاتحاد يشكل قوة لتحقيق بعض المطالب لتحسين ظروف السجن والزيارة. تتأسف سمية عن غياب هذا المعطى الان فحتى المعتقلون أنفسهم اختاروا طرق مختلفة للنضال. تقول سمية إن السجناء السياسيين يتمتعون بوضع أحسن من معتقلي الحق العام، ويعاملون بالحسنى حتى من طرف السجانين.

سمية والانخراط الحقوقي
انخرطت سمية مؤخرا بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وتقود حملة على الفايس بوك للتعريف بقضية المعتقلين السياسيين بالمغرب. ويعود هذا الانخراط الحقوقي لما تعرض له أبوها، فسمية كانت كباقي الشبان المغاربة. وان كانت مهتمة بالعمل السياسي فهي تقاطع المشاركة الانتخابية وتعتبرها مرتعا للفساد. ورغم أنها عايشت صراع أبيها مع وزارة الداخلية من أجل الحصول على التصريح لحزبه، فإنها فضلت العزوف عن عالم الأحزاب والانتخابات. “لا أملك غير الأمل” تقول سمية، رغم أن هذا الأمل بدأ يتلاشى مع تأكيد الحكم الصادر من طرف محكمة الاستئناف و “تخفيض” مدة السجن إلى 10 سنوات نافذة. تنتظر سمية من المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي المزيد من الضغط على النظام بالمغرب. واعية كذلك بان هذه الضغوط قد تأتي بنتائج معاكسة. فالمعتقلون حتى الآن يرفضون طلب العفو. ومحكمة النقض والإبرام قد لا تكون آخر حلقة في هذا المسلسل الدرامي.

الامل
العهد الجديد كما يطلق عليه النظام ما فتئ يعرف تراجعات، فعادت الاعتقالات غير القانونية والخطف التعسفي إلى الوجود، وعاد الخناق على الصحافة المستقلة، ومؤخرا تم غلق مكتب الجزيرة بالرباط. تقول سمية إن ربيع الرباط أصبح خريفا تتساقط فيه أوراق الديمقراطية وكباقي المغاربة تعيش على أمل غد قد يأتي وقد لا يأتي. أول شيء سأقوم به حين يخرج الوالد هو التمشي سويا ليلا بجانب منزلنا وإطلاق العنان للحديث فأبي كان يحب التمشي ليلا وكنت ارفض مرافقته في بعض المرات بسبب الكسل.
رد مع اقتباس