عرض مشاركة واحدة
Abaliso
مزعوط مبتدء
المشاركات: 45
تاريخ التسجيل: Mar 2017
Abaliso غير متواجد حالياً  
قديم 2017-04-09, 06:45 PM
 
الرحلة إلى سويسرا المغرب .. بل سويسرا العرب .. إفران

الطريق إلى إفران

بعد أن قمت بصرف المبلغ الذي معي إلى الدرهم المغربي، توجهنا إلى مدينة إفران عبر طريق فاس .. الرحلة كانت في غاية الروعة خاصة و أن الربيع بدأت يقرع طبوله في المغرب، توقفنا في محطة على الطريق للتزود بالوقود، و كم كنا سعداء بوجود مطعم ماكدونالدز (جيعانين و لا عارفين وين ناكل) ، تم نسف الوجبات و صلينا و اخذنا بعض الاغراض من التموينات (طبعاً ضروري تجهز المحفظة لأن لتر الديزل ٩،٨ درهم لمن وصلنا)، و انطلقنا نحو إفران، و طوال الطريق و على أنغام صوت الأرض طلال و أبو نورة و الرويشد لم نلق ترحيباً أ}مل من المطر، زخات متعاقبة من الآمطار طوال الطريق و الغابات و الحدائق يميناً و شمالاً، كانت كمية الاكسجين التي نشعر بها كافية لأن تمنع اعيننا عن النوم، و طوال الطريق كانت تلك الاعين تتلذذ بحسن صنع الخالق، ما بين المزارع و البقر و الأغنام (و طبعاً أنواع الأفلام من هايدي إلى لحن الحياة).

فجأة لاح ذلك اللون الجميل الذي جعلنا نقفز من أماكننا .. اللون الأبيض .. الثلج .. بدأت الثلوج تظهر في الأفق، فأصبح المزاج عال العال، و بعد فترة قصيرة بدأن تلك الثلوج تقترب شيئاً فشيئاً حتى تفاجأنا بهطولها على السيارة، فما كان منا الا أن توقفنا جانباً و نزلنا نقفز تحت الثلج (ناس عايشين في تراب و غبار لمدة اسبوع مت،اصل ضروري يتجننوا) و أخذت فلاشات الجوالات تلمع مع التصوير، تحركنا بالسيارة حتى وصلنا لمنطقة تكسوها الثلوج تماماً، و هنا كان التوقف لازماً، و بدأت لعبة (التكوير و الرمي) و كل شخص يحاول أن يتخيل الآخر مديره و يرميه بالثلج بكل قوة، و طبعاً لأننا لم نلبس أي قفازات أخذت اصابعنا في التجمد، فعدنا سريعاً للسيارة و شغلنا التدفئة و ممدنا اصابعنا امام الهواء الساخن لعل الحياة تعود لتلك الاصابع، شعور بالطفولة ممزوج بالراحة و السعادة، هذا هو تاثير الثلج الفوري عليك.

واصلنا طريقنا و بدأنا في صعود الجبال، و حبيبنا قوقل ماب يقول أننا اقتربنا، و فعلاً بعد مشوار امتد ٤ ساعات وصلنا لافران، مدينة تغطيها الثلوج ساحرة في بياض لونها و قرميد منازلها الاحمر و تقسيم شوارعها الراقي، طبعاً بسبب التعب توجهنا للفندق الخاص بنا (Le Palais des Cerisiers) "الحجز عن طريق بوكينج و يتعاملوا بالفيزا كارد" و الذي يقع في قرية آزرو و هي قرية تبعد حوال (١١كلم) عن افران، و السبب في ذلك أن أزرو تقع في وسط المناطق الثلاث (إفران - ميشلفن - ازرو) و من ازرو يمكنك الانطلاق إلى أي من تلك المدن أو التوجه مباشرة لفاس.

وصلنا فندقنا Le Palais des Cerisiers و الذي كان مغطى بالثلوج في منظر ساحر، و فور دخولنا له أحسسنا كأننا في المنزل، كان فندقاً من نوع خاص، من نوع (قصر و قلبوه فندق)، مواقد الحطب في أرجاء المكان متناثرة في منظر كلاسيكي جميل، صالة كاملة تحوي بار و الأخرى تحوي صالة الطعام في نسق فرنسي جميل يتقدم صالة البار ذلك البيانو العتيق (و الذي نال شرف عزفي عليه)، أخذنا حقائبنا و صعدنا لغرفنا، غرفة راقية ذات أثاث جميل و كلاسيكي يقبع على أرض خشبية عتيقة، رائحة الخشب تجعلك في مود كلاسيكس جميل، و التكلفة (غرفتين مع وجبة الافطار لومين = ٢١٠٠ درهم)، فوراً وضعنا الحقائب لننطلق نحو إفران، قمت بالاستعانة بجوجل للوصول لافضل المطاعم في افران (مطعم بسيط لاكل مغربي اصيل)، وجدت مطعم (عيال الحاج)، توجهنا له في درجة حرارة (-٣ مئوية) وصلنا و الثلج ينهمر بغزارة، طلبنا الحريرة و العدس و للاسف لم نجد الطجين او الكسكسي، و وجدنا وجبة الدجاج الخاصة بهم، لم نسعد بالاكل بقدر الحريرة الذي ملأت المكان بخاراً، لكن (لقمة تسد الم العدوة)، انطلقنا بعدها للثلوج و المشي في اروقة السوق، حل الظلام بعد فترة و انطلقنا للفندق بعد ان انهينا بطاريات جوالاتنا من التصوير، وصلنا للفندق و طلبنا أن نجلس في صالة البار، و لم نتوقف عن الضحك و الاستماع للموسيقى حتى اصبحت لاساعة ٢ فجراً، حينها صعد كلاً منا لغرفته ، نام قرير العين.

اليوم التالي - الساعة ٩:٠٠ صباحاً

نزلنا لنفطر في صالة الطعام، ترحيب جميل من النادل، عصير الليمون (البرتقال كما نسميه نحن) الجميل، شرائح الخبز المحمص مع الزبدة و العسل، و قليلاً من العسل و الكعك، افطار فرنسي خالص، انطلقنا فوراً نحو ميشلفن، و كأننا نتحدى البرد فعلاً، فميشلفت تكاد تكون أعلى من افران بمراحل، طريق جبلية رائعة تحيط بها الثلوج من الناحيتين، و الشجر يحمل الثلوج و اغصانه مثقلة بها، عند قيادتك تحت تلك الاشجار تسمع صوت الثلوج يسقط على سقف السيارة، اوقفتنا نقطة تفتيش للدرك بعد فترة، سألونا إلى أين فأجبنا لميشلفن، و يبدو أن لهجتنا (فاضحتنا)، "يا اهلا بكم في المغرب، الطريق زلقة مع الثلج خلوا بالكم، سيرو" مع ابتسامة عريضة، علمنا أن ما ياقل عن المغرب ليس كله صحيح، كان التعامل في قمة الرقي، أكملنا طريقنا حتى وصلنا لغابة ضخمة و غزيرة من الأشجار المحملة بالثلوج، و بدأنا نشاهد الخيول و معدات التزلج على جانبي الطريق، و فجأة شاهدنا ذلك المنحدر الجميل الذي يتسابق عليه الناس، منظر لا يمكن وصفه و لا حتى تصويره، لأن جماله في ذلك الشعور الذي ينتابلك و انت تشاهد ذلك المنحدر الحريري الابيض، في منظر جمالي لا تملك الا ان تسبح المولى عز و جل من بديع صنعه، أمضينا قرابة الساعة نلهو في الثلج و نحتسي الاتاي على قارعة الطريق، لنقرر الساعة ١١:٠٠ أنه آن الاوان للتحرك نحو العتيقة (فاس) ..
و للحديث بقية بحول الله ..
رد مع اقتباس