عرض مشاركة واحدة
vip777
مزعوط نشيط
المشاركات: 84
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جده
vip777 غير متواجد حالياً  
قديم 2017-07-19, 05:24 AM
 
Arrow عندما كان الملك في كورسيكـــا !

.

.

.

إلى كل الأصـــدقاء .. مع التحيـــة :



( تقــــــرير )


https://soundcloud.com/ahhh-mad-721311522/yp5xlginho5r

.
.
.


ارجف بردان ياخي خلصنا ؟



•معكم حشيش ؟
•فتّش .
•بيره ؟ ويسكي ؟
•فتّش .
•معكم بنات ؟
•أيه ، في شنطة الملابس .
•هههه وش كتديرو هنايا ؟!
•ارجف بردان . خلصنا يرحم والديك .




هذا حديثي مع " الدركي " الذي اخذ يمرمطنا لـ أسباب غير معروفه ، غير أنني وصلت لهذه المنطقه في الحادية عشر والنصف مساءاً .




كنت قد اتجهت من سيتي فاطمة في تمام الساعه ٥:٣٠ مساءاً ، وكنت في الطريق حذراً ومتوتراً بعض الشي

حتى انني عندما قمت بقضاء حاجتي في جانب الطريق كنت خائفاً ولا اعلم لماذا ؟ ربما لن الطريق كان مظلماً وموحش جداً .




الشجر كأنه أشباح ، او نفر من الجن ، مجتمعين على امتداد الطريق . ويتسلون بسخرية على المارة .

و كأنك تتمشى في طريق مهجوره وتنتظر المفاجئات ..!!







بين الويدان ، ظللت اكرر أسم هذه المنطقه لـ اتخلص من اعوجاج نطقها في فمي ، كانت تخرج مني " بين الوديان " .. كررتها وانا اغنيها حتى اعتدل نطقها في لساني .







بين الويدان ، تقع في اعلى اطراف سد يحفظ مياه الامطار ، بطبيعة جبلية وقرويّه بـ أمتياز ، تأخذك الى تذكر كل ماهو قديم في ذاكرتك وصدرك .




ودخلتها ليلاً .. في عتمة شديدة .. وبرد قارس ، وضما وجوع !




كنت ارى أنوار المنازل .. من بعيد كنجوم مضيئه في سمائها .




وكنا نبحث عن سكن يقينا شر هذا الليل ، ومع صديق م فتأ يدخن ، ويسألني " بالله عليك تستاهل كل هذا العنا ؟"




قطعنا قرابة ٢٠٠ كيلو.. براً ، في طريق ممتدد بـ أعوجاجات لاتنتهي مروراً بـ آيت ورير ، وسيدي رحال و تانسيفت و سور العز وآيت ناجطن وتنانت و آزيلال .




حتى وصلنا أخيراً لـ بين الويدان ، صديقة الليل البهيم .



توقفنا عند فندق " الويدان " ويعتبر الأفخم والأجمل في هذه المنطقة ، أستقبلني شاب رائع كثير الترحاب ، لايحضرني اسمه الآن للأسف ، رجل ذو اخلاق عاليه خفف عني والله قليلا من وعثاء السفربـ إبتسامته وترحابه الجم .


اخبرني أن اقف بجانب الفندق واركبني معه في سيارة الجولف الى بهو الفندق حيث هناك يتم التفاهم على الغرفة والسعر كالمعتاد


دخلت على سيدة جميله ، القيت تحيه عليها وسألتها عن سعر السويت وكان السعر بـ١٥٧٠ درهم شاملا الأفطار وبعد الخصم ، وكان ابسعر أقل من بوكينق قليلاً .

واصطحبني الى قسم اخر للفندق ، في مبنى اخر مستقل مقابل المبنى الرئيسي في الفندق ويفصل بينها الطريق .

ودخلنا الغرفه وكانت صدمه بالنسبه لي ، الغرفه اقل من مستوى الخمس النجوم ، كانت عادية جداً وقديمة بعض الشي .


فقلت والله حرام ادفع هذا المبلغ فيها ، فـ استفسرت من الموظف الخلوق ان كان هناك فنادق اخرى .. واجاب بنعم ولكنها اقل من المستوى الذي تشاهد الان .

قلت له سوف ابحث .. واعود اليكم اذ لم تناسبني ، فرحب وهلا مرة اخرى .. وبـ أبتسامته الجميله الودوده والصادقة ودعني.

وذهبت الى الفندق الأخر ، فندق عجيب غريب ، قديم البناء .. ذا غرف صغيره ، مطله على اشجار في منتصف ساحة الفندق .


الغرفه بحمام على الطراز القديم اكرمكم الله ، وسرير واريكه . واضاءة خافته جداً ، في إعتقادي أن الفندق يراد منه " ان تعيش كما عاش الاهالي الأولين لهذه المنطقه ، لكن بطريقه غير احترافيه وكان سعر الغرفه " بـ ٤٠٠ " درهم فقط .




عدت لـ صديقي لـ أخبره بمارأيت وأخد رأيه .،

فقالي " دامك انت اللي جبتنا هنا " قرر وانا بقول لك " تم " .




قلت نرجع للويدان ، لنضمن نومه هنيئه على الأقل .. بعد كل هذا التعب ، وفعلاً عدت للفندق ذو الخمس نجوم .. لـ يستقبلني الشاب

" هاه ماعجبتك الغرفه ، انا كنت متأكد بس قلت بخليك براحتك " .

قلت اخوي بغيت غرفه زوووووينه احسن من اللي شفتها ..

قالي سير معايا ، وان شاء الله ماتقصر معاك الأخت موظفة الريسبشن .




بالفعل ، أعطتني غرفه مميزه جداً جداً ، خلاف تلك الغرفه االأولى التي شاهدتها أول مره ، وقد تجزم انك زرت فندقين مختلفين .. لـ إختلاف المستوى الشاسع بين الغرفتين .. إستئجرتها مع الأفطار بـ ١٥٧٠ درهم ودخلت الغرفه في ١٢ صباحاً وأعتقد ان لم تخني الذاكره ان رقمها 205.


بدت تلك الغرفه فاخره نوع ما ووسيعه ، بشرفه مبهجه تصلح لكل شي " للسوالف ، للكتابه ، للغناء ، للسمر ، للبكاء .. " لكل شي

بنورامية .. تتيح لك الرؤيه من جميع الجهات . لكن في الليل لن ترى شيئاً الا القمر ، ونور سيارة عابره لمسافر يعشق الليل وأغانيه .


أشهر مضت وأنا أحاول أتخلص من ليل هذه القريّه وبردها .. ست أشهر أحاول أن أنفض ليلها من ليل مدينتي بلا جدوى .

زرتها في نوفمبر الماضي وألقت على روحي عتمة ، وأحسست بأن الكون أصابته حمى سكون فضيعه حين دخولي لها .


وخيّل لي باني ذهبت لـ أفتش عن الأغاني والذكريات القديمة في ذاكرة أجدادي الموتى .

أغمضت عيني فيها لـ أول مره ، لـ أرى القريه كماهي في العام١٩٥٢م .

رأيت بؤساً في الدواب و لباساً تقليدياً متسخاً على مرأة تركب بغلاً تجاوزتني ببطء وهي ترمقني بنظرات مشمئزه ..

ثم كأني إنتقلت لمكان آخر في القريه لـ أرى رجلاً نصراني يصلي وهو واقفاً ومكبلاً في سجن صغير بجانب مخزن قمح .

وفتحت عيني لـ أتخلص من هذا ، وبدأت أتخبط كرجل هريويني يبحث عن نشوة .. يبحث عن شعوراً خاصاً ، يخلصه من هذا الليل الطويل




" وأشتقت لك .. بندهلك ، بيرجع لي صدى " .


اسمع كلمات هذ الاغنيه من هاتفي في تلك الشرفة الخشبية البانورامية و على مقعد مريح نسبياً في شرفة تمد يدها لـ الليل ونسيمه .

الليل الذي كان فيه مؤشر درجة الحرارة حينها يحمل الرقم 11 وكأنه رأس حربة في فريق هذا الليل .

قطع حلوى محلية الصنع قدمت على الطاوله أمامي كهدية ترحيبيه بسيطه مع ثلاث طلقات من البُن بجانب جهاز أسود أنيق " مهيأ لعصر طلقات البن بلا رحمه .







أخذت انطوي في ليل " هذه القرية " كجنين ، وأغمضت عيني مرة اخرى .


لـ أجد كل اهل القرية وهم يلبسون البياض . وفي أيديهم دفووف بيضاء يضربون عليها وهم مبتسمين جميعاً .. ومتقدمين نحوي بشكل عجيب ، ويغنون .. اغنيه لم استطع التقاط كلماتها .. يغنون وكأنها المرة الأولى التي يفعلونها . يغنون وهم غير منسجمين تماماً ، بلحنٍ كأنه " استوحى من بكاء اطفالهم "




وفتحت عيني مرة أخرى ..




لـ أجد الاغنيه وصلت الى :




" يامصور بـ قلبي ، انا قلبي .. بـ أيديك "


وأخذت أقلب في مجلة كتبت بالفرنسية امامي ..وقمت لذلك السرير الوثير ببط ء وأخذت أعوذ بالله من ليلٍ يطاردني برأس حربة .





" أحـــدى لافتـات الطريق الأرشادية "




" نفق في بين الويدان ، ويبدو أنه قديم جداً "






" مزهـرية بشكل إبداعي مبهج في مدخل إستقبال الفندق "






" لوحـــة فنيـه بديعـه أمام باب الغرفة "





" الشُرفه الســاحرة "



" الشرفه من زاوية أخرى ، وتبدو في اخر الصورة غرفة النوم "




" باب الغرفه بطراز ولون فاخر وانيق "



" حتى السقف لم يسلم من لمسات الأبداع التي أضفت بعداً مميزا للغرفه "







للتقرير بقيـة .. كونو بالقرب .
رد مع اقتباس