عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية ابو عبدالله 1
ابو عبدالله 1
مراقب
المشاركات: 1,688
تاريخ التسجيل: May 2015
الدولة: فوق الارض و تحت الساء
ابو عبدالله 1 غير متواجد حالياً  
قديم 2017-07-22, 07:32 PM
 
قصيدة … قائلها … مناسبتها

و سوف ابدأ معكم بهذه القصيدة التي مطلعها


قل لابن ملجم والأقدار غالبة * * * هدمت ويلك للإسلام أركانا

و قائلها : هو الشاعر الجزائري حماد بن بكر التاهرتي نسبة الى تهارت في الجزائر و المتوفى سنة 296 هـ


مناسبتها : طبعا كلنا نعلم من هو علي بن ابي طالب كرم الله وجهه و كلنا نعلم ماهي مآثره و مناقبه و دوره البارز جدا في مناصرة النبي صلى الله عليه و سلم و نشر الاسلام ولو اردنا سرد تاريخه رضي الله عنه فلن تكفينا صفحات كل المنديات
كما و كلنا يعلم الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين و التي لا نريد الخوض فيها كما ورد عن عمر بن عبدالعزيز حينما سئل عنها قال ( تلك فتنة قد عصم الله منها سيوفنا فلنعصم السنتنا منها ) و كان هناك فئة من المسلمين ضلت الطريق و المعروفة في التاريخ باسم الخوارج فاتفق ثلاثة من هؤلاء الخوارج ان يقتلو زعماء الفرق المتخاصمة كلهم و هم عمرو بن العاص والي مصر في تلك الفترة و معاوية بن ابي سفيان والي الشام و امير المؤمنين علي بن ابي طالب في العراق
و اتفقو على ان يكون التنفيذ في صلاة الفجر
اما عمرو بن العاص فقد مرض في تلك الليلة و اوكل امامة المسلمين الى رجل اسمه خارجة فقتله الخارجي و عندما قبضو عليه تفاجأ انه لم يقتل عمر و لكن قتل خارجة فقال اردتها عمرا و ارادها الله خارجة فاصبحت مثلا
و اما معاوية فقد خرج للصلاة في ذلك اليوم لكن الخارجي عندما تقدم و طعنه لم يصبه في مقتل و انما اصابه في منسل و اصبح لا ينجب بعدها و لذلك ليس ابناء الا يزيد
و اما علي بن ابي طالب فخرج الى الصلاة و بعد ان كبر و دخل في الصلاة تقدم له عبدالرحمن بن ملجم المرادي عليه لعنة الله و ضربه ضربة فاصابه في مقتل فوثب اليه من كان حاضر الصلاة و اوثقوه ثم بعد وفاة علي كرم الله وجهه اقاموا عليه الحد

و بعد ان انتهت هذه القصة قام احد شعراء الخوارج و هو عمران بن حطان السدوسي و مدح عبدالرحمن بن ملجم و فعله عليهما لعنة الله فقال
يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيَ مَا أَرَادَ بِهَا
إلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانا
إنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْماً فَأَحْسَبُهُ
أَوْفَى البَرِيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُونُ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ
لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بَغياً وَعُدْوَانا

فانبرى له كثير من شعراء المسلمين و ردوا عليه في قصائد شتى و كان ممن رد عليه بكر بن حماد التاهرتي المذكور سلفا و بالمناسبة فهذا الشاعر هو من الامازيغ فجازاه الله عن المسلمين خيرا وقصيدته التي قال فيها

قل لابن ملجم والأقدار غالبة
هدمت ويلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم
وأول الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما
سن الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النَّبي ومولاه وناصره
أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه على رغم الحسود له
مكان هارون من موسى بن عمرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدر
فقلت: سبحان رب العرش سبحانا
إني لأحسبه ما كان من بشر
يخشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقى مراد إذا عدت قبائلها
وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت
على ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها
قبل المنية أزمانا فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمله
ولا سقى قبر عمران بن حطانا
لقوله في شقي ظل مجترما
ونال ما ناله ظلماً وعدوانا
يا ضربة من تقى ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
بل ضربة من غوى أوردته لظى
فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنه لم يرد قصداً بضربته
إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

انتهى
__________________
لا تأسـفن لغـدر الـزمان لـطالمـا
رقـصـت عـلـى جـثـث الأســود كـلاب
لا تحسبن الكلاب تعلو برقصها
تظل الأسود أسود و الكلاب كلاب
رد مع اقتباس