عرض مشاركة واحدة
بنت فاس

المشاركات: 2,608
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: italiya
بنت فاس غير متواجد حالياً  
قديم 2011-08-18, 02:12 PM
 
هل تصدقت بصدقة على الفقراء والمساكين؟

هل تصدقت بصدقة على الفقراء والمساكين؟

لقد رغب الله -تعالى- عباده المؤمنين في البذل والإنفاق، ووعدهم على ذلك الأجر العظيم، قال -تعالى-: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].

وعن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أن رسول الله... -صلى الله عليه وسلم- قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» [متفق عليه]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا» [متفق عليه].

وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله -تبارك وتعالى-: يا ابن آدم أنفق؛ أنفق عليك» [رواه مسلم].

وعن جابر -رضي الله عنه- قال: «ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا قط، فقال: لا» [رواه مسلم].

فلا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلق أخاك بوجه طليق -مبتسم- فهي صدقة، والإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال وأزكاها، فهو يزكي النفس، ويطهرها من رذائل الأنانية المقيتة، والأثرة القبيحة، والشح الذميم.

وقال ابن القيم -رحمه الله- في شأن الصدقة: "إن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء حتى ولو كانت من فاجر وظالم، فإن الله -تعالى- يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، قال -تعالى-: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38]، وقال -تعالى-: { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سـبأ: 39].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» [رواه مسلم].

دعوة للإنفاق:

قال الله -تعالى-: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، وقال -تعالى-: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، وقال -تعالى-: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7].

وعلى عيالك أيضًا صدقة:

قال -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله» [رواه مسلم].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها، كانت له صدقة» [متفق عليه واللفظ للبخاري]، ويحتسبها: أي يقصد بها وجه الله والتقرب إليه، وذلك لما فيه من أداء الواجب وصلة الرحم.

بل حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من تضييع الأهل وعدم النفقة عليهم، فقال: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت» [حسنه الألباني]، أي: لو لم يكن له من الإثم إلا هذا التفريط في حق عياله كفاه في المؤاخذة عليه لعظمه عند الله، وهذا يدل على حرمة إهما
ل شأن العيال، وعدم النفقة عليهم
__________________
رد مع اقتباس