عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية بـــرق
بـــرق
مزعوط خبير
المشاركات: 1,652
تاريخ التسجيل: Dec 2016
بـــرق غير متواجد حالياً  
قديم 2017-09-16, 01:38 AM
 
بعـد رحلة التنقيب الاولى و التي تخللها ما تخللها من احداث . و صلت لداري و بدأت الاستفسارات و الاخـذ و الجذب داخل محيط الاسره و الاصـدقاء
منهم من اخبرتـه ب أدق التفاصيل و منهم لا يعلم الا ان الطريق ببدايتـه و رحلتي كانت للاستكشاف كما يذكر في امثالنا الشعبيه ( قيس قبل الغطيس ) و يعني ان تختبر قبل ان تغرق .

توالت الايام و مرت بدايتها ثقيلـه مكهلــه بخيبات أمل حتى قدمت اجازه نهاية الاسبوع حزمت حقيبتي الصغيره متوجه لبيت الله الحرام لاداء العمره اتممتها و مكث يوم و ليلـه و عدت ادراجي كان لي قريب و هو صديق مقرب و اخت كانت كاتمه لاسراري و كاتم لاسرارها .. كان جل وقتي معهم اخبرهم عن الاحداث و تفاصيل تذكر لاحدهم و اغيبها عن الاخر ..
حتى قررت في يوم و ليلـه ترتيب حقيبه لمدة اسبوع حصلت عليه ك أجازه مرضيـه لأمر الم بي ف استغليت الموقف و سافرت للمعشوقـه ..
لم اقرر و لم اخطط لأي شئ سوا ان اكون بين احضان المغرب و اكتشفها .. اعلان اقلاع الطائره و دعاء السفر قبلـه اعلنو داخلي ان تكون الرحله للاستجمام فقط دون البحث او التنقيب و ان تكون الوجهه لمراكش لتعدد الاماكن التي تستحق الزياره و كثرتها .. لم استطع النوم اثناء الرحلـه و اخذت اشاهـد بعض الافلام حتى عم الهدوء داخل الطياره و كاني الوحيـد داخلها ..
و مع الهـدوء و الاضاءه الخفيفـه بين الممرات اخذني الفكر لرحلتي الاولى .. لاقرر حينها ان لا اخبر تروبيكانا بقدومي و ان اكون وحيــداً هناك
اعلن وقت الهبوط و فتحت ابواب الطائره .. انهيت الاجراءات و توجهت للخارج استأجرت سياره و توجهت مباشـره لمراكش .. رغم ان الرحله كانت فجراً و رغم اني لم انم لم اشعر بالتعب .. الهواء الذي يدخل و يجول داخل قصبتي الهوائيـه جعلني اشعر بالراحـه ..
اتصلت على احـد الارقام التي احتاجها لسكن في مراكش و كنت ابتعد عن المنتجعات حتى تم الاتفاق على شقه ب 600 درهم غرفتان و صاله في احـد احياء قليـز و ان يبـدء اجارها من اليوم .. وصلت لشقه و كانت فعلاً جميله قررت ان ابقى بها طوال الرحله دون تغيير لسكن .. ف لا احتاج ان اسأل عن الامان الوتر المفزع الذي يعزف عليه الاغلب لرفع الأجار و لست من هواة الصوت الصاخب فلم اكثرت الا لجمالها و قربها من الاماكن الحيويه في مراكش ..
سالت عن اقرب حمام مغربي لازيل اعياء السفر و بعدها اقرر ما سيكون هل اخلد لنوم ام هناك امور اخرى اعملها .. اخذت شور مع تدليك لجسمي .. كي لا اشعر بالخجل هناك و ابدو و كأني لم استحم لعام .. انتقلت للحمام شعبي بسعر 12 درهم و كان هناك شايب مغربي سألني ان كنت احتاج لمليف و افقت دون ان اتفق معه على سعر محدد طلب مني 20 درهم ليشتري بعض الحاجيات من صابون و ماده سودء ك الطين نسيت اسمها و كنت عازم ان امنحه ما يرغب مهما كان ما يطلبه .. ف ملامحـه تذكرني بمن احبهم
استغرقت ما يقارب 40 دقيقه شعرت ان ربعي اختفى مني و اني اصبحت اكثر نشاط .. ارتديت ملابسي بعد ان احضر لي كوب آتاي و بدء الحديث بيننا و استغرابـه اني تركت اماكن المساج المرفهه ب ايدي ناعمـه فهو لا يرى السياح هنا ابـداً .. لم اخبره بقصتي و اخبرتـه اني اثق بكل شئ شعبي ..
انتهيت من الاتاي و لم ارغب ان ادفع له مبلغ كنت على يقين انه اكثر من ما سوف يطلبـه و بادلتـه بسؤال رغم وقاحت ذلك السؤل مني ..
انا : بكم مدين انا لك يا عم
هو : ما يجعلني احفظ نفسي و اولادي من ذل السؤال
انا : هل تغديت
هو : لا .. فأنا احفظ ما ادخر لعائلتي و اكل معهم
انا : تذكرني بوالدي ( مع حشرجه بالصدر و كلمات بالكاد تخرج مع دمعه ذرفت )
هو : اذا لن اخـذ من شئ
انا : اذا تعتبرني ك إبنك
هو : لو لم تدخل لقلبي لما قلت لك لن اخـذ شئ
انا : لم اتناول وجبة غدائي
هو : مرحبا بيك معي للمنزل
انا : ان كنت تعتبرني ابن لك اقبل مني ان نتغدء خارج المنزل
هو : و تقبل بما استطيع على دفعه
انا : اقسم عليك ان تجعلني انا من يدفع
هو : انت ضيف ( نفس الحشرجه و الكلمات البطيئـه و دمعه ذرفت )

لم اعـد احتمل اخـذت يده و قبلتها و قبلت جبينه و طلبت منه ان نخرج فأنا لا احتمل الجوع ..
ركبنا السياره و اخذ يسألني عن ما افضل ان اتناوله فتفقنا ان نذهب لاشهر محلات الشوء ( بجنكي ) على ما اعتقـد طلبنا ما يكفينا و همست بأذن النادل ان يجهز كيلو من كل صنف لاخـذه معي ..
انهينا وجبـة الغداء و التي من المؤكد انها ستكون لي ايضاً وجبـة عشاء .. طلبت صودا لي و آتاي للعم
الذي اصر ان اتناولـه معه في منزله و تعذرت منه بسبب وصولي و حالتي على ان يكون بيننا لقاء .. واخذت الطلبات و غادرنا
صعدنا لسياره رفض ان اوصله و انه سياخـذ تاكسي اصريت حتى وصلنا لداره انزلت له الاغراض و اعطيته ما خجلت من نفسي و انا امد يدي به واضعه بجيبه طالب منه ان لا يراه حتى اغادر ..
اخذت رقم هاتفه و وعدته ان اتصل به قريباً و غادرت مودعاً له بعد عناق حار و كاننا نعرف بعضنا من الف عام ..

لم ارغب بـ أن ادنس تلك اللحظات ب أي شئ و ان تبقى ملامح ذلك العم و نظرتـه الحانيـه و تعابير وجهه المبتسمه هي ما اغفو عليـه ..
توجهت نحو الشقـه و في طريقي اخذت بعض الفواكه من احد الباعه و بعض المشروبات من غازيات و غيرها من بقاله بجوار بائـع الفواكــه ..
وصلت الشقـه بصعوبــه .. كانت الصالـه بباب لبلكونـه تطل على مسبح لفنـدق مجاور جلست هناك اسمع بعض الاغاني التي تناسب ذلك الجو و احداث الليلـه الاولى ب مراكش ..
حتى غلبني النعاس و توجهت لغرفـة نومي معلن استسلامي لسلطان النوم
رد مع اقتباس