عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية النجدة
النجدة
مزعوط نشيط
المشاركات: 142
تاريخ التسجيل: Jan 2017
النجدة غير متواجد حالياً  
قديم 2017-10-24, 12:24 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رااايق مشاهدة المشاركة
حينما قررت الذهاب للمغرب كنت أعتقد أن أكثر مشكلة ستؤرقني هي التعامل مع الدرك الجشع والذي ينتظرني على أحر من الجمر ليستنزف جيبي كخليجي وسيبحث عن أي عذرٍ ليلتهم جيبي..
المرة الأولى التي ذهبت للمغرب كنت مع شباب، وكنت جديداً، وكان يجهلني التعامل معهم، ففي احدى المرات ونحن خارجين من أكادير لمراكش كان السائق (الخبير بالمغرب كما يصف نفسه) مسرعاً، فأوقفه رجل الشرطة وطلب منه بسرعة أن يعطيه 700 درهم، فما كان منه إلا أن مدها له مباشرة وهو فاغراً فاه بابتسمة منه!!
المرة الثانية داخل مراكش، قد قطع الإشارة من غير قصد، فلحقنا الشرطي، وطلب منه ألف فأعطاه إيها!!!
استغربت من هذا الوضع القذر، وهذا التعامل، فكان هذا (الخبير) يعطي دون تردد، وكأن ذلك قانوناً لايجب تجاوزه ولايمكن الفرار منه!!

وحينما قررت الذهاب للمغرب لوحدي لاستكشافه والتجول في أغلب مدنه، رحت أجمع المعلومات المختلفة، ومن أكثر الأشياء التي سأعاني منها هي مشكلة الدرك، ذلك أنا ماشاهدته عيني من مواقف مع الأخ الخبير، ومن خلال تعليقات كثير من المزاعيط أكدت لي بما لايدع مجالاً للشك أن الدرك سأخذ نصيبه من الكيكة سواء بخطأ منكَ أم من غير خطأ.
ومع ذلك أخذت على نفسي تحديداً وهو ألا أعطي أي دركي درهماً واحداً طيلة مكوثي وتنقلي بالمغرب مدة 37 يوماً.

وقعت في مصيدة الدرك ستة مرات، فزت بها عليهم خمس مرات، وفازوا عليّ مرة واحدة، ولم أعط دركي درهماً واحداً، كيف حدثَ ذلك!؟ وكيف نجوت من الدرك!؟ وكيف انتصرت عليهم خمس مرات، هذا هو الجواب، وتلك هي الحكايا، وهيّا بكم معي:

1- الموقف الأول: في طريقي من الرباط إلى طنجة وبعد إفطاري في القنيطرة وغدائي في العرايش، أقبلتُ على طنجة، ولما اقتربت من محطة الآداء إذا بلوحات تحديد السرعة تشير بسرعة إلى تناقصها حيث 90 ثم 60 ثم 40 ثم 20 ، وقبل أن أصل للسرعة القصوى 90 ومن غير أن انتبه إليها إذا بالدركي يصيدني بسرعة 95، وإذا به يراني كصيدٍ ثمين فيوقفني جانباً، وأراه يوقف المغاربة فيعطونه مايطلب أو ثمن قليل فيأمرهم بالسير، جاء إليّ وأخذ الأوراق وقال لي مالك أسرعت!!؟ قلت لم أسرع، قال الحد الأعلى 90 وسرعتك 95، قلت له هل أنت متأكد قال نعم وآجي شوف الكاميرة وهي تلتقطك عند هذا الحد، قلت له مالمطلوب إذاً!؟ قال خلص 700 درهم!!!!! قلت له ليس لدي هذا المبلغ، فليس لدي سوى ماتبقى من عشرات الدراهم التي تعادل 80 درهم وأخرجتها من مخباتي وماتحتوي من أوراق دراهم وحديد، وقلت هذه هي، تركني وعاد لزميله، ومكثت في سيارتي بكل هدوء ورواقان، وناداني فنزلت من السيارة وذهبت إليه، قال هات أربع مائة درهم نزلنها لك، قلت له اقسم بالله مامعي غير هذه الدراهم المعدودة، وخصني أخلص لمحطة الآداء، قال خلاص اعطني ثلاثمية وأخليك تروح، قلت له مامعي غير هذي أو أعطني مخالفة، قال سير خويا وانتبه المرة الأخرى، فسرت وأنا أشعر بالانتصار، علماً بأنه كان في شنطتي أكثر من خمسة آلاف درهم

2- الموقف الثاني: وأنا قادمٌ من إفران إلى عيون أم الربيع، وإذا بي أتفاجئ بنقطة، وأوقفوني على اليمين، قلت ماذا فعلت! قالوا أنك تجاوزت السيارة التي أمامك وهناك خط لايسمح لك بالتجاوز، قلت نعم تجاوزتها وكان الخط متقطع، فقال الشرطي هذا الخط المتقطع هو المتقطع الطويل وليس المتقطع القصير، فالمتقطع الطويل لايسمح لك بالتجاوز إنما هذا يعني أنه يحق لقائد المركبة أن الدوران للمسار المقابل داخل هذا الخط، وليس يعني التجاوز، قلت له لم أكن أعلم أن ذلك الخط المتقطع الكبير للدوران فقط، قال هذا قانون القيادة في كل مكان، قلت له أخي أنا ضيفكم هنا وأتيت لاستكشف المغرب، وهذا خطأ عن غير قصد، فراح للضابط وتحدث معه، فعاد إليّ وأعطاني الأوراق وقال مرحبا بيك في المغرب.

3- الموقف الثالث: كنت داخل مراكش وقريب من حديقة مجورويل، وبينما أنا مشغول بالهاتف وبعيد عن الأنظار إذ بالشرطي يصيدني وقال لي قف يساراً، فوقفت وفتح الباب الأيمن وركب جانبي ومعه دفتر المخالفات، قال لي لماذا تتحدث بالهاتف وأنت تسير بالسيارة، قلت له يا أخي أنا أعترف أني أخطأت، وأنتم أهل الكرم ونحنُ ضيوفٌ عليكم، فإن تركتني وسمحتَ لي فهذا ليس بغريبٍ عليكم، وإن إعطيتني المخالفة فأنا استحقها، فخجل الشرطي من كلامي وقال سأسامحك هذه المرة ولا تتحدث بالجوال وأنتَ تقود.

4- الموقف الرابع: كنت قد خرجت من مراكش قاصداً أكادير، ولما أقبلت على محطة الآداء فإذا بالشرطي يتربص بي، فقال لي قف جانباً، وقفت وجائني وقال لماذا لم تلتزم بالسرعة، فقلت له بلغة الواثق أنا كنت ملتزماً بها، (والحقيقة لم أكن أعرف إذا ماكنت قد تجاوزت السرعة أم لا) فقال بل التقطتك الكاميرة وأنتَ متجاوز، قلت له لم أتجاوز وأنا متأكد من ذلك لما وصلت السرعة 90 سرت بهذا الحد، وهكذا حتى وصلت 40، فطلب مني أن افتح الشطنة الخلفية لسيارتي، فراح يفتشها، ويفتش شنطتي الشخصية ولم يجد بها سوى ملابسي وكتاب الحسن الثاني ذكراة ملك، وراح يقلب في داخل السيارة ويفتح الشطنة الصغيرة ولم يجد شيئاً يستطيع به أن يبتزني، وعاد لزميله، ثم طلبني حتى دخلت معهم داخل الباص الصغير الخاص بالشرطة، فقلت لهم اسمعوا أنا ضيفكم هنا وزرت المغرب من شماله إلى وسطه لم يتعرض إليّ شرطيَ واحد، وكنت ولا زلت ملتزماً بأنظمة المرور ولم أخطئ على أحد، وانتم اتهمتوني بتجاوز السرعة وأنا لم أتجاوزها، فماذا تريدون مني!؟ ولم أدع لم مجالاً لأن يطلبوا مني درهماً واحداً، فقال الشرطي لزميله خلينا نسامحه هذي المرة هذا ضيف علينا، فقال ماشي مشكل ولكن مايرفع صوته علينا، قلت مارفعت صوتي ولكني شعرت بالضلم فكان هذا رد فعلي، فخجلَ كلا الشرطيين فاطلقا سراحي، وواصلت المسير لأكادير

5- الموقف الخامس: كنت قد خرجت من الصويرة إلى الجديدة، وفي منتصف الطريق كانت هناك نقطة تفتيش لم انتبه إليها، فأوقفاني شرطيان شابان، فقالا لي أنكَ تجاوزت السرعة، وكانت السرعة المحددة 60 بينما أنا سرت بسرعة 75 ، فقلت لهم نحن ضيوفكم، والمغرب والسعودية تجمعها علاقة كبيرة على مستويات كبيرة من مستوى الملكية التي نتشارك به معاً، ومستوى محبة الشعوب بينهما، ونحن ضيوفكم وأرضكم نعتبرها مثل أرضنا، ولولا محبتكم ماجئنا إليكم فإن سامحتموني فهذا ليس بغريب عليكم، فقالا هذا شرف لنا ومرحباً بكم ولكن والله أن الكاميرة قد صادتك وأن الصورة ذهبت إلى القيادة في الصويرة، ولو تركناك تسير سوف نعاقب، والكاميرة الآن التي في الصدر تعمل وتسجل كل محادثاتنا، فليس هناك سوى أن نعطيك المخالفة، وهي مخالفة قدرها 150 درهماً، فقلت إذاً أعطني المخالفة فكتبها وأعطاني إياها، ودفعت هذا المبلغ، واعتذارا مني أشد الاعتذار وطالبوا مني مسامحتهم.

6- الموقف السادس: كنت في كازا، وبينما أردت أن أنعطف يميناً كانت هناك علامة قف، ولكن كان الشارع فارغاً من السيارات فانعطفت، وما أن انعطفت دون وقوف وإذا بي بنقطت تفتيش، فأوقفني الدركي وقال لي هل تعلم لماذا أوقفتك قلت لا، قال هناك إشارة قف ولم تقف، قلت صحيح ولكن الطريق كان خاوي، قلت حتى ولو كان خاوي كان يجب عليك أن تقف، فقال يلا أعطينا ديال الغداء، قلت له ستسامحني إن شاء الله، فضحك قال تخطئ وتريد أن نمشيها لك، لايمكن، ولما رأيته منشرح البال وسيع الصدر، قلت له وش تشجع الرجاء ولا الوداد (وكان الوداد قد هزم الرجاء واقترب من بطولة الدوري) وكنت أود أن أقول له أني أشجع الوداد إذا كان ودادي، وسأقول أني أشجع الرجاء إذا هو رجاوي، وانتقد الفريق الآخر، فقال هل تريد الصراحة قلت نعم، قال أنا لا أشجعهم كلهم، ولاعبيننا المغاربة والعرب مايستحقون أن الواحد يشجعهم، قلت له علاش خويا!؟ قال يا أخي هؤلاء اللاعبين لاهم لهم إلا الرقص واللعب والأنانية، ولايساعدون الفقراء ولا غيره، انظر إلى ميسي وكريستانيو وغيرهم كيف يساعدو الاطفال والفقراء ويتعاطفون معهم، هؤلاء اللذين يستحقون التشجيع، قلت له عندك الحق، والله أنك صادق، المهم ابتسم واعطاني أوراقي وقال أنت ماراح تعطينا حق الغداء، فابتسمت وقلت أريدك أن تعمل اليوم رجيماً، فضحك وقال سير الله يعطيك الصحة.


هنا فزت على الدرك بالرغم من خطئي بخمسة وانتصروا علي وهم يتعذرون بواحد رغم خطئي
الفكرة والعبرة من هذه المواقف هي أن رجال الدرك هم من رحم الشعب المغربي، والشعب المغربي شعب أصيل وطيب وعظيم وكريم، فحسن التعامل ورقي اللسان وعذوبة الكلام والثناء عليهم وعلى بلدهم وعلى شعبهم سيجعلهم يرجعون لطبيعتهم التي نشأوا عليها لطبيعة الشعب المغربي الطيب الأصيل سيعودون لمعدنهم وينسون الفلوس، حينما تخطئ تعامل مع الموقف كما يجب وحسب الظروف وحسب نفسية الشرطي تاراه بالمدح، وتارة بالصدق، وتارة بالاعتراف بالخطأ وطلب المسامحة، وتراة بلغة الواثق، المهم أن تلتزم بالأدب ولا تثير الشبهة بشكلك أو لبسك أو ترددك أو تخوفك.
كن مبتسما، وهادئاً، وتذكر أنه لن يفعل معك أكثر من تطبيق القانون، لاتدفع مبلغاً كبيراً، واطلب منه المخالفة بدلاً من الرشوة، وحاول بقدر مايمكن الالتزام بالانظمة بحيث يكون لاحجة للشرطي عليك.

احسن ما عمل يالذيب . أما رفيك فخوش خبير ولو أني أردى منه وأما بعد مقالك هذا فأنت أنرت لي الطريق وراح اعمل بما قلت وعسى الله يقدرني ومشكور على ذلك [emoji257]
رد مع اقتباس