قالب السكر حاضر فالافراح والاتراح
الـسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اولا لاتخافو فهذه ليست اسلحة بل هي قوالب السكر وهي لاتزال عاريه هههه
وهنا بعد ان ارتدت ملابسها
وأجمل في هذا القالب , فكرة صانعه , وأعني بذلك , العامل المغربي الأول الذي وضعه على شكل هرم رائع المشهد. منذ زمن ونحن نعيش مع هذا القالب الذي استطاع أن ينفذ إلى أجسامنا , وثقافتنا , وعاداتنا وتقاليدنا , رغم التغيير الذي وقع على الأكياس التي كان يوضع فيها . لنرى الآن تاريخ هذا " القالب العجيب " ؟ . وما دوره في الفكر المغربي عبر العصور؟ . كانت القوالب المغربية , واقصد السكرية , توضع في كيس مصنوع في معامل السكر بالدار البيضاء من شركة "كوسيمار " وعدد القوالب اثنان وثلاتون , يزن كل واحد منها كيلوغرامين من السكر , وسط تبن يحافظ على سلامة اصطدام القوالب , لان المغربي آنذاك كان يكره شراء القالب المكسور والمشوه للشكل الهرمي .
وايضا في هذا التبن تجد حبالا صغيرة عددها اثنان وثلاثون تسمى "القناب" . وفي أسفل القالب تجد دائرة غائرة شيئا ما , وفي رأسه تجد ثقبا صغيرا . يوضع القالب في ورق ازرق اللون وعليه طابع للمعمل على شكل صورة للنمر , وكان الكيس المملوء بالقوالب السكرية يلف بحبل مصنوع من الحلفى . وبما أن هذه القوالب الثقيلة الموضوعة في الكيس تسبب صعوبة في حملها , فإنها كانت رمزا للشجاعة والقوة لكل من يستطيع حملها من مكان إلى آخر .
فلا تجد أية زيارة ولا عرس ولا خطوبة او عقيقة او خفل ختان او حتى عزاء إلا والقالب واقف على رأسه في كبرياء وافتخار . ففي القرى وبعض الدواوير النائية , توضع " الصينية" ومن بين مستلزماتها صديقنا القالب الشهم , ملف في سلهامه الأزرق وطابعه الأحمر المزين بصورة "النمر" . وقد تحدث خصامات أسرية أو أكثر من ذلك خصامات قبلية , وبدلا من اللجوء إلى المحاكم الابتدائية و الاستئنافية ... تتدخل بعض القوالب السكرية , أو كيس كبير منها ليرد المياه إلى مجاريها , وليعيد الحب والاحترام بين المتخاصمين . وأجمل ما خلفه قالبنا في نمط تفكيرنا فترة الستينات و السبعينات و حتى أواخر الثمانينات . أنه شكل جزءا من حياتنا اليومية , فمثلا حين نصاب ببعض الأمراض كالسعال نتيجة نوبة من البرد , كنا نلف ورق السكر الأزرق على شكل سيجارة , ثم نشرع في عملية تدخين هذا الورق بفكرة العلاج والشفاء . وفي ليلة الزفاف يقيم أهل العروس حفلا فيه قالب السكر مخضب بالحناء ليزيد للحفل بهاء ورونقا .
قالب السكر ودلالته في كل مناسبة
إن إحضار قوالب السكر أثناء الخطوبة ، رمزا المحبة والإخلاص الذي يكنهما الخطيب لخطيبته ، كبديل عن إكليل الورد في الثقافة الغربية ، وأن قبول قوالب السكر من طرف أهل المخطوبة يعبرعن رضاهم بزوج إبنتهم في المستقبل.
* الأستضافات
أثناء الإستضافات أوالزيارات العائلية المناسبتية كالزواج أو الرجوع من الحج أو الختان أو الشفاء …. ، يصاحب كل ضيف معه عدة قوالب من السكر ، وقد تكون كيس حسب إمكانياته المادية كهدية و تآزر مع صاحب المناسبة .
في جميع المناسبات و الأستضافات يحضر الشاي من سكر القالب ، ولا يحضر بسكر البودرة او غيره أبدا ، يتم تكسير القالب بعناية من طرف شخص خبير في تهيء الشاي بواسطة مطرقة خاصة ، توضع قطع السكر في علبة صفيحية منمقة ، ترافقها دائما بجنبها علبة أصغر تحفظ فيها حبوب الشاي الأخضر و، هذا الطاقم العجيب والفريد من نوعه في العالم و المكون من البراد ، والكؤوس فوق صينية منقوشة ، هذا الطاقم مع خبرة محضر الشاي تكون النتيجة شاي برغوة أو رزة كثيرة يتللذ به المدعوون ،
* حناء العروسة
في يوم حناء العروسة يوضع قالب من السكر بعد تجريده من أغلفته ووضعه في غشاء نحاسي او فضي او توب مطرز، كرمز للخير والصفاء و حلاوة الحياة الزوجية .
* مختلفات
قد يستمد قالب السكر قدسيته و رمزيته من شكله الهرمي الذكوري ، او من لونه الأبيض الناصع لون جسم المرأة ، لذا نظمت عدة أشعار تتغنى بقالب السكر مقرونة بالتغزل.
إنها ثقافة قالب السكر
مما راق لي بتصرف