عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


... صيد الفوآئد ...

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-01, 02:18 AM
  المشاركه #31
رد: ... صيد الفوآئد ...


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


نجوى


بقلم : حسين العفنان


***
(1)
نجوى
***
كان عمله نجوى ، جميلا باكتنانه..
فشوهه بصورة / بكلمة / بهمسة!

(2)
غزو
***
ضُرب الناقوس!!
كان في شقته..
خفق قلبه..
ترك استذكار دروسه..
حن إلى طفولته حن إلى الرسوم المتحركة!!

(3)
غفلة
***
عشرون عاما وهو ينفق على إخوته
لكن لم يحتسبه صدقة وصلة!

(4)
قرب
***

منوته أن يلاعب نفسه بصمت
ـ لو لحظة عين ـ
قرب والديه..
أُذن له ، داعبه الأمان ، هزهزه الفرح ،
ذُهل ..غمسه اللعب..فسكب الشاي على الفرش الثمين ...!!
عنُف ..طُرد..نام على خرير دمعه!!

(5)
جريمة
***
صارت حديثا سيئا في الحارة..
وحلاوة تنفض مرارة الوقت..
لأنها تضاحكت ليلة زواجها..
ورغبت الأكل في شهر العسل!

(6)
ملايين
***
مات..
ومازال الملايين يزورون تعليقه السيء الفاحش
في ( اليوتيوب )

(7)
ذنوب
***
ولد بعد أخيه (عادل) الذي يفنى (أبوه) في حبه..
وسمرة أخذها من (أخواله)..
وثقل دم ورثه من (جده السابع عشر ) ..

(8)
احترام
***
عادت من شهر العسل وجمعت صاحباتها في متكأ الجامعة :
أكلتُ ، شربتُ ، لبستُ ، وهذه الساعة منه ، وهذه الذهبة بألفين ،
وأصر إلا أن يشتري لي هذه الحقيبة من السوق الفلاني...
فكان زجاج نفوسهن يتكسر ويتشذر ويتفرق تحت أقدامها!

(9)
حصن مباح
***
جاءتْ من المدرسة ذاهلة القلب ، مكسرة النفس...
أماه : صديقتي تقول إنها رأت أباها وأمها يفعلون كذا وكذا ..
:
(اجعلا غرفة نومكما حصنا حراما على كل عين وقلب)

(10)
فهم
***
كانت قريرة القلب مع زوجها..
ترى حبه أفعالا وأفعالا..
سمعت أحدهم يقول غاضبا : إذا لم تسمع المرأة من زوجها كلاما يقطر حميمية وعطفا ..
فسيضطرها إلى الانحدار ..
فانحدرت !!


تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-01, 06:39 AM
  المشاركه #32
رد: ... صيد الفوآئد ...


الحزن على من لم يستجب لله

كتبته:هناء الصنيع

هل أنت حزين لأن شخصاً تحبه غارق في المعاصي ولا يستجيب لنصحك ولا يدرك صدقك معه..؟
ردد معي هذا الدعاء { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي}
نعم أنت بحاجة كبيرة لانشراح الصدر، لأنك قد تصاب بالحزن الشديد عندما ترى أقرب الناس إليك في ضلال ولا يستجيبون لتوجيهك ، فتتحسر وتتألم بسبب خوفك عليهم..
والله سبحانه قد نهانا عن شدة الاغتمام والحزن على من لم يستجيب لله مهما كان حبنا لهم وقربهم لنا {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } (8) سورة فاطر.
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (6) سورة الكهف.
لأن الحزن الشديد قد يسبب لك حالة اكتئاب تؤدي إلى عدم رغبتك في عمل أي شيء مما يفوت مصالح عظيمة، قد يترتب عليها فيما بعد هداية من تحبهم.
كما أن الحزن المستمر يؤدي إلى أمراض عضوية كارتفاع الضغط..توتر الأ عصاب..الإعياء..وأمراض الجهاز الهضمي وغيرها.
وفي حالات الاكتئاب المتقدمة قد يرغب الإنسان في الانتحار والعياذ بالله، فحافظ على نفسك الثمينة التي وهبك الله إياها
واغتنمها في عمل الصالحات والتقرب إلى الله..
ولا تدعها تذهب من بين يديك هكذا ( ح س ر ا ت ) على من لم يستجب لله وللرسول
{ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء َ} (8) سورة فاطر.

تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
 الصورة الرمزية Dr-keef
Dr-keef
مزعوط مميز
المشاركات: 269
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: السعودية
Dr-keef غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-01, 07:28 AM
  المشاركه #33
رد: ... صيد الفوآئد ...

موضوع جميل جدا وملي بالمعلومات الوافره

مشكور اخوي فياض
رد مع اقتباس
CHIVAS
مزعوط مميز
المشاركات: 379
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: الرياض
CHIVAS غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-01, 08:22 AM
  المشاركه #34
رد: ... صيد الفوآئد ...

ونعم الصيد والله ............... فيااااااااااااااااااااااا اااااااض الله يكتب لك في كلمه اجر لك .....
__________________
الله يااغلى عمري في عيوني مالك مثيل
تسواي الروح وتغلى وتقول عنها بديل
رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-02, 05:22 AM
  المشاركه #35
رد: ... صيد الفوآئد ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dr-keef مشاهدة المشاركة
موضوع جميل جدا وملي بالمعلومات الوافره

مشكور اخوي فياض
حياك الله .. Dr-keef

العفو .. و ألأجمل مرورك وتعليقك يالغالي ..

تحياتي لك


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-02, 05:33 AM
  المشاركه #36
رد: ... صيد الفوآئد ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة CHIVAS مشاهدة المشاركة
ونعم الصيد والله ............... فيااااااااااااااااااااااا اااااااض الله يكتب لك في كلمه اجر لك .....

حياك الله .. CHIVAS

وأنت كذلك أخي .. اللهم آمين ..

أسعدني مرورك وتعليقك يالغالي .. لاخلا ولا عدم يالنشمي ..

تحياتي لك


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-02, 05:46 AM
  المشاركه #37
رد: ... صيد الفوآئد ...


آثار أفلام الكرتون على أطفالنا

الدكتور عماد الدين الرشيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الرسوم المتحركة:

هي أفلام تعتمد على الصورة المرسومة، سواءً كان الرسم يدوياً – كما كان من قبل- أو بالحاسوب. وتتحول من الصورة الجامدة إلى المتحركة عبر آلية خاصة تسمح بأن يمر أمام العين في الثانية الواحدة من(16)إلى(24)صورة، فساعتئذٍ تبدو الرسوم متحركة، فنرى أن اليد ارتفعت مثلاً، أو سار الشخص..

هذه الرسوم الكرتونية مَكَّنَتهم من تجاوز آفاق كثيرة لا يَسمح بها الواقع، فالشخص لا يستطيع أن يطير، ولا تستطيع التفاحة أن تتكلم، لكن في أفلام الكرتون تستطيع التفاحة والموزة أن تتكلما..
فكان الكرتون فضاء واسعاً للانتقال بخيال الطفل، وإخصابه، كما كان مجالاً واسعاً جداً لتجسيد القضايا النظرية للطفل؛ لأن تفكير الطفل ماديٌّ.
فمثلاً إذا حدَّثتَ طفلاً صغيراً عن الله، وعن صفاته وقدرته.. ترى هذا الطفل يسألك: هل الله مِثلُك له لحية.؟!!
تعالى الله I عن ذلك علواً كبيراً..
فلضعف التفكير التجريدي لدى الطفل يبدأ يُجَسِّد حتى الله U ويمكن القول بأن الفكر المادي فِكرٌ بدائيٌ أوليٌ من أوليات الثقافة البشرية..!

فالكرتون هو البَريد الذي يستطيع أن يُقرِّبَ للطفل هذه الأشياء البعيدة، فالمعاني المجردة التي لا يمكن أن يتصورها الطفل يمكن أن نصورها له عبْر الكرتون، فرسوم الكرتون قد أعطتنا فسحة أكثر سعةمن التصوير السينمائي وما جاء بعده من أجيال آلات التصوير.

تعود صناعة أفلام الكرتون إلى العقد الثالث من القرن العشرين تقريباً، عندما بدأت شركات قديمة ترسم بطريقة أولية ومجهدة، وأخذت تنشر وتروّج شخصيات معينة عبْر أحداث درامية، كشخصية (باباي) التي يزيد عمرها على سبعين سنة، وشخصية (توم وجيري)التي ولدت عام1946وعمرها الآن أكثر من ستين سنة..ولم يكن الكرتون للصغار فقط، بل كان للصغار والكبار معاً، ومازال كذلك إلى الآن في كثير من الدول.

أما في ثقافتنا فأفلام الكرتون للأطفال وليست للكبار..!

على كل حال نحن نقرأ في هذه العجالة أثر أفلام الكرتون في الصغار.

أثر أفلام الكرتون في أطفالنا

ليس من الإنصاف أن نعطيَ حكماً واحداً لأفلام الكرتون بأنها سيئة أو جيدة، لأنها تتراوح بين الحسن والسوء..
لذا سنحرص على أن نبين ما لأفلام الكرتون من سلبيات وإيجابيات، وسنبدأ بالآثار السلبية..

الآثار السلبية لأفلام الكرتون:

تعددت سلبيات أفلام الكرتون وكانت كثيرة جداً، ويمكن أن نجمعها في الجوانب الآتية:

1.ما كان متجهاً إلى الأخلاق مباشرة.
2.ما كان متجهاً إلى الهوية.
3.ما كان متجهاً إلى العقيدة.
4.ما كان متجهاً نحو الفطرة.

لقد أَثَّرت أفلام الكرتون سلبياً في الأخلاق، وأثرت في الهوية، ومثل ذلك في العقيدة والفطرة.

سبب الخلل في أفلام الكرتون:
قبل أن أتناول هذه الأمور الأربعة: الأخلاق والهوية والعقيدة والفطرة.. أود أن أبيِّن شيئاً في غاية الأهمية، وهو:

لماذا جاء هذا الخلل في أفلام الكرتون..؟

لقد جاء الخلل من أمرين:

الأول:

إن هذه الأفلام قد صُنِعت لغيْر بلادنا، وفي غير بيئتنا، ولثقافةٍ غير ثقافتنا، وفي مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا. صنعها اليابانيون، صنعها الأمريكان، صنعها الأوروبيون. وأكبَر مراسم الكرتون كانت في اليابان، ومِن قبلها كانت في شركات (تيرنر، وورنر، وحنا بربارة) في أمريكا، وشركة (والت ديزني) في الفترة الأخيرة.
هذه الشركات كلها غير عربية، وأفلام الكرتون تُحاكي ثقافة أصحابها، فهي لحاجات الإنسان الغربي، لحاجات الطفل الغربي، لحاجات البيئة الغربية، لحاجات الثقافة الغربية..
ولا يخفى أن بيننا وبينهم خلافاً ثقافياً، ولاسيما في كون الوحي أحد مصادر المعرفة في ثقافتنا الإسلامية، بينما لا نجد للغيب مكانة في بنائهم المعرفي، وأعني بالغيب غيب الأديان، وغيب الوحي، وقد اكتفوا بالتجربة والحس مصدراً وحيداً للمعرفة. فابتكروا العَلمنة في بلادهم وأعلنوها مرجعية ثقافية لأجيالهم.
ولاشك في أن العلمانية قد قدمت لهم أشياء كثيرة، ولكنها لم تقدم لنا ما قدمته لهم؛ لأنهم كانوا بسبب استبداد مفاهيم الغيب غير الصحيح في حاجة إلى الاعتماد علىمنهج حسي، إضافة إلى تصحيح مفاهيمهم الغيبية، ومن أجل هذا قدمت لهم العلمانية شيئاً جديداً، لا لأنها المنهج الأمثل، بل لكونها تخلصهم من استبداد فكر غيبي مغلوط.
وأما مجتمعاتنا الإسلامية فعلى الرغم من تخلف معظمها لم تكن تعاني من إنكار لمنهج الحس والتجربة، وإن لم تكن بارعة فيه، ولم تكن تعاني من تسلط مفاهيم الغيب الخرافي، بل كانت تصدر في معظم أحكامها الغيبية عن غيب الوحي؛ لذا لم تظهر عليها الحاجة إلى العَلمانية، مع أن بنياننا الثقافي قد تغرَّب بسبب بعد أكثر المجتمعات الإسلامية عن المفاهيم المعرفية الإسلامية، الأمر الذي يستدعي حصول تصحيح فكري في عقل الأمة وبنائها المعرفي، ولا شك في أن العَلمانية ليست هي الحل، ولا الحاجة أو الضرورة المعرفية.
لقد انعكست هذه القضية على جوانب حياتنا بالجملة، ومنها الآثار السلبية لأفلام الكرتون، فهذه الأفلام قد صُنعت لهم لا لأولادنا..

الثاني:

إن الكثير من المؤسسات التي اهتمت بدوبلاج الكرتون، وتعريبه، لم تُعرِّبِ الأخلاق.. إذ يأتي الفيلم كما هو في بيئته، وتقوم (الاستوديوهات) في المنطقة العربية بعملية الدبلجة؛ أي: إضافة صوت عربي بدل الصوت الغربي، وتكون مهمتهم أنهم عربوا الصوت ولم يعربواالأخلاق ولا الفكرة.. فلا تزال تغزونا هذه الأفكار..
فالخلل جاء من ناحيتين: المنشأ بداية، ثم من عملية الدبلجة والتعريب التي كانت قاصرة.. كانت غير دقيقة.. كانت مشوهة في الغالب..لذلك نجد ما نجده من التناقضات عامة.

دور أفلام الكرتون السلبي في الأخلاق:

أ- التعري:

ذكرنا فيما سبق أن أفلام الكرتون تمثل بيئة غير بيئتنا، وتحاكي الظروف الاجتماعية لتلك البيئة، وحالة التعري المنتشرة في الغرب إلى درجة أنها صارت عرفاً لديهم، هذه الحالة لاتجد لها أصولاً في منطقتنا.
ومهما انفتحت المنطقة العربية والإسلامية فلن تصل إلى حالة التعري التي في الغرب، وستبقى محصورة في وسط معين لا يمكن أن تتجاوزه، أما في الغرب فهي بلا حدود..!!

هذا العرف الغربي انعكس في أفلام الكرتون على بصورة واضحة، وسأعرض لبعضٍ من التطبيقات المشهورة فمن ذلك:

1.المسلسل المشهور (ساسوكي) الذي حمل مشاهد كثيرة من التعري، فهو ينسجم وثقافتهم العَلمانية لينقل حياة الحمامات كما هي إلى الأطفال.

2.المسلسل (فلنستون) الحجريون أيضاً يحاكي نفس القضية، في لباس شخصياته وحركاتها، فهو متناغم مع البيئة التي أنتجته، ولا يتوافق مع واقعنا..

3.المسلسل (موكا موكا) فقد عرض لمشاهد فاضحة من الإثارة، ولست أشك في أنه قد تجاوز حدود المقبول اجتماعياً حتى في بلد منشئه.

ومن الجدير بالذكر أن خطاً من خطوط إنتاج الأفلام الجنسية الإباحية أصبح يعتمد على أسلوب الرسوم الكرتونية، وله شركات متخصصة ترعاه.!

ب- علاقات الصداقة:

وأعني بها ما يسمى علاقات الحب(friendboy)، وهذا النوع من العلاقات بين المراهقين والمراهقات قد انتقل إلى كثير من المجتمعات العربية والإسلامية، وربما صار ظاهرة اجتماعية في بعض شرائح المجتمع، ولو تحت أسماء أخرى.
والتربويون في المدارس يحسون بآثار ذلك السلبية على الطلبة والطالبات، ولاسيما في المدارس المختلطة.. وهذا لاشك من آثار الغزو الأخلاقي.

إنَّ تركيبنا الاجتماعي يختلف عن الغرب تماماً، فنحن لدينا نوع من الانضباط الأخلاقي، ولست أقول إن الغرب ليس لديه أخلاق، إن لديه أخلاقاً وقيماً، وهذا أمر يقيني، ولكن منظومته الأخلاقية تصدر عن رؤيته وتصوره، تماماً كما أن لنا منظومة أخلاقية تصدر عن منظورنا ومفهومنا، الذي ينطلق من منهج الغيب، الذي يضبط سلوك الإنسان وعلاقته مع الإنسان، وعلاقة الإنسان مع الله، والإنسان مع الكون، والإنسان مع الحياة..

وأساس الخلاف بين الرؤيتين أننا بوصفنا مسلمين نؤمن بمنهج الشهادة (المحسوس، المادي) إضافة إلى منهج الغيب، بينما لا يؤمنون هم إلا بمنهج الشهادة، وهذا المنهج يَنْظِم العلاقة بالمادة، ولا يستقيم ذلك أن يكون مرتكزاً للرؤية الأخلاقية؛ لأن الأخلاق قضايا نفسية.. قضايا وجدانية.. وهي لا يمكن أن تضبط بالمنهج التجريبي، إنما ينظمها منهج الوحي، ومن هنا أصبح بيننا وبينهم تباين في الرؤية، لأنهم بَنَوا تصورهم للتربية الأخلاقية، والتربية الجنسية على أساس من المبادئ والمنطلقات المادية.
ومن الأعمال الكرتونية التي تظهر فيها علاقات الحب جزءاً أساسياً من تركيبها الدرامي الأعمال الآتية:
1.كرات التنين « دراغون بول » يقوم العمل على علاقات حب غرامية تفسد الأطفال.
2.كونان المحقق الشهير أيضاً يقوم على علاقة غرامية تشكل قصة رديفة لقصص التحقيق المشوقة.
3.البوكيمون، قبل الحديث عن العلاقات الغرامية في هذا العمل ينبغي أن أعلق على ما تناقله الناس من الشائعات حوله، فقد شاع أن أسماء أبطال العمل هي ألفاظ من الكفر، وأنها شتمٌ لله سبحانه وتعالى باللغة العبرية!! وهذا غير صحيح، ولا في أي لغة من لغات العالم!!

إن كلمة (بوكيمون) تعني وحش الجيب، وهي مشتقة من (بوكيت مونستر): (بوكيت: جيب) ، (مونستر: وحش) فأخذوا نصف الكلمة الأولى ونصف الأخرى وجمعوهما، وقالوا: (بوكيمون)، ومثل ذلك مسلسل (ديجيمون) الذي يعني (ديجيتال مونستر) أي: وحوش الديجيتال، وشركات الدوبلاج عربته وسمَّته أبطال الديجيتال..
لقد أثار هذا العمل منافسة تجارية بين شركة (سوني بلاي ستيشن) الشركة التي صنعته ونجحت اقتصادياً، وشركة أخرى يملكها رجل أعمال يهودي تضررت بهذا العمل هي (والت ديزني)، فأرادت أن تقف في وجه نجاحه، فأشاعت حوله هذه الشائعات.
إنني أعلم أن البوكيمون ليس لنا في الأصل، ولا يناسبنا.. وأنا لا أشجع هذا العمل، ولكنني أريد أن أتكلم بموضوعية:
إن قصة هذا المسلسل نبعت من حاجة لدى صانعيه، فالجميع يعلم أن اليابان خرجت مهزومة بعد الحرب العالمية الثانية، ومُنعت من العناية بالجيش والجوانب العسكرية، ومع تقدم الزمن خشي اليابانيون أن تموت الروح العسكرية عندهم؛ لأنها إذا ماتت فالمفاهيم الوطنية تموت معها، إذ لا يوجد جيش يحمي الوطن بالمعنى الدقيق، بل جيش للخدمات الإنسانية فقط، جيش مع الأمم المتحدة، مع الطوارئ.. فخاف اليابانيون أن تضعف عملية الولاء للوطن، فابتكروا البوكيمون..
والبوكيمون يقوم على أساس استثمار اليَرقات في الطبيعة، وتحويلها إلى أسلحة، وكأنهم يقولون: إذا منعتنا أمريكا من الأسلحة فنستطيع بقدراتنا العلمية واهتمامنا بالهندسة الوراثية أن نصنع أسلحة من اليَرقات الموجودة في الطبيعة..
هذه فكرة البوكيمون.. وهي فكرة تخدم عملية التربية الوطنية في اليابان.
والعجب أن تصدر الفتاوى، ويتورط المشايخ والعلماء، ويقولوا: البوكيمون فيلم يهودي ..!!
وحقيقة الأمر كما بينت أن هذا العمل أصبح ينافس شركة(والت ديزني)وهي شركة أمريكية، فقامت بعمل دعائي ضد شركة(Sony)، فأشاعت في العالم كله أنه ضد الدين، ومع العلم أنه فيلم فيه ثقافة بوذية، ولكنهم أشاعوا في الهند أنه ضد البوذية، وقد رأيتُ في النسخة الأصلية الكثيْر من العبادات والطقوس البوذية، التي امتلأ العمل بها، فهو فيلم فيه عبادات بوذية، ومع ذلك كانت الشائعة في الهند أنه ضد البوذية، وكانت الشائعة في أمريكا أن هذا ضد المسيحية، وكانت الشائعة عندنا أن هذا ضد الإسلام.. وأنه فيلم يهودي..!!!

وأما ما يتعلق بالفساد الأخلاقي في هذا العمل فهو كثرة ما فيه من العلاقات الغرامية، وهذا في حقيقة الأمر له مسوِّغاته عند اليابانيين، فإن لدى اليابان مشاكل اجتماعية، منها شدة حياء الذكور، قياساً على الإناث.! فالعملية عندهم معكوسة، فالذين يستحيون هم الذكور؛ فكان لابد من إقامة علاقات تكسر الحياء لدى الذكور، وقد رأيتُ العملَ قبل أن يُسوَّق، وكان فيه قضايا صارخة في العلاقات الجنسية بين الذكور والإناث، والإناث هن اللاتي يشجعن الذكور على هذه العلاقات.!!

فهذه الجرأة من الإناث تخدم نوعاً من التوعية التربوية حسب تصورهم، لذلك قاموا بزيادة جرعة جرأة الفتيات على الشباب؛ من أجل أن يتنشط الشباب ويكونوا أكثر تجاوباً مع الإناث، فهذا ما يتصورون.!!
فإذاً هم يحلون مشكلاتهم فيما يتصورون، وحسب ما يرون، ولم يدخلونا في حسابهم أصلاً.
إن المشكلة ليست في البوكيمون، ولا فيمَن صنعه، ولا من صنع غيره من الأعمال التي ننتقدها، بل فيمن يعرضه على حاله كما جاء من بلد المنشأ، فهذا العمل ونحوه لم يُوجِّهْه صانعوه لنا، ولكننا بسبب إفراطنا في الإيمان بنظرية المؤامرة نتصور أن العالم متوجه إلينا يريد أن يغزونا في الأخلاق.. وحقيقة الأمر أن أكثر مَن في العالمَ بشكل عام لا يحسون بوجودنا.
إننا في حاجة إلى أن نوجد حلاً لمشكلة إعلام الطفل، وعلى رأس ذلك إيجاد الكرتون المحلي البديل.

دور أفلام الكرتون السلبي في الهوية:

نقصد بالهوية:السمة العامة للأمة، ولا نقصد السمة السياسية، أو الاجتماعية، أو سمة فئة معينة، أو سمة عِرق، أو مذهب.. وإنما نتكلم عما يُعبِّر عن هذه المجموعات كافة..
ولا أرى أنه يمكن لكل بيت من مجتمعنا أن يوسَم بصفة بقدر ما يمكن أن يوسم بالإسلام؛ ذلك أن الإسلام لا يعبِّر عن الدين فقط، الإسلام دين للمتدينين من أتباعه، والإسلام ثقافة لهم أيضاً، ومعظم من عاش في المنطقة الإسلامية ثقافته إسلامية شاء أم أبى، ومهما كان الأمر، ففيمخزونه الثقافي يكتنـز مفردات الثقافة الإسلامية، بتاريخها وأدبها وحضارتها، شاء أم أبى، ولو كان متأثراً فكرياً بالغزو الثقافي الوافد من خارج البلاد..
فالإسلام يُمثل بالمجموع ثقافة وديناً، للمسلم ديناً وثقافةً، ولغيْر المسلم حضارةً وثقافة..

ومن أهم آثار أفلام الكرتون على الهوية ما يأتي:

أ- التمرد على القيم:

يُمثل التمرد على القيم جزءاً من الثقافة الغربية، فكل جيل ينبغي أن يتمرد على قيم الأجيال السابقة؛ حتى تتصارع البشرية وتسير في الاتجاه الصحيح، حسب ما يتصورون، وهكذا يرون الحياة.
وقد انعكست هذه الفلسفة على صناعة الكرتون، فتجد في كل أفلام الكرتون تقريباً إشارة إلى التمرد على القيم السائدة؛ لأن الفضيلة الأولى في الغرب هي الحرية، أما في بلادنا فالعدل هو الفضيلة الأولى، فبناء على ذلك لابد عندهم من التمرد على القيم؛ لأن الحرية تقتضي أن يتخلص الناس من كل قيد، ولو كان قيم الأمة ..! وهذا الأمر لا يناسب بيئتنا، فنحن نقوم بتنميط أجيالنا على الفضائل، وننطلق في ثقافتنا وتربيتنا الإسلامية من الغيْريَّة، وليس من الذاتية، بينما هم ينطلقون من الذاتية؛ أي: (أنا أولاً، وبعد تحقيق ذاتي أسأل عن الناس..)

أما في التربية الإسلامية فالمهم أن تحس بغيرك، وآخر شيء أن تهتم بنفسك..فتربيتنا غيْرية، والتربية الغربية ذاتية.. فجاءت أفلام الكرتون، وغيرها من أعمال (الميديا) وفَتحت لنا خروقاً واسعة في التربية؛ بسبب ما تحمله من فيروسات الغزو الثقافي والفكري والاجتماعي.

ومن الأعمال التي ظهر فيها التمرد على قيم الأمة ما يأتي:

1.القناع (musk)فهذا العمل انتشر بين الأطفال وشاع، وهو يسيء إلى القيم، ففيه أشياء محرجة، مثلاً يصدر البطل أصواتاً منكرة، ويشمم الناس رائحة جواربه، ويقوم بأفعال فيها نوع من الحرج اجتماعياً، كإخراج الريح، وغير ذلك من الأفعال المحرجة اجتماعياً، فتجد هذا العمل يستخف فيها، ويحطم كل الحواجز.. وأنصح المربين ألا يتركوا أبناءهم يتابعون هذا العمل، على الرغم من كونه مضحكاً يُقَدَّم بثوب تهريجي جداً، لكن في النهاية يَنْكُتُ نكتاً سوداء في قلوب الأطفال، ويحطم القيم أيضاً..

2.ريميفيه أيضاً تحطيم للقيم، فالأسرة في قيمنا أهم لبنة اجتماعية، وريمي([1]) الذي يبحث عن أمه بكل ما يستطيع، ويعرض المسلسل أحداثاً مأساوية تواجهه في سبيل ذلك، وعندمايلتقي بها يتركها، ويبحث عن شيء جديد.. فأين قيمة الأسرة؟! وإذا كان طوال الحلقات يبحث عن أمه، ثم عندما يجدها يعرض عنها.. فما الذي يبحث عنه إذاً..؟؟
إنه يبحث عن شيء آخر، سأذكره بعد قليل..

ب- ترسيخ حق اليهود:

في الشهر الرابع عام1996صدرت مقالة([2]) في أمريكا بمناسبة مرور خمسين سنة على تشكيل (توم وجيري)، وهما شخصيتان أنتجتهما شركة (تيرنر) اليهودية. وقال كاتب المقالة اليهودي: صَنَعْنا توم وجيري؛ لأننا كنا نريد أن نُكرس حق اليهود في فلسطين.
إنهم يريدون من وراء توم وجيري أن يُروِّجوا لقضية حق اليهود في فلسطين، وذلك من خلال التأثير على اللاشعور؛ فكل الناس يُفضلون صاحب البيت، ولا يفضلون الوافد، وهم أرادوا المشاهد باللاوعي أن يتقبل الوافد ويقدمه على صاحب البيت، وما الذي يربيه الناس في بيوتهم، القط أم الفأر..؟
طبعاً القط، لكن أرادوا أن يقدموا الفأر بصورة أفضل؛ ماكر، ذكي، شيطان، عفريت، يصنع المقالِب بصاحب الأرض، الذي هو القط، وحتى أصبح أصحاب البيت يطردون القط.!!
فهم يريدون أن يكرسوا هذه القضية، وهذا من كلامهم، فقال: كنا نريد أن نكرس أحقية الوافد على صاحب الدار من خلال التركيز في اللاشعور على هذه القضية..

وأظن أنه يصعب أن يصل الشيطان إلى مثل هذا التفكير..!!

ج- البحث عن الأرض بصيغة الأم:

وهذه الفكرة من العقائد اليهودية التي تبث في أفلام الكرتون، ففي كتبهم الدينية: \"إن أمّكم الأرض.. \" يعنون بذلك الأرض المقدسة!!
لذلك كان الذي يبحث عنه ريمي الولد ليس الأم، بل الأرض، فكم من عام وهو يبحث عن أمه!!
(بمبم) يبحث عن أمه، (زينة ونحول) يبحث البطل عن أمه، (بيل وسباستيان) يبحث عن أمه..
وعندما يلتقي معظم هؤلاء بأمهم الجسدية يتركونها.. إذاً مَن هي الأم..؟؟ إنها الأرض.!!
لقد كان هذا الأمر يُغرس في ثقافة أبناء الغرب، في اللاوعي، في اللاشعور، وهو الذي أسهم في صبغ العقل الغربي بالنزعة المتصهينة، أفرز المحافظين الجدد، فهم لم يأتوا من فراغ.
إنها تربية متأصلة عاشت عليها أجيال وأجيال، وطغت حتى وصلت إلى أن تكون صبغة للفكر والثقافة الغربية، وانعكست دعماً بلا حدود للدولة الغاصبة في فلسطين المحتلة، فليس الأمر كما نتصوره ببساطة، لا.. إنه عمق تربوي، قد ضرب جذوره في أصل العقل الغربي، يتجاوز التصرفات الانطباعية، وأظن أن من عنده هذا التخطيط العميق سيسود..

دور أفلام الكرتون السلبي في العقيدة:

من المنطقي ألا تنسجم أفلام الكرتون مع العقيدة الإسلامية؛ لأنها صدرت عن قوم يحاكون عقائدهم وأديانهم، وهم ما بين يهودي ونصراني وبوذي، إلا أن معظم الشركات المتخصصة في الكرتون شركات يملكها يهود، ولاسيما المشهورة منها، مثل: (والت ديزني) (ورنر برذر) (تيرنر برذر)، كل هؤلاء الشركات يهودية، وحتى محطة(Cnn)، وكذلك محطة(Fox)المشهورة، وهي جملة محطات، منها إخبارية، ومنها محطة أطفال، وهي متصهينة تكاد تكون إسرائيلية..

إن دور اللوبي اليهودي في صناعة الكرتون والإعلام بالجملة لم يعدخافياً، كما أن النسبة الكبرى من صناعة الإعلام هي في الغرب، وهذا ما يفسر ظهور أثر العهد القديم في أفلام الكرتون، كالإله (يهوا) مثلاً، الذي ورد ذكره كثيراً في التوراة.. وهو رب اليهود كما يزعمون، وهو عبارة عن شاب أمرد وسيم، جميل، خارق القدرات، وهو ما يعبِّر عنه بـ (سوبر مان)، فهذه الشخصية تمثل هذا التصور العقدي عند اليهود.!!

وليس الحديث عن دور اليهود في الإعلام ضرباً من نظرية المؤامرة التي يعلق عليها العرب والمسلمون كل إخفاقاتهم، بل إن ذلك حقيقة يعرفها كل من عمل في حقل الإعلام، وهي من الوضوح إلى درجة البداهة لدى المتخصصين.

ولابد من بيان أن أثر أفلام الكرتون في العقيدة ليس محصوراً في الأعمال التي تصنعها الشركات اليهودية، بل في الأعمال اليابانية وغيرها.

ومن أهم آثار أفلام الكرتون على العقيدة:

أ- تعدد الآلهة:

من الأمور الاعتقادية التي تتنافى مع ديننا الحنيف تعدد الآلهة، وهي من الوثنية التي جاء الإسلام ليحاربها، وقد ظهر تعدد الآلهة في بعض الأعمال الكرتونية مثل:
1.(بوكاهانتس).
2.(هيفي كروكت).
وتصدر هذه الوثنية عن ثقافة إغريقية بعيدة كل البعد عن ثقافتنا، وتخالف عقيدتنا، وتصورنا الإسلامي. وخطورة هذا النوع من الأفلام والمسلسلات أنها تغرس في نفس الأطفال والناشئة أن هناك من يتصرف في الكون من الأبطال، والملوك والعباقرة غير الله عز وجل، فضلاً عن العبث بفطرتهم الإيمانية.

ب-تشويه القَدر:

إن عقيدة الإيمان بالقَدر من أصول الدين، ومقصود التربية الإسلامية أن تزرع هذه العقيدة مع بقية أركان الإيمان، ولكن بعض مسلسلات الكرتون تشوِّه ذلك، من خلال بيان أن القدر ضد الضعفاء من البشر.!! والمشكلة في ذلك أن هذا العبث في مفهوم القدر ينعكس على أصل الإيمان بالله؛ لأن الطفل سيتشكك في عدله، وصواب أحكامه على عباده سبحانه وتعالى!!

وقد تجسد تشويه القدر في مسلسل (ريمي)، فكلما يوشك (ريمي) أن يصل إلى أمه تأتي الأقدار وتبعده عنها، ويقع في الظلم، ويموت معلمه، وتموت حيواناته الواحد تلو الآخر، ويتابَع من منطقة إلى منطقة.. وقد قام الراوي في النسخة المدبلجة إلى العربية بدور في غاية السوء؛ ففي كل مرة يقع فيها (ريمي) في مصيبة، يقول المعلق: \"ومازالت الأقدار تتابع ريمي..\" وكأن ربنا U ضاقت رحمته بـ (ريمي).ومعلوم أن الطفل المشاهد يحب (ريمي)، وبالتالي سيحقد الطفلُ على الله U..!!

إن ما سبق ذكره تمثيل بسيط للغاية للخطر على اعتقاد أطفالنا، ولا يتوقف الدور السلبي لأفلام الكرتون على العقيدة فيما سبق فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى أكثر مما يتصور القارئ، وحسب ظني أرى أن الموضوع يستحق أن تكتب فيه رسائل جامعية، تتناول كل واحدة منها زاوية من زوايا العقيدة؛ لأن المادة الإعلامية غنية جداً في موضوع البحث.

دور أفلام الكرتون السلبي على الفطرة:
نعني بالفطرة الإمكانات والقدرات والمؤهلات التي وهبها الله لهذا المخلوق، وكان مزوداً بها لـمّا خُلق، فهي بمثابة المسلَّمات لديه..

هذه المسلمات التي خُلق الإنسان وهي معه تمثل الفطرة، ومن ثَمّ فإن أفلام الكرتون قد أحدثتْ أثراً سلبياً في فطرة الأطفال، وسأتناولها واحدة واحدة..

الفطرة عنصر جمعي للبشر كافة؛ فربنا U جَمَعَنَا بالفطرة، فبين البشر قاسم مشترك: كلنا نحب الخير، نحب الفضائل، نكرم الإنسان الصالح، لا نحب الإنسان السيئ، نحب الله U، فما من أحد بينه وبين الله خصومة في الأصل، إلا ما يتوافد على النفس فيما بعد؛ لذلك تشكل الفطرة ممالاً نحو الإيمان.

إلا أن أفلام الكرتون قامت بدور العبث بالفطرة، الأمر الذي يهدد المخلوق البشري في صحته النفسية، ويوقعه في صراعات مع نفسه وغيره، بدءاً من قوى الطبيعة التي خلقت له ومن أجل خدمته.

وقد تجلى هذا الدور السلبي في الأمور الآتية:

أ- العنف:

العنف يُضعف مكامن الحس الجمالي لدى الإنسان، وينمي فيه غرائز العدوان، وتعد الولايات المتحدة أكبر مسوِّق للعنف في أعمالها الفنية؛ سواءً الكرتونية أو الحقيقية، والسبب في ذلك أن ساستها يريدون أن يشكلوا قوة عسكرية، ومن هنا أخذت أمريكا تُوجِّه أبناءها نحو العنف بشدة؛ لأنها تريد منهم أن يروا كيف يسيل الدم ولا يتأثرون؛ لأنها تطمح أن تكون أمة عسكرية، وقد علمتها (فيتنام) أنه ينبغي أن يُربَّى الشعب تربية يحتمل هذا العنف الشديد، فاصطبغ ذلك في معظم أفلامهم، والمتابع للدراما الأمريكية يجدها دراما عنف، بينما يَضعف ذلك في الدراما الغربية، ولاسيما الدراما الفرنسية التي تغلب عليها النزعة الإنسانية.

لقد صدَّرت لنا أفلام الكرتون الأمريكية العنف، وتبعتها الأفلام اليابانية، فصارت معظم الأعمال تقوم على العنف أو تمجده، وسبب اعتماد الأعمال اليابانية على العنف؛ من أجل ألا تموت الروح المعنوية لديهم، وهذا من آثار الحرب العالمية الثانية.

ومن الأعمال التي قامتعلى العنف ما يأتي:

1.(أبطال الديجيتال)
2.(القناص)
3.(النمر المقنع)
4.(ميغا مان)
5.(باتمان)
6.(إكس مان)

هذه المسلسلات والأفلام وغيرها تشجع على العنف والبطش الشديد، وهو أمر خطير جداً على الأطفال، ولاسيما إذا قُدم لهم على أنه سلوك الكبار، فالطفل مولع بمحاكاة الكبار في سلوكهم، ويؤسف أن يسقط عام1993في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها سبعة آلاف طفل يقتلهم أصدقاؤهم بعيارات نارية؛ أي: بمعدل20طفل يومياً، طفل بالمرحلة الابتدائية سرق مسدس أبيه، وجاء إلى المدرسة، وقتل أحد زملائه.!!

فمن أين جاء هذا السلوك الشاذ.؟!
إنها ثقافة العنف، التي مجدتها الأعمال المنتجة خصيصاً للأطفال.!!
حقاً إننا نحس بخطر محدق بأبنائنا..

ب- العبث الفطري:

من الأثر السلبي للكرتون على الفطرة ما يمكن أن أسميه: العبث الفطري، وأعني بذلك تشويه الفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها، ووجود الفطرة من أهم عوامل اجتماع البشر، ولاسيما عندما تقع بهم الأزمات وتحيط بهم الأخطار.

والبشرية الآن بحكم الضغط العالمي، والأسلحة الذرية والجرثومية.. أصبح الإنسان يخشى من نفسه.. أصبح العالم يخاف من امتلاك بعض الناس الأسلحة ليحدثوا خللاً عالمياً، فدخل الرعب قلوب الناس جميعاً، فنتج عن ذلك نوع من التآلف الإنساني، نوع من التوجه نحو الأخوة الإنسانية على مستوى الشارع، ولا أتكلم على المستوى السياسي، بل على مستوى شعوب العالم بما فيها أوروبة، ومما يدل على ذلك أن أكبَر مسيرة ضد الحرب على العراق عام 2003 خرجت من بريطانية، ولم تخرج قط في بريطانية بعد الحرب العالمية الثانية مسيرة بحجم المسيرة التي خرجت ضد الحرب على العراق، وقد قُدِّر من كان فيها بمليوني إنسان خرجوا في لندن ضد بلير وحرب العراق!! وأيضاً خرج حوالي نصف مليون إنسان في أمريكا في سان فرانسيسكو..

إن هذا في الواقع تقارب إنساني لا نستطيع أن نتجاهله، على الرغم من الصراع التاريخي ما بين المسلمين والغرب منذ قرون طويلة.. دعك من الساسة والسياسيين وأوساطهم، فأنا أتكلم عن حركة الشعب، هذا التقارب الإنساني سَبَبُه خوف الإنسان من نفسه، ومعلوم أن حالات الحروب تجمع الناس، فعندما تصفر صفارات الإنذار نجد أن أبناء العم المتحاربين ينسَون همومهم والمشكلات العالقة فيما بينهم بعضهم مع بعض، ويصبحون أكثر تقارباً..
وكيف يمكن لمن لا يروقهم تقارب البشر، ولمن يحيون على الحروب، أو يؤمنون بضرورة الصراع الحضاري أن يحولوا دون هذا التقدم في العواطف الإنسانية..؟

الجواب:بالعبث الفطري..

وبالفعل بدأ ذلك بتشويه المخلوقات، فمثلاً لنتصور الطفل الذي يركب الأرجوحة ويلهو بسعادة، ثم يتفاجأ بأن الأرجوحة تتحول إلى مخلوق يضمه ويخنقه.!! لنتصور الأثر السلبي على توازنه النفسي..!!
لا شك في أن هذا الولد لن يتعرض في الليل للكوابيس فحسب، بل سيصاب بالتبول الليلي اللاإرادي.. وسيصاب بانفصام في الشخصية.. وربما سيصاب بالهلوسة.. وكل ذلك بسبب هذه الأفلام.!!
فإذاً عندما يتم العبث بالفطرة، لن يثق الطفلُ بالمقعد الذي يجلس عليه، ولن يثق بالسرير الذي ينام فيه.. وستصبح الشجرة الجميلة مصدر رعب له.. وكذلك ستصبح الأرجوحة التي هي محل تسليته وترفيهه.. وعندمت تتحول اليَرقات الصغيرة إلى كائنات مخاطية هلامية تريد أن تقضي على البشر جميعاً، سيكره الطفل الفراشات واليعاسيب و...

ومن العبث الفطري أن تتشوه صورة الأبطال في الذهن..

مثلاً لو طلبنا من الجميع أن يتصوروا خالد بن الوليد، أو طارق بن زياد فهل يوجد أحد يتصوره شخصاً أعور، أو يتصوره في حالة جسدية غيْر جيدة..؟!!

لا.. بل سنتصوره وسيماً جميلاً، فمن طبيعة البشر – ولاسيما الأطفال - أن يتصوروا الخيِّرين والأبطال بصورة إيجابية جميلة..

ولو طلبنا من الجميع أن يتصور شخصية سيئة ([1])، كأبي جهل، وأبي لهب، أو هتلر، أو هولاكو، أو جنكيز خان..ستكون الصورة بشعة.

إن الفطرة قريبة من أن تقرِنَ الجمال بالخيْر والقبح بالشر، فتأتي أفلام الكرتون السيئة فتجعل الأبطال الإيجابيين بصورة بشعة، والأبطال السلبيين بصورة جميلة جداً..

والطفل يحب الخير ويَكره القبح، وهذا البطل الخيِّر قبيح.. فهل يكره الخير من أجل قبحه..؟ قد يحصل ذلك للأسف..!!

والطفل يحب الصورة الجميلة ويكره الشر، وهذا البطل الشرير السلبي في صورة جميلة جداً، فهل سيحب الشر من أجل جماله..؟ قد حصل ذلك.

ومن ذلك (إكس مِن) وظهر الأبطال الخيرون فيه بصورة قبيحة بشعة جداً، ولهم مظاهر مرعبة جداً، ولهم عين واحدة.. وظهر الشرير بصورة امرأة جميلة ومثيرة جداً..

وفيلم (داي الشجاع) و (سبايدر مان) فيه شيء من ذلك، وفي (البوكيمون) ظهر الشريرون بصورة فتاة جميلة، شعرها مصبوغ بلون أحمر، وتصعد إلى السماء، وهذه فكرة سيئة؛ لأن السماء مكان للخيْر، فكيف يصعد الشر إلى السماء؛ فهو ينبغي أن يكون في باطن الأرض.. هذا هو القريب في النفس، فهذا لا شك عبث..

وأخيراً..
إن الجوانب السلبية لأفلام الكرتون لا تقف عند حد ما ذكرنا، بل تتجاوز ذلك إلى مجالات أخرى لم أذكرها؛ لأن مقصود هذه العجالة التنويه على أخطار الكرتون وإيجابياته، وليس استقصاء السلبيات، فعلى الإخوة المختصين بإعلام الطفل وأدبه أن يُعملوا أقلامهم وأذهانهم في البحث في هذا المجال بصورة استقصائية، مع إيماني بأنه من العسير أن نصل إلى نهاية لهذا الأمر مادامت شركات الكرتون تفاجئنا كل يوم بجديدها..

الجوانب الإيجابية لأفلام الكرتون
أما الجوانب الإيجابية فهي كثيرة، وقد لا نستطيع أن نختزل أفلام الكرتون في الكلام السابق؛ فهناك أيضاً أثر إيجابي لأفلام الكرتون

على الأطفال، لابد من أن يُذكر هذا الأثر، وأن يُعزز، وقد جمعتُ أربع نقاط في هذا المساق، سأذكرها تباعاً وهي ما يأتي:

1.اللغة.
2.تنمية الحس الجمالي.
3.تنمية حب الاطلاع.
4.تعزيز القيم الإيجابية.

الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في اللغة:

يتجلى الجانب الإيجابي لأفلام الكرتون في اللغة في كون الدوبلاج قد اعتمد على اللغة العربية الفصحى، مع الانتشار الواسع لأفلام الكرتون، الذي يسمح للعربية الفصحى أن تنتشر معه، وقد اختارت معظم شركات الدوبلاج اللغة العربية الفصحى، باستثناء بعض الشركات اللبنانية سابقاً، والآن معظم الشركات المصرية تدبلج باللغة العامية، ولاسيما التي تدبلج أعمال الشركة الأمريكية (والت ديزني) فقد طلبت هذه الشركة الدبلجة باللهجة المصرية؛ ولا يخفى ما في ذلك من إضعاف للغة العربية الفصحى.
ولكي أقرب دور الأعمال الكرتونية في خدمة اللغة العربية أذكر ما حصل معي في الجزائر، فقد سألت بعض الأصدقاء الجزائريين السؤال التالي: كيف ترسخت العربية عندكم، على الرغم من الاستعمار الفرنسي الطويل لبلدكم، والتشويش على اللغة العربية..؟
فقالوا: السبب في ترسيخ اللغة كان لأفلام الكرتون.!!
وبالفِعل فإنا نجد النطق لدى الناشئ الصغير في الجزائر أصحَّ من نطق الكبار، والكبار يتكلمون كلمة عربية وكلمتين فرنسيتين، ويُصرِّفون الأفعال الفرنسية على طريقة الأفعال العربية؛ بطريقة طريفة تخلط ما بين اللغة العربية والفرنسية!!
أما النشء الجديد فعربيتهم ناضجة، والفضل في ذلك يعود لأمور عدة من أهمها أفلام الكرتون، فنرى الأولاد في الشارع ينادي بعضهم بعضاً قائلاً: (يا محمد أقبل.. تعال..) هذا ما يفعله الأولاد في الشوارع، وهي ظاهرة بدت بصورة واضحة في أول الثمانينيات، فأفلام الكرتون كانت سبباً من أسباب ترسيخ اللغة، وقد أحسن صنعاً من اختار اللغة العربية الفصحى لعملية الدوبلاج.
وفي مجال الحديث عن استعمال اللغة الفصحى في أعمال الأطفال، يجدر بي أن أشير إلى أولية العمل الخليجي المُعرَّب: (افتح يا سمسم)، الذي شكَّل مدرسةً للدوبلاج باللغة العربية الفصحى، فقد حدثني أحد أعضاء فريق الإعداد وهو الدكتور (عبد الله الدنان) عن الصعاب التي واجهتهم، في اختيار اللهجة التي ينبغي أن يُدبلَج بها القسم الغربي من البرنامج، فطرح هو اللغة الفصحى، ولكن معظم القائمين على العمل -وكانوا من الإخوة المصريين- قالوا: لا بد من اختيار اللهجة المصرية، بوصفها لهجة مشهورة؛ ولأن الجميع يمكنهم أن يفهموها، فهي لهجة الإعلام العربي.

وبعد طرح عدة افتراضات، ومناقشات طويلة انتصرت فكرة أن تتم دبلجة القسم الغربي من البرنامج باللغة العربية الفصحى، ونجح(افتح يا سمسم)وكان مردوده على الأطفالواللغة العربية كبيراً جداً، إلى درجة أن أدعي أنه شكَّل مدرسةً للدوبلاج باللغة العربية الفصحى.
وفي مجال خدمة العربية الفصحى لا بد من التنويه إلى أن بعض الشركات اللبنانية التي لم تهتم في تنقية أفلام الكرتون اهتمت باللغة العربية الفصحى، كما في شركة(عبْر الشرق الأوسط)وهي التي دبلجت(ساسوكي)، فهذه الشركة رَكَّزت على اللغة العربية مع أنها لم تركز على تنقية العمل من مشكلاته الأخلاقية ونحوها.

وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى دور قناة(Space toon)والجزيرة للأطفال في تعزيز اللغة القويمة ونشرها في وسط الأطفال، ولاسيما أن أولادنا يجلسون لمشاهدة هاتين القناتين مدة ساعة، واثنتين، وربما ثلاث ساعات، أو أكثر. ولست أثني على هذه المحطات بإطلاق، ففيها من المساوئ كثير، ولكنني أثني على ما فيها من حالة لغوية صحيحة.
فإذاً كان لأفلام الكرتون دور هام في تعزيز اللغة العربية، ونشر الثقافة اللغوية الصحيحة.

الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في تنمية الحس الجمالي:
لأفلام الكرتون دور مهم في تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال، فقد أسهمت أفلام الكرتون في هذا المجال، من خلال اللون والكلمة.

أ- تنمية الحس الجمالي عن طريق اللون:

وذلك من خلال الألوان الزاهية المنتقاة لملابس الشخصيات، ومفردات الصورة الخارجية من أشجار ومنازل المدينة وشوارعها، أو مفرداتها الداخلية من أثاث منزلي ونحو ذلك. كما أن ظلال الشخصيات تعطي نوعاً خاصاً من الحس الجمالي..
وتتميَّز المدرسة اليابانية في الرسم بدقتها في اختيار الألوان، ومن يتابع أفلام الكرتون اليابانية فسيجد هذا المعنى واضحاً تماماً.
وأهمية الإثراء اللوني للطفل لا تحتاج إلى مزيد شرح؛ لما هو معلوم من حاجة الطفل إلى إغناء حاسة البصر؛ إذ ليس عنده خبْرة بصرية كافية، فيحتاج إلى إغناء الخبْرة البصرية، ولاسيما أن التمايز اللوني لديه ضعيف في السنوات الأولى من عمره، فهو لا يكاد يميز بين اللون الأصفر والبرتقالي مثلاً في سنته الثانية، ولا يميز بدقة ما بين رُتَب الأحمر، أو رتب الأزرق، أو رتب الأخضر.. فيحتاج إلى نوع من النصاعة اللونية، وأفلام الكرتون قدمت له في ذلك شيئاً مهماً.

ب- تنمية الحس الجمالي عن طريق الكلمة:
ومن القضايا الجمالية في أفلام الكرتون الأنشودة، والأغنية، ولاسيما أغنيات الشارات، فالكلمات المتميزة في الأغنية ([2]) تثري الذوق الجمالي للطفل، وتجعل له أذناً سمَّاعة.. ويكمُل ذلك بالأداء الفني الجيد.
فمثلاً نجد جمال كلمات أغنية الشارة وحسن الأداء في مسلسل (صراع الجبابرة)، الذي أدَّى أغنيته كل من (طارق العربي طرقان) و(عاصم سكر)، وكانت في غاية التميز.

فهذه الأعمال وأمثالها تزيد من الحس الجمالي لدى الطفل من خلال كلمة الأغنية، ومن خلال الأداء.
ومن الأعمال التي تميزت شارتها مسلسل (مدينة النخيل)، إذ نجد أن الكلمة لها معنى دقيق يُعبِّر عما يجول في ذهن الطفل، ويحاكي واقعه، ويلفت انتباهه إلى جرس ممتع وجميل لغوياً..

كما تميزت أناشيد (سنا) في ذلك، وكانت مُوفَّقة إلى حد كبير، وكأن كاتب الكلمات يرسمها بريشة، لا يخطها بقلم..
وأخيراً.. وللإنصاف يصعب حصر الأعمال التي تميَّزت أغانيها من أفلام الكرتون؛ لأن معظمها قد أثبت نجاحه، ويكفي أن نسأل عينة عشوائية من الأطفال عن شارة بعض المسلسلات الكرتونية ونصغي إلى النتيجة.

الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في تنمية حب الاطلاع:
إن لأفلام الكرتون دوراً كبيراً في تنمية حب الاطلاع، وأهمية ذلك تتجلى في كون تنمية حب الاطلاع من حاجات الطفل المعرفية؛ لكي يتعرف على ما في هذا الكون، ولكن خبْرات الطفل محدودة، وهو يحتاج إلى خبْرات جديدة، فكيف لنا أن نوسِّع الباب أمام خبراته.؟
هنا يأتي دور أفلام الكرتون ونحوها من مصادر المعرفة لدى الطفل، فتفتح له نافذة نحو كشف جديد.

وثمَّ أعمال للأطفال تخصصت بمنح الطفل أفقاً معرفياً يلبي حاجته في حب الاستطلاع مثل:

(مدينة المعرفة)، و(الرحالة المكتشفون)، و(باص المدرسة العجيبة)، و(اسألوا لبيبة)..
وأعمال كثيرة تخصصت في هذا المساق، أَثْرت معلومات الطفل، وفتحت له أفقاً علمياً واسعاً جداً..

وثمة أعمال غير كرتونية مثل (الجغرافيا الوطنية)، وهو برنامج وثائقي أمريكي معرَّب، ومسلسل (بارني وأصدقاؤه) الذي يعتمد على الدمى، وكذلك مسلسل (افتح يا سمسم).. قامت بتلبية حب الاطلاع لدى الطفل.

ولاننسى الفواصل المتميزة التي تقدمها قناة (Space toon)، كالرابط العجيب، إضافة إلى الوقفات اللغوية المنثورة فيها، فقد كانت غنية جداً بالمعلومات، إلى درجة أن تعتبر منهجاً لاصفياً رديفاً للمنهج النظامي.

وفي هذا المجال علينا أن نثنيَ على ما تقدمه قناة الجزيرة للأطفال من كم معرفي هادف مدروس..
إن أفلام الكرتون وبرامج الأطفال قد أَثْرت إلى حد كبير الجوانب المعرفية لدى الطفل، وكانت سبباً مهماً في تثقيف النشء.
ومن هذه الزاوية أرى أن من الواجب على المختصين في شؤون تربية الطفل أن يفيدوا من الرسوم المتحركة في عملية التعليم، وأن يصمموا مناهج لاصفية متكاملة توضع إلى جانب المناهج المدرسية التقليدية؛ لأن أفق الرسم الكرتوني أوسع؛ مما يسمح بتطبيقات معرفية متعددة، ولاسيما عبر الفضاء الافتراضي الذي أتاحته الصور ثلاثية الأبعاد، فما بالك إذا أضيف إلى ذلك ما تحمله آلية الرسوم المتحركة من التشويق..


الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في تعزيز القيم:
لا يمكن إغضاء الطرف عما قامت به أفلام الرسوم المتحركة من دور إيجابي في تعزيز القيم الصالحة، فقد عززت غير يسير من القيم الأصيلة في مجتمعاتنا، قيم يمكن للإنسان أن يرتقي من خلالها، كتعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية، والدعوة إلى حب الوطن، والحس الوطني..

ومن هذه الأعمال:

1.(أنا وأخي).
2.(فادي).
3.(صراع الجبابرة).
4.(لحن الحياة).

كل هذه الأعمال عززت نوعاً من القيم، التي تسهم في أن يرتقيَ الإنسان من خلالها..
وبعد هذه الجولة المتواضعة في تحليل مزايا أفلام الكرتون لابد من أن أبين أن ما ذكرته كله كان بمثابة الاستشهاد والتمثيل، سواءً في السلبيات أو الإيجابيات.

ولو أحببت أن أطيل الحديث فيما يتعلق بهذا الجانب أو ذاك لتناولت الشيء الكثير، لكنني أستطيع القول كمقايسة نهائية:
لا تزال أخطار أفلام الكرتون أكثر من فوائدها..

ولاسيما أن إنتاج الكرتون صنعة غريبة، أو لنقل ضعيفة في بلادنا، والإحصاءات تدل على ذلك..
ففي عام2000كان إنتاج اليابان من أفلام الكرتون22ساعةأسبوعياً، والرقم السنوي لليابان بمفردها هو1166ساعة تقريباً..!!
وأما الدول العربية مجتمعة، ففي أحسن الأحوال، كانت لا تقدم أكثر من12ساعة سنوياً، ليس أسبوعياً..!!

فالنسبة بين إنتاجنا وإنتاج اليابان1 %،وهذه النسبة قد بُنيت على أحسن احتمال لإنتاجنا، وأسوأ احتمال لإنتاجهم، ناهيك عن فرق النوعية والجودة المتميزة في أعمال اليابانيين، وأفلام الكرتون المنتجة محلياً، البسيطة، التي تفتقد إلى الدقة، ومع ذلك فقد كانت نسبة إنتاجنا إلى إنتاجهم1 %..!!

حلول لهذه المشكلات:

نستطيع القول مما سبق إن المسافة في الإنتاج بيننا وبين الغرب كبيرة، والأمر يحتاج إلى الحلول الموضوعية المدروسة، وأقترح لذلك جملة أمور:

1.تطوير صناعة الكرتون:

إن تطوير صناعة أفلام الكرتون أمر مهم جداً، وقامت بذلك شركات عربية متميزة منها: (آلاء) وهي من الشركات السعودية القديمة في هذا المجال، وأقصد القديمة؛ أي: تنتمي إلى أواخر الثمانينيات، ومنها شركة (النجم)، وهي شركة سورية تعمل في هذا الحقل منذ أكثر من عشر سنوات. ومنها شركة (تايغر برودكشن)وهي سورية أيضاً، والآن وُجدت شركات مصرية جديدة تُنتج الكرتون، وترسم الكرتون من البيئة كلياً..

ومن فضل الله قد ازداد الإنتاج الآن أكثر من ذي قبل، لكنه لا يزال لا يُغطِّي المحطات الفضائية؛ لأن كل محطة تحتاج يومياً إلى ساعتين أو ساعة على الأقل.
إذاً فالحاجة كبيرة جداً، ولذلك تضطر شركات الإنتاج الفني إلى عملية الدوبلاج، فتأتي بالأعمال الغربية بما فيها من سلبيات سبق ذكرها، ثم تقوم بدبلجتها إلى اللغة العربية..

2.توسيع دائرة إعلام الطفل:

وأقترح توسيع دائرة إعلام الطفل؛ من نشر كتب، ومطبوعات، وقصص ألوان، وتسالي، والقصص المصورة، والدراما، والأقراص اليزرية، والملتي ميديا عموماً..

فيجب أن يتوسع هذا الأمر؛ حتى نتدارك ثقافة أجيال المستقبل؛ فأطفالنا في أحضاننا، وقلوبهم وعقولهم في مكان آخر، إن النشء الواعد على خطر عظيم ما لم تتنبه مؤسسات التربية والتعليم والإعلام. ومع ذلك فلست متشائماً؛ لأن الآفاق ما تزال مفتوحة أمام النشء، وهي أمامهم الآن أفضل من الآفاق التي أتيحت لأجيالنا، لكن يجب ألا نغفل عمن يسيطر على ثقافتنا..

3.ترشيد فترات بث برامج الأطفال:

أقترح ترشيد فترات بث برامج الأطفال في المحطات التلفزيونية، وهذا الأمر يقوم به كل من المربين والمحطات نفسها.

أما المربون والآباء فبتقنين مشاهدة التلفزيون لأبنائهم، ومساعدتهم في اختيار ما يناسب أعمارهم، أو ينفعهم.

أما المحطات التلفزيونية فبتحديد ساعات البث، واختيار ما يناسب البيئة وثقافتها من الأعمال الفنية، إضافة إلى ضرورة مَنتجة ما يحتاج إلى مَنتجة من الأعمال غير المناسبة.

4.إحداث مراكز دراسات لتنمية الطفل:

أقترح لحل هذه المشكلة إحداث مراكز دراسات لتنمية الطفل، يقوم بها ويشرف عليها تربويون، ومتخصصون في الشريعة الإسلامية، واستشاريون في صحة الطفل، ومختصون في علم الاجتماع والإعلام..

وهكذا يُعنى مركز الدراسات المقترح بتنمية الطفل تربوياً وشرعياً وصحياً واجتماعياً وإعلامياً..

وبالتالي يؤهل هذا المركز لمتابعة ثقافة الطفل وإعداد ما يناسبه من دراسات في المجالات السابقة، ويمكن الإفادة منه في ترشيد الفضاء الوافد..

----------------------------
([1]) ليس هذا الكلام نهائياً، لكن هذا ما يدور في المخيلة، ولا يعني أن الإنسان الأعور غير صالح في المجتمع، فقد يكون أفضل، ووجد في العظماء من كانوا على هذا النحو. (د.عماد)
([2]) هذا لا ينفي وجود أغانٍ لا معنى لها ولا لون ولا رائحة ولا قيمة .


تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-02, 02:40 PM
  المشاركه #38
رد: ... صيد الفوآئد ...


المرأة المسلمة والنهوض الكبير!!


نبيلة الوليدي


بسم الله الرحمن الرحيم


إن المتتبع لمراحل نهوص , ونكوص الأمة الإسلامية ,يتلمس بصعوبة حجم دور المرأة في نهوض الأمة ونكوصها !
والباحث في كتب التاريخ الإسلامي , والسياسة الشرعية , والدراسات الاجتماعية
في القديم والحديث يجد بشق النفس النزر القليل من الأطروحات المبتورة حول هذا الموضوع !
وقليل ونادر إنعقاد الندوات المتخصصة لبحث هذه القضية الحيوية !
والتي بإعطائنا إياها النصيب الأوفى من التحليل والدراسة سيتجلى لنا دور المرأة المؤثر في نهضة الأمة الإسلامية في القديم والحديث.
وسسب هذا القصور في إعطاء الموضوع الأهمية الكافية يوضحه "د.طاهر مهدي" في إحدى أطروحاته حيث يقول: عندما نتتبع التطور الحاصل في حياة المرأة منذ زمن بعيد إلى يومنا هذا نجد أنه محكوم بنظرة أحادية الجانب يملكها الرجل فقط و لا تشاركه المرأة فيها. نعم من الحقيقة بمكان أن نعترف أن هناك تغيرات طرأت على المرأة بشكل عام و ذلك حسب الثقافات و العادات و الأديان، و لكن ظل الرجل هو الذي يحدد للمرأة واجباتها و حقوقها.

و حتى أمد ليس بالبعيد لا يوجد مصادر عن المرأة كتبت من طرف المرأة نفسها، و هذا الغياب التام للمرأة من الحياة العامة فيما يتعلق بحقوقها و واجباتها سببه انحسار نشاطها في المجال الخاص جدا حيث لا يتعدى ذلك النشاط العائلي، من هنا كانت الصعوبة في الحصول على مصادر محايدة في تاريخ المرأة بشكل عام، لأن كل ما لدينا من تلك المصادر إنما كتبت بنظرة تحكمها العقلية الذكورية.(1).

دور المرأة في النهوض الأول:
في الوقت الذي كان المجتمع الغربي يقيّم المرأة بأنها " جرثومة ملعونة وهي مصدر الذنوب والأثام" كان الإسلام يؤسس للعالم الجديد , ويقعّد للنهوض الحضاري الأول للبشرية بعد قرون من الجهالة والتخلف , ومن ذلك إعطائه للمرأة المكانة اللائقة بها , فينزل الوحي

بقوله تعالى : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .."(2).

ويقول " صلى الله عليه وسلم : إنما النساء شقائق الرجال (3).

فالمتأمل في ذلك المجتمع الناهض الفتي يرى المرأة وهي تؤدي كافة الأدوار الحيوية مشاركة أخيها الرجل في الشهود الحضاري , ولم يكن ينظر لها بتنقص أو انتقاص أوشذوذ .

بل كانت المرأة حاضرة في المجتمع المدني إبان قيام الدولة الإسلامية في عهد رسول الله " صلى الله عليه وسلم" تشارك الرجل في العمل السياسي , والعسكري , والتجاري , والعلمي ,والاجتماعي ...تسير معه في خط مستقيم , فنجدها حاضرة في مشهد البيعة , وساحة المعركة, وصلاة الجماعة ,وسوق المدينة...وقد سطر التاريخ الإسلامي مواقف فذة للعديد من الصحابيات بحروف من نور وخلد أسماء كثيرة , منها:" الربيع بنت معوذ كانت تغزو مع الرسول فتداوي الجرحى "(4).

وصفية بنت عبد المطلب قتلت يهوديا كان يتجسس على المدينة في يوم الخندق فضربته بعمود وأردته قتيلا وكانت وحدها, وأم العلاء الأنصارية كانت تعالج الصحابة المرضى وعولج عندها عثمان بن مضعون حتى توفي(5)

وصحابية قطعت يدها وهي تنافح عن رسول الله في معركة أحد ,وأسماء بنت يزيد سفيرة النساء إلى رسول الله , وأم هانيء التي أجارت ابن هبيرة وهو من أعتى أعداء الإسلام في فتح مكة فأجاز النبي جوارها , ونساء عاملات وتاجرات كامرأة عبدالله بن مسعود" ريطة بنت عبدالله الثقفية" وامرأة عطارة يقال لها : الحولاء العطارة" كان النبي يأنس بها ويزورها وكانت تبيع العطور كان إذا دخل بيته قال : أين الحولاء العطارة ؟ إني لأجد ريح العطارة هل ابتعتم منها اليوم شيئا "(6).

وعائشة الفقيهة المجتهدة والتي كانت ترد بعض أفهام الصحابة .

وهكذا منحت المرأة في عهد النهوض الأول المكانة التي تستحقها كعنصر فعّال في المجتمع , وعامل حيوي في صناعة نهضته ,وهذا التوازن البديع الذي صنعه محمد" صلى الله عليه وسلم " بين النساء والرجال في المجتمع الإسلامي يوم تأسيسه كان من أقوى الركائز التي انبنت عليها نهضة ذلك المجتمع الإنساني الراقي ببساطته وفطريته واحترامه لإنسانية الإنسان بغض النظر عن نوعه وجنسه.
وبرغم حدوث تجاوزات لا أخلاقية من البعض في ذلك المجتمع بفعل الضعف البشري , كاإطلاق البصر في وجه امرأة جميلة كانت تحضر الجماعة مع رسول الله فكان البعض يسبق للصفوف الأولى لتحاشي النظر إليها والبعض يتأخر لينظر فنزل في ذلك قوله تعالى " ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين "(7) وخبر الصحابي الذي أصاب من امرأة قبلة في أطراف المدينة , وقصص الزنا المشهورة ..فكانت المعالجات لذلك من قبل الشارع فردية وبقي التشريع كما هو قائم على تقاسم الأدوار بين الجنسين , وإعطاء المرأة المساحة الكافية لتدلي بدلوها في نهضة أمتها ومجتمعها ,وقد نزلت تشريعات تنظم خروج المرأة للمشاركة في الحياة العامة وصناعة النهضة , كالأمر بغض البصر للرجال والنساء , وعدم التعطر أو إظهار الزينة من قبل المرأة , وعدم الخلوة ..وكان الأيسر من كل هذا نزول الأمر بفصل النساء عن الرجال وقصر دورهن على البيوت,غير أن هذا لم يحدث لأنه يخالف مقصود الشارع .

وهكذا تنامى النهوض والشهود الحضاري للأمة حتى بلغ الذروة بفضل هذا التوازن البديع الذي خلقه محمد" صلى الله عليه وسلم" في نفوس الصحابة وبثه في جزئيات الحياة المدنية .

إن الإسلام بمنحه فرصة لتنامي الضمير وهيمنته على وجدان الإنسان ,وحثه لتفعيل دور الرقابة الذاتية على سلوكه
يحترم النوع الإنساني ويرتقي به فوق مستوى البهائم , فإن أبى إنسان ما مسلك الترقي هذا وتردى بذاته لمستوى البهائم أوقع عليه الشارع العقاب الرادع له ولأمثاله , فالمسؤلية في الإسلام فردية بالدرجة الأولى.والرجال والنساء فيها سواء.

بداية الانحدار:
تمددت الفتوحات الإسلامية واتسعت رقعة الدولة وكثرت الأموال بيد الناس , وبدأت حياة الترف تنضح بسلبيات شتى ,كتفشي ظاهرة الغواني والقينات , وقعدت غالب النساء في البيوت , وتغيرت بسبب هذه العوامل نظرة المجتمع المسلم للمرأة, وبدأ أعداء الإسلام يستخدمون المرأة كسلاح لإفساد المجتمع المسلم ,واستمرت النظرة الدونية للمرأة في التنامي حتى جاء من علماء الأمة من يقول : علموا المرأة القراءة ولا تعلموها الكتابة كيلا تراسل أوتكتب الغزل !!
وهكذا تردت أوضاع المرأة تباعا , وفي عصر السلطان عبد الحميد ظهر مسمى "عصر الحريم" ,والفصل التام بين الرجال والنساء وتضييق الخناق على المرأة بمالم ينزل الله به من سلطان !
ورغم أنه " شجع تعليم المرأة غيرأنه لم يكن للمرأة في عهده رأي في شؤون الدولة مهما كانت هذه الشؤون وإنما دور المرأة في البيت وتربية الأجيال" (8). وبقيت المرأة المسلمة مهمشة وحصر دورها في نطاق ضيق في مجتمعها.

حركات تحرير المرأة :
" بدأ التيار التحرري النسوي تاريخيا في المجتمع الليبرالي الرأسمالي كحركة لتحرير المرأة في القرن التاسع عشر نتيجة لتردي أوضاع النساء في ظل الثورة الصناعية وتهميش دور المرأة الاجتماعي والسياسي , ويتعبر القرن التاسع عشر عصر التنظيم لمطالب نسائية محددة تدعمها حركة اجتماعية قوية . وفي القرن العشرين تبلورت الحركة النسائية في الغرب واتخذت أليات ومطالب مختلفة "(9).
وبمقابل ذلك ظهرت الحركات النسوية العربية التحررية في البلاد الإسلامية .ومن ذلك ماحدث في مصر
"عند غليان الشعب المصري ضد الاحتلال الانجليزي كانت "هدى الشعرواي" التي أسست جمعية الاتحاد النسائي عام 1923 تنادي بأن التحرير من الاستعمار لا بدّ أن يسبقه تحرير المرأة ، وكما أن "صفية زغلول" قادت مظاهرة نسائية أمام ثكنات الجيش الانجليزي سنة 1919م بميدان التحرير يهتفن ضده وأثناء ذلك خلعت حجابها أمام المتظاهرات ضد الانجليز وداسته برجليها ، وتبعتها الاخريات ، ونسين القضية الأساسية ! وكانت "درية شفيق "التي انتحرت عام 1975 وأنشات : اتحاد بنت النيل في عام 1939م لها علاقة قوية بسفارة بريطانيا وأمريكا في مصر ، وكانت تدعو إلى الاقتداء بالمراة الانجليزية المتحررة "(10).

وبقيت المرأة الصالحة الملتزمة بضوابط الشرع أسيرة الظلم والجهل والتهميش ,في هذه الفترة التي شهدت سقوط الأمة إلى قاع الإنحطاط الحضاري ..

الصحوة المباركة ودور المرأة فيها:
مع بزوغ فجر الصحوة الإسلامية المباركة في القرن الماضي بدأت المرأة المسلمة الصالحة تمزق الشرانق التي لفت حولها على مدى قرون غير متجاوزة حدود وضوابط الشارع , متحررة من إفراط الغلاة , مترفعة عن تفريط المتساهلين ,ومع ظهور الفكر الإسلامي الوسطي وبلوغ الصحوة الإسلامية ذروتها كان للمرأة الدور الواضح في الدعوة والإرشاد والإصلاح المجتمعي والتصحيح الفكري فظهر أمثال السيدة المناضلة " زينب الغزالي " رحمها الله,فكان للمرأة دور حتى في المعترك السياسي تنظيما وحشدا لنصرة قضايا الأمة .
ثم نجد أن المرأة في أواخر القرن الماضي قد أسهمت إسهاما فعالا في النهوض بمؤسسات العمل المدني والتي كان لها الدور الأبرز في رفع مستوى الوعي في المجتمع المسلم وتنمية وتطوير أفراده, مما جعله مؤهلا للنهوض الكبير..

الربيع العربي ودور المرأة في النهوض الكبير:
مع هبوب أول نسائم ربيع 2011م هبت رياح الربيع العربي في أقصى المغرب "تونس", ونهضت الأمة من سباتها الطويل ,وعبرت تلك الرياح القارات وتجاوزت الحدود لتبلغ الجزيرة العربية "اليمن "مثيرة في طريقها زوابعها في مصر وليبيا , ثم بعد ذلك سوريا ..
وكانت المرأة حاضرة بقوة في البعث الجديد لروح الأمة .

وتفردت التجربة في اليمن لخصوصية المجتمع اليمني المحافظ المنغلق على ذاته ,خرجت المرأة اليمنية إلى ساحات الاعتصام وشاركت في المسيرات بحجابها , وكان هذا الزخم النسوي ثمرة لجهود منظمة بذلها التيار الإسلامي على مدى عقدين من الزمن , أخرج بها هذه النماذج النسائية الواعية .
لقد أدهش الزخم النسوي الثوري في اليمن الجميع , حيث كان للمرأة الأثر العميق في الحراك الثوري الشعبي وقد ظهر دورها جليا في ساحات الاعتصام والمسيرات النضالية السلمية , بل أن وجودها ثبّت الرجل على طريق الكفاح لنيل مطالب الشعب المشروعة , وسوف يسطر التاريخ تواجدها في "مسيرة الحياة" التي أدهشت العالم حين قطعت المرأة المسافة من تعز إلى صنعاء " 300 كم" سيرا على الأقدام جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل !

وقد تحولت ساحات الاعتصام في اليمن بفضل جهودها المنظمة وإبداعاتها المتفردة إلى منابر للتنوير ورفع الوعي ,وتعميق الانتماء للوطن , وتجذير مبدأ التضحية في القلوب من أجل نيل الحرية , ورفعة واستقلالية الوطن,واستطاعت المرأة اليمنية بكفاحها أن تفرض على العالم احترامها واحترام نضالها السلمي ففازت المناضلة اليمنية" توكل كرمان" بجائزة نوبل للسلام ,تقديرا لجهودها في نشر الوعي بالنضال السلمي وممارستها له في إطار الثورة اليمنية ,على طول اتساعها في جنوب وشمال الوطن .

أخيرا:
هذه هي المرأة المسلمة عبر الأزمان تصنع الرجال وتؤثل الأمجاد , ولن يصلح حال الأمة في الأخير إلا بما صلح به حالها في البدء .فاعتبروا ياأولي الألباب.

الهوامش:
1_دور المرأة في الدعوة وإصلاح المجتمع_طاهر مهدي البليلي
2_ التوبة 71
3_صحيح. رواه أبوداود والترمذي عن عائشة
4_أسد الغابة 450/ 5
5_ البخاري . فضائل الصحابة .باب مقدم النبي على المدينة
6_ابن الأثير .أسد الغابة ج 5 ص 432
7_ الحجر 24
8_الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط .علي محمد الصلابي
9_ بحوث ندوة القضاء الشرعي في العصر الحاضر ج 43ص19د.محمد بن منصور المدخلي
10_دور المرأة في الدعوة وإصلاح المجتمع .المصدر السابق


تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-02, 08:26 PM
  المشاركه #39
رد: ... صيد الفوآئد ...


أساس السعادة الزوجية..الحب والرومانسية

أحمد محمد عبد المنعم عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم

- بعد اتقاء الله..نجد أن السعادة في البيت تكون بالحب والرومانسية
- السعادة الحقيقية حينما تلمسين يد زوجك بدون مناسبة وتقبليها وتقولين له \"ربنا يخليك ليا يا روح قلبي\"
- وردة منك لزوجتك حين عودتك للمنزل وكلمات رقيقة تزيل عنها متاعب اليوم ولا تتذكر إلا كلماتك
- رنة من هاتفك لزوجتك..ورسالة حب من داخل قلبك حتى ولو كلمة بسيطة تساوي الكثير \"وحشتيني\"
- حينما تكوني في استقبال زوجك بعد عودته من العمل ويشاهد أجمل أنثى في الوجود وسيجملكي رب العالمين في عينه
- يحتاج زوجك أن يشاهد كل الملابس التي تثيره وتجعله في أشتياق لكل لحظة بجوارك..يشاهد ويستنشق أجمل رائحة لأجمل عطر على جسدك

- مهما كانت ضغوط الحياة فيحتاج الزوجين إلي الرومانسية والحب...ولو لبضعة دقائق يومياً..نشحن بها وقود طاقتنا
- لمسات بسيطة داخل غرفة النوم..ورود ونظافة وتنسيق وملابس مثيرة للزوج والزوجة..يتحقق مع كل هذا السعادة المفقودة
- لن تجني العلاقة الجنسية بين الزوجين السعادة إلا بقدر دقائق وسعات ..ولكن بالحب والرومانسية تدوم مدى الحياة
- نحن لا نتحدث عن حياة خيالية بدون مشاكل ولا ضغوط ولا مشاكل أولاد ومعيشة ولكن بالحب تذوب الصعاب..ولكن نتحدث عن حياة عاشها الأنبياء والصحابة والصالحين من قبلنا..فلنعيش مثلهم لنذوق ما ذاقوا من سعادة

- نحن في هذه الحياة نعيش ونتألم ونتعايش مع الواقع ولكن بالرضا..عن كل ما يأتي منها..فهو رضا بما قسمه الله لنا
- إذا تمكنا من استقبال الحياة بكل ما فيها برضا وقبول سنعيش سعداء بالرغم من كل الضغوط وكل العقبات والمشاكل والغلاء..من يرضى فله الرضا

- حبك لزوجتك هو من مكملات حبك لرب العالمين فأحرص على حبها كما تحرص على حب الله في المقام الأول
- كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب زوجاته فلماذا لا نقتدي به في صنع السعادة والبهجة
- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنات النعيم»

- بكائك من خشية الله يساوي جنة النعيم .. وإسعادك لزوجتك يساوي بكائك من خشية الله..فأسعدها وأدخل الجنة وخذها معك
- نريد حياة رومانسية بالرغم من كل شيء..نريد أن نتحدى الظروف ونرضى بقضاء الله فينا لكي نسعد..لأن السعيد هو الراضي وليس الساخط

- وأخيراً فلنعجل من اتقاء الله سبيل لنجاتنا في الدنيا والأخرة ولنجعل الرومانسية والحب سبيل لاسعادنا في حياتنا وفي آخرتنا...فقط في الحياة الزوجية بين الزوجين..ولنستخدم كلمة \"بحبك\" ومشتقاتها..حبيبي..روح قلبي..وحشتني..وحشتيني..بموت فيك..بموت فيكي..حبيبتي..نور عيني..قلبي..عقلي..حياتي..وغير ها..ومعاً إلي السعادة الحقيقة في الحياة الزوجية بالإستعانه بالله أولاً..وبالحب والرومانسية .


تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-02, 09:07 PM
  المشاركه #40
رد: ... صيد الفوآئد ...


لميس وجمانة وسعاد ولبنى .. رضي الله عنهن

عبدالرحمن المقيبلي

بسم الله الرحمن الرحيم

يعتقد البعض أن هذه اسماء ممثلات أو مغنيات فقط , ويجهل أن هذه اسماء لصحابيات جليلات خلد التاريخ اسماءهن واختارهن الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم.
نساء ساهمن في تشييد حضارة الإسلام وبناء أجيال قادة العالم وأقامت أكبر دولة في تاريخ البشرية,
وفي هذه السطور أضع بين أيديكم تعريفا مختصرا لبعض الصحابيات ممن يحملن هذه الأسماء:

جمانة بنت أبي طالب

هي بنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم , أبوها أبوطالب عم النبي صلى الله عليه وسلم , وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ,
وإخوانها : طالب وعقيل وجعفر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم , وأختها أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها
وزوجها ابن عمها أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب , وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر ثلاثين وسقا

سعاد بنت سلمة الأنصارية

هي سعاد بنت سلمة بن زهير بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية,
أمها أمّ قيس بنت حرام بن لوذان .
تزوجت سعاد جبير بن صخر، وقيل: حسنة بن صخر بن أمية،
وهي التي سألت رسول الله أن يبايعها على ما في بطنها، وكانت حاملا، فقال لها رسول الله: \"أنت حُرّة الحرائر\"

لميس بنت عمرو بن حرام

هي لميـس بنت عمـرو بن حـرام بن ثعـلبة بن حـرام بن كعـب بن غنـم بن كعـب بن سـلمة,
وأمهـا هنـد بنت قيـس بن القـريـم بن أميـة بن سنـان بن كعـب بن غنـم بن كعـب بن سـلمة,
وزوجها زيـد بن يـزيد بن جـذام بن سبيـع بن خنسـاء بن عبيـد بن عـدي بن غنـم بن كعـب بن سـلمة.

لبنى الأنصارية

هي لبنى بنت قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة,
وأمها أم حبيب بنت قراد بن موهبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
تزوجها أبو ثابت بن عبد عمرو بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة,
ثم خلف عليها أبو أحمد بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة.

المراجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير
الطبقات الكبرى لابن سعد
الإصابة في تمييزالصحابة لابن حجر .

تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 PM