السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدينة آسفي
نبذة تاريخية
اختلف الباحثون في أصول تسمية “آسفي”، فالمدينة ذات جذور أمازيغية وتعني أسيف أي المجرى المائي، وأسفو هي المنار عند الأمازيغ.
لكن عدداً من المؤرخين الأجانب يقولون انها مدينة فينيقية أسست قبل الميلاد بعشرة قرون، وقال الحسن بن الوزان الغرناطي في جغرافيته آسفي مدينة على شاطىء المحيط بناها الأفارقة الأقدمون.
ووصل عقبة بن نافع الفهري أثناء الفتوحات الاسلامية الى ساحل آسفي، وعند رجوعه فضل عدد من أصحابه الاستقرار بها، في مقدمتهم رجل يدعى شاكر والذي كلف بتعليم البربر أصول الدين الاسلامي واللغة العربية، وتوفي شاكر ودفن بمنطقة أحمر.
وخربت مدينة آسفي على يد البرجواطيين سنة ،913 كباقي المدن المغربية الأخرى حسب ما قاله ابن خلدون تولى أمر البرجواطيين يونس بن الياس البرجواطي، وقتل من لم يدخل في أمره حتى حرق مدائن تامسنا وما والاها، ويقال إنه حرق ثلاثمائة وثمانين مدينة، واستخدم ضد أهلها السيف لمخالفتهم اياه.
وما ان وصل المرابطون الى الحكم حتى خلصوا المدينة من البرجواطيين، ونشروا فيها الاسلام وعمروها، واتخذوها مرسى لمراكش عاصمة المرابطين وكانت آسفي أهم مركز تجاري على البحر المحيط، وآخر محطة لوصول القوافل التجارية الآتية من السودان.
وأولى الموحدون عناية خاصة للمدينة حيث أحاطوها بسور لم يبق منه أثر اليوم، وفي هذه الفترة ظهر العالم الصالح الشيخ أبو محمد صالح الماجري الذي اشتهر بمساعدته للحجاج المغاربة على أداء فريضة الحج، وذلك بمدهم بالزاد والحراسة، فأسس لذلك رباطات كانت تمتد من آسفي الى الحجاز.
وعرفت المدينة في القرن 15 الاحتلال البرتغالي الذي لم يكن هيناً اذ واجه المستعمرون استبسالاً من أهل آسفي في الدفاع عن مدينتهم الصغيرة، لكن البرتغاليين احتلوها عسكرياً سنة ،1508 واتخذوها مركزاً استراتيجياً بالنسبة لجنوب المغرب، وعرفت خلال هذه الفترة نشاطاً عمرانياً وتجارياً وبحرياً مهما حتى سنة 1541م نهاية الاحتلال البرتغالي.
وأصبحت مدينة آسفي ميناء للسعديين، تدخله مختلف الواردات كالمدافع وقطع السفن والعتاد من هولندا وانجلترا، كما كانت تصدر عبره مادة السكر التي كانت تأتي من منطقة شيشاوة “جنوب المغرب”، وأسس بها السلطان محمد الشيخ القصبة العليا، والمسجد الأعظم، ورمم أسوار المدينة وجهزها بالمدافع، كما اعتلى الملوك العلويين بالمدينة، فشيدوا بها الأبنية والمدارس الدينية والعلمية، وهو ما أشار اليه محمد العبدي الكانون في كتابه “آسفي وما اليه”، كما حظيت بعناية كبيرة أيام السلطان سيدي محمد بن عبدالله الذي بنى صقالتها والتي كانت موجودة غرب رباط الشيخ بن محمد صالح، وأسس بها قصر الباهية، ومسجدها الأعظم ومدرستها العلمية وجدد مسجد رباط شاكر ومسجد أسفي ومدرسته.
وفي أواخر القرن 19 الميلادي عرفت آسفي حركة تجارية أسست لها العديد من الطوائف التي استقرت بالمدينة، وفي القرن الماضي احتل ميناؤها السبق عالمياً في صيد السردين، ورغم تراجع الصيد فما زالت المدينة تشتهر بأسماكها، كما ساهمت الصناعة الفوسفاتية إلى جانب الخزف في تنويع مصادر الدخل الفردي والرواج الاقتصادي المحلي.
موقع المدينة
تقع مدينة آسفي على المحيط الأطلسي بين مدينتي الجديدة والصويرة وتبعد عن مدينة الدارالبيضاء بحوالي 200 كلم، وعن مدينة مراكش بحوالي 160 كلم. وتعد من بين أعرق المدن المغربية.
أزقة ضيقة تزخر بالصناعات التقليدية
أول ما يشد انتباه الزائر لمدينة آسفي هو مآثرها التاريخية التي توجد بالمدينة القديمة ومشارف البحر وبضواحي المدينة والتي يعود أغلبها الى الاستعمار البرتغالي.
فقصر البحر الذي يوجد في مواجهة المحيط الأطلسي الذي يطل على البحر وعلى ميناء الصيد البحري أسس من طرف البرتغال في القرن 16 من أجل حماية المدخل الشمالي للميناء ومقر اقامة عامل المدينة، وهو ما يفسر وجود العديد من المدافع الحربية به وعلى أبراجه.
وقد أعيد ترميم هذا القصر في عام .1963 وقلعة "القشلة" التي تطل على المدينة القديمة وقصر البحر أسست من طرف البرتغال من أجل حماية المدينة.
أما المدينة القديمة، التي تعود الى العهد القديم، فإنها تتميز بأزقتها الضيقة وتزخر بالصناعات التقليدية وبالخصوص صناعة الخزف فإنها مدينة ساحرة وغامضة جعلت العديد من الفنانين والسياسيين والرسامين يتخذونها مستقرا لهم ليستمتعوا بسوقها وبحركتها الدؤوبة التي لا تخمد إلا بشكل متأخر في المساء.
ومن بين المآثر المهمة أيضا التي تزخر بها مدينة آسفي هناك المتحف الوطني للخزف الذي أسس عام 1990 ويضم مجموعة من القطع الخزفية المهمة التقليدية والحديثة والتي تتميز بأشكالها الهندسية المتميزة وبألوانها المتناسقة.
وصومعة الجامع الكبير التي تعود الى العهد الموحدي، وطاجين المدينة الكبيرة الذي يوجد في قلب المدينة والذي مكن جمعية الفاعلين الاقتصاديين بمدينة آسفي من دخول كتاب الأرقام القياسية "جينيس" في 10 يوليو من عام 1999 من خلال انجاز أكبر طاجين لكويرات سمك السردين الذي ساهمت في اعداده 200 امرأة، وقدم للمحتاجين صحبة 3 أطنان من السردين المشوي.
المدينة القديمة
صيد السمك
قطاع الصيد البحري من أهم القطاعات بآسفي، فهو قطاع حيوي بالنسبة لسكان آسفي لأنه يقدم العمل لما يناهز 21 ألف بحار.
ويرجع الفضل في تطوير هذا القطاع وبالخصوص صيد السردين للرايس الحاج محمد عابد الذي عمل على استقدام أحدث التقنيات في صيده.
وعلى الرغم من أن صناعة تصبير السمك قديمة جدا في المنطقة وتعود الى عام 1930 فإنها لم تعرف تطورا مهما إلا في عام 1990 حيث أنشئت العديد من شركات تصبير السمك التي وصل عددها الآن الى 28 شركة.
وهي تقوم بتصدير السمك المغربي المصبر الى أوروبا والى آسيا وغيرها من الدول العربية.
الخزف وآسفي .. اسمان لمكان واحد
تعتبر الصناعة التقليدية أحد القطاعات الحيوية التي تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، حيث يمثل الخزف أهم الحرف التقليدية بالمدينة وتراثا ثقافيا وسياحيا لها، يشغل حوالي 2000 شخص بشكل مستمر وعددا كبيرا من العمال الموسميين.
وتتمركز صناعة الخزف في حي الشعبة الذي أسس من أجل احتضان العدد المتزايد من حرفيي الخزف، حيث يوجد بها حوالي 100 خزفي يمارسون عملهم في 74 ورشة مجهزة بـ130 فرنا تقليديا.
ثم هضبة الخزف وهي أقدم حي في المدينة يعمل فيه أكثر من 800 حرفي في 37 ورشة مجهزة بـ70 فرنا تقليديا.
وبالاضافة الى هذين الحيين توجد بالقرب من آسفي قرية نموذجية لصناعة الخزف هي قرية سيدي عبد الرحمان التي تتوفر على 30 ورشة موزعة على القرية.
وتتكون المادة الأولية للخزف من الطين والماء وبعض المواد الكيماوية والخشب التي يتفنن الحرفيون في توليفها واعطائها أشكالا هندسية رائعة، وهو ما جعل خزف آسفي يحتل مكانة عالمية، وجعل آسفي تعتبر مدينة الخزف بامتياز في المغرب.
بعض لاعمال الخزفية لمدينة اسفي
شواطئ طبيعية تستقطب السياح
المدينة تتوفر على شواطئ طبيعية مهمة تستقطب عددا كبيرا من السياح الأجانب.
ومن بين تلك الشواطىء "شاطئ للا فاطنة" الذي يبعد عن مدينة آسفي ب 15 كلم، والذي يتميز بطبيعته الخلابة ورماله الذهبية، وشاطئ "سيدي كرم ضيف" الذي يبعد بـ60 كلم عن مدينة آسفي أي في طريق "شاطئ الوليدية" الذي يوجد في طريق مدينة الجديدة، ثم "شاطئ سيدي قشقال"
شاطئ مدينة اسفي بالليل
صور اخرى لشاطئ اسفي
شاطئ للا فاطنة
شاطئ سيدي شاشكال
من معالم مدينة اسفي الطاجين
مسجد السنة
الكنيسة البرتغالية
اسوار المدينة
تحياتي وأشواقي,,,
2010-12-15, 01:23 PM
المواضيع المتشابهه للموضوع: آسفي...مدينة سمك السردين
العرض العادي
الدرهم المغربي مقابل عملات الخليج