ما اروع ان تكون بيب غوارديولا !!!

قبل أنطلاق مباراة برشلونة واسبانيول انتظرت جماهير الكامب نو لحظة دخول الفيلسوف بيب غوارديولا لعشب الملعب كي ترسل رسالة الحب والوفاء لصانع تاريخ وامجاد النادي الكتالوني خلال مسيرة أربع سنوات على مقاعد بدلاء الفريق، التصفيق الحار ولوحات الثناء والعرفان والمحبة كانت موجودة على مدرجات الكامب نو.




أول رسائل الحب كانت لوحة زيتية عملاقة من القماش كتب عليه "نحبك بيب" مع صورة شخصية للمدرب بجانب العبارة، مع التصفيق الحار من الجماهير المتواجدة على مدرجات الملعب.


ما اروعك يا جوارديولا .... احتفل نجوم البرسا بجوارديولا قبل رحيله بالضبط مثلما كانوا يحتفلون به في نهائي روما وويمبلي، فكان هو المدرب الوحيد الذي احتفى به اللاعبين وقت النجاح ووقت الفشل، لأنه لم يحقق الإنجازات لأهداف ملموسة بل لأهداف أخرى أعمق وذات معانٍ خاصة.



اللاعبون أرسلوا من هذه اللقطة المثيرة للدهشة رسالة مفاداه:

1-جوارديولا نجح في تقديم فريق متميز يلعب كرة القدم مذهلة.

2-جوارديولا نجح أربعة مواسم نجاحاً ساحقاً يفوق كل النجاحات.

3-جوارديولا قدم للعالم أسطورة مذهلة اسمها ميسي.

4-لا ضير من خسائر جوارديولا هذا الموسم.

5- جوارديولا قرر الرحيل لأنه حافظ على نجاحه وتشبث بالقمة لفترة طويلة على كافة الأصعدة، في الكلاسيكو أمام مدريد وفي نهائي الأبطال أمام فيرجسون، وفي الليجا وفي كأس الملك وفي كأس العالم للأندية.

https://u.goal.com/184100/184175.jpg

كم كانت الرحلة جميلة يا جوارديولا ... وكم انتهت الرحلة سريعا .....

الكامب نو عاش ليلة عاطفية .... لم ارى احتفالية بهذا الشكل في تاريخ كرة القدم .... وكيف لا و جوارديولا ابى الا ان يكون اخر شخص يخرج من الكامب بصحبة زوجته و ابنته ... ابى ان يترك معقل امجاده .. فعلها يوم اعتزاله كلاعب و فعلها الان كمدرب.... كم انت كبير يا ابن كاتلونيا ... ولدت على بعد 60 كم من الكامب نو ... وها انت الان على ارتفاع يناطح السحاب من فخر و امجاد ....


كانها البراحة عندما قال كلمته الشهيرة في 2008 في كاس خوان غامبر " انا لا اعدكم بالبطولات و لكن اعدكم بفريق تفتخرون به "

جميل ان يقوم ميسي بضم بيب بعدما سجل هدفه الرابع .. والأجمل منه العيون الباكيه التي رأيناها من بيب وليو

جميله ورائعه هي جماهير البارسا وهي تهتف كل دقيقه .. جوارديولا جوارديولا جوارديولا .. في وداع خيالي لايستطيع احد ان يوصفه !!

هل سبق لكم ان شاهدتم جمهور يودع مدرب بهذه الطريقه ! أنه الرمز .. الرمز يا اعزائي !!


بـ الآهات و الحسرات نصافح الوداع يا بـيب .. تغص ُ العبرة بداخلـنا نكتمها وهي تنفجر ُ
في وجه المشاعر . تناديـك من مدرجات الكامب نو لكنك تحمل ُ قلبا ً قاسيا ً مـُرهقا ً لا يسمع


جلبت التواضع معك فوق الميدان . رفعوك قبل أن يرفعوا البطولات .. تركت َ ال**** بعد أن
علمتها كيف تأكل .. و لم تكن تعلم بأنها تحمل ُ قلوب ُ ُ صغيرة لم تستعد للفـِراق بـعد ..


سـكرة ُ ألـم ْ ممزوجة بـ شهوة تدمـير لـ معتقلات أفراحـنا .. صمت ُ احتياجنـا يـُنادي و يهتف
بـ أسمك من أعلى المـُدرجات .. أرجوك بيـب وجوهنـا أصبـحت بيوت ُ ُ مغلقة لا تعرفـها في سِـماها..


صورتك أصبـحت حكايـة من اللا منتهاه .. لا أريد للغـد أن يأتـي و تحفر الأيام جرحـك ..
حتى لا نصبـح أشياء منسيـة .. تنفض ُ غبار مناداتها و يرد صداها لا شيء يـُسمع هـنا ..


كـُنت شيء ً مـُحرض على الحـُب و جعلت برشلونة أشياء تـُريد أن تـُحب أكثـر و أكثـر
و بعـدها مزقت نياض قـلوبنـا لأنك راحل عن الفـريق و جميلُ ُ من الصبر ُ يتبعـُك ..



أسألك : بماذا نواجه كرة القدم إن سألت عن الجمال ؟ أقسم لك لم يعـُد وجه البطولات يـُغري بعد
رحيلك ! يا أبن المنصات ذبلت الوجوه حـُزنا ً على الرحـيل .. فـ أين الرحـيل .. !


أسألـك : بماذا نـرد على زوايـا الكامب نو و مدرجاته و كرسي احتياط برشلونة حينمـا
يـُتمتم ُ لسانه أشتياقا ً لـ غوارديولا .. ! أسـألك إن إشتقـنا أي ُ باب ً نطرقه ُ بعـدك يا غوارديولا !


أنت صفحة من ألم لا تريـد أن تطوي نفسـها على الإطلاق ..


أنغفو على أشياء الماضي بعد الآن .. ! أتذكر..! حينما استلمت هذا الفريـق و كيف الضغط ملأ شعرك
شيبا ً .. أتذكر.. ! حينما صفعتهم بـ سداسية ثم توجتنا بـ أخت ً لها سداسية فريـدة من نوعها ..


أتذكر .. !
سوط الخـُماسية التي استقبلت و جلدت فيها لسان ثرثارهم ! أتذكر .. ! حينما أرتجف ويمبلي
عن بكرة ِ أبيه شفقة ً على أيادي " السير " فيرغسون .. ! أتذكر .. ! ( ( غــدارة أنيسـتا )) !


أتذكر .. !
كانت دموع بطولة أبو ظبي هي دموع الرحـيل التي أخفتها ملامحك و لم تكن فرحة فوز في بطولة
كان سـاعة الرحـيل بدأ نبضها .. و ها هي تعيش ُ آخر لحظاتها معـنا و تحتضر .. أتذكر كل هذا يا بيـــب !


أتذكر .. !
كلـما إنتهيـنا من بطـولة إلا و أنت تطرق باب الأخرى تخطب ُ ودها ؟ سرت في ظلام أوربـا
و صحرائها القاسيـة صنعت لنا نورا ً لا يراه ُ من يرتدي نيـة ً سوداء أمام عيـنه ..

لم تكن المعنى فيما أقول .. بل كنت المعاني فيما أقول .. أخبرنـي أي ُ حديث ٍ يكفي فـِراقك
و أي ُ ميناء ترسوا عليـه كلماتنا حتى نـنتهي ! فـِراق .. ! هو أكبـر من مـُجرد ( ( فـِراق ) )

أكثر من الذي كـُنت أريد أن أقـوله لكنها تخـون الحروف .. لكـنها تتشابك الأحزان ولا تصـنع
لي كلمات .. أكثر بـ كثير من زحمـة الأصوات التي تجتاح ُ وحدتي و أنا أكـتب عن فـِراقـك ..

4 سنين هكـذا بكل سهولـة نقـطة خلف السطر هي من تسدل الستار عن حكايـتنا الجميـلة ؟ أيُعقل هذا يا
بيـــــب .. ! الوداع لم يـُخلق للمـُحبيـن لهذا لن أقـول الوداع .. بـل إلى " اللقاء " يا أيـُها الإنسان بيـب

انه اكثر من مجرد فراق .... انه العراب ... انه الرمز يا اعزائي !!!





بـ " النور " الذي كلـم موسـى على جبـل الطـور
كان الحِـبر " ألمي "


واسمحولي على الاطالة !!!