مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وجرحاً باتساع السماء.. وطلب التعبير عن ألمي.. فعبرت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وحزناً أسود كالليل.. وطلب مني الكتابة عن حزني.. فكتبت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وأغمض عيني بنبأ الرحيل.. وطلب مني وصف ظلمتي من بعده.. فعجزت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
ونهراً من النسيان.. وطلب مني الارتواء من نهر نسيانه.. فارتويت تناسياً.. لكن ما نسيت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وخطف الصوت من لساني.. وطلب أن يكون القلم صوتي إليه.. فأمسى القلم لساني الذي به تغنيت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وتركني في منتصف النار.. ورحل والنار تأكلني.. أي ذئب غير الهوى يا محرقي بحقك ارتكبت؟..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وحلما جميلاً.. وعاطفة أجمل.. وانتهي الحلم فواصلت حياتي بعاطفتي.. وانتهت العاطفة.. فانتهيت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وأضرّني في حلمي وأذاني في قلبي.. لا حلمك دام للقلب.. ولا بالقلب بعد الحلم.. سعدت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وعلمني ألف.. باء.. تاء.. أحرفاً.. حين أتقنت صناعتها.. هلكت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وطالبني بالكتابة والتعبير والوصف.. فأي الأحرف أعبر عن حكاية العمر.. وأي الكلمات تصف هوى كالشمعة فيه احترقت؟..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وطالبني بروايات عشق.. وقصائد حب.. كيف أكتب للحب.. وأنا في رواية حبي.. شقيت؟..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وأخرجني من رحم طفولتي.. وهمس في أذني بأني ذات يوم سأصبح أنثاه.. ورحل حين نضجت أنوثتي وعلى يديه اكتملت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وثم استأصلني من أحشاء طفولتي.. أعدني إلى رحم أيامي.. جنيناً بلا قلب ولا عقل كما كنت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وسرق سذاجة طفولتي.. وأدخلني مدينة الأحلام.. أعدني إلى أيام لا سهرت فيها.. ولا بكيت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وضاجع النجوم في حضرتي متحدياً غيرتي.. فنزفت بالصمت دمعاً.. وأحرفاً.. وندماً.. وألف "لماذا" رافقتني.. لكنني ترفعت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
وعلمني كيف انزف الأيام والأحلام.. ورحل خاذلاً.. ثم عاد يطلبني بالأحرف التي نزفت..

يا من وهبني ورقة وقلماً..
ووردة.. مزقت أوراقها أتساءل يحبني.. لا يحبني.. يحبني.. لا يحبني.. وحين جاءت آخر الوريقات
بـ "لا يحبني".. اكتشفت أن الوردة كانت عمري.. وأني بوريقات عمري تلاعبت.