مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب - مَـنْ لآيَــرَى الأحْــزآنْ لـنْ يَــرَى الأفـرَآحْ

لآيَــرَى , مَـنْ , لـنْ , الأحْــزآنْ , الأفـرَآحْ , يَــرَى

مَـنْ لآيَــرَى الأحْــزآنْ لـنْ يَــرَى الأفـرَآحْ

مَـنْ لآيَــرَى الأحْــزآنْ لـنْ يَــرَى الأفـرَآحْ

هــآ قـد انتـصف اللـيل بعدمــآ استكــمل تنمـــيق ثوب السكيـنة والهدوء ، فوقفت من مضجـــعي فقبّـــلت الأزهــآر البريــئة بعــد أن أغمــضت عيونــهــآ وعــآنقـت بعضهـآ البـعض ، فجــلسـت متأملآ آيآت الجمــآل في الكــون ، فالجمــــآل هو ديــن الحكمــآء .

في تلك الســآعة إنبثق من لآشيء خيـــآل لحورية جمــيلة محفـوفة بأجـنحة غير منـظورة ، فاقتـربـت منّـي فصرخـت خـآئفاً : من أنـــت ؟ فأجابتني الـسمــآء بصوت محزن : إنــهآ ميليومــين ربّـة الروايــآت المحـزنـة فصـرخت بصوت عالٍ : مــآذا تبتغـيــن منّــي ؟ لكنّ الحورية أبت أن تتكلّــم فخُيّــل لي أنّ أبــواب الصمت فتحـــت في وجهــي .

فدَنتْ منّـــي حتّـى شاهدتهــآ نصب عيِْنــــي فكــستني السكــينة ثوباً وضمّــتني بجنـــآحيْهـآ وطــــآرت بي إلــى الفضــآء ، فرأيت الأرض ومن فيــــها في حـرآك مستمـر والأسرار تحوم حولـــي وهي ظــآهرة لعيْــني ، فوقفــتُ بجــآنب الحــورية متأملآ خفــآيا الكون ورموز الحيآآآة .

فرأيـــت كل شيء محــزن يآليـــتني لم أرَ ، رأيـــــت النّجوم الكبيرة مفتـرقـة عن بعضـهــآ البعض والنجمــآت الصغيرآت هنّ من يدفــعن غـلطـة الكبـــآر ، رأيت جيوش الكذب تستعمــر مواطـن الصدق ، والخـــيآنة تقــسوا عـلى الوفـآء بدون رحمــة ، رأيت الفقرآء يعمـــلون بجدّ والتعــب ظـآهر على محيّــآهـم ، في المقـــآبل رأيـت الأغنـيآء يجنون ثمـــآر عمل الفقرآء ويلتهمـونها برآحــة وأمــآن ، رأيـــت الحريّـة تمــشـي في الشـوآرع بدون مـأوى يأويـهآ ، رفـــعت رأســي قلــيلآ فوجــدت الظــلم سلطـــآنا والعدل عبد من عــبآده ، رأيــت فريقيـــن يسرقــون إرث الدّيـن ففـريـق منهــم استولــوآ علــى التآج وفريــق منّـآ فازوآ بالثيــآب .

رأيت الفتيـآن يحـبّون بألـسنتهم وقـلوبــهم كـآذبة وعوآطفهــم نـآئمة . تنهـدت قـليلآ مـن شـدّة مـآ رأيـت وإذآ بي ألــمحُ "أمــي" وهي تسعـى جـآهدة لقطــع حبـل المعـآناة المـلتفّ حـولـنآ وأنـآ أتوسّـل للمـلآئكة أن تمسـح من خدّهــآ دمــوع الألـم ( أحبـّـك أمــي ) ، رأيـــت فتـآة كغـصن البآن حجبت وجهها بيديهـآ والمـدامـع تتلألأ في عيـنـيهـآ ، فتـآة أبت أن تسلّـم أقـدَس أســرآرهـآ لغـيري ، لو كنـت هنـآك لدنوْتُ منهــآ وقبـلت جبيـنها حتّـى يرآود شـفتيهـآ الابتـسآم ، لآتقلـقـي فبكآؤك منـآجآة ودموعك رمز للإخـلآص.

سـلّمـت أمـري للحورية الوآقفة بجنبـي لعلّهـآ تجـيبنـي على كل هذا الذي يجول بخاطري ، فالتفـتـت نحوي وقـآلت بصوت هـآدئ وإرادة قويّة : ما هـي إلاّ سحــآبة وتنجــلي ، فمن لآيرى الأحـزان لـن يرى الأفــرآح .

منقول للفائدة
وسلامتكم