الحب انفعال جميل، وشعور إيجابي له طعم ولون ورائحة يختلف عن بقية المشاعر، فهو العطاء بغير حدود ومن غير مقابل، وهو الصفاء في النفس والروح، وهو الوفاء عند التعامل مع الآخرين، تشعر من خلاله أنك محلق في السماء تطير مع من تحب، تغلفكما السعادة والسرور والفرح.
إنه ذلك الشعور الخفي الذي يختلج مشاعرنا فيداعب أحاسيسنا ويسحر قلوبنا، ويستقر في غفلة في عقولنا فنسخر كل طاقاتنا لأجله.
ولكن كيف لنا أن نحب؟
وما هي السلوكيات الدالة عليه؟
أن نظرية الحب تركز على وجود مشاعر إيجابية تجاه من تحب، وهذه المشاعر تسبقها أفكار حول الشخص الذي تحبه، كلها أفكار تبرر حبك له، وتنتهي بسلوكيات ظاهرة تدل على أن هذا الحب، كأن تقول للمحب أن أحبك، أو أن تقوم بسلوكيات كالعطاء والمشاركة والمساعدة والتعاون، وشراء الهدايا، وكل ذلك من الأدلة الظاهرة على الحب.
وهناك درجات وأنواع مختلفة للحب، فمن هذه الدرجات العشق ، والهيام، والود. ومن أنواعه حب الوالدين، وحب الأبناء، وحب الشريك أو الزوج، وحب الأصدقاء.
ولكن كيف لهذا الحب بدرجاته و أنواعه أن يبقى وكيف له أن يستمر؟؟
عندما يكون لله وفي الله، لأن ما كان الشيء لله فهو باق، لأن ما عند البشر يفنى و ما عند الله خير وأبقى، و فعندما تؤمن على حبك وتحفظه عند الله فتأكد يا أخي ويا أختي بأن علاقتك مع من تحب لا تتزعزع ولا تتأثر، ولكن إذا كان حبك لشهوة دنيوية أو لعلاقة مصلحة أو بسبب صلة القرابة بينكما فهي كلها فانية، فلنحرص جميعاً أن نجعل حبنا لله حتى يكون هو العين التي نرى بها، والإذن التي نسمع بها، والقلب الذي نستشعر به، فلن نرى إلا بعين المحب، ولن نسمع إلا بإذن المحب، ولن نشعر إلا بقلب المحب، فيكون كل مرآنا ومسمعنا وشعورنا جمالاً في جمال وحب بحب.