رجال البلاء
لا تبالي بألف خطبٍ عراها****نفسُ حُرٍّ مفجوعةٍ بحماها
شفَّها الغيظُ والأسى وتراها****كظمتْ غيظَها، وأخفتْ أساها
كلّما أوشكتْ تسيلُ دموعي****ملك اليأسُ غربَها فثناها
لا تلمني، فكم رأيتُ دموعا****ً كاذباتٍ ضحكتُ ممّن بكاها
قد سقى الأرضَ بائعوها بكاءً****لعنتْهم سهولُها ورُباها
****
رحم اللهُ مُخلِصاً لبلادٍ***ساوموه الدنيا بها فأباها
لو أتَوْهُ بالتِّبْر وزنَ ثراها***لأباهُ وقال أفدي ثراها
انفروا أيها النيامُ فهذا:***يومَ لا ينفعُ العيونَ كراها
كُشِفتْ منكمُ المقاتلُ وامتَد***ْ دَتْ إليها المثقّفاتُ قناها
نَبّئوني عنِ القويّ متى كانَ ***رحيماً، هيهات من عَزَّ تاها
لا يلينُ القويُّ حتى يُلاقي***مثلَهُ عزَّةً وبطشاً وجاها
لا سمتْ أمّةٌ دهتْها خطوبٌ***أرهقتْها ولا يثورُ فتاها