مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب - فاس القديمة مدينة الفواكه

تتشابه مباني المدينة القديمة بفاس خارجيا وتختلف من حيث الزينة في الداخل، حتى أنه يصعب على الزائر التمييز بين البيت الذي تسكنه الأسرة الفقيرة من تلك الثرية حفاظا من الجيران على مشاعر بعضهم. وتتميز بعض الأحياء بالمدينة العتيقة...

https://www.marocemploi.co/images/stories/maroc-fes.jpg
تتشابه مباني المدينة القديمة بفاس خارجيا وتختلف من حيث الزينة في الداخل، حتى أنه يصعب على الزائر التمييز بين البيت الذي تسكنه الأسرة الفقيرة من تلك الثرية حفاظا من الجيران على مشاعر بعضهم. وتتميز بعض الأحياء بالمدينة العتيقة بكونها تحمل أسماء فواكه، وهي أحياء أخذت أسماءها من حكايات ارتبط أغلبها بأشجار الفواكه التي عرف بها كل حي، كما توجد داخل هذه الأحياء مجموعة من أضرحة أو مقابر لشخصيات تاريخية مغربية بارزة.
تتميز المباني داخل أحياء فاس بطابعيها الأندلسي والقيرواني، ولازال بعض سكان هذه الأحياء يحملون بصمات سكان فاس الأوائل. عن حكاية هذه الأحياء وكيف حملت اسم فواكه سرد لنا محمد بن عبد الجليل أستاذ التاريخ بفاس قصة هذه الأمكنة وسر وسمها بأسماء فواكه، وربط تاريخ الحي باسمه، كما حاول أن يحدثنا عن كل فاكهة أو بالأحرى عن كل حي على حدة.

درب الكوزة
يقع على مقربة من ضريح سيدي أحمد الشاوي، يقال إن سبب تسميته وجود شجرة عظيمة من الجوز به قبل أن تشتد هذه الشجرة ويكتسح العمران تلك البقع، وكان أمام هذه الشجرة غدير يمر بالقرب منها لهذا عرف المكان قديما بدرب الكوزة أودرب الغدير، وبما أن اللسان الدارج يسهل كل شيء في النطق قالوا إن درب الجوزة ودرب الغدير اثنان لمسمى واحد، والغالب على الظن أن هذا الحي من امتداد الزاوية الإدريسية.

درب الدالية
يقع أمام فج فاصل بين عين الخيل والطريق المؤدية للرحيبة، وهي ساحة صغيرة كان قديما وإلى أواخر السبعينات يعقد فيها كل يوم أحد سوق بيع الحمام، وغالبا ما كانت هذه الدالية تنتج العنب المعروف بفاس بـ"بزولة العودة" لكبره وامتداد حباته واستدارة أسفلها، ونقل سوق الحمام إلى باب الكيسة ودأب كل يوم أحد على عقد سوقه.

زقاق البدنجالة
يقع هذا الزقاق في حي الحامية يربط بين الطريق المؤدية لـ"روس الرحي" و"مجمع الدولة"، وهو حي سكني بدأت السكنى فيه في عشرينيات القرن الماضي، كان عبارة عن أجنة وعرصات تحولت إلى دور سكن.

درب الدرا
وهي ما يعرف حاليا بـ"الكبال"، ويقع هذا الزقاق بأسفل الطالعة الكبرى، ولازالت لحد اليوم به بقايا عرصة، كانت قبل أن يمتد إليها السكن عبارة عن بحيرة تنتج الذرة، ولهذا سمي الدرب بجزء من البحيرة بـ"درب الدرا".

درب المسكي
سمي بهذا الاسم تخليدا لإحدى العرصات التي كانت تعج بأشجار "النكاص"، الذي يعرف بالمسكي وهو أجودها، والغالب على الظن أن تسميته اقتبست من المسكة الحرة المائلة لونها إلى الصفرة.

درب الرمان
يقع عند الشرابليين بالقرب من الطرافين في الطالعة الكبرى، لازالت به بعض الجنان والعرصات والدور القديمة التي كانت عبارة عن رياضات، ولعل عائلات أندلسية سكنت بهذا الحي، أغلبها من قرطبة وإشبيلية ولعل أقدم عائلة عرفت بالحي، ولاد المسفر وتاريخ مدينة فاس يذكر أن هذه العائلة هي التي جلبت نوعا من الرمان من إشبيلية، ويعرف بالرمان السفري نسبة إلى المسفري، وهو من أجود أنواع الرمان لذة ومذاقا، حبوبه تشبه اللون "العكري"، لهذا كان من ألذ أنواع الرمان الموجود بفاس، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام، السفري والفتي والعضمي، وتقطن الحي مجموعة من العائلات المتوسطة التي أصرت على ألا تغادر الحي، بالإضافة إلى مجموعة من الوافدين على مدينة فاس سواء من البادية المحيطة بها أو من باقي مدن المغرب، ولهذا عرف هذا الزقاق بقربه من الجنانات والسور المحيط بالمدينة بزقاق الرمان نظرا لكثرة الحدائق التي كانت تزدهي بأشجار الرمان.

درب مشماشة
يقع في عدوة القرويين وهو من أقدم أحياء مدينة فاس، والتاريخ يحكي أن المولى إدريس لما بنى المدينة، نادى على الناس وقال لهم إن من يقتطع أرضا فهي له، شريطة أن يعمرها إما بالبناء أو بالأغراس أو بالفلاحة، والغالب على الظن أن هذا الحي كانت به حدائق وجنانات لازالت تشهد على ذلك بعض العرصات الموجودة في الدور القديمة من ذاك الحين ولعل شجرة من أشجار المشماش، وعادة ما تكون عظيمة وسامقة عرفت أو ولدت بهذا المكان، وكان المشماش الذي يوجد بهذا الحي من النوع الذي اصطلح عليه بالمشماش اللوزي، نظرا للونه الذي يشبه اللوز أو "النوا" كما يقول الفاسيون. وتخليدا لهذا النوع من الشجر الذي اندثر من فاس احتفظت الذاكرة الشعبية بهذا الاسم إلى حد اليوم، وللإشارة فإن هذا الدرب لا مخرج له.

درب التوتة
التوت من الفواكه التي لا تعمر طويلا وغالبا ما يكون لونه مائلا إلى الخضرة، وبما أن فاس كانت عبارة عن عرصات وجنانات قبل أن يمتد إليها العمران سمي هذا الدرب، نظرا لتواجد توتة كانت به فاشتهر بدرب التوتة.

باب الخوخة
من الأحياء القديمة بالمدينة والتاريخ يشهد أن المولى إدريس لما وصل إلى مدينة فاس استقر في هذا الحي قليلا عند قبيلة كرواوة الأمازيغية، وهذا يفسر أن المولى إدريس كان على اتصال بهؤلاء الأمازيغ، ويصعب أن ندعي أن الخوخة هي الفاكهة المشهورة أو هي بـ "بويبة" داخل الباب العملاق غالبا ما يكون في أسوار المدينة ويصد بعد صلاة العصر ليستتب الأمن بالمنطقة.

كزام برقوقة
هو عبارة عن ممر نمر منه من حي إلى حي، وبما أن كزام برقوقة كان قريبا من العرصات والجنانات فلا شك أن إحدى العرصات أو الجنانات كان فيها نوع من البرقوق وهو على ثلاثة أنواع بمدينة فاس، نوع "البلنسي" وهو على شكل بلح أصفر اللون وأصله من الأندلس، أدخله بعض السكان الأندلسيين الذين وفدوا على فاس، أو نوع "الزويتني" وهو نوع من البرقوق الصغير الداكن اللون، ونوع "الشحمي" يكبر حجما من النوعين السابقين، ولا زالت بعض الدور أو الجنانات القريبة من الحي تتوفر على أشجار البرقوق إلى حد اليوم.

باب الزيتونة
هو امتداد للمعمار المريني، وكان قريبا من أسوار المدينة في الطريق الذاهب من باب الجديد إلى باب الفتوح، ويمر بقربه واد يسمى إلى حدود الساعة بواد الزيتون، وداخل الأسوار يوجد هذا الزقاق الذي يحمل اسم الحي- حي الزيتونة .