عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


(الدار البيضاء)..اعصري حبات قلبي عنباً يخالهُ العاشق دما ..!

إضافة رد
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:46 AM
  المشاركه #11

تدافع الأوكسجين إلى حرم صدري ، فرحتُ أطوفُ كالمجنون حول حمى المشهد الماثل أمامي
سيارات الأجرة الكبيرة ذات اللون الفاتح ، صخب البشر ، وقعُ الأقدام ، تراتيلُ القادمين وآهات المسافرين
تلك النخلات المائلة جزئياً على متن السماء ، ابتسامةُ تلك الطفلة ، كآبة تعتلي أخرى ..!
نسيتُ نفسي تماماً حتى تهتُ في مكاني ، ولكم حُرية التعبير !
كيف لمسافر أن يتوه وهو في مكانه يتأملُ الحُلم و روعة الحقيقة في آن واحد.


ابن خالتي ينادي : السائقُ بانتظارنا السائقُ هناك
لم أحرك ساكناً وآثرتُ متابعة غزل الأحرف بداخلي
فلا شيء يعدلُ هذه اللحظة ( كنتُ أظنُ بأني لن أجدد الزيارة)
بداخلي يصيحُ طفل : أبي وصلتُ إلى الدار البيضاء ، أمي أنا بخير
الغريب في الأمر كله بأنه لم يتعرض ولم يعرض لي أيا من كان خدمته
أو الركوب إلى سيارة الأجرة، وكنتُ حينها اعتقدُ بأنهم يرون مجنوناً هارباً
من أحد المصحات العقلية.






بعد إلحاح من بقية المجموعة التي معي ركبتُ السيارة التي تم كراؤها من المطار
عن طريق ابن خالتي ، كان السائقُ يتحدثُ بلباقة و بلهجة سريعة للغاية ، وكانت أذني تحاول
التقاط أي حبة عشق أو حبة بندق يمضغها العَقل أثناء الحديث.
عرجنا على الكثير من المشاهد الجميلة ، تلك الخُضرة المتدلية
والهواء المنعش الذي يلجُ الرئة دون استئذان فيجعلها مدمنةً لكل الشذرات والعُطور " الكازاوية " ..
اقتربنا من المدينة والعينُ تصافحُ كل التفاصيل ؛ مبان فرنسية و لوحات إعلانات كبيرة ، رائحة " المازوت "
تلك الأضواء الخفيفة والأطفالُ وسط الطريق .
تراكيب عجيبة غريبة ، توحي إليك بأنك تحتضنُ شيئاً فريداً .






لا زلتُ متذكراً أول حي سكنا به بعد أن تم التنسيقُ من قبل ابن خالتي مع أحد السماسرة بشأن استئجار شقة ذات 3 غرف
و التي كانت في
Velo Drome

فيلو دروم ، حيث كانت شقة كبيرة للغاية ونظيفة جداً ..


كنتُ الصغير بينهم عُمراً والكبير " شوقاً " و حماسة و جنونا
لم أنم حتى ساعة واحدة بعد وصولنا إلى الشقة ، بل خرجتُ متسللاً
إلى أسفل العمارة لأرهف السمع و أغرق العَين بتفاصيل أريدها.
أريدُ تكوين صورة بسيطة عما سأراه فالفضول شيء مفيد أحياناً.


قدمت إلي " مدبرة الشقة " وسألتني : إلى أين ستذهب ؟
ولا أخفي عليكم بأني خفتُ منها للولهة الأولى ، فهي ذات قوام طويل ممتلئ
كأنها Undertaker ، و بياضها المُشع مع صُفرة أسنانها تجعلك تقفُ في مكانك من رهبة القوام.
قلتُ : سأذهب لتزجية الوقت في أحد المقاهي القريبة،قالت بالحرف الواحد : حماقيت ا ولدي ؟


الحُمق هو الجذر الذي فهمته من الجُملة مبدئياً
قلت لها : كلا لكني أريد الخروج فالشقةُ تحبسني ولم آت للمكوث بها
حاولت أن تعيدني إلى الأحبة في السكن لكني تمسكتُ بعنادي، و ما كان لها إلا أن تدلني على المقهى وهي تقول : الله يستر .






اتجهتُ إلى المقهى القَريب من مقر السكن
والأذنُ تتلصصُ على أحاديث رواد القهوة وعشاق السهر والأحاديث
كانت ملامحي تنضحُ بالتعب وعيني يُرى بها السهر، قدم إلي النادل و بيده قائمة صغيرة
ضمت القهوة وبعض الساندويتشات الخفيفة.
تمالكتُ نفسي قليلاً لأني كنتُ أرغبُ بتناول الشاي المغربي الذي لم أجدهُ مدرجاً في القائمة
ولأنه " التاي " ولم يكن مكتوباً هكذا فظننتُ بأن " الشاي" هو كالذي لدينا ولم أطلبه
( حتى أنت أيها الشاي الأحمر تكبرتُ عليك و رهنتك للنسيان بعد أن قررت تناول الشاي المغربي) ..!
لم أطل المكوث في المقهى نظراً لاعتبارات " عائلية"
فابن خالتي " لسانه" مصيبة عُظمى وابن خالي أيضاً
و أخي سهام عتابه لا تخطئ الفؤاد أبداً ..
دخلتُ الشقة مُرهقاً والضبابُ يغطي شوارع عيني
والتعبُ حصد من جسدي وطاقتي الشيء الكثير
كانت غرفتي في الجهة الشمالية تقريباً من الشقة
والتي شاطرني إياها أخي الحبيب.
لم أنم تلك الليلة أبداً ، فالعربات والمركبات التي تتسابقُ
للمرور أسفل العمارة سرقت النوم من عيني و حركت بعض الضجر " نسبياً" بداخلي.
سيأتي الصباح حاملاً لنا التباشير بمشيئة الله تعالى، ولم تنعم عيني بالنوم إلا بعد صلاة الفجر.




صباح الخير
أهلاً يا معلم ساري
كيداير ؟


ابن خالتي يحدثني
قلت له : بخير
لأنك تجيد اللهجة المغربية ، تسوي فيها علي عنتر ؟
ضحكت مدبرة شؤون المنزل وهي تقدم لهم الافطار
وقالت : إن هذا الشاب سيكونُ شُعلةً في الدار البيضاء
وستدركون غداً بأنكم أمام عاشق جديد سيهزمكم، بل سيزور المغرب أكثر منكم خلال سنة ..
كان الإفطار خيالياً حقيقة ، غني بالبروتينات والفيتامينات، سلة فواكه
و مائدة شهية بما لذ وطاب، وما أن تناولت " الخليع بالبيض"
حتى كاد أن يقفَ شعر رأسي من لذته ويا " جمالو " !




والهجوم الضاري عليه ونسفه عن بكرة أبيه
مع ارتشاف الشاي المغربي بجنون وسرعة رهيبة !
قال أخي : المجاعة تفعلُ بك هكذا ؟
قالت فاطمة " مدبرة المنزل " : بل الجنون
هذا الشاب غريب جداً ، يا بني هل عشقت المغرب قبل أن تأتي إليه ؟
لقد أخبرني " ابو سالم " بأنك لم تزر البلد إلا هذه المرة !
الله يحفظك من كل سوء يا بُني
راك مزعوط بكري..






رُسم الجدول دون مشاركتي نظراً لكوني لا أحب الترتيب
فالفوضى هي أفضلُ طريقة والعشوائية وسيلة لتحقيق غاية " المعرفة في السفر"
تلك كانت نظرتي، ولا تلوموني !
فالحماسةُ تجعلنا نقدم على أشياء نظنها صحيحة سليمة.
العناد المتوارث سبب لي بادئ الأمر صدامات مع الأحبة بأمور مختلفة.
وفي النهاية لا أحقاد ولا ضغائن ، العتب فقط بين الأحبة والنصح والإرشاد..




حكاية أخرى..
سلةُ الفواكه و فاطمة..
و محاولة يائسة من لص " ظريف " !
لسرقة " أكياس" اللحم..




انتظروني..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:59 AM
  المشاركه #12

طلب مني ابن خالتي المكوث في الشقة برفقة "فاطمة" ونظراً للفارق السني الكبير جداً بيني وبينه وابن خالي أيضاً
فإني قررتُ المكوث لئلا يخبرون والدي بسوء فعالي أو طيشي
ولستُ بالذي يلومهم فلقدُ كنت في بداية الـ 21 عاماً تقريباً
وهم في منتصف الأربعينات.
وبحكم العادات والتقاليد فإنه من الضروري احترام من هم اكبر سناً
طبعاً محدثكم " سحب على أم العادات والتقاليد" !
اكبر مني سناً ؟
يا حبيبي ذولا " منسمين " وكل واحد ما يعرف يدبر عمره

خرجتُ برفقة " فاطمة"
وهي من " إيفران" في الأصل
تعرفتُ على تفاصيلها ونحنُ في الطريق ، و أخذت تحدثني عن مدينتها الصغيرة الجميلة
وعن الثلوج وتفاصيل رائعة .
وصلنا إلى " المارشيه القديم " بالدار البيضاء
تحديداً بالقرب من شارع " علال عبد الله "
حيث رأيت أشياء لم أراها في حياتي مسبقاً ، التكدس البشري
و زحمة السيارات ونظراً لكوني ابن " الجبيل الصناعية"
فمثل هذه المشاهد تعتبر " فوق العادة" .
كانَ هنالك شخص واقف في أقصى الشارع
( جهة الترامواي حالياً)
هذه الأسطر قبل الترامواي بسنين طويلة
و كانَ يراقبنا ( حدسي أخبرني) ، قلت لفاطمة بأن هنالك رجل يراقبنا
قالت : لا تخف سأكسر عظامه و اطحنها يا بُني..
عجبتُ من صرامتها فعلاً ، بعدها تيقنتُ بأن الجسم الذي حباها الله به
وسيلة للدفاع عن نفسها ومن برفقتها فآمنتُ وأمنت.


اخذنا ما طلبته للطبخ من لوازم وخضار وفواكه وما إلى ذلك
ولإعداد الطاجين و الكسكس ليوم غد ، علاوةً على كميات كبيرة من اللحم والدجاج
( كأننا في هجرة جماعية)


توقفنا لأخذ سيارة أجرة وسط الزحام
وقبل أن نصعد السيارة ، هجم ذلك اللص
( الظريف )
أم المستظرف
ههههههههههههاي !
والله لن تفارق صورته مخيلتي وهو يُركل و يشتم
من قبل فاطمة جزاها الله كل خير، وكلما ضربته ضحك
و أخذ يتراقصُ كالمجنون.
ضاع صوابي وطاش سهم ابليس في عقلي
كيف لهذا اللص أن يتطاول على فاطمة !
إنها الحمية يا مسلمين
ههههههههههههههههههه
هجوم يا ساري ، سددتُ له لكمة خطافية تحت الفك
تماماً كما تعلمتُ في القرية والحواري القديمة.
وقف المسكين يئنُ لفرط الوجع ، حاول المقاومة
تحامل على نفسه كثيراً ، فأتبعته فاطمة بكيس اللحم على وجهه
صاح المسكين : أريد أن آكل فقط أنا جائع جائع ارحموني


فاطمة
Undertaker
توقفي عن ضرب المسكين ، والله لم أعهد أنثى بقسوتك و قوتك
قالت : والله لأشرب من دمو !
راك عزيز علي بحال مبارك و صالح
( ابناء الخال والخاله )
قلت لها : لا بأس لا بأس..


الغريب في هذا اللص الظريف ، هندامه الأنيق
وتناسق الألوان ، وحلاقته لذقنه وعنايته بنفسه
ولم أجد أي رائحة للمسكرات تعبقُ منه ، بل عطور خفيفة تفوح منه.


هل نسحبه إلى أقرب مطعم
( شين وقوي عين )
تقتل القتيل وتمشي بجنازته !
أم نبلغ الشرطة ؟
حارت بي الأسئلة حقيقة
قلتُ له : من أي حي أنت ؟


قال : أنا ابن الحي المحمدي




وقعَ هذا الحي في قلبي و أذني دونَ تردد
وبنغمة فريدة ، لا اعلم هل كانت تلك النغمة
هي سر عشقي للحي المحمدي ( بعد سنين طويلة) !
لكن كيف جمعت الأناقة مع السرقة ؟!
أم هذه حيلة مُتبعة هُنا ؟!
قال : قبح الله الفقر
شهادة كبيرة ولا وظيفة ولا مدخول لدي..
فاطمة تقول لي : دعه ولا تصدقه أو تصدق عليه بأي شيء
لا تطل الحديث معهم ولا تثق بعابر سبيل في هذا الشارع تحديداً ..
خذ كيس اللحم يا رجل والفواكه الآن و اترك الشارع قبل أن يبلغ أحدهم الشرطة..


اختفى خلف المسرح الأثري و راح مهرولاً كأنه طفل نال هديته
توارى الظريف بين الأزقة وراحت عيني ترقبهُ لتشيعهُ مودعةً .
ليجعل من تلك اللحظات
أطرف حدث في أول رحلة تاريخية للدار البيضاء..




عفواً " الدار البيضاء"
أنا لا اكتبُ شيئاً بالحبر
كل ما اكتبهُ
من دم قلبي..
سامحيني إذا ما قررتُ
حرق كل الأوراق
و رميها بالمحيط الأطلسي
لأني كُلما قرأتُ ما كتبته
بكيت..


إلا أن يتبنى أحد تلك الأوراق
ويضمها إلى مجموعة ذكرياته..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 11:01 AM
  المشاركه #13

المغرب الحَبيب
قلتها فيما مضى
عشق المغرب الحبيب
لا يداويه الزمن ولا الطبيب..


كانت الخطة مرتبة إلى تقسيم جدول الرحلة على فترة 12 يوماً بالتمام والكمال
كان ابن خالتي و لا زال من عشاق الرباط حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر
وكذلك بالنسبة إلى ابن خالي ، لكن هذا الأخير يعشقُ الترحال والتنقل بين المُدن..
كانوا يحدثوني عن بعض الذكريات في الدار البيضاء وعن بعض المواقف ، و بالغو في بعض الأمور
من جهة الأمن والمواقف المخيفة التي لم تردعني عن مصافحة أغلب أحياء الدار البيضاء الجَميلة..


كم كنتُ أعيشُ اللحظات البسيطة في شارع " المسيرة الخضراء" متأملاً روعة المباني
و الألوان الجذابة ، كم كُنت أخاطبُ مكاتب السفر الكائنة هُناك ، و هل باستطاعتي النسيان ؟!
حتى وقع المطر في شارع " الحسن الصغير " أو " الديوري" و تأخر سيارة الأُجرة في محج الحسن..
كل شيء هُنا ينطقُ بالعشق ، يغزلُ الألم من ثياب آهاتي.
في ذلك الحين كنتُ أهيمُ بين الطُرقات لأجمع قطع اللوحة في عيني وأتباهى بها أمام الملأ
كانت أقصى الأماني أن أجيد اللهجة المغربية بأسرع ما يُمكن ، و سبحان الله
تعلمتها ببساطة و عذوبة و دقة بوقت قصير.
إنه الجُنون الذي يدفعنا للتشبت بأشياء قد لا تُغيرُ شيئاً من الحُب
إلا أنها تزيد نسبة الجنون إلى الحد الأعلى.


كانت البدايات جَميلة
تماماً كالثلج حينما نراه أول مرة
فنظلُ متأملين المنظر والدهشةُ تعتصرُ عقولنا.
مضت خمسة أيام وأنا أجوب الدار البيضاء مع أحد سائقي الأجرة
وكنتُ احفظُ المداخل والمخارج للأحياء ، بل والطرق المختصرة ، ولا أذكر بأني استخدمتُ الخارطة نهائياً
إلا في عام 2007 كي أعرف الطُرق السيارة الكبيرة وتقاطعات المُدن.
تعرفتُ إلى الكثير من الأصدقاء و غُدرت من الكثير أيضاً
جعلتُ الشأن المغربي اكبر اهتمامي ، فرحتُ أدافعُ عنهم بكل قوة
وفي كل مجلس ، بل ولا أصادقُ إلا من يعشق المغرب ، يا إلهي ما هذا الجُنون ؟!
فعلاً إن حبنا للمغرب يجعلنا كمن يئنُ في غُربته باحثاً عن أناس يتحدثون بلهجتهم أو لغتهم
أو على أقل تقدير لديهم نفس العادات والتقاليد.
المغرب يجمعُ عشاقه تحت مظلة الجُنون والحُب له، يشعرهم بأنهم ابناؤه فيبادلونه الحَميمية والألفة..

جوازٌ يكادُ أن يحترق
وسهمٌ للعين يخترق..
هنالك في
الحي المحمدي
التقينا..
وها نحن ذا
في
" البرنوصي"
نفترق..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 11:01 AM
  المشاركه #14
ما اكتبهُ يعبرُ عن حقبة مضت..
لها الكثير من التداعيات الحالية..
حالةُ جُنون يمر بها محدثكم..
فمن أراد أن يواصل ركوب القطار
فلا يتأخر..
ومن طالت عليه الأحرف
فليسامحنا على هذه الثرثرة..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 11:03 AM
  المشاركه #15
عُدتُ إلى أرض الوطن

نحل العود و زادَ الوهن..


والدي يقول : أهلاً وسهلاً
وأمي تُردد :
هَزل البَدن !




الكُل في المنزل ينتظرنا
وينظرُ إلينا بالدهشة..
لساني معقود و قلبي مفقود..
تركتهُ في الدار البيضاء..
لا رغبة لدي بمواصلة الدراسة !
ولا حتى الخُروج لرؤية الأصدقاء..
دخلتُ مرحلة إنطواء رهيبة وعُزلة قاتلة
لكنها أجملُ عزلة عرفتها..
كنتُ أهيمُ في ذكرى اللحظات التي مررت بها..
( تجاوزت الكثير من التفاصيل)
فلا ارغبُ بقتل نفسي وجلد ذاتي..

يسألوني عن المغرب وأجيبهم
كانت الرحلة " جميلة "
إلا والدي رحمه الله ، أدرك بأني عشقتُ البلد
قال رحمه الله : مدركٌ أنا لتداعيات الحُمى التي تقتلُ قلبك
فالشوق والحنين يشكلان خطراً على فؤادك الضعيف الصغير يا بُني..
سألته : كيف استطعت أن تغادر المغرب يا أبي دون دُموع ؟!

أ حقاً بكيت يا بُني ؟
قلت : نعم ..
ما الذي رأيت في البلد ولم تشاهده في بلدان أخرى ؟!
قلت لوالدي : لم أسافر إلا لدول الخليج معك يا أبي..
قال نعم هي أعني ..
قلت : فرق السماء عن الأرض
ستذهب بمعيتي بعد 40 يوم فأعدد نفسك ..
هُنا عُقد لساني
واهتز كياني..
أ حقاً لن نُطيل المكوث بالوطن
ثم نعود للدار البيضاء ؟!
يا لهذه الهدايا الجَميلة منك يا والدي..
قال : و سنخطب لك من " الدار البيضاء"
- - - - - - - - -






ولأني حقاً أتألم كثيراً كُلما كتبت

فإني أنهي ما بدأتهُ بايجاز و اختصار


لا تجبروني على اغتيال نفسي بالبوح ، فـ والله


ما كتبتُ هذه الأسطر إلا ارتجالاً على الكيبورد


دونما تنقيح أو مُراجعة ، كتبتها فقط


لأشهدكم بأن الابتعاد أحياناً


ارحمُ من الاطلاع على أي شيء يذكرنا بالأمس..


لكن هيهات !
كيف نهربُ و البلد اصبح منا وفينا ؟!



خاتمة..




لا يَزالُ مروان يركل الكُرة باتجاه نافذتي
في الحي المحمدي ، أما سارة فلقد تزوجت برجل يكبرها بـ 15 سنة
و انجبت ولداً شقياً ..
و سافر أبناء الجيران لأوروبا !
إلا أنا..



زاد بي الجُنون لدرجة الهذيان
بل و كرهتُ تفاصيل المُدن الأخرى..
ولم تعتقني " كازا " إلا في عام
2008 م !

و رغم الحُرية التي نلتها والبراءة التي سُجلت في محكمة العشق
بإطلاق سراحي من جُنون " الدار البيضاء"
إلا إني فضلتُ العودة لها " بين الفينة والأخرى"و المكوث بها أطول فترة
و قضاء الأيام المتبقية من الإجازة
بين ربوع مغربنا الحَبيب..
ومهما قضيتُ الأيام من الشمال إلى الجنوب
و طويت الشرق بالغرب
فإن الدار البيضاء
هي
العشق الأول والأخيـر..

التعديل الأخير تم بواسطة ساري أحمد ; 2014-09-09 الساعة 11:05 AM
رد مع اقتباس
المغرب لا تستغرب
مزعوط مميز
المشاركات: 281
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المغرب لا تستغرب غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 11:49 AM
  المشاركه #16
أبداااااع أخوي ساري كلمة أبداع قلليله في حقك بس يليت تقول متى كان تاريخ أول سفره ؟
رد مع اقتباس
صاحب
مزعوط نشيط
المشاركات: 100
تاريخ التسجيل: May 2014
صاحب غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 11:59 AM
  المشاركه #17
تسلم الانامل ..

ماذا تركت لنا من كلام لنرد به على معلقاتك الذهبية ؟


قلم أنيق و فكر بديع ممزوجاً بـ أنامل من ذهب ..

واصل نحن بانتظارك
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 01:13 PM
  المشاركه #18
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المغرب لا تستغرب مشاهدة المشاركة
أبداااااع أخوي ساري كلمة أبداع قلليله في حقك بس يليت تقول متى كان تاريخ أول سفره ؟
أول سفرة
أم أول مصافحة :)

خُتم جوازي لأول مرة في عام 2000 م
بعد عودتي من أسبانيا والهبوط في مطار محمد الخامس


كان عمري في ذلك العام 21 سنة
ومن يتولع بالمغرب في هذا العمر
صدقني سيشيبُ رأسه باكِراً ..

محبتي

رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 01:15 PM
  المشاركه #19
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب مشاهدة المشاركة
تسلم الانامل ..

ماذا تركت لنا من كلام لنرد به على معلقاتك الذهبية ؟


قلم أنيق و فكر بديع ممزوجاً بـ أنامل من ذهب ..

واصل نحن بانتظارك

سلم قلبك و احساسك الجَميل يا صاحب..
بل لديك الكثير الذي بدواخلك ما تستطيعُ به التعبير عن حبك للمغرب..
الأناقة والإبداع كلها في حضورك يا غالي..

مودتي
رد مع اقتباس
 الصورة الرمزية mimi
mimi
مراقب
المشاركات: 10,223
تاريخ التسجيل: Jul 2011
mimi غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 03:25 PM
  المشاركه #20
ذكريات جميلة واسلوب مشوق كلو ابداع
كل الشكر على المشاركة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: (الدار البيضاء)..اعصري حبات قلبي عنباً يخالهُ العاشق دما ..!
الموضوع آخر مشاركة
كم أجرة التوصيل مع أوبر uber من مطار الدار البيضاء الى فندق فورسيزن الدار البيضاء؟ وهل يعمل كريم؟ ومانوع السيارة وكم الموديل ؟ .. ارجو الرد مع الشكر 2018-12-11 11:00 PM
كم أجرة التوصيل من الدار البيضاء الى أفران؟ وهل توجد رحلات داخلية من مطار الدار البيضاء الى مطار أفران أو مطار قريب منه؟ وماهى اسعار التذاكر؟ 2017-12-02 07:18 PM
الدار البيضاء 2017-10-09 05:51 PM
الدار البيضاء 2015-04-04 02:29 PM
الدار البيضاء 2014-05-06 05:12 AM


الساعة الآن 09:03 PM