عُدتُ إلى أرض الوطن
نحل العود و زادَ الوهن..
والدي يقول : أهلاً وسهلاً
وأمي تُردد :
هَزل البَدن !
الكُل في المنزل ينتظرنا
وينظرُ إلينا بالدهشة..
لساني معقود و قلبي مفقود..
تركتهُ في الدار البيضاء..
لا رغبة لدي بمواصلة الدراسة !
ولا حتى الخُروج لرؤية الأصدقاء..
دخلتُ مرحلة إنطواء رهيبة وعُزلة قاتلة
لكنها أجملُ عزلة عرفتها..
كنتُ أهيمُ في ذكرى اللحظات التي مررت بها..
( تجاوزت الكثير من التفاصيل)
فلا ارغبُ بقتل نفسي وجلد ذاتي..
يسألوني عن المغرب وأجيبهم
كانت الرحلة " جميلة "
إلا والدي رحمه الله ، أدرك بأني عشقتُ البلد
قال رحمه الله : مدركٌ أنا لتداعيات الحُمى التي تقتلُ قلبك
فالشوق والحنين يشكلان خطراً على فؤادك الضعيف الصغير يا بُني..
سألته : كيف استطعت أن تغادر المغرب يا أبي دون دُموع ؟!
أ حقاً بكيت يا بُني ؟
قلت : نعم ..
ما الذي رأيت في البلد ولم تشاهده في بلدان أخرى ؟!
قلت لوالدي : لم أسافر إلا لدول الخليج معك يا أبي..
قال نعم هي أعني ..
قلت : فرق السماء عن الأرض
ستذهب بمعيتي بعد 40 يوم فأعدد نفسك ..
هُنا عُقد لساني
واهتز كياني..
أ حقاً لن نُطيل المكوث بالوطن
ثم نعود للدار البيضاء ؟!
يا لهذه الهدايا الجَميلة منك يا والدي..
قال : و سنخطب لك من " الدار البيضاء"
- - - - - - - - -
ولأني حقاً أتألم كثيراً كُلما كتبت
فإني أنهي ما بدأتهُ بايجاز و اختصار
لا تجبروني على اغتيال نفسي بالبوح ، فـ والله
ما كتبتُ هذه الأسطر إلا ارتجالاً على الكيبورد
دونما تنقيح أو مُراجعة ، كتبتها فقط
لأشهدكم بأن الابتعاد أحياناً
ارحمُ من الاطلاع على أي شيء يذكرنا بالأمس..
لكن هيهات !
كيف نهربُ و البلد اصبح منا وفينا ؟!
خاتمة..
لا يَزالُ مروان يركل الكُرة باتجاه نافذتي
في الحي المحمدي ، أما سارة فلقد تزوجت برجل يكبرها بـ 15 سنة
و انجبت ولداً شقياً ..
و سافر أبناء الجيران لأوروبا !
إلا أنا..
زاد بي الجُنون لدرجة الهذيان
بل و كرهتُ تفاصيل المُدن الأخرى..
ولم تعتقني " كازا " إلا في عام
2008 م !
و رغم الحُرية التي نلتها والبراءة التي سُجلت في محكمة العشق
بإطلاق سراحي من جُنون " الدار البيضاء"
إلا إني فضلتُ العودة لها " بين الفينة والأخرى"و المكوث بها أطول فترة
و قضاء الأيام المتبقية من الإجازة
بين ربوع مغربنا الحَبيب..
ومهما قضيتُ الأيام من الشمال إلى الجنوب
و طويت الشرق بالغرب
فإن الدار البيضاء
هي
العشق الأول والأخيـر..
التعديل الأخير تم بواسطة ساري أحمد ; 2014-09-09 الساعة 11:05 AM