عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


بوصلة الشخصية

موضوع مغلق
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 10:51 PM
  المشاركه #21
الشمالي انطوائي ولكنه يكره الوحدة


وكما ترون فالشمالي لا يستطيع البقاء وحيدا لفترة طويلة، لأن الوحدة ترهقه نفسيا، لكنه في المقابل لا يحب احاطة نفسه بالعديد من العلاقات، إنه يكتفي بواحدة، يتغذى نفسيا على وجودها قربه، يكتفي بأنها معه، يراها كل يوم، حتى وإن لم يهتم بالحديث إليها، المهم انه يراها، ويجدها بخير كل يوم،




تزوج الشمالي من الشمالية، وما أن تزوج بها، حتى طلب منها أن تسير خلفه، لكي يسير هو امامها يمهد لها الطريق، وليدلها على البيت العتيد، استقرت الشمالية خلفه تراقبه، وهو يسير أمامها يحرك الحجارة، ويزيح الأشواك، فشعرت بالراحة، وشعرت بأنه رجل لا يقدر بثمن، إنه الرجل الذي كانت تحلم به، إنه الرجل الذي تستطيع الاعتماد عليه، هذا هو حلمها، ....!!!!




وشعرت بينها وبين نفسها بالاشباع والراحة، وباتت تسارع إلى مساعدته بعض الشيء، فتتقدمه بعض المرات لتزيح عن طريقه الأذى، ففاجأه الأمر في البداية، ثم علم أنها امرأة جيدة، إنها تفهمه، وباتا يتناوبان في العمل، ثم اتسع الطريق أكثر، وصار ممهدا بشكل اكبر من السابق، بفضل تعاونهما الصامت، ...!!!




وعندما وصلا للبيت ورأت الشمالية المنزل انبهرت، وشهقت بقوة، وباتت تنط وتنط في كل اتجاه وتركض صوب شماليها وتحتضنه وتقبله من شدة فرحها، فعلمت أن عليها أن تهنأ وترتاح، ومن هذا اليوم ستكون مهمتها حفظ الأمن والسلامة في المنزل، ستحرص كل مساء على اغلاق الشبابيك، وستتأكد أن مخزن الطعام بعيدا عن الرطوبة، وستعمل كل جهدها لتصنع المزيد من الأغطية للأطفال الصغار الذين ينوون انجابهم، لكنها تريد أن تتأكد قبل ذلك إن كان الشمالي يوفر مساحة كافية في المنزل للأبناء أم لا، وإن كان قويا كفاية ليدافع عنهم في هذه الحياة ( الغابة بالنسبة للشماليين)، فتسأله، فيقول: سأقدم كل ما في وسعي، ...... يقول ذلك بثقة، وهي تشعر من رده هذا بأنه جذاب، وأنه يحبها حبا جما، .......!!!!




فهي شمالية وتفهم لغة الشمالي،




والشمالي حينما يلمس حرصها على العناية بأطفاله، يعلم أنها تحبه، فيشبع عاطفيا، ويشعر بالنشوة الخاصة،




وبينما الشمالي الرجل منهمك في المزيد من العمل، بما أنه يطمح دائما للأفضل، فهو يريد بيت كبير بحديقة للأطفال المقبلين، وبسور متين لحماية اطفالة من الوحوش الضارية،




يستغرق العمل على توفير الأمن والرخاء لعائلته، يستغرق كل وقت الشمالي وطاقته، ....




لكن الزوجة الشمالية، وكونها انثى فهي أبدا لا تنسى أن تذكره بحاجاتها العاطفية، فماذا تفعل....؟؟






تقترب منه زوجته الشمالية بين وقت وأخر، ربما مرة في الأسبوع او مرة في الشهر، على حسب حاجتها ( كونها شمالية تحيا حياة مرفهة، تصبح عواطفها اكثر نشاطا، من الشمالية التي تحيا حياة متوترة)




تقترب منه الشمالية وتقول له بلطف وثقة: قل لي أحبك، هيا أخبرني كم تحبني اريد أن اسمعها، فقد اشتقت إلى هذه الكلمة منك....؟؟




فماذا يفعل الشمالي: يترك عمله جانبا، وينظر إلى عينيها ويقترب منها بحب ويقول: نعم بالضبط، يبدوا أن العمل أنساني أن اخبرك كم أنت جميلة، وكم أنا سعيد معك، وكم أن وجودك أهم ما في حياته، بدونك لا أكاد اتنفس، أحبك...!!!!فتشعر الشمالية بالسعادة،
وتصدق كل كلمة قالها، لأنها تثق في أنه يقول الصدق، وأنه لا يجاملها،




إنها تثق في نفسها، وفي مشاعره، لأنها مثله، وتعلم أن كل ما يقوم به من أجلها هو تعبير عن الحب، ولهذا تصدقه وتثق به،

التعديل الأخير تم بواسطة رانا ; 2015-05-24 الساعة 10:55 PM
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 10:56 PM
  المشاركه #22
لكن لماذا لم تفعل الجنوبية ذلك......؟؟



لأن الجنوبية لا تفهمه، بل اعتقدت انه شخص بلا قلب، وأنه لو طلبت حبه فلن تجده، ثم انها خجولة جدا، ثم أنها لا تثق في نفسها كفاية، تريد من يحبها ويعبر عن حبه بشكل واضح لعلها تصدق، وغالبا ما تقع في فخ الرجال الكاذبين المتملقين، الخادعين بسبب انجرافها خلف العباراة المنمقة، فقط....!!!!





تستمر الشمالية في طلب الحب من الشمالي بثقة، بين وقت وأخر، وتصبر عليه حينما لا يبادر إلا نادرا، وحينما يتجاهل مبادراتها إلا نادرا،




وفي كل مرة تعلمه وسيلة تعبير جديدة عن الحب والعاطفة، وهو مع الأيام، يصبح متعودا على التعبير عن مشاعره، بفضلها، وبفضل مهارته الخاصة بسرعة التعلم والبديهة،




عندما تصبح الشمالية في حاجة إلى العلاقة الجنسية، بينما الشمالي متعب، فإنه يتهرب سريعا، لكن الشمالية لا تغضب، ولا تخاف، فهي تعلم أنه مرهق فقط، وتعلم أنه يفكر في امر يشغل باله، وشهيته الجنسية ليست على مايرام في هذا الوقت، لكنه بصحة جيدة، ويحبها أكثر من حبه لنفسه .....!!!




فتبدأ في أخباره أن الحياة باتت أكثر امنا من السابق، وأن كل شيء على مايرام، وأنها باتت تشعر بالسعادة معه، وأن الله موجود، وهو اساس الأمن في الحياة،




ثم تدلك رقبته، وتمسد ظهره، لينطلق في جسده هرمون الأندروفين فيخدر عقله المرهق، فيبدأ في الاسترخاء، وقد يميل إلى مبادلتها الجنس، أو قد ينام من شدة الارهاق، ليقوم في اليوم التالي ويعوضها،




كذلك فإن الشمالي إن احس أن زوجته قد تتخلى عنه لأنه لا يهتم لمشاعرها، سيخصص وقتا مستقطعا كل فترة وفترة ليواصل معها العلاقة العاطفية، لكن هذا يحتاج إلى خطة ماضية.




سبحان الله، ولله في خلقه شئووووون.






لكن الشمالي المحب لعائلته، ولأنه مشغول في تحقيق امنهم وسلامهم، ينسى أن يهتم بعواطف أولاده، إنه ينسى أن يقبلهم، ويضمهم في صدره، فإن كانوا جنوبيين، اصيبوا بالإحباط، وإن كانوا شماليين، احبوه وتفهموه.




وعندما يصبح في مأمن، ويشعر أنه أدى مهمته الأساسية في الحياة، ووضع قواعد الأمن والسلامة لأسرته وعائلته التي يحبها ويموت فداءا لحمايتها، ويضحي بعمره لنجدتها، بعد أن يضع لهم كل دواعي الأمن والسلامة، يعود ليهتم بصحتهم النفسية، ويعملهم فنون القتال في الحياة ( الغابة).........!!!!!


إن كانت شهرته بسبب أنجازاته مثلا، لكنه لا يوطد تلك العلاقات، فهذا يعني أنه شمالي،


بينما إن كانت شهرته بسبب تباسطه مع الغير، ويسعى غالبا إلى توطيد تلك العلاقات عبر العلاقات الشخصية فهو جنوبي،


الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما شخص شمالي كما يبدوا لي، لكنه يتمتع بالشهرة الكبيرة ومحبة الكثيرين، وذلك لأنه يحمل جينات كينية، وخريطة الجينات الكينية تتميز بالتباسط مع الأخرين، وتميل نحو خدمة الناس، وهذا ما يميز أوباما كرئيس.


وكل الناس باتت تعرفه مع عدم معرفتهم له،


بينما زوجته شخصية شرقية، فهي انيقة جدا، ونوعا ما سوداوية، فلم تكن مؤمنة بنجاح زوجها في البداية إن نظرت إلى لقائها القديم مع اوبرا، لكن ما أن تاكدت من نجاحه، حتى باتت أقرب إلى السلطة التنفيذية في حياته، إنها الأن ساعده الأيمن، وهي تشكل مع اوباما، الأسرة القيادية المثالية إن صح التعبير.


وأوباما، شخص اكتسب الكثير من المميزات، تعلم كيف يظهر عطفه ومساندته للغير، ولهذا يمكننا القول أنه بات شخصا ماسيا نوعا ما،






فعنايته بجدته، مثال يؤكد هذه النظرية، كذلك ميل ابتسامته إلى الازدواجية، بشكل دائم، إنه يعي كل مايفعل، ويستطيع المراوغة، ولديه القدرة على فرض قراراته واختياراته على الأخرين، ويتمتع بفن الأقناع بشكل رهيب.



لكنه ايضا لا يمانع تقديم بعض التنازلات ليكتسب الكثير من المميزات، لا يمانع ان يخسر القليل في مقابل مكاسب اكبر.



الرئيس الأمريكي السابق كلينتون، شخص جنوبي هذا من تحليلي لهيئته الجسدية،

وأيضا علاقته بمونيكا تدل على ذلك،

إذ أن الشخص الجنوبي على استعداد أن يضحي بكل انجازاته في سبيل لحظة حب واحدة،


أي انه متهور في الحب،

التعديل الأخير تم بواسطة رانا ; 2015-05-24 الساعة 10:58 PM
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:04 PM
  المشاركه #23
على صعيد اخر فقد كان يلقب برجل السلام،



وهذه صفة لصيقة بالجنوبيين، فهم دعاة سلام ومحبة، حاول كلينتون أن يحل بعض الأزمات عبر التفاهم، والدعوة إلى الصلح،
وكان أول رئيس امريكي يزور غزة في حملة للسلام، وبغض النظر عن نتائج تلك الزيارة، فإننا هنا نناقش الشخصية، وليست الظروف أو النتائج السياسية،


فعندما تتأملين في شخصية بيل كلينتون تجدين شخصا ينظر إلى الحياة بشكل وردي، ويأمل لو أن كل الناس تحب بعضها،





في المقابل تمتعت هيلاري كلينتون بالعقل الواعي، وكانت تدرك ما لا يدركه زوجها، وأعتقد أن بعض القرارات التي انطلقت أن ذك من البيت الأبيض إن لم يكن جلها، اتخذتها هيلاري وليس كلينتون.





فزوجته هيلاري، يبدوا وبشكل واضح أنها شمالية بكل المقاييس، وأنها السبب في وصوله للرئاسة التي لم يستطع الحفاظ عليها، ثم أعلنت شماليتها بشكل واضح عندما تقدمت هي أيضا للرئاسة فيما بعد.



وبما أن هيلاري شمالية، وبما أنها تحملت مسؤولية كونها زوجة رجل مهم، فقد تجلمدت عاطفيا، كأي شمالية تتحمل مسؤلية جسيمة، أي أنها باتت باردة عاطفيا، مما دفع كلينتون إلى المضي في علاقة خارج اطار الزوجية، .....


والسؤال هنا لماذا لم تكن هيلاري تشعر ككل النساء بخيانة زوجها لها، بينما كانت احداث الخيانة تدور في البيت الأبيض، اي امام عينيها.....؟؟؟





لأن الشمالي حينما يستغرقه العمل، لا يكاد يرى أو يسمع، او يشعر.......!!!!!


ورغم فضيحة مونيكا، إلا أن هيلاري تماسكت، ووقفت بجوار زوجها مبتسمة، وتلك شخصية الشماليين، فرغم جرحها النازف إلا أنها لا تتوانى عن اظهار قوتها أمام الغرباء، مما يجعل النساء تعتقد بأنها بليدة ولا تشعر، بينما ترى هي أن ما فعلته عين العقل، ففي النهاية لديها هدف أسمى، من التقاتل مع زوجها لأجل نزوة،


وعندما عادت ورشحت نفسها هذه السنة للرئاسة فازت بنسبة كبيرة من المؤيدين نظرا لموقفها الحديدي مع الكثير من التجارب التي مرت عليها أثناء فترة رئاسة زوجها.




ومن هنا نستطيع القول بأن



الشمالي رجل القانون والعدالة


الجنوبي رجل السلام والتواصل


الشرقي رجل النظام والتطبيق


الغربي رجل الحرية والابتكار



هذه مجموعة من التحليلات النظرية وفي النهاية تبقى المقابلة الشخصية شيء مختلف قد تغير كل المفاهيم،





أعلم بأنكم تنتظرون،


ولذلك سنبدأ فورا في سرد قصة حياة الجنوبي، هذا الكائن

الرقيق المفعم بالعواطف،



لكي تفهمين الجنوبي عليك أن تعلمي أين يعيش،....؟؟؟


فمكان عيش كل نمط تحدد ملامح شخصيته، فكما رأينا بأن الشمالي يعيش في غابة، جعلته يصبح متوترا حذرا قليل التواصل مع الأخرين، ... سنرى الأن أن الجنوبي أيضا يعيش في مكان مختلف، يشكل جوانب شخصيته،











يعيش الجنوبي في قطب متجمد، فهل شاهدت ذات يوم قطب متجمد حيث الثلوج تغطي كل شيء والليل يستمر طوال اليوم، والبرد القارس يسيطر على الأجواء،





إن الجنوبي بجهازه العصبي والهرموني، يعيش في صقيع كهذا الصقيع، تماما كما الشمالي بجهازه الهرموني والعصبي يعيش في أجواء الغابة التي تستدعي الحذر طوال الوقت،



شرح تفاصيل بوصلة الشخصية...ناعمه الهاشمي. أخبار 2011 2012 swahlcom_15de3.jpg




الجسد وعاء الأنسان، وبيته، وبيئته أيضا،


والجنوبي بكل ما لديه يعيش في صقيع وعالم من الثلج،


لا يد للجنوبي في ما هو عليه، لقد وجد نفسه فجأة في هذه الأرض، وكان عليه أن يخوض صراعا مريرا من أجل البقاء،




نظر الجنوبي الذي يتجمد من شدة البرد حوله بحثا عمن بهبه الدفيء تلفت عبر الظلمة هنا وهناك، فلم يرى شيئ ثم نظر من جديد، لكنه لم يرى أحدا،


وبقي طوال تلك الأيام يبحث، حتى بات يشعر باليأس، فقرر أن يبدأ في المشي إلى الأمام قليلا، لكن السير على هذه الثلوج خطر أخر، فقد يسقط في هوة عميقة مخفية تحت الثلج، ولهذا يلزم مكانه ولا يغامر، ولا يحرك ساكنا،




وبينما هو على هذا الحال، سمع صوت ضحكات اطفال في الجوار، فمد بصره قليلا، ليكتشف أن ثمة قبيلة قد أتت لتقيم إلى جواره، فجن جنونه من شدة الفرح،




وأخيرا وجد أشخاصا يأنس إليهم، فسارع إليهم بابتسامة طيبة مرحبة، فارعا يديه على مصراعيهما، وراغبا في ضمهم إلى صدره، إنه سعيد جدا بهم، سعيد حتى الاستغراق، كم هو سعيد، فقد شعر أخيرا بالأمان والاستئناس





عليه أن يتمسك بهذه القبيلة، وأن ينضم إليهم مهما كان الثمن، إنه بحاجتهم، فهو قد يموت إن بقى وحيدا، بعيدا عنهم، وبشكل خاص في هذه البقعة المتجمدة من الدنيا،



وما أن بات بينهم حتى بدأت الدماء تتحرك في عروقه، وشعر بالحياة تسري في جسده، وبات يضحك ويقهقه، ويتحدث معهم بمودة ومحبة،




وهم أيضا حينما لمسوا طيبة قلبه، وصفاء سريرته، احبوه، وقبلو ضمه إليهم،
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:09 PM
  المشاركه #24
كان على الجنوبي أن يقوم ببعض الأعمال لهذه الجماعة،



لكي يقبلوا به على الدوام، فهو يعلم قانون العالم المتجمد، كل شخصي عليه أن يؤدي خدمة ما للجماعة،


ولهذا تطوع كغيره من الجنوبيين في خدمة كل فرد من افراد الجماعة، إنهم يتبادلون الخدمات بشكل مستمر،

لكنه لا يفعل أي شيء لنفسه وحده، كل ما لديه ملك للكل، وكل ما لدى الأخرين ملكه،

هذا امر يشعره بالراحة، والاسترخاء،

يستطيع الاسترخاء حقيقة فعمل الواحد منهم كعملهم جميعا،

مع هذه الجماعة بات أكثر قدرة على النوم

ثمة من يحرسه، وثمة من يغسل ملابسه وثمة من يهتم بطعامه

إن عمله لا يتجاوز الساعتين

فافراد القبيلة كثر، ويتناوبون، ياااااااه ما أجمل التعاون

كم هو مريح كم هو جميل، كم هو مبدع هذا التعاون

لكن،


لا توجد خصوصية هناك، لا شيء لك وحدك، لا يمكنك غلق باب بيتك ففي أية لحظة قد يحتاج أحدهم للمبيت عندك، فكوارث تلك البقعة من الأرض كثيرة، ومفاجأة،



إن الجماعة تهبه الدفيء والأمن والاستقرار بطريقة جيدة، فمعهم أصبح أكثر أمنا، إنهم كجماعة بمقدورهم مساندة بعضهم والدفاع عن بعضهم

في البقع الثلجية من العالم، كل شيء ممل، وكل شيء بارد وقارس، والحياة هناك لا تساوي شيءا بلا صديق وونيس،

إن ما يجعل الحياة وساعات اليوم تمر بسلام،


هما شيئين فقط :

1- المجموعة ( الأصدقاء والزوجة ).
2- النوم.


عليه أن ينام قدر استطاعته، لكي يتجاوز ساعات اليوم الكئيبة الباردة، وفيما عدا ذلك فإنه سيقضي باقي اليوم في العناية بأصدقائه الجدد والتحدث معهم،


الجنوبي لا يبني المستقبل، لأنه مع الانهيارات الثلجية، ومع التنقل المستمر للجماعة لا يوجد مستقبل، ولا توجد طرق راسخة للبناء،



وكما ترون، فإن الجنوبي الذي أصبح سعيدا بجماعته الجديدة، بدأ يتنقل معهم، وكان يحدث نفسه لو أنه يلتقي بفتاة أحلامه الدافئة المشرقة،



كانت في القبيلة التي بات ينتمي إليها مجموعة كبيرة من الفتيات وكلهن معجبات، وهو يميل إلى استلطافهن والتودد إليهن بشكل مستمر،




فكثيرا ما يخبرهن كم هن جميلات، وكثيرا ما يهدي إحداهن تمثالا جميلا من الثلج، فيما يرفقهن جميعا بنظرة فاحصة بين وقت واخر، لكنه يتوق إلى امر أخر،

أمر يفتقده،

إنه كالشمالي الذي يقع في حب الجنوبية لأنها تمتلك ما يفتقده، حيث تمتلك الحب والحنان الظاهر والغامر.


وهكذا فإن الجنوبي سيقع ذات يوم في حب امرأة تفيض دفئا، ونشاطا، أمرأة تحمل ما ينقصه، تحمل النار المتأججة، التي ستسري في اوصاله وتعيد إليه الدفء

كان الجنوبي حتى ذلك الحين، قد حقق مكانة كبيرة بين افراد القبيلة، وقد استطاع بحكمته وسديد رأيه أن يتبوأ مركزا طيبا لدى رئيس القبيلة فأصبح مستشاره الخاص،



وبينما هو يتنقل عبر الثلوج، عثر على فتاة قد تاهت من قبيلة ربيعية بينما كانوا يعبرون القطب، سقطت بين الثلوج، اسرع إلى نجدتها، وكانت باردة حد الموت،

حاول الجنوبيون انقاذها، وبالفعل تمكنوا من ذلك، ورحبوا بها في القبيلة،






بدأ الجنوبي يراقب هذه الضيفة القادمة من المجهول، والتي تختلف عنهم في كل شيء، وكأنها كائن مختلف، إنها نشطة، ولا تعير العواطف الكثير من الاهتمام،

تعمل صامتة، وتعمل بجدية، وتنهي الكثير من الأعمال في وقت واحد، ولا تكاد تشعر بالبرد، كما أنها لا تهتم كثيرا لعينيه الفضوليتين ولا لتوددات افراد القبيلة المستمرة،

ينظر لها الجنوبي، المستشار والقائد الجديد،

وتعتمل مشاعر الحب والاعجاب في قلبه نحوها، ولا يكاد يرى سواها، وفجأة يصبح مخلصا، فيتوقف عن ممازحة بنات القبيلة، ويخصص كل مشاعره للتفكير بفتاته الشمالية،
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:10 PM
  المشاركه #25
عندما ينظر الجنوبي للشمالية، يرى كم هي منهكة متعبة، وكم هي باردة من الخارج، فيعتقد أنه المنقذ لها، وأن عليه أن يسرع إلى تلبية احتياجاتها من الحب والاحتضان،



الجنوبي كغيره من الناس يرى العالم بمنظوره الخاص، ويعتقد أن كل الناس مثله تشبه في احتياجاته، وأن الشمالية لا تحتاج حاليا إلى اكثر من الحب والدفيء والانتماء الذي كان قد احتاج إليه سابقا، عندما كان وحيدا،



الشمالية حركت لديه بعض المشاعر لأنها خاطبت الاختلاف،



والجنوبي يشعر بانجذاب، ويرغب لو أنه يستطيع أن يبث ذلك الحب الكبير والود إليها،



لكنه خائف متردد ويشعر بالخجل بعض الشيء،


لكن الشمالية الجريئة شعرت به، وادركت انه يراقبها، فاقتربت منه وسألته إن كان يرغب في قول شيء،


لكن الجنوبي اصيب بالتوتر والتردد من جديد، وبدأ يحدث نفسه عن قوتها وجرأتها، ورأى أن بأمكانه البوح،


فباح لها، بما في قلبه، وأنه يرغب في الزواج،

طلبت الشمالية مهلة قصيرة للتفكير،

إنها متسرعة ولهذا وافقت بعد هنيهة،


لكنها سألته عن مهرها فماذا قال.....؟؟؟


قال لها: اعدك أن لا أتركك وحيدة أبدأ وأن أمدك كل لحظة من حياتك بالحب الذي تحتاجين إليه، وأن اجلعك تعيشين مدى عمرك دافئة.




فكيف فهمت الشمالية الكلام.....؟؟؟

أعدك أن لا أتركك وحيدة: أن يلازمها حتى حينما تقرر الانفصال عن الجماعة، والرحيل إلى بقعة اكثر امنا.

اجعلك تعيشين في دفيء: اي أبني لك بيتا في مكان دافيء وحميم.



ومرت الأيام والشمالية تنتظر والجنوبي طيب القلب المسالم، لا يفعل شيء أكثر من احتضانها بالحب والعطف كل ليلة،

ويداعبها طوال اليوم، ويتباها بها أمام افراد قبيلته، كم هو فخور بزوجته

منصرفا بذلك عن مغازلة جميع نساء القبيلة،

وكانت الشمالية في بداية الأمر مثله، منغمسة بطبيعتها كأنثى في أحضان حبه ووده، وسعيدة به، ... لكن...

في أحدى الأيام، استيقظت الشمالية فوجدت أن بيت الجيران قد انهار، بسبب انيهار ثلجي اثناء الليل، فشعرت بالرعب، وفكرت أن ذات الشيء سيحدث لهما لو أنهما بقيا هنا....


فسارعت إلى زوجها الجنوبي تخبره ما حدث، لكن الجنوبي لم يحرك ساكنا، كل ما فعله أنه ساهم مع افراد القبيلة في دفن الموتى،

بقيت الشمالية تفكر،

والجنوبي عاد إليها اكثر شوقا، يملأه الحب، والود،

وهو يفكر في اعماقه، ها قد حصلت على امرأة هي كل كياني، امرأة تختلف عن كل نساء القبيلة، يحسدني عليها الكل،

كم أحبها، سأعوضها عن كل ايام البرد التي عانتها، وسأخذها في قلبي أبد الدهر، لا تساويها امرأة أخرى،

سأحتضنها كلما كانت بقربي، ولن أسمح لمكروه يمسها،

بينما الشمالية تفكر في الوعود التي قطعها الجنوبي على نفسه ولم ينفذها حتى الأن، فأين الأمن الذي وعدها به، ..........؟؟؟

الجنوبي مثله مثل الشمالي يحب الأمن والسلامة لكن الشمالي يرى تحقيق الأمن عبر الانجازات الشخصية،




فيما يرى الجنوبي الأمن عبر العلاقات الاجتماعية، أتمنى أن تتضح الصورة أكثر،




كل انسان بحاجة للإحساس بالأمن والسلامة لكنها لدى الشمالي هاجس في الحقيقة،




وكل انسان يحب المودة والألفة والتواصل مع الأخرين، لكنها لدى الجنوبي هاجس خاص،



وكل انسان يحب النظام والترتيب والتنسيق لكنها لدى الشرقي هاجس حقيقي،




وكل انسان يحب التجديد والاستمتاع والانطلاق لكنها لدى الغربي هاجس مستمر.






وهكذا نقول:


الشمالي : هاجسه الأمن والسلامة.


الجنوبي : هاجسه الحب والمودة.


الشرقي: هاجسه الأنظمة والتطبيق.


الغربي: هاجسه الحرية والاستمتاع.





ونكمل حكاية الجنوبي،
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:12 PM
  المشاركه #26
عندما عاد الجنوبي الرجل الرقيق المشاعر إلى حبيبته الشمالية، وجدها غاضبة متجهمة، فحاول أن يعرف سبب غضبها، فانفجرت به لأول مرة وبصوت عالي باتت



تصرخ : لقد كذبت علي، لقد اخبرتني انك ستشعرني بالأمن، لكن لا شيء حدث، بالعكس اني اعاني الخوف كل يوم، لم تعد لدي الرغبة في الانجاب، ولست ارغب في البقاء معك، إنك لا تفعل أي شيء لتحميني....


لكن الجنوبي يسمع: إنك لا تحتضنني كفاية، إنك لا تقبلني كفاية، إني بحاجة إلى المزيد من الدفء.



فيبادر إلى الاقتراب واحتضانها، لكنها بكل قسوة تدفعه بعيدا، فهي تعاني ضغطا رهيبا، فهي تعيش في غابة والخيارات وتوفرة، وهو يعيش في قطب متجمد ولا خيار،



عندما تدفعه عنها يصاب الجنوبي بالصدمة والخوف معا، وينظر لها كأنه لأول مرة يراها، إنها كالوحش الهائج، لا يمكنه الاقتراب اكثر،


لأول مرة يرى وجها قاسيا باردا كهذا،


لم يكن يعرف أن عدم الأمان هو كرباج الضغط الذي يسلط الشماليين،


والذي يحولهم إلى متسلطين،


كانت الشمالية تفكر طوال الوقت في الانهيار الذي اودى بحياة جارتها،


وتنظر للقبيلة الجبانة التي ما حاولت يوما أن تجعل حياتها اكثر امنا،


وتساءلت أمام كل افراد القبيلة: لماذا لا تتركون المكان، لماذا لا ترحلون، ........؟؟؟


لكن أفراد القبيلة الجنوبيين: يخشون الرحيل في هذا الفصل من السنة، يتأنون كثيرا، ولا يستطيعون السير إلى مسافة بعيدة، إنهم يعرفون حدود امكانياتهم ....




لكن الشمالية لا تعلم....


ثم تقرر الرحيل مع زوجها وحدهما.........



كان الجنوبي يستمع إلى حديثها، ويحدث نفسه بأن كلامها صحيح، فقط لو أنه يستطيع اقناعها بالتريث، حتى يهدأ الجو،




لكنها مصرة،



فيحايلها التريث،


لكنها مصرة،



إنها عنيدة، ومتسرعة،


فيقول لها: لا أستطيع ترك قبيلتي بهذه السهولة، إنهم يعلقون علي الأمال، اصبحت قائدهم لا استطيع التخلي عن مكانتي ومنصبي بسهولة، افهميني، تريثي قليلا، لعلنا نجد حلا أخر،





لكن الشمالية تعلم أنه ما أن يحل الربيع وتهدأ الاوضاع سيعود جميع افراد القبيلة إلى اللهو واللعب، ولن تتمكن من السيطرة بعد ذلك على زوجها، لن تتمكن من اقناعه بالرحيل،


عليها أن تفعل ذلك الأن، بما أن المكان ينبأ بالكوارث،


إنه أفضل توقيت للتأثير على زوجها،




الجنوبي هذا الرجل المحب، لا يكاد يرفض لها طلبا، لكنه لا يستطيع الانفصال عن الجماعة،


إنه يعرف ماذا يحدث للإنسان حينما يبقى وحيدا،


وقد جرب ماذا تعني الوحدة في الصقيع،



لكن الشمالية لا ترى أنها وحيدة مادام هو معها، فهو كل حياتها، والقبيلة لا تهمها كثيرا،



لكن الجنوبي يرى أن كل القبيلة هو، إن القبيلة هي زاده في هذه الحياة، وهي اساس سعادته وراحة باله،


لكن الشمالية لا تكاد تفهم،



إنها تصر على اقتلاعه من جذوره،


إنها تصر على فصله عن رحم الراحة،


فيحاول الضغط عليها فيفول: لكني لن ارحل معك ستضطرين للرحيل وحدك،


فتصاب الشمالية بالرعب، فهي لا تكاد تعيش بدونه،



فتحاول من جديد بكل الطرق اقناعه،



ولانه طيب القلب محب ودود


يقبل اخيرا.



وهكذا ترحل الشمالية ويتبعها الجنوبي غير مقتنع،



وفي قلبه حزن عميق على تركه احبته في القبيلة،



وبمجرد أن تركا القبيلة، بات كل افراد القبيلة يفكرون في الرحيل،


فالشمالية حركت لديهن الأمل، والحماس لذلك،



لكن الشمالية وزوجها المحب قد غادروا مبكرا،


وتجاوزوا مسافة كبيرة،



كان الجنوبي قد بدأ يشعر بالأرهاق والتعب،


وكانت الشمالية تقوده،


وكان يتمنى لو أنها تتوقف قليلا ليتبادلا القبل والاحتضان، فهو يشعر بالبرودة تكاد تقتلع روحه،


لكن الشمالية الغابة، لا تشعر سوى بالخوف والوحشة من المكان، وترغب في الوصول سريعا إلى وجهتها،
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:18 PM
  المشاركه #27
وفجأة وبينما هي تسير،


التفتت للخلف لترى جنوبيها ( زوجها ) وقد سقط أرضا،


اسرعت إليه وبدأت تحتضنه وتبكي،


لكنه بقي في غيبوبته،


فشعرت فجأة أي فاجعة اصبتها،



كانت طوال الوقت تؤذي صاحبها،


حملته بين ذراعيها، وضمته بشدة، وهي تبكي وترجوه أن يفيق، وتعده أنها ستتوقف في المرة التالية ولن تتركه يموت بردا،



وبينما هي على حالها، سمعته يهمهم،


ففتح عينيه وطلب منها أن تضمه أكثر،


ففعلت،


وفي اليوم التالي بات الجنوبي أفضل، وصارت صحته بخير،


لكنه لا زال منهكا،


فطلب منها الاسترخاء لبعض الوقت،



لكن الشمالية نظرت حولها فرأت أن المكان لا يشجع على البقاء،


وقالت: لما يبقى الكثير، الغابة في الجوار،



وصارت تفكر: لما كل هذا ، لماذا يتعب الجنوبي سريعا، أليس هو الرجل وعليه أن يكون اكثر نشاطا مني....



وكان الجنوبي يفكر: ما هذه المرأة القاسية، كيف لها أن تفعل بي هذا، الا تشعر بالبرد، ألا ترغب في الدفء، لماذا لا تقترب مني أثناء السفر، لماذا تصر على المشيء امامي، وغرس الغصن الناشف في الأرض،


فسألها: لماذا تغرسين غصنا ناشفا في الأرض أمامك كلما سرت.....؟؟


قالت: لكي أتأكد بأن الأرض أمامي صلبة، فلا أقع في هوة، وأتركك ورائي، لأني وجدتك متردد وخائف،....




شعر الجنوبي بالاعجاب بها اكثر، لكنه لم يعد يحبها كما السابق،


فهي في نظره شيء مختلف، هي ليست امرأة بمعنى المرأة التي كان يعرفها،


فنساء القبيلة مختلفات، إنهن دافئات، ملتصقات، فاتنات، أمهات الحب فعلا،






لكن هذه المرأة ليست سوى عقل يسير على الأرض...... إنها كرجل.......!!!!

وبينما هما مستغرقان في التفكير،


شاهدا القبيلة تقترب منهما، فشعرت الشمالية بالخوف، والضيق، إنها تخشى أن تؤثر القبيلة على زوجها، فتمنعه من السفر، او أن يعطلون الرحلة بكثرة الاسترخاء،


لكن الجنوبي ما أن رآهم حتى شعر بالفرح، شعر بالسعادة الغامرة، وكأن الحياة عادت إليه من جديد،


إنه بحاجة إليهم، فقد شعر بالوحدة والبرد القارس عندما تركهم، الشمالية التي علق عليها الأمال لم تعوضه شيءا فقط عذبته، وتركته يتألم بردا،


إنها قاسية لا تشعر به، إنها جونكر لا تكاد تتعب،


إنها مخيفة في الوحشة، فهي لا تقترب ولا تحب ولا تود،


إنها لا تفكر سوى في نفسها،


تريد العودة إلى موطنها، إلى عالمها، حتى ولو كان على حساب حياتي أنا الجنوبي المسكين،


إنها مجرد وحش كاسر يختبأ تحت هذا المظهر الأنيق،



وعندما التقى بالقبيلة حياهم، وسألهم: كيف وصلتم إلى هنا....؟؟


قالوا: لقد فكرنا في كلام الشمالية، ورأينا أن كلامها صحيح، علينا ان نتحرك، فلحقنا بكم، ...؟؟


أين هي كي نشكرها...




فكر الجنوبي في كلامهم، وقال في نفسه: نعم هي خير من يفكر، لكنها لا تكاد تشعر بالأخرين إننا على لحم بطننا منذ الأمس وأني استغرب قدرتها على مواصلة العمل بلا طعام،



ثم قال لهم: إنها تعمل هناك، إنها تصعد الجبل، لترى الطريق الذي سنسلكه غدا،


فقالت القبيلة: ياه، تلك امرأة جسورة، هنيئا لك بها،


فقال الجنوبي في نفسه ليتكم تعلمون ما أنا فيه من هم،



لكن أحد افراد القبيلة الحكماء سأله: مابلك تبدوا متعبا، ولونك ازرق، وكأنك تموت، ..


فأجابه: إني اعاني البرد القارس بحق يا جدي، إني متعب،


فقال له الحكيم: تزوج من اخرى، أنت بحاجة إلى هذا الزواج، ....


الجنوبي: نعم انا بحاجة، لكني لا ارغب في جرح مشاعرها فهي حساسة، وأقل امرا يجرحها، لست اعرف كيف اتصرف لألبي احتياجاتي بدون أن اجرحها، ليتها تفهمني ليتها تعرف احتياجاتي..





فقال الحكيم: تزوج سرا.....






لكن الجنوبي فكر كثيرا، إنه رقيق القلب، لا يحب أن يجرح احدا،


وفي نفس الوقت يحبها، ولا تهون عليه،


ولكنه يكاد يموت من برود مشاعرها،



يكاد يقتله البرود



وكان الجنوبي المحب الجميل الطيب القلب الشهم يقاوم كل الألم الذي يعتريه من شدة البرد،


ويتظاهر امام القبيلة بأنه دافء وبخير،


حتى اوهنته البرودة، وصار يتحرك بتعب شديد،


وبات مريضا،


وكانت إحدى فتيات القبيلة الطيبات الجنوبيات تعتني به


كانت ترمقه بإعجاب،


وكان يتجاهلها احتراما لزوجته،


لكنها تعود لتثير حاجته عبر كلمات طيبة،


وكان يقاوم،
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:20 PM
  المشاركه #28
وكان يحاول التقرب من شماليته الحسناء،


التي لم تكن تفكر سوى في كيفية طي الطريق للوصول إلى الغابة، ....

حاول الجنوبي أن يلفت انتباه الشمالية إلي حاجته الاساسية لكنها لم تفهم،

إنها لا تفهم سر هذه الرغبة في الحب، والمودة،

إنها ذات جهاز عصبي ساخن، إنها فرن متحرك، لا تشعر بالبرد ولا تحتمل الالتصاق ولا الحب بشكل متواصل،


فماذا يفعل الجنوبي المسكين...؟؟


كان الجنوبي ينهار يوما بعد يوم، حتى سقط في غيبوبة بينما الشمالية كانت تعمل كعادتها،

ففرزع كل اهل القبيلة إلى نجدته، وبما فيهم تلك الجنوبية الطيبة، التي سارعت إلى احتضانه،

وصارت تغمره بعطفها وحبها المكنون

حتى عادت له الروح،

فقرر اخيرا الجنوبي الزواج للحفاظ على حياته، في هذا الصقيع،

فيلجأ أخيرا إلى الزواج سرا،

وما أن يتزوج حتى يغرق في قلب الجنوبية، التي تضمه بشوق يشبه شوقه، فهي أيضا لا تستطيع العيش بلا هذا الحضن،

إنها دافئة حدا، محبة، وودودة،


إنها لصيقة طوال الوقت،

وكلما غابت الشمالية، كلما هرب الجنوبي إلى زوجته الجنوبية،

ليعوض على نفسه البرد،


باتت الشمالية تلاحظ أن زوجها بات بصحة جيدة، وأكثر نشاطا،

وتفتح للعمل والانتاج،

وصارت لديه الطاقة للعمل معها ايضا،

إنها لا تعلم من أين اكتسب تلك الطاقة،

لكنها فرحت به اكثر، ........!!!!



وبعد فترة وصل الجميع إلى الغابة، حيث الأشجار، والأنهار، والحياة أكثر امنا بقليل من الصقيع

عندما وصل الجنوبيين إلى الغابة،

شعروا بمتعة الانجاز لأول مرة في حياتهم،

وفرحوا كثيرا، وشكروا الشمالية التي قادتهم إلى هذا المكان،

بينما سارع كل فرد منهم إلى اتخاذ احدى الخمائل بيتا، وكل جنوبي أخذ زوجته تحت شجرة يقبلها،


إلا الشمالية، بقيت وحيدة،


أرادت الشمالية بعد كل هذا التعب أن تكافئ نفسها،

أرادت أن تهنأ هي الأخرى أخيرا بحضن زوجها،

لكنها بحثت عنه ولم تجده،

سألت عنه كل فرد في القبيلة،

لكن أحدا لم يخبرها أنه يختبأ تحت الأيكة، حيث يقبل زوجته الجنوبية سرا،


الكل يعلم ولا أحد يخبرها،

إنها الوحيدة التي ما كانت تعلم،


وبينما هي تبحث سمعت صوته،

ثم اطلت برأسها عبر الأيكة لتراه يقبل امرأة يانعة،

تضج وجنتيها بالحياة، وتمتلأ أوردتها بالصحة والعافية،

فأصيبت بالصدمة، وبدأت تصرخ عليه بغضب: ايها الحقير، أيها الدنيء ايها المخادع القذر، أيها الدون، كيف تجرأ، كيف... تخونني وانا التي ضحيت من أجلك أبعد كل ما فعلته لك، أبعد كل ما عانيته معك، ألا يكفي أني تحملت مسؤوليتنا معا، بينما اثرت انت النوم والاسترخاء، الا يكفي اني كنت اعمل ليل ونهار في الوقت الذي لم تفكر فيه إلا في نفسك، أيها الأناني، كم أكرهك، كم أمقتك،


وتركض الشمالية عبر الأدغال، وهي جريحة متعبة، منهكة، حتى بعد كل ما قدمته من تضحية لم تجني سوى الخيانة،


لكن الجنوبي شعر بالأسى لأجلها، وفي الوقت ذاته، لم يعد يفكر في ان يعود إليها، فهي رغم كل شي جميل فيها، تبقى باردة متعبة، وزوجته الجنوبية توفر له الكثير من احتياجاته عليه ان يختار،


لكن افراد القبيلة يقولون له: لا بأس عليك ان تعيدها فهي مهمة، وذات فضل علينا جميعا، اعدها واتركها، مجرد زوجة، هي لن تكلفك الكثير، إنها تعتني بنفسها، وتحد مؤونتها بنفسها، إنها لا تشكل عبئا عليك، اعدها لأجلها مسكينة،


ويبادر الجنوبي إلى ارضائها إنها طيبة وتقبل، لكنها في اعماقها تعتقد بأنها افضل حالا من أن تصبح زوجة اولى، فتقرر أن تدفعه إلى طلاق الثانية،


وهكذا تعمل الشمالية بكل قوة لكي تستعيده، لكنها لا تعرف كيف....؟؟

فتسقط من جديد، إنها تعتقد أنها لو بنت بيتا فسوف تغريه ويعود، فتنهك نفسها في بناء البيت الجديد، لكنه يستمتع طوال ذلك الوقت مع الجنوبية،

وعندما تفرغ من بناء البيت الشمالية، وتطلب أن يقاسمها البيت، يشترط ان تستمع الجنوبية معه بالبيت، فيصيب الشمالية القهر وتموت،

وهكذا ينتصر الجنوبي ويفوز وزوجته الجنوبية بالبيت، ببساطة، وبلا تعب،

فالحياة ارزاق، أمر لم يتيسر فهمه على الشمالية،


لو أن كل شمالية ادركت ان الله هو وحده الأمن لارتاحت،

لو أن كل شمالية توازنت لصانت بيتها، وزوجها ونفسها،




ترى فيما فكرت الشمالية لحظة الموت...؟؟ عندما بدأت روحها تغرغر....؟؟؟

فكرت أن الحياة بكل ما فيها لم تكن تساوي شيءا، وأن الموت سيداهمها في وقته وفي حينه سواء كانت في الصقيع أو في الغابة أو في البيت،

الموت يأتي للإنسان في كل مكان، لا يثنيه شيء،


فكرت كم أنها اهدرت حياتها على امور غير مهمة، في الواقع، فكرت أن الدنيا لم تكن تستحق كل تلك الجدية،

فكرت لو أن الزمن يعود إلى الوراء لو أن الله يمد في عمرها فتعوض على زوجها الألم،

تريد أن يعود الزمن إلى الوراء فتهتم بمشاعرها اكثر، وبزوجها اكثر، وتنجب اطفالا يملؤون عليها الدنيا،

وتحب اطفالها ولا تعصب عليهم،

ياه الحياة تافهة، تافهة،

الحياة لاشيئ

إن الجنوبي وحده يدرك أن الحياة لا شيء،

ولهذا فقد وصفه عليه الصلاة والسلام بخير الأنماط.
عاش الجنوبي والجنوبية في البيت الذي بنته الشمالية، والذي لم يكن مكتملا،

وبعد مدة من الزمن، سقطت بعض الأسوار، وتهاتكت الجدران

لكن الجنوبي أهملها، ولم يفكر في اصلاحها،

والجنوبية زوجته لم تهتم ايضا،

كان الأطفل يلعبون في فناء الدار،


بينما كان الشمالي وزوجته الشمالية ( ان كنتم تذكرون حكايتهما) يمران من هناك، لا حظا أن الأطفال في خطر،

فقال الشمالي للجنوبي: لماذا لا تصلح دارك، فقد ينهار، وقد تفترس الوحوش طفالك، عليك باعادة بناء الدار،

لكن الجنوبي قال : حسنا، سأفعل ذات يوم،
لكنه لم يفعل،

وذات يوم: سقط السقف على رأس أحد اطفال الجنوبي، بينما هاجم سبع الطفل الأخر،

وهكذا فقد الجنوبي اطفاله،

فمر عليه الشمالي والشمالية وقالا له، ألم ننصحك سابقا،

تعلم الجنوبي الدرس، عمليا، بعد أن خسر فلذات كبده،

بينما لم يتعلم عبر النصحية، فهو لا يستوعب إلا عمليا،
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:21 PM
  المشاركه #29
لازالت في الانتظار قصة حياة الشرقي والغربي، وهي رائعة ايضا،


وسأسردها لكن،

لأن مشاركاتكن تثري كتابي لو تعلمون، ..... فشكرا جزيلا لكن،


بالنسبة لمن تعتقد أن الجنوبيون دائما خائنون، فهذا غير صحيح، الجنوبي عندما تزوج الجنوبية اخلص لها، كذلك لو أن الشمالية قدمت له الحب ولو مرة يوميا على اقل تقدير، لكان قد اخلص لها،

لكني اردت ان اجعله درسا عبر القصة لكل شمالية متهالكة على الدنيا، متجهمة، سوداوية،


بينما ايضا هناك شماليون يخونون عندما لا يجدون من يقدر امكانياتهم ويشعرهم بعبقريتهم، ....


الخيانة ليست نمطية، لكنها قد تكثر لدى نمط دون الاخر،



وهناك نقطة احب ان اضيفها:

الجنوبي يرى أنه ماهر في انتاج الحب، والعالم كما ترون بحاجة إلى الحب، لكي تتقلص حجم المشاكل والحروب، الجنوبي حمامة السلام،

والشمالي يرى أنه ماهر في تعمير الأرض، وفي خلق العالم المتقدم الجميل المسالم، إنه منجز،


يمكننا ان نقول، أن الجنوبي سيقتسم الحب مع الشمالي فيما يقتسم الشمالي انجزاته مع الجنوبي،


هكذا ببساطة،


فالشمالي بلا حب لا يستطيع الانجاز،

والجنوبي بلا انجاز لا يستطيع العيش،

كل يكمل بعضه

العزيزة نفرتاري،


أولا اشكرك على العباءة الهدية وقد لبستها في محاضرة امس في الخبر، في دورة حوار الكناري وكانت راقية، شكرا لك من جديد،

ثانيا غاليتي، إن كنا سنسخر من عاطفية الجنوبي إذا علينا ان لا نتكلم عن الحب ولا نطالب به اطلاقا، علينا ان نكتفي بانجازاتنا فقط،

الجنوبيين منبع الحب في هذا العالم، إنهم يقولون للعالم تريث حينما تشتد الأزمات،

إنهم يجعلون الأرض الموحشة أكثر الفة،


في الغابة غاليتي سترين في كتابي كيف سيتغير الجنوبي والجنوبية ويتحولان، إنها اكتشافات رائعة تعرفي عليها عبر الكتاب إن شاء الله،

وكذلك سترين ماذا سيحدث للشماليين، حينما يذهبون لزيارة الأراضي المتجمدة المتجمدة،

كل شيء سترينه في الكتاب،

ستذهلين كيف تتغير الانماط وفقا الظروف،


تابعي معنا،

قصة حياة الشرقي


يعيش الشرقي في عالم من المزارع،

تحيط به البساتين من كل الجهات،

ولهذا فإن اللون الذي يريحه هو الأخضر

كل شخص يمتلك مزرعته الخاصة،

يؤمن الشرقي الاسترخائي بأهمية العمل، ......... لكن العمل بهدوء ونظام وجودة عالية،

إن المزرعة تعني أن يغرس البذور، ثم يرويها، ثم عليه أن نتظر طووويلا، حتى يأتي وقت الحصاد


وهذا ما يجعل الرجل الشرقي متأني، متأمل، يحب الاسترخاء والاستجمام، لكنه منجز، وانجازاته بطيئة، لكنها قوية، ........


إذا فالشرقي شخص انطوائي، لكنه في الوقت ذاته انسان استرخائي، ومع هذا منجز،



و العمل في المزارع يحتاج إلى الدقة والتركيز، والتنفيد والتنظيم، فهو يجب أولا أن:

1- يخصب التربة، ويعيد احيائها.

2- ثم يختار الطقس الجيد،واليوم المناسب لغرس البذور.

3- ثم عليه أن يتخير الوقت المناسب للسقي، ليوفر الماء، كما أن عليه أن يتعلم كيف يسقي النبتات الصغيرة كي لا تغرقها المياه،

4- يتابع يوما بيوم، واجواء الحقول الجميلة، تلهمه التأمل، والاسترخاء،

5- لقد قام بما يجب عليه فعله، ولم يتبقى عليه الأن سوى الاسترخاء والنوم الهنيء مع المتابعة المستمرة وتأمل النبتات الجميلات وهي تنمو، عليه ببساطة أن نتظر موسم الحصاد،


هذه باختصار حياة الشرقي، إنها جميلة، منظمة هادئة، فهو ليس عشوائيا، ولا متسرعا، وليس كسولا، ولا حالما، إنه ببساطة شخص واقعي جدا، منظم جدا، ينفذ الممارسات والاسترتيجيات التي ورثها من أهله بشأن الزراعة، ينفذها ولا يغيرها إلا في النطق الضيقة، إنه لا يحاول تغيير العادات الزراعية التي استقاها من اهله، لأنه ببساطة يؤمن بها،

ويثق في أنها الأفضل على الأطلاق، ...... فهل معه حق...؟؟؟

إلى حد ما.........



ترى من يفضل الشرقي، ....... شمالية متسرعة مضحية، أم جنوبية كسولة حالمة، أم غربية متهورة مبتكرة........؟؟

يؤمن الرجل الشرقي بأهمية الأدوار،

بما أنه شخص تقليدي، فإنه يرى بأن المرأة مكانها المنزل،

إنه يحبها ويقدرها، ومستعد للتضحية من أجلها، بكل ما يملك، فهو كالشمالي في ذلك،

لكنه لن ولن يسمح لها بأن تأخذ دوره في الحياة،

المرأة التي تصر على العمل مثلا، بينما يرفض الشرقي ذلك، غالبا ما يستبدلها، لأنه لا يشعر معها بالراحة،

إنها بالنسبة له قلبت الموازين، والأنظمة، والقوانين،

وما أدراكم ما القوانين،

إن الشرقي هو الذي وضع القوانين التجارية على وجه الأرض،

القانون الذي يخص الأقتصاد والتجارة،

هو من اخترع نظام المقايضة، اي اعطني سمكة أعطيك بطيخة، .......!!!!!

عندما اصبح الشرقي مستعدا للزواج، بدأ ينظر حوله من تحت لتحت،

( فهكذا يبصبص الشرقي، إنه يخشى ان يضبطه أحدهم فيتهمه بالبصبصة، بينما هو شخص له مكانته الاجتماعية)

نظر الشرقي لتلك الشمالية التي تعيش في الغابة المجاورة، ووجد كم هي شخصية قيادية جذابة، تثير في أعماقه الاحساس بالقوة، لكنه لا يستطيع الاقتران بأمرأة تفوقه قوة، إنها تخيفه، رغم أنها جذابة، قد يحبها، قد يعجب بها مدى الحياة، لكنه لا يتزوج منها، فهي لا تراعي كونها امرأة إنها تعمل بين الرجال.....!!!!!

ثم ينظر إلى الغربية، تلك الفراشة المحلقة فوق البساتين، تثير الغرائز والعقول، وتتودد لكل من حولها بقصد أو بدون قصد، تلك التي تنادي بالانطلاق والحرية للمرأة، متمردة على كل ما حولها من قيود، إنها لا يمكن أن تقبل ترك عملها لأجله هو، رغم أنه معجب بها، فهي مختلفة صدقا، لكنها تخيفه كالشمالية لا تناسبه، ...

ثم ينظر حوله من جديد، فيرى الجنوبية، كم هي ساحرة، تجلس هناك بهدوء، طوال اليوم، تتأمل فيه، وترمقه بنظرات جذابه، متأكد من أنها مغرمة به، ويشعر نحوها بالانجذاب، فهي مريحة، هادئة، كما أنها لا تغادر المنزل إلا نادرا، إنها لا تتململ من العادات والتقاليد، لديها صبر وطولة بال، وحنونة، إنها مناسبة، له، فهو يحتاج إلى امرأة من هذا النوع،

ولأن الشرقي ينظر إلى الحياة الزوجية على انها تبادل للحاجات، والمنافع،

فإن أول ما سيقوم به، هو تفحص زوجته المحتملة، يتفحصها ليتأكد من انها مناسبة، وأنها تحمل كل المميزات التي يريدها، إن يتفحصها من تحت لتحت،

ثم يصر على رؤيتها، والنظر إليها جيدا، وقد يطلب الحديث معها ليتاكد من أن كل شيء على ما يرام،

يتردد الشرقي كثيرا قبل اتخاذ القرار، قبل حتى أي يبلغ والدته بخطبتها، يتردد إلى أن يتأكد من أنها مناسبة،



بعد ذلك يتم الزفاف، ويعيش الشرقي مع الجنوبية أيام عسل جميلة،

الشرقي معجب جدا، بهدوء الجنوبية، وخجلها الجميل، إنها تماما ما كان يريد، إنها تحمر خجلا، وتتوتر كلما اقترب منها،

والجنوبية سعيدة بالشرقي، فهو رومانسي خجول، مع انها لم تعتقد ذلك في البداية، لكنها اكتشفت كم هو رائع في الخفاء، رغم كل ما يبديه من رسمية وجدية، لكنه حنون عطوف ورومانسي اثناء الليل، ...


ومرت الأيام، ولا حظ الشرقي أنه كلما دخل المنزل، وجد الجنوبية تتحدث مع رفيقاتها بالهاتف أو عبر الجدار،

أو أن إحدى رفيقاتها تزورها، أو انها في زيارة لرفيقة،

كما لاحظ أن الكثير من أمواله تصرفها الجنوبية على الولائم، التي غالبا تقام بلا مناسبة،


وهذا الأمر اثار ضيقه بشدة، فهو يتعب في جني هذا المال، وفي النهاية لا يستطيع جني المال كل يوم، إن المال لا يأتي إلى في نهاية الموسم، ولا يأتي ببساطة، بل بعد مجهود وصبر طويل،


لكن الجنوبية لا تكاد تشعر بذلك، كل ما يهمها هو أن تسعد الأخرين، وتتصل بهم، وتهنأ بقربهم،

إن الجنوبية تريد أن تساعد المحتاجين، فكثيرا ما تسعدها كلمات الشكر والثناء والاطراء، لكنها نسيت أنها تتبرع بمال لم تتعب فيه، إنها تتبرع بمال رجل كاد ظهره أن ينحني ليجنيه،

إن الجنوبية لا تكاد تهتم للمال إلا إذا كانت تريد أن تهبه للناس، او أن تستمتع به،

والشرقي، يرى أن المال عصب الحياة،


وهكذا تتهم الجنوبية زوجها الشرقي بالبخل، وتبغضه،

ويتهمها الشرقي بالاسراف واللامبالاه، ويبغضها.

ويفكر الشرقي كثيرا،

ويقول: إن الحياة أخذ وعطاء، فلما أعطي هذه الجنوبية المال، وأسكنها بيتي، مادامت لا تقدم لي الكثير،

إنها لا تقدم سوى الجنس، لكنها لا تهتم بالبيت، ولا تبدع في العناية به، ولا العناية بالأولاد،

علي أن لا أقدم لها الكثير من المال، بل أقصر معها بالقدر الذي تقصر هي أيضا معي،

أي مثلما لا تهب سوى القليل من العناية لبيتي، ايضا لن أهبها سوى القليل من المال،


وتتأزم الأزمة،

فالجنوبية تصاب بالجفاف، إثر تصرف الشرقي معها،، وتشعر بالإهانة، فهي تريد أن يعاملها الزوج كملكة، ولا تريد أن تقدم في المقابل سوى الحب، تعتقد الجنوبية الحالمة البريئة، أن الحياة ستمضي ببساطة هكذا، لا تعرف ان العالم لا يقتنع بالحب وحده، فلو كان الحب هو الشيء الوحيد الذي سننتجه، لمتنا جوعا، وعطشا وبردا، .........!!!!


والشرقي يتزمت اكثر، فتصرفات الجنوبية التي باتت حزينة، تسبب له القرف، ويفكر لماذا تتصرف الجنوبية بهذا البرود، لماذا لا يهمها أن تسرف مالي، طبعا طبعا، لأنها لم تتعب في جنيه،

ليتني تزوجت امرأة شمالية، لكانت الأن تصرف على نفسها، وقد تهبني بعض مالها، ........ ويفكر قليلا، ثم يقول، لما لا، لعلني اقنعها بتغيير عملها، لتعمل في مجال نسائي بحت، ... نعم سأفعل،


في الوقت ذاته، تصاب الجنوبية بالقهر، وتصرخ، أنا اريد العمل ايضا، لكن الشرقي لا يقبل، فهو يعرف كيف هي الجنوبية، لم يسبق لها أن عملت بين الرجال، قد تثيرهم بعينيها المغرية، وقد يغريها كلام الرجال المعسول،

إن الشمالية أكثر سمكا، إنها لا تبالي بالحب كثيرا،

وهكذا تجدون أن الشرقي قد يتزوج لأجل هدف غير الزواج ذاته، يتزوج الشرقي للانجاب المزيد من الأولاد، ويتزوج لأجل المال ايضا، ..........!!!!



لا بأس هذا لا يعني أن كل شرقي متزوج يرغب في الزواج من أخرى، بل أن المرأة التي تسرف مال الشرقي، او لا تعطيه جنسا مميزا انتقائيا، وإن كانت غير منظمة، قد يدفع ذلك زوجها للزواج عليها،

في دورة كنز الحب، اقدم كل نمط، والسلوك الجنسي ونوعية الحب الذي يريده،

كذلك في الكتاب ستقرئين الكثير عن دقائق شخصية الشرقي،

وهكذا يحاول الشرقي التقرب من الشمالية، معتقدا أنها قد تكون بتلك السذاجة،


لكن الشمالية التي قد تصغي بداية لحديث الشرقي المعسول، سرعان ما تفقد اعجابها به، بمجرد أن يبدي اهتمامه برصيدها، وتنسحب من حياته بهدوء، دون ان تبدي اسبابا واضحة،

بل وتحذر جدا في التعاملات القادمة معه،

فيعيد التفكير من جديد، وقد يغامر بالتعرف على الغربية، فقد سمع الكثير عن امرأة غربية، ترك لها والدها ثروة كبيرة،

ويفكر مليا، ويرى أنها مناسبة فهي تسرف بلا حساب، إنها ساذجة جدا،


لكنه ما أن يتعرف عليها، حتى يصاب بالصداع، إنها منفتحة على العالم، وتريد شخصا أعصابه قوية جدا، ليتمكن من اللحاق بها عبر مغامراتها الدائمة والمتعددة،

وما أن يقترب اكثر حتى يجد أنها لم تبقي من مالها أي شيء يذكر، لقد افنت كل قرش كان لديها،


وهكذا يعود صفر اليدين،

بينما فجأة يكتشف أن شرقية تعيش في الجوار،

فيحاول التقرب منها عبر والدته كالعادة، فهو يؤمن كثيرا بالخطبة التقليدية،

والشرقية، ترى أنه لا بأس إن تزوجت برجل متزوج،

إنها تفعل ذلك عادة،

وعندما يتزوجان، يصبحان شخصين رائعين، إنها تعمل تماما كما يريد، إنها نصفه الثاني في الحياة،


لكن حياتهم رتيييييييييييييييييبة، تقليييييييييييييييييييدية ،

إنها اشبه بمصنع يعمل بخط انتاج ثابت، لا يزيد ولا ينقص ولا يتطور.........!!!!!!
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2015-05-24, 11:22 PM
  المشاركه #30
في كتابي


ستجد القصص أكثر تفصيلا، وأطول وأجمل،

ستجد قصة زواج الشمالي من الشمالية بالتفصيل، من الجنوبية بالتفصيل، من الشرقية بالتفصيل، من الغربية بالتفصيل،

وقصة زواد الشرقي من الشرقية، والغربية والجنوبية والشمالية،


كل نمط كيف يصبح حينما يتزوج من نمط اخر،


كذلك ستجد كيف يكون زواج الشمالية من الشرقي، أو الشرقية من الشمالي،

يعني كل احتمال زواج، ماذا يمكن ان ينتج،

ستجد وقد ألقيت الضوء على المخاوف، والدوافع التي تحرك كل نمط


كما ألقيت الضوء على كيفية تطوير الأنماط،

فمثلا كيف تحولين الجنوبي إلى شمالي.......... وكيف تفعلين العكس ايضا،

الكتاب شامل، ولا زلت اضيف له المزيد، عبر استفساراتكم

إنها تلهمني،

لأني اريده كاملا، ممتلأ يروي عطشكن كيف ما كان

ويشبع فضولكم لمعرفة المزيد والمزيد عن كل نمط

أريده كتابا قويا جدا، يجيب على كل سؤال قد يخطر في بال احداكن.

اتمنى انكم استفدتم

التعديل الأخير تم بواسطة رانا ; 2015-05-24 الساعة 11:26 PM
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: بوصلة الشخصية
الموضوع آخر مشاركة
البطاقه الشخصية لكل عضو 2015-06-29 04:05 PM
البطاقة الشخصية للدار البيضاء 2013-05-23 01:56 AM
أسرار الشخصية الجذابـة 2012-11-30 07:15 PM
الشخصية الابداعية احمد بوزفور 2012-05-12 01:48 AM


الساعة الآن 08:52 PM