استوقفني اخي كلامك عن المعتمد بن عباد ..
كانت سهره جميله امتدت للساعه الثانيه ليلا امتزجت فيها قصائد ابن عباد بعبق كازا مما اضفي جوا جميلا لصديقي الفرنسي واخذ يسألني عن قصائد دوله الموحدين وعن غزوات ابن تاشفين وعندما اخبرته بقصه ابن عباد وقصيدته في السجن بكي وابكاني معه.
المعتمد بن عباد هو ثالث وآخر ملوك بني عبَّاد في الأندلس ..
قصيدة المعتمد بن عباد .. وهو في سجن أغمات ..
قال هذه القصيدة يوم العيد عندما حضرت زوجته اعتماد الرميكية وبناته لزيارته في السجن. وكن في حال يرثى لها بعد حياة العز والترف ..
قال :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ... وكان عيـدك باللـذات معمـــــــورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعــــــدةٌ ... فساءك العيد في أغمات مأسـورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعــــــةً ... في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـــورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهـــــــــنٌ ... يغزلن للناس لا يملكن قطميــــرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعـــــــةً ... عيونهنّ فعـاد القلـب موتــــــــورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـــــرةً ... أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـــــرا
يطأن في الطين والأقدام حافيــــةً ... تشكو فراق حذاءٍ كـان موفـــورا
قد لوّثت بيد الأقـذاء واتسخــــــت ... كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافــــــــورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهــــره ... وقبل كان بماء الـورد مغمـــــورا
لكنه بسيـول الحـزن مُختــــــــرقٌ ... وليس إلا مع الأنفاس ممطـــورا
أفطرت في العيد لا عادت إسـاءتُه ... ولست يا عيدُ مني اليوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـــــجٌ ... فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـــــــــــرا
قد كان دهرك إن تأمـره ممتثـــــلاً ... لما أمرت وكان الفعـلُ مبـــــرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ ... فردّك الدهـر منهيـاً ومأمـــــــورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بـــــه ... أو بات يهنأ باللـذات مســــــرورا
ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت ... فإنما بات في الأحـلام مغــــــرور