علاقة وطيدة بين الخليفة المعتصم والشاعر أبي تمام جعلت حاشية المعتصم وجلسائه يغارون منه ويتربصون به الدوائر في محاولة منهم للإيقاع بينه وبين الخليفة .
وفي يوم من الأيام تقدم أبو تمام إلى مجلس الخليفة ليمدحه وكان من بين الجلساء في المجلس الفيلسوف أبو اسحق الكندي فلما بلغ أبو تمام قوله :
(إقدام عمرو في سماحة حاتم..في حلم أحنف في ذكاء إياس)
وقف له الكندي معترضا بقوله : الأمير فوق من وصفت ، وماذا فعلت غير انك شبهته بااجلاف العرب..وظن بذلك أنه قد أجهز على أبي تمام أو أحرجه أمام الخليفة على أقل تعديل .
أطرق أبو تمام هنيهة ثم واصل إنشاده قائلا :
(لا تنـكروا ضربي لـه مَن دونـه..مثـلا شرودا في النـدى والباس
فالله قـد ضرب الأقــل لنـوره..مثـلا مـن المشكاة والنبـراس)
فسكت الكندي ، وأعجب الحاضرون بذكاء أبي تمام وفطنته ولا سيما بعد أن عرفوا أن البيتين لم يكونا مكتوبين في القصيدة ، وأنه كان قد نظمهما في التوِّ واللحظة ردا على اعتراض الكندي ، فتخلص من الإحراج وأفحم خصمه .
ابو تمام من اعضم شعراء عصره ويكفي انه كان يقارن بااعضم شعراء العرب المتنبي والغريب ان ديوان ابو تمام لايتجاوز70 صفحه وهذا يعكس معنى ان تهتم بالكيف لا بالكم وخلد ابو تمام ذكره حتى اليوم بقصائدة الشهيره ..