،
اليوم الأول / الجزء الأول
أنا هنا ..
لا شيء أعرفه سوى أنا
ودّعت القطار والذكرى
تلويحة غريب في بلاد غريبة
كان ظلي صديقي الوفيّ
وكنت الحبيب الذي رسم ــ بالخيال ــ حبيبة
،
نزلت من القطار وتوجهت للمحطة
كانت المحطة صغيرة مقارنة بمحطة مراكش
على اليمين شباك التذاكر وفي الأمام باب الخروج
بحثت عن أقرب فندق للإقامة فوجدت فندق ( بلير )
أتصلت على رقم الفندق :
أنا : السلام عليكم
الأستقبال : عليكم السلام
أنا : فندق بلير
الأستقبال : نعم
أنا : من ؟
الأستقبال : سارة
أنا : أريد حجز غرفة
سارة : نعم موجود
أنا : هل من الممكن وصف الفندق
سارة : قريب جدا ً من المحطة مسافة 5 دقائق
حملت حقائبي وتوجهت للفندق وكان قريبا ً كما قالت سارة
وأنا أمشي أشاهد بعض المقاهي عن اليمين وعن اليسار
لا شيء يدور في خيالي سوى كيف سأظل هنا 3 أيام في هذه المدينة الغريبة
وفي دوامة الأسئلة وخطواتي المتسارعة وصلت للفندق
أستقبلتني سارة بابتسامة عريضة كالوطن حين يستقبل منفيّ عاد للتو من الغربة
كان وجهها كقطعة ألماس أصيلة لم تمسه يد صائغ ( لا تضع مساحيق التجميل )
وكانت مرحة قي كلامها معي ومهذبة لأبعد حد
توجهنا عبر المصعد للدور ( 2 ) غرفة ( 106 ) مطلة على الشارع وحديقة خلفية
فندق بلير :
فندق عادي جدا لا يرقى الا لـ 2 نجمتين فقط فالاثاث كان قديما ًبعض الشيء
ولكن لا ضير في ذلك فالغريب لا يحفل للجدران الأربعة في بلاد جديدة
سعر الغرفة : 250 درهم لليوم الواحد
وضعت حقائبي وأخذت شور بارد فقد كان الجو حار بعض الشيء
توجهت لمطعم الفندق وطلبت ( طاجن لحم ) وجبة للغداء
تناولت الغداء ثم عدت للغرفة واستلقيت على السرير لأخذ قسط من الراحة
نمت تقريبا ساعتين و 17 دقيقة
أرتديت ملابسي ونزلت للإستقبال لأسألهم عن أقرب مقهى لشرب القهوة
كان هناك مقهى ملاصق للفندق جلست فيه وشربت كوبين من القهوة
سألت النادل :
أنا : هل يوجد أماكن للسهر هنا ؟
النادل : لا يوجد
أنا : أسواق ؟
النادل : هناك سوق قريب أسمه ( قصبة الشاوية )
أنتهيت من شرب القهوة ودفعت الفاتورة ( 18 ) درهم كوبين قهوة
توجهت مباشرة لسوق ( الشاوية )
يبعد عن الفندق 8 دقائق سيرا ً على الأقدام
السوق عبارة عن ملابس وأشياء مستهلكة للمواطنين من أكل ومستلزمات الحياة
وكان خلف السوق تقع مطاعم كثيرة شعبية
قضيت في هذا السوق 3 ساعات تقريبا ً بين مشاهدة وشراء لبعض الملبوسات المغربية لوالدتي
كان الناس في السوق بسطاء جدا كأنني في الزمان القديم الأصيل
لا تكلف في الملبس ولا تصنع للحضارة ولا حتى مساحيق جمال صناعية
مررت في طريقي على ( بلدية سطات ) وحديقة صغيرة يجتمع فيها العوائل المغربية
شدّ أنتباهي في المجتمع السطاتي : كثرة الشباب ( ذكور وأناث )
كان مجتمع فتيّ وشاب لأبعد درجة وهذا شيء جميل بالنسبة لعلم الأجتماع :
( المجتمع حين يقوم على الشباب الناضج يكون مجتمع راقي )
عدت للفندق مشيا ً على الأقدام
وضعت ما تم شرائه في الغرفة وبدلت ملابسي وأنتظرت صلاة العشاء
بعد الإنتهاء من الصلاة نزلت ثانية للمقهى قرب الفندق
وجدته ممتلىء بالزوار ( كان هناك مباراة على التلفاز )
،
في المقهى ..
وجوه الناس محلقة في الأحلام
وأنا المستقر في ذاتي
كوب القهوة كسول
والسكر نائم بين أحضان طاولة الحياة ِ
كيف للأيام أن تأتي بي هنا ؟
أنا الغريب إلا من ذكرياتي
كنت وحيدا ً
رغم أن العمر كان معي ، صديقا ً
والصمت ضيف ثقيل حين يأتي
،
للغربة بقية ...
"
__________________
،
تخلّيت عن إنسانيتي
فأصبحت ملائكي يُقبّل تراب القمر
.... وأحبك ِ أكثر
ضيف
:
التعديل الأخير تم بواسطة د.ضيف ; 2016-10-01 الساعة 09:10 PM