اليقين بأنه لارجوع
كانت صباحات ذلك اليوم أولى محطاتي في غابة الوهم ...
كانت أولى محطات اليقين ... اليقين الصادق بأنه لامجال للعوده... كما كان الهروب ... كما كانت الأشلاء ... كما كان النصر... كانت الفرحه...
أنا
سعيد لأول مره في حياتي ... سعيد بأن جبال الهم ازيحت من فوق صدري ... الاستسلام ... فعلا كان
الأمان ...
ازيلت جروح الازل... وماتت وامجاد الخالدين... عاشت امجاد الرقيب واندثرت جروح الباقين... لم اعد ابدا معادلة صعبة في صدور الحاقدين... شر امة بين الأمم...
ايقنت في بدايات ذلك الصباح بأنني فعلا اصبحت من
بقايا الرقيب... شروطه كانت واضحه ... ونفسي الأبيه ارتأت الا الانصياع...
في ذلك الصباح كانت
دنيا حاضرة بجمالها المعهود ... لم تفكر ابدا بالذهاب... هي ارادت البقاء ... هي ارادت اللقاء...
لم اكن اعرف عنها الكثير ... ولكن كانت تلك الليله كافيه ... كافية ... الثماله دائما تضفي على الجو الكثير من الصراحه... وكانت صراحتها بكل تفاصيلها وابل من الرصاص...
كانت فعلا ... كما تصف نفسها ب انها
قرطاسه !!!
هي كانت ايضا من
بقايا الرقيب... ولكن قصتها فيها الكثير من الأمل ... كثير من الأنس المعهود... قليلا من الأسف المعهود...من حظوظ الدنيا كانت دنيا... وكثيرا من همومها كانت دنيا... دنيا كانت... بكل بساطه ... احد ضحايا غابة الوهم... ابنة العشرين عاما...
لم يشفع لها جمالها لأن تبقى بأحضان ذلك التعيس... ذلك التعيس كان نهايته النهايه... كانت نهايه عدم الغدر... الغدر كما ايماني ضحيه الخائنين ... لم يكن ابدا قديمها من السعداء... كانت نهايته الألم ... كانت نهايته قفص الاتهام... تهمه عشر سنين ... لم تكن دنيا قادره ابدا على الصبر... كان الطلاق في بداية زواجها ... الحل ... الهروب ... كما أنا من الهاربين ... وكل جاهل بجهله منعم... لست محاميا عن دنيا... كانت فعلا مظلومه ... لماذا الأهانه ... لماذا الغدر ... هي دنيا... هي جميله... هي اليمه...
ملامحها لم تكن تحمل الألم ... لم تكن ابدا سوى امل... دنيا...
كانت تحمل في صدرها هم ابنتها الصغيره ... وكانت تحمل في صدرها اهات اليمه ... والكثير من الجمال ... بين حنايا ذلك الصدر العظيم... لا داعي لذكر بقايا جمالها ...
كما بقايا اجدادي... دائما لنا المقدمه ... المؤخره للمدبرين ... انا من الباقين...
كانت وكنا... حضرت ومتنا ... نام البعيد وحضرت بقايا الرقيب... لاجديد ... في غابة الوهم نعم انا الضيف الجديد ...
والحل ؟؟؟
لم يعد هو الهروب ...
بقايا مهزوم ... لاحل ابدا سوى هو الانغماس بكل برود,,,
بكل جمالها قالت : شكون بحالك يالبرهوش ...
فاخبارك فدارنا ما كنطيبش الفطور ...
ووواقفه هنا كنطيبو ليك يا وجه النحس..
كانت تلك طريقتها العجيبه للتعبير عن الاعجاب ... كلمات قاسيه بثوب اطراء...
جاوبتها: وشكون اللي اداها فيك ... الحريرة نهار العيد !!!
بكل ذكاء جاوبت : كول كول... الله يعطيك الهمري... المكلخ الاخر ...
عكس الموقف ... للقارىء الكريم ...
كنت انا وجه الفرح ... كانت هي الحريره أول ليالي رمضان ... كانت هي الشبع ... كنت انا الذكاء ...
قليلا من الوهم... انا لست
طفلا ... أنا
الشقاء...
كانت فعلا اجمل في ذلك الصباح... او لربما كان الصباح اجمل... لا فرق... المهم انها كانت حاضره ...
الأيام تنقضي بسرعة البرق... وكما طبيعة الدنيا...
دنيا كانت زائلة ...
ظروفها لم تسمح لها بالبقاء اكثر... لديها الكثير من المسئوليات ... كان هدفها بسيطا وواضحا... الهدف هو الترغيب في غابة الوهم...
عاد الرقيب
اهتمام الرقيب فيني قل كثيرا... لم يعد يحاول كما السابق... لم يعد يسعى كما السابق... حقق نصره ...
غابة الوهم لم اعد ضيف شرف فيها... اصبحت من الساكنين ... لم اعد ابدا من الراحلين ... لم يعد الحل هو الهروب... الحل هو البقاء ...
كان عرض الرقيب... ابدا لايقاوم... لم يعد هناك امل للصراع... جنود الرقيب كانوا قابعين على اسوار ضلوعي ... الاحتلال الأبدي ... لم يعد هناك مجال لردع الأستعمار ....
استقلال بطعم الأستثقال ... اثقال ... كما الجبال ... لاداعي للممانعه... هنا تبدا قصتي...
غابه الوهم...
ولازال كما كانت دنيا ...كانت مائتين ...
الحساب يوم الحساب... أنا بقايا الرقيب... انا لم اكن منعما لأكون بالجنه... ربي الغفور... لا أريد حطب جنهم ... أنا طموح جدا لعفوك... يارب العفو ... كم أنا صغير امام ذنوبي ... الرغبه والرهبه ... كم أتمنى لو كنت راهبا... لا اله الا الله ... لا مزيد من
الالحاد... لا اله الا الله ... لا اله الا الله...
استل الرقيب سيفه ... بكل تهديد ووعيد ... لن تبقى هكذا لوحدك ...
ابحث عن المزيد... انت الحر ... كل شيء لك ... انت الحر وأنا العبد ... انت الباقي ... وأنا الراحل ...
انت لم تعد ابدا ضيف شرف ... انت الأمر وانا الخادم... من تشتهي ... سبايا هذا الكون تحت امرك ... انت في غابه الوهم... جنودي كلهم عبيد لك ... طلباتي اوامر ... أنا الفراق لحظه المغيب... أنا السجن الحنين ... أنا فراق الجروح ... أنا كسرات الغرام ... أنا الانتقام ...
أنا لابن ادم كل الجروح ... انا ابليس الرجيم ...
هكذا كان يرغب ... اذا أحس بأن بقايا النفس الأبيه بدأت بالاستفاقه... اذا احست بالأستقامه... لا عجب كلها استماله...
جنود الرقيب...
بكازا استفاقوا...
جميهم حضروا... هذا الشاب يفكر بالعوده... لدينا المزيد ... لدينا المزيد ...
كان استمالات الرقيب فارضه جو من العزله... الرغبه للجديد... كانت هيا الجديد... وجاء الجديد... جاءت سلمى ... بكل سلام جاءت ... كانت كما ادعوها سلمى الأولى ... حيث في غابة الوهم كان الكثير من السلام... الكثير من سلمى ... والقليل من الكراهيه ... سملى هديه والديها... لشاب اصبح شبحا من بقايا الرقيب...