mmmsultan |
2017-10-02 04:29 PM |
عاشوا شباب كازا
لاحظت على زوار كازا من الشباب السعودي الميل للهدوء. بالتأكيد يعود هذا إلى طبيعة برنامجهم اليومي. يصحو الشاب السعودي في كازا الساعة السابعة صباحا وأحيانا السادسة. ينزل إلى الجم. يمارس التمارين الصباحية التي اعتاد عليها في الرياض أو جدة. بعضهم يستأجر فلة نائية مبالغة في الهدوء وطلباً للهواء العليل. فلل كازا لا يوجد فيها جم. لكن الحديقة الغناء تغني عن ذلك. يجلس على كرسي خيزران ينصت لزقزقة العصافير وحفيف الأشجار ويستنشق الرطوبة العذبة. أحياناً يكون في يده جريدة ودائما في يده كتاب. يقرأ فيه حتى تأتي فاطمة الطباخة وتناديه لتناول الإفطار. يكون زملاؤه في الرحلة سبقوه إلى المائدة. عادة طيبة أن ترى الشباب يسافرون جماعات. الإفطار الذي تعده فطوم مكون من عصير قريب فروت وقليل من المربى وشيء من الخبز الفرنسي. شعارهم الصباحي يقوم على اللاءات الثلاث:( لا فول، لا شكشوكة، لا كبدة حاشي). فطور خفيف للرشاقة. بعد ساعة يكون الباص على الباب وبداخله عدد من المرشدات السياحيات المدربات بعناية. بعد السلام والتحايا يتحرك الباص. سننطلق اليوم إلى المتحف. هكذا تقول خديجة رئيسة المجموعة. ثم تعطيهم فكرة مفصلة عن المتحف. مع أن هذا تحصيل حاصل. من عادة الشاب السعودي أن يعد نفسه قبل السفر. يقرأ كل شيء عن المدينة التي سوف يسافر إليها. متاحفها مسارحها مكتباتها آثارها. لا تضيف خديجة سوى بعض التفاصيل التي لم تشر إليها الموسوعات التي يعشق الشاب السعودي اقتناءها. بعد ساعة يصل الباص. ينزل الشباب. يقفون أمام المتحف يتأملون عمارته التقليدية. المنمنمات والزخارف المغربية الشهيرة تبهرهم. تبدأ الفلاشات. عملية التصوير تستغرق ساعة وأحيانا ساعتين. غرام التفاصيل الصغيرة. يشتكي منهم مرشدو السياحة. عشق شباب كازا السعودي للثقافة يثير الحسد بين شباب العالم. بعد الجولة الطويلة والمشوقة في المتحف يتحرك الباص إلى المكتبة العامة. ينتشرون في أرجائها. كل يحمل سؤاله معه. على المكتبة أن تجيبه. متى مات بن تاشفين ومتى حكم الموحدون ومن جاء قبل من. بعد ثلاث ساعات من النهم الثقافي يتحرك الباص. حان وقت تناول الغداء. غذاء الروح أولا يليه غذاء الجسد. تكون فاطمة قد أعدت مائدة غداء خفيفة تليق بشباب يعشق الثقافة والرشاقة. شعارهم النهاري يقوم على اللاءات الثلاث( لا لقطمة الرز لا للحيمة التيس لا لسطل اللبن.). بعد هذه الوجبة الخفيفة يدخلون في قيلولة قصيرة. الوقت من ذهب. لم يأتوا إلى كازا من أجل النوم. ينتظرهم برنامج المساء السياحي. صرحت خديجة أن مسرحية اليوم بعنوان البؤساء عن رواية فيكتور هيجو الشهيرة. لا يمكن أن تصف شعورهم بالسعادة بعد خروجهم من المسرح. الساعة التاسعة. حان وقت العودة إلى الفلة والنوم. الشباب السعودي في كازا لا يمكن أن يسهر ابعد من الساعة التاسعة. شعارهم الليلي في كازا يقوم على اللاءات الثلاث( لا للسهر لا للطرب لا للصخب). بارك الله فيهم وفي رحلاتهم الميمونة.
للكاتب الساخر عبدالله بن بخيت
|