ثكلته أن لم يحكم العرب (مقولة هند لأبنها معاويه)
كان معاوية بن ابي سفيان , طفل صغير يلعب بين يدي أمه هند بنت عتبه ,بحضور والده سفيان بن حرب زعيم قريش فتصرف معاويه بعفوية الطفل , ولم يرق ذلك لأمه وعنفته وقالت كلمتها الشهيرة (ثكلته أن لم يحكم العرب )
وهذه العبارة لم تطلقها هند من فراغ او عبث , حيث انها نبوة كاهن باليمن والقصة هي كالتالي :
كان الفاكه(زوج هند الأول قبل ابوسفيان) كريما وله مجلس يأتيه ندماؤه فيدخلون بغير استئذان، فخلا ذلك البيت يوما فاضطجع الفاكه وهند فيه في وقت القائلة ثم خرج الفاكه لبعض شأنه وأقبل رجل ممن كان يغشاه، ورأى هند نائمة فخرج، فلقيه الفاكه خارجاً، ثم دخل فوجد هند في المجلس نائمة فركلها ثم سألها عن الذي كان بالداخل توا، فأنكرت علما بأحد قد دخل قبله. فقال لها إلحقي بأهلك. فانتشر خبرها بين أهل مكة، فقال لها أبوها:"أي بنية إن الناس قد أكثروا فيك فبيِّني نبأك. فإن يكن الرجل عليك صادقا، دسست له من يقتله، فتنقطع عنه القالة، وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن". فأقسمت له بآله السماء والأرض وبكل الآلهة انها بريئة ,قالت: لا والله يا والدي إنه كاذب. فذهب عتبة إلى المغيرة فقال له:«يا هذا إنك قد رميت ابنتى بأمر عظيم وعار كبير لا يغسله الماء، وقد جعلتنا في العرب بمكان ذلة ومنقصة، ولولا أنك منى ذو قرابة لقتلتك، ولكن سأحاكمك إلى كاهن اليمن، فحاكمني إلى بعض كهان اليمن»
فحملها أبوها عتبة وخرج معهم الفاكه حتى إذا دنوا من الكاهن رآها أبوها متغيرة مصفراً لونها، فخلا بها وقال: يا بُنية مالي أراك قد اصفرّ لونك وتغيّر جسمك، فإن كنت قد ألممت بذنب بأخبريني حتى أفلّ هذا الأمر قبل أن نفتضح على رؤوس الناس. فقالت: يا أبتي إني لبريئة، ولكني أعلم أنا نأتي بشراً يخطئ ويصيب، فأخشى أن يخطئ فيّ بقول يكون عاراً علينا إلى آخر الدهر.
قال عتبة: فإني سأختبره، فخبأ له حبة بُرّ في إحليل مهر، ثم ربط عليها، فلما قدموا عليه أكرمهم ونحر لهم فقال له عتبة: إنا قد جئناك في أمر، ولكن لا أدعك تتكلم فيه حتى تبين لنا ما خبأت لك، فأنى قد خبأت لك خبيئا فانظر ما هو فأخبرنا به، قال الكاهن: ثمرة في كمرة، قال: أريد أبين من هذا، قال حبات بر في إحليل مهر، قال: صدقت فخذ لما جئناك له انظر في أمر هؤلاء النسوة فأجلس النساء خلفه وهند معهم لا يعرفها ثم جعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها ويبريها ويقول: انهضى حتى دنا من هند فضرب كتفها وقال: انهضى حصان رزان غير رسخا ولا زانية ولتلدن ملكا يقال له معاوية ، فوثب إليها الفاكه، فأخذ بيدها فنترت يدها من يده وقالت له: إليك عنى والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة، والله لأحرصن أن يكون هذا الملك من غيرك، فتزوجها أبو سفيان بن حرب، فجاءت منه بمعاوية.
__________________
لقد ثبت بالقلب منك محبةٌ
كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ
التعديل الأخير تم بواسطة الزين المسرار ; 2011-07-31 الساعة 10:57 PM