**هذه مجموعة من المذكرات, كتبتها على شكا خواطر شخصية. لا تعني أي احد وقد لا تعني أي شيء ... مجرد خربشات من الحبر تركها قلمي على دفتر قديم مهتريء!
وقت الحدث: الساعو الواحدة ظهرا في يوم من شهر يناير او جانفي كما يسميه البعض, في احد السنوات
موقع الحدث: كافيه De France امام فندق حياة ريجنسي في كازابلانكا
.
.
السماء ملبدة بالغيوم والجو بارد جدا كما يجب ان يكون في مثل هذا الوقت .
أجلس في الطابق الثاني قرب الشباك مستمتعاً بقهوتي "نص ونص" وأتامل من يمشي في الشارع محاولاً ان أتنبأ بما يشغل بال كل شخص وما يفكر به...
هل جربتم ان تقرأوا افكار الآخرين؟ قد تبدو المحاولة ضرباً من الجنون ولكن مع الوقت ستكتشف كم بإمكانك ان تقرأ كل ما يدور في بال الآخرين وكأنه كتاب مفتوح!!!
لا يقطع صفو تفكيري الا بيد تربت برفق على كتفي.. اوه انها غزل!
- تقول: حبيبي, لم اصدق ان اراك هنا, حظي حلو فقد اتيت بالصدفة
- أرد: بل انا حظي أسعد لأرى اجمل مخلوقة هنا
- تقول: لقد خرجت من الجامعة الآن, وأحببت ان اجلس في هذا المكان.. احببته لأنه يذكرني بك!
- أرد: وأنا ايضاً كنت احلم بك وانا نائم, وجئت وحدي لهذا المكان فقط كي افكر بك
انقطع صفو هدوئي منذ جاءت واستمرينا في هذا الحوار المعسول المغلف بالكذب...
المشكلة اني أستطيع قراءة افكارها, بل حتى كان بامكاني كتابتها لها, ربما لأنها كانت بطيئة التفكير!
أتأمل ملامح وجهها, جمال ابتسامتها, خصلات شعرها الخمرية وقد انسدلت على جانب وجهها, قوامها الممشوق, غمازتيها المثيرتين, صدرها المكتنز وكأن ثدييها يريدا أن ينفجرا للخروج من قيد قميصها, وفي نفس الوقت أستمتع بصوتها وكأني أشتهي تذوقه!
- لقد شعرت بالحر هنا.. قالت
تقف لتنزع معطفها وسكارف كانت تضعه على رقبتها
اتأملها مرة اخرى متذكراً انها هناك لم تكن لتتوقف, بل كانت ستكمل نزع ملابسها قطعة قطعة!
تنتبه لي وانا أنظر لمؤخرتها وتعود لمقعدها بسرعة...
- ماذا كنا نقول
- أرد: الم أقل أن لك اكثر من وجه؟
- ولماذا تقول هذا الكلام؟
- أبتسم: أنت بيضاء كالثلج, وفي أوقات يتحول لونك للأحمر الزهري.. خصوصاً عندما تخجلين كهذه اللحظة
- تبتسم هي بخبث: لا تستعجل , ستصبح انت أشد حياءً مني مما سأفعله بك الليلة!!
ما أجملها من لحظات ... لولا أني كنت أقرأ الأفكار!
اطمئنوا يا أصدقاء... هي ليست بائعة هوى وليست بحاجة لأموالي...
وان كنت انفق من أجلها في هدايا وسهرات اكثر مما قد ينفقه شخص عادي لبائعة هوى, من باب الاتيكيت والبرستيج!!
هي من أجمل فتيات الكون وأعذبهن وأرقهن ... لكنها حائرة, مبعثرة, مشتتة!! بين وبين الآخرين!!
أتأمل قعر فنجاني - وهي عادة احاول ان اتركها - وليتني فعلت تلك المرة, فقد صدمني ما وجدته!!
"أنت تضاجع الأناكوندا!" .. قد اكون أخطأت في القراءة... امسح عيني بالمنديل فربما علق في رومشي شيء , وأقرأ مرة أخرى:
"أنت تضاجع الأناكوندا!" .. "هي جالسة أمامك"... غمرني الشعور بالصدمة والحزن لعلمي أن الفنجان لا يكذب!!
"أنت تراها كالعصفور, بينما هي تمتص رحيقك, تبتلع كل ماءك في داخلها لتستبدله معك بسمومها"
كفى .. كفى ... وددت لو أكسر هذا الفنجان لأسكته لكن تذكرت وجه الجرسون المتجهم دوماً ولم أرد ان ادخل في جدال معه...
لم يقطع صخب حواري مع ذاتي الا نبرة صوتها الساحر تسألني: اذن عدت لفراءة الفنجان, اخبرني ماذا وجدت؟
- أرسم ابتسامة على محياي بصعوبة لأرد: الفنجان يقول ستضاجع أجمل فتاة في العالم الليلة.. أتعرفينها؟
- تضحك بوجه وردي آخر: هذا الفنجان خبيث , اقرأ فنجاني واخبرني ما يقول الآن..
أمسك بفنجانها متأملاً الصبغة الحمراء التي طبتعها شفتاها على الفنجان, أقلبه واتركه لثواني لأقرأ ما فيه ككتاب دقيق لا يعرف من كتبه!!
ما ان نظرت فيه حتى احسست برياح عارمة باردة تخللت كل أطرافي, أحسست بشعري يقف شعرة شعرة كأنهم أفراد جيش على أهبة الاستعداد... وكأني تلقيت صفعة قاسية من عملاق بحجم الديناصور, وكأن المقهى والمبنى بل وكل المدينة البيضاء تموج وتهتز بعنف ... لم أصدق فعلا هذه المرة ما وجدت, وتمنيت من كل قلبي لو كان الفنجان يكذب!!!
لكني أعلم أن الفناجين لا تعرف الكذب!!
تربت على يدي برفق .. حبيبي: أخبرني ماذا وجدت
- لم أعلم ماذا أقول... أتنحنح وأتلعثم قبل أن أقول: أرى في الفنجان أنك ستستمتعين الليلة كما لم
- تستمتعي من قبل... وانظري هناك وضعيات مصورة في الفنجان و....
- تسكتني ضاحكة لتقول دعك من هذا ولنكتشف كل الوضعيات الليلة!!!
يصرخ في داخلي بركان ... لماذا كذبت؟ لماذا لم أصارحها بالحقيقة؟؟؟ وأسمع صوت العقل من جانب آخر منتشياً بالبطولة ويقول لي لقد أبدعت يا بطل.. هنا تكمن براعة الانسان عن غيره من المخلوقات
- أخرج محفظتي أحسب كل ما فيها من أموال لأجد ما يقارب ال9000 درهم مغربي وثلاث أوراق فية 500 ريال سعودي.. أجمعها كلها بيدي, أسحب منها حقيبة يدها وأضعها داخلي
- تنظر الي بنظرة استغراب ممزوجة بالحنق والغضب والشعور بالاهانة ...: ماذا تفعل؟
- اسمعي: أنا أدعوكي لسهرتنا الليلة, لكن أريد أن تقومي انتي بالتحضير لها من كل شيء.. فقط أريدك أن تكوني اسعد واجمل ما تكونين في هذه الليلة ............ آه نعم: وحاسبي المقهى ايضاً فلم يبق معي اي كاش!
اسرع بالخروج بدون ان انظر اليها او اعرف ردة فعلها... شعوري البشري يخبرني ان ما فعلته هو الأفضل للجميع, ان ذكاءنا وقدرتنا على الكذب هو ما جعل من الانسان سيداً للعالم!
وصوت آخر بدا يخبو لكنه ما زال يصرخ : لا تكذب .. بل أخبرها بحقيقة ما صارحك به الفنجان ... أخبرها أنها ستموت خلال أيام ... دع الخيار لها!!
دعها تفكر ماذا ينبغي لها ان تفعله قبل ان تموت
ربما لن تسهر معك .. ربما ارادت ان تنام في حضن ابويها
أن تصلي,
ان تبكي .. حتى تموت!!
أخرج من جيبي سيجارة, أشعلها, آخذ نفساً عميقاً وأنفث الدخان عالياً في الهواء وأقول بصوت مسموع لأسكت ذاك الصوت:
- بل سأضاجع الأناكوندا قبل أن تموت!
2011-11-09, 01:40 PM
رد: ذكريات غريب في أرض السحر والأحلام الضائعة!
المواضيع المتشابهه للموضوع: ذكريات غريب في أرض السحر والأحلام الضائعة!
العرض العادي
الدرهم المغربي مقابل عملات الخليج