إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
كتب الدكتور طارق عبدالحميد من واشنطن:
قالوا لي: هل تريد أن يكون الإسلام مصدراً من مصادر التشريع، فقلت لهم نعم، ولكني أريد ذلك الإسلام الذي أعطى للإنسان حرية الفكر واختيار العقيدة، فقد قال تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". قلت لهم إني أُريد إسلاماً لا يُكره أحدا على أداء شعائره، كما قال القرآن الكريم "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". أُريد إسلاماً يُقيّم الناس بالمحبة التي في قلوبهم، وليس ذلك الإسلام الذي يُقيمهم بما يلبسون، فالله تعالى قال في كتابه العزيز "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم". نعم أُريد ذلك الإسلام الذي يحنو على المسكين واليتيم والأسير أيّاً كان دينه أو عرقه أوعقيدته، فقد قال تعالى "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً"، ولم يقل ويطعمون المسكين المسلم أو اليتيم المسلم أو الأسير المسلم فقط! نعم أُريد إسلاماً يُدافع أتباعه عن غير المسلمين كما يدافعون عن المساجد، فالله تعالى هو القائل "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً". نعم أُريد إسلاماً يعلو بالتواضع ويسمو بالرحمة والمغفرة لا باللعنات والكبر، فالله تعالى هو القائل "وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين". نعم أريد ذلك الإسلام الذي يتعبد أتباعه مع أهل الديانات الأخرى، ويصلون معهم كما قال تعالى "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم"، فلم يقل القرآن واصبر نفسك مع الذين يدعون "ربك" بل قال "ربهم". نعم أُريد ذلك الإسلام الذي يشهد أتباعه بالحق والصدق ولو حتى على أنفسهم كما قال ربي: "كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين". نعم أريد ذلك الإسلام الذي تسمو فيه الروح فوق الأحرف والكلمات، كما قال ربي "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا". نعم أُريد ذلك الإسلام الذي يجعل أتباعه "ربانيين" كما قال ربي "ولكن كونوا ربانيين"، أي أولئك الذين يرى الناس أعمالهم الحسنة فيقدسون وجه خالقهم ومبدعهم. نعم أُريد ذلك الإسلام الذي يجعلنا نُقدس الإبداع، فالله تعالى هو "بديع السماوات والأرض"، ونحترم الفكر المخالف ونرى فيه جمالاً لأهميته، فقد قال ربي "ولو شاء ربك لجعل الناس أُمةً واحدة ولا يزالون مختلفين". نعم أُريد إسلاماً تذرف أعيُن أتباعه دمعاً حينما يسمعون آيات الله في القرآن ,وتقشعر جلود من آمن به حينما يرون جمال الله في الورد والفراشات وقواقع البحار، فالله تعالى -كما قال في حديثه القدسي- "جميل يحب الجمال". نعم صدقوني إني أؤيد ذلك الإسلام الذي هجره ونسيه الكثيرون، كما قال ربي في يوم الدين "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا". فإن كانت تلك الصفات التي تسمح باحترام الفكر والتنوع والاختلاف، وتقدس الجمال والإبداع هي مرجعية الإسلام فأهلا وسهلاً بها. وإن كان مفهوم المرجعية عند البعض هي إكراه الناس على شعائر الدين، وقمعهم بناء ,وإصدار الأحكام على البشر ونعتهم بالكفر والزندقة فلا أهلاً ولا سهلاً بتلك المرجعية. |
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
شكرا شكرا شكرا بزناس
|
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
اقتباس:
عفوا عفوا عفوا تيفيور .. انتي اللي شكرا على تشجيعك المستمر .. |
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
مقال رائع ما اجمل دين الاسلام لو طبق كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم
ولكن ما نراه اليوم اصبح يخدم مصالح البعض او من اتخذه سلعه و ربح او من يزين الربا باسم الاسلام كما في البنوك اليوم و الامثله كثير الاسلام دين صالح لكل زمان و مكان |
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
اقتباس:
صدقت فالاسلام دين صالح لكل مكان وزمان ولكن للاسف البعض اتخذه سلعة يتربح بها اما للوصول الى منصب او جاه اجتماعي او سلطه .. الاسلام دين الفطره لا يمكن ان يعادي البشريه فهو دين عام لكل الناس وهو دين تعامل ومعاملات وليس للتنظير والاقصاء .. اكرر شكري لك استاذي الكريم .. |
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
: (456):: (456):: (456):: (456):: (456):
هذا ديني الاسلام الذي يولد منه السلام الى يوم الدين!!!!مبدع بزناس :18: |
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
اقتباس:
الابداع انت منبعه اخوي ابو ملك .. اشكرك على مرورك وتشجيعك المستمر يا غالي .. يسعد صباحك ومساك .. |
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
موضوع رائع مشكور اخي بزناس
|
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
اقتباس:
تحياتي .. |
رد: إني لا أُريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"..
اقتباس:
|
الساعة الآن 04:42 AM |
جميع المواضيع و الردود لاتعبر بالضرورة عن رأي و توجهات الادارة و انما تعبر عن رأي كاتبها فقط