مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب - ما أجمل المغرب وما أطيب أهله

لقد سحرت بلاد المغرب العربي على مر السنين جيرانها في الضفة الأخرى من البحر المتوسط، ففتنوا بها وعشقوها، وعشقوا بساطة أهلها وحسن ضيافتهم وإكرامهم الضيف.
المغرب جامعة مانعة، فهي تتمتع بسهول خضراء تزدهر فيها الحقول الزراعية المنتجة، فأرضها كأهلها كريمة وفيها سلسلة جبال الأطلس العالية الشامخة، ترمز إلى إباء هذا البلد، وصحراء تقبر رمالها من يجرؤ على الاعتداء عليها، فهي عصية على الأعداء حنونة معطاءة خيرة على أهلها في الربيع، وأنهارها فياضة كنهر السبو، ونهر أم الربيع، ونهر أبو الرقراق، ونهر درعا. شاهدنا ذلك في تجوالنا في مدن المغرب، ولكل مدينة طابعها، وما يجمعهم حرصهم على حفظ التراث بالمباني العريقة الضاربة في عمق التاريخ من قلاع وأسواق.
فمدينة «الدار البيضاء» تشابه كثيراً القاهرة، زحمة وفوضى، بينما مدينة «مراكش» هادئة ومرتبة تكثر في شوارعها وطرقها وأرصفتها زراعة الزهور الجميلة، وفي مراكش معلم سياحي وترفيهي وتراثي هو ساحة الفنا، زاخرة بالحياة، جاذبة للسواح، إضافة إلى أسواقها القديمة المتنوعة البضائع، تشاهد في ساحة الفنا أساليب وطرقاً شعبية ترفيهية، فهناك من يُرقّص الثعابين بالمزمار، وهناك من يجعل القرود تقوم بحركات مضحكة، وهناك من يقوم بعروض مسرحية في الهواء الطلق، والجمهور متحلق حوله، وهناك من يغني، مصاحباً بإيقاع الدفوف والطبول ونفخ المزامير وعزف العود، وهناك من يقوم «باسكتشات» فكاهية ضاحكة، وهناك من يلقي الشعر الساخر، وهو يقوم بحركات راقصة، وساحة الفنا تحيطها دكاكين ومحلات، وتكثر فيها الأكشاك التي تبيع أطعمة مشوية من لحوم وأسماك، وأكشاك أخرى تبيع العصير الطازج، وتنتشر فيها المقاهي والمطاعم، وتشعر بما يشابه شعورك وأنت في ساحة المباركية أمام المطاعم، وما يجاورها من دكاكين في سوق المباركية، ولم يفتنا في مراكش الاستعراض الفلكلوري للعصامي المكافح، علي بن فلاح، الذي حول حلمه إلى حقيقة بالمثابرة والعمل الجاد، حيث بدأ حياته مرشدا سياحيا صغيرا، وهو الآن من كبار أغنياء مراكش، ويوفر الاستعراض الفلكلوري لعلي بن فلاح لقمة العيش لمئات العاملين، كما زرنا «فاس» العريقة بأسواقها القديمة، و«مكناس» التي لها روحها الضاربة في القدم، والعاصمة الرباط النظيفة والجميلة، والمطلة على النهر والبحر والجبل والوادي، والصحراء.
أينما تذهب في المغرب تستقبلك الابتسامة الجميلة المضيافة من أهل المغرب الكرام، وعزمنا مرافقنا الطيب رشيدي في شقته مع عائلته، وفوجئنا بالمقدار الكبير لكميات الحلويات والمعجنات والمكسرات، التي تدل على الكرم الشديد، ورحبوا بنا ترحيباً كبيراً، وقامت نساؤهم بوضع الحنة بيد مرافقتي الحبيبة، وهن كمعظم نساء أهل المغرب يتمتعن بالخلق الرفيع والأدب المقرون بالحياء، وهم أهل دين وأخلاق وقيم.
حين قمت بزيارة المجموعة المغربية الكويتية للاستثمار، رحب بي المدير العام، السيد فيصل المسعود الفهيد، برفقة معاونيه النشيطين، كويتيين ومغاربة، وأطلعني على بيانات ومعلومات أثارت إعجابي للأداء الطيب لكل من الصندوق الكويتي للتنمية، والمجموعة المغربية الكويتية للاستثمار CMKD، حيث عرض فيلم سينمائي، وهو فيلم متقن الإعداد والتصوير والإخراج موجز وشامل، يبين إنجازات كل من الصندوق الكويتي للتنمية والمجموعة الاستثمارية، وأبرز المشاريع والاستثمارات، التي أنجزت من كليهما، حيث قام الصندوق الكويتي للتنمية بالمساعدة في بناء العديد من المشاريع وطرق ومستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء، من أجل تنمية مملكة المغرب الشقيقة.

خليفة الخرافي