قبل أعوام عديدة... كنت في المغرب... تحديدا في بني ملال أو بالاحرى خارجا من بني ملال بعد أن بقيت فيها ايام... والنية إلى إفران مرورا بخنيفرة....
ومع الطريق الوطنية توقفت في سطاشيون توتال باش نعمر الطنبيل بالمازوط...
بلان خويا... وخا...
وانا على اخر عتبات محطة الوقود كان أحد عمال المحطة يشير بيده....
توقفت مرحبا خويا... الا ممكن توصلني فطريقك خويا... دار ديال في زاوية الشيخ..
مرحبا... وركب... مؤدب... جدا محترم... وشخصية مدركة واعية... رغم مظهره البسبط ومن خلال الحديث معه تكتسب الكثير من المعرفة... وسألني عن وجهتي... فقلت خنيفرة ومن بعدها افران اذا ساعد الجو... ان شاء الله...
الجو غائم... يوحي بأن المطر يكاد يسقط بغزارة بين لحظة واخرى ... تماما كليلة البارحة والليلة التي سبقتها...
عرضني للفطور... قلت له هانت تشوف الحال وأنا على سفر...
قال الوقت باقي بكري والنهار مازال في أوله... وبين خشيتي أن يؤل اعتذري بشيء من التكبر وبين ان يكلف على نفسه... وبعد أخذ ورد.. وافقت على براد أتاي وصافي...
وقال غنتصل بالوالدة نقول لها باش يكون الاتاي واجد وما تتأخر....
واتصل وبدأ يتكلم بالشلحة...
وصل البيت ورحب وهلا بي والحجاج مثل ما نقول ضاحك والوجه مسفهل....
لكنه لم يلتزم بالاتفاق...
كان افطارا مغربيا شعبيا كاملا...
رغم ان الدار متواضعة... والبساطة فيها طاغية... الا أن الاحساس بالكرم والبذل لا تخطؤه العين ولا يتوه عنه الفهم...
أفطرنا أنا وهو وبنت صغيرة.. اربع اعوام تقريبا... ابنته...
قد تمر أعوام وتلك الجلسة لاتزال حلاوتها ودفؤها ومذاقها لا تفارق الاحساس....
بساطته...
كرمه...
الصدفة التي جمعتنا... بلا ميعاد او ترتيب...
الجو في ذلك اليوم...
أمور كلها تجمعت ويكفي واحد منها فقط يكون موجودا ليسحر القلب... فكيف وقد اجتمعت.... البساطة والعفوية والكرم الفطري والصدفة...
مانقول غير الله يلاقينا باللي احسن منا..
__________________
قال ضحكتك... تفضح غلا بالصدر ضافي....
قلت هونك... ضحكة بضحكة... جارن واجاريك 
... !!